رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطميا يوسف

موقع أيام نيوز

حبيبتي ويصبرك على السواد اللي انت هتعيشيه بعد مۏته 
ثم قلبت عينيها مدعيه للحزن مكمله حديثها بحزن مصطنع 
الله يرحمه كان راجل بالف راجل عمره راح بدري بدري كان مهنيكي ومخليكي ست الستات .
لم يعجب كلامها فريده والدة ريم ووجهت انظارها اليها قائله بدفاع عن ابنتها امام سليطه اللسان تلك 
امر
الله يا حبيبتي ونفد وما نقدرش نعترض على حكمه ولا على اقداره البني ادم مننا في لحظه ممكن يفارق وما حدش عرف عمره 
وبعدين الشړ بره
وبعيد سواد ايه اللي بنتي هتعيش فيه ربنا يخلي ولادها الاتنين ويخلي ابوها واخوها مش هيخلوها تحتاج حاجه ابدا ولا هيسمحوا لحد يبهدلها او يمس طرفها دي ريم اغلى الغاليين يا ام البنات .
اغتاظت هند من حديث تلك القويه ونعتها لها بأم البنات ظنا منها بأنها تعايرها بذلك وكادت ان تنطق الا ان زوجها باهر اشار اليها بعينيه ان تسكت مرددا بحزم 
لو سمحتي يا هند خدي البنات وانزلي علشان خاطر الجماعه تعبانين شويه وعايزين يستريحوا وكمان تشوفي البنات ما أكلوش لحد دلوقتي وانا نازل
رايح المطعم شويه .
وما ان استمعت والدته لمغادرته نظرت اليه قائله وهي تشير له بالجلوس مره اخرى 
انا عايزاك يا باهر في موضوع مهم استنى
خدني معاك نزلني شقتي هنتكلم فيها تحت .
استمعت فريده الى حديثها ثم قامت من مكانها وكذلك والد ريم واخيها مرددين وهم ينتوا المغادره ناظرين الى ابنتهم قائلين لها 
انا
همشي يا حبيبتي مع باباكي وهاجي لك الصبح ان شاء الله مش محتاجه حاجه اجيبها لك معايا وانا جايه
رفعت ريم انظرها الى والدتها مردده
باستبيان
ما تتعبيش نفسك يا ماما وتيجي انت واخده اجازه من الشغل بقى لك اسبوع انا بقيت كويسه الحمد لله هقدر اشوف اموري بنفسي ما تقلقيش علي 
ثم اكملت وغشاوه
الدموع تراود مقلتيها 
انا خلاص لازم اعتمد على نفسي في كل امور حياتي اللي انا فيه مش حاجه مؤقته وهتنتهي ده امر واقع مضطره اني اتعايش معاه 
ولو احتاجت حاجه يا حبيبتي اطلبها منك كفايه عليكي الاسبوع ده انت اتبهدلتي معايا جامد وما تقلقيش عليا 
ربنا المعين وباذن الله هيهونها على قلبي وعلى اولادي .
استمع والدها الى حديثها بقلب منفطر وردد بحب وهو يقبل راس غاليته 
معلش يا حبيبتي ربنا له حكمه في كده ربنا يصبرك ويعينك على الحمل اللي إنتي شايلاه
وما تقلقيش طول ما انا جنبك عمري ما اتخلى عنك ولا هسيبك ولو حصل اي حاجه في لمح البصر هتلاقيني قدامك برنة تليفون منك بس
ربنا يعوضك ويجبر قلبك خير في ولادك يا حبيبتي .

خلاص يا بابا بعد باهر الدنيا كلها ما بقتش تسوى حاجه بالنسبه لي وكل حاجه حلوه راحت بمۏته واحساسي بالحياه بقى معډوم 
انا خلاص باهر فارقني وسابني جسد بلا روح أخد الفرحه وساب القهر لقلبي 
أخذ الضحكة والإبتسامة الصافية وساب الحزن لعمري
أنا في دوامة يابابا ومش عارفه أفوق منها ولا أعيش 
ساعات بيتهيأ لي إنه يطلع كابوس وهفوق منه وأصحي من تخيلاتي وتهيآتي علي حقيقه بشعة 
وساعات بقول يارتني كنت مكانه وإن أنا إللي مت وهو إللي فضل عايش علشان الۏجع والمرار اللي عايشاه .
وكادت أن تكمل نحيبها إلا أن والديها رددوا في صوت واحد بړعب 
بعد الشړ عنك ياحبيبتي 
وأكملت 
لا يانور عيني ألف بعد الشړ عنك ربنا مايضرناش فيكي أبدا وتعيشي وتشوفي
ولادك أحسن الناس في حياتك ياحبيبتي 
اوعي أسمعك بتقولي كده تاني أبدا ربنا مايورنيش فيكم حاجه وحشه أبدا ياحبيبتي.
وظلوا يهدهدوها بكلامهم ويغدقوها من حنانهم ثم استأذنوا للمغادرة 
أما زاهر فنظر إلي ريم مرددا باحترام
أنا هاخد ماما وننزل ياأم عمر بعد إذنك مش محتاجة حاجه إنتي والأولاد أجيبها لك 
تنهدت بقلب موجوع وأجابته بهدوء معتادة عليه 
تسلم يازاهر بابا وماما مش مخليني محتاجه حاجة خالص ولا أنا ولا الأولاد وأكيد لو حسيت نفسي عايزة حاجة هطلب منك .
أحس بالضيق من حديثها
وردد بامتناع
معلش يا ريم متخليش والدتك تجيب حاجه تاني وتتعب نفسها إنتي وولاد أخويا من ساعه ۏفاته مسؤلين مني وده مش تفضل ولا كرم مني لأ ده من خيره الله يرحمه ومن حقه .
استمعت والدته إلي حديثه وأجهشت في البكاء وهي تردد پبكاء
آه ياحبيبي ياللي بقيت ماضي نترحم عليه 
رحت وسبت امك لوحدها يا باهر وقلبي انكوى واتحسر بفراقك ربنا يرزقك الجنه ونعيمها يا حبيبي وينور لك قپرك 
تألم زاهر كثيرا من دموعهم فهو لم ولن ينسى اخيه الذي انكوي قلبه ايضا بفراقه واخذ بيد والدته واستاذن من ريم النزول 
وهبطا الى شقتها لكي يرى الموضوع الذي تريده منه 
كانت هند تدور في شقتها كالثور الهائج وهي ټضرب بقبضتي يديها على بعضهما وتردد مع حالها بغل 
بقي انا الوليه الحيزبونه دي تكسفني قدامهم وتقول لي يا ام البنات 
وكانت بتتكي عليها قوي اصلا هي قصدها علشان تحرجني والله ما هعديها لها 
وهمرر عيشه بنتها في البيت ده
اللي الكل دلوقتي محاوطها وكأن ما فيش الا غيرها انا اصلا مش عارفه ايه اللي مقعدها هنا لحد دلوقتي ما ياخدوها معاهم اللي كانت قاعده علشان خاطره ماټ 
واثناء دورانها حول حالها استمعت الى خطوات الى الاسفل فطلت من النافذه وجدت زوجها ووالدته نازلين الى الأسفل فتذكرت انها كانت تريده في امر هام
انتظرت حتى اكملوا هبوطهم ثم خرجت من شقتها دون ان يشعر بها احد ثم انسحبت على خطوات السلم بهدوء حتى وصلت الى باب شقة حماتها ووضعت اذنيها لكي
تسمع ما الذي يحاكي بينهم بفضول معتاده هي عليها .
اما بالداخل أمسكت
اعتماد والده باهر المنشفه الورقيه وجففت دموعها ونظرت الى ابنها وتحدثت بجديه 
شوف يا زاهر اخوك الله يرحمه ماټ وساب مراته صغيره وفي عز شبابها ومعاها ولدين وعندها خير من ورا اخوك الله يرحمه انا مش عايزاها يا ابني تاخد العيال وتمشي من البيت 
علشان ولاد باهر لو بعدوا عني انا هيجرى لي حاجه كفايه
ابوهم الله يرحمه ماټ وسابني 
وما ان قالت كلماتها الاخيره حتى انذرفت الدموع من عينيها كالشلالات على فقيدها الغالي 
احتضنها ابنها وربت على ظهرها بحنان
وردد قائلا بحزن على حالتهم 
كفايه بقى يا امي دموع وعياط لو كانت الدموع بترجع اللي افتقدناهم واللي المۏت اخذهم كنا بكينا بدل الدموع ډم ليل ونهار بس ده امر الله ولازم نصبر ونحتسبه عند ربنا سبحانه وتعالى 
وربنا يبارك في ولاده ما تقلقيش مش هتمشي ولا هتفكر تبعد ولادها عنك يا حبيبتي 
ريم بنت اصول ومتربيه
وما تقلقيش مش هتسيبك ريحي بالك وكفايه دموع علشان خاطر صحتك يا حبيبتي .
اما عن الواقفه في الخارج وضعت يدها على صدرها من من اثر الصدمه لما استمعت اليه
وجحظت عينيها وانطلقت نظرات الغل والشړ من بينهم وتوعدت بداخلها مردده مع حالها بوعيد الشړ 
بترسمي على ايه يا وليه يا شايبه إنتي كمان ما ابقاش انا
هند اما خليتها تمشي من البيت النهارده قبل بكره ده انتم ناويين تقلبوها ڼار وحريقة وانا مش هعديها والله هيقف قدامي هدوسه ومش هيهمني انا عارفه اصلا دماغك بتفكر لفين ومش هوصلك للي انت عايزاه يا شايبه انت اذا كنت إنتي ولا السهتانه اللي فوق 
في الملجا عصرا
تقف شريفه مديره الملجا وامامها جميع الفتيات تقفن منتظمات في صفوف امامها وهي تلقي عليهم ارشادات الحفل الذي يقام في الدار وسيحضره الوزير وبعض من قامات الدوله مردده بحزم 
دلوقتي يا بنات الحفله اللي بتعملها الدار كل سنتين ميعادها قرب طبعا كل واحده فيكم عارفه دورها من النشاطات هتعمل ايه انا مش عايزه غلطه لان اللي حاضر الحفله زي كل مره قامات من الدوله عايزاهم يخرجوا ويقولوا اداره الملجا عظمه مش عايزه غلطه من الاخر 
انا جايبه لكم مدربات لكل نشاط هتقوموا بيه في الحفله كل مدربه متخصصه في كل نشاط هتاخد المجموعه اللي تبعها عايزاكم تفتحوا دماغكم معاها وترفعوا راسي 
علشان لو رفعتم راسي هكافئكم مكافاه ما كنتوش تحلموا بيها .
استمعن الفتيات اللي حديثها المعتاد قبل اي حفله
تعد لها الدار ورددن
بكل قبول اعتادوا عليه 
علم وينفذ يا ابله شريفه ما تقلقيش هنشرفك وهنرفع راسك زي كل مره واحسن كمان .
ابتسمت لهن ابتسامتها البارده المعتاده ورددت وهي تصفق على يديها 
برافو حلوين كده احبكم اتفضلوا يلا تروحوا على اماكنكم وان شاء الله المدربات جايه من بكره عايزاكم تكونوا مستعدين على قدم وساق 
ثم نظرت الى مريم وهي تشاور لها قائله لها بأمر
تعالي لي يا مريم على المكتب علشان انا عايزاكي .
ثم اولتهم ظهرها وغادرت الى المكتب ومريم تتبعها وجلس سويا على الاريكه الموجوده في المكتب ونظرت المديره الى مريم قائله لها بنظرات ثاقبة 
شوفي يا مريم انتي اكتر واحده لازم تاخدي بالك من النشاط اللي إنتي هتأديه لأن فقره المغنى بتاعتك هي اهم فقره لازم تتقدم بكل حرفيه 
الاغنيه اللي هتقول لك عليها المدربه تتقنيها كويس جدا وتسمعي كلامها في كل حاجه لان اللي هيحضر الحفله زي ما قلت ناس كبيره 
انا عايزاكي تغني بقلبك وبروحك وبكل كيانك علشان خاطر الدار تاخد شهاده الجوده 
فاهماني يا مريم ولا ايه 
استمعت مريم الى حديثها بكل اذان صاغية واجابت بطاعه عمياء معتاده عليها 
ما تقلقيش يا ابله شريفه انتي عارفه اني بغني من قلبي اصلا وإن دي هوايتي المفضله فما تشغليش بالك خالص كل حاجه هتبقى تمام باذن الله والدار هتاخد الجوده زي ما انتي عايزه .
قامت المديره وذهبت الى مكتبها وتحدثت الى مريم قائله وهي تشير ناحيه الباب بيدها 
تمام يا مريم انا واثقه انك هتعملي شغل حلو زي كل مره واحسن كمان ويمكن ربنا يسهل لك وحد يكتشفك من الموجودين وابقى عملت فيكي خير تدعي لي عليه العمر كله 
اتفضلي يلا شوفي هتعملي ايه وعايزاكي تبقي جاهزه بكره
بكل حماس .
اطاعتها مريم وخرجت من المكتب وذهبت
الى غرفتها جمعت كتبها ونزلت الى حديقه الدار لكي تذاكر دروسها فلديها مادتين وتنتهي من اختبار نصف العام الدراسي 
وما ان وصلت حتى امسكت هاتفها وتفحصت موقع الفيسبوك ودخلت على جروب الجامعه وظلت تقرا المنشورات الموجوده فيه
حتى رات امامها منشور لصاحب القلب الرحيم الذي اولاها بعطفه وادخلها الامتحان رغم تاخيرها ورددت وهي تنظر الى صورته الشخصية
بتمعن 
فعلا اسم على مسمى رحيم وانت رحيم .
ثم اخذتها يديها الى ان تفتح صفحته الشخصيه وترى ما بها من باب الفضول 
واذا بها استمرت في التقليب وقراءه منشوراته التي تمتاز بخفه الډم احيانا 
فجاء
امامها منشور في صوره مضحكه للغايه وجدت نفسها تضع تفاعل ضحكه عليه 
ثم خرجت من صفحته ووضعت هاتفها بجانبها وامسكت كتابها لكي تذاكر دروسها فهي لن
تتنازل عن ان تصبح معيده في الجامعه وتقديراتها طوال السنين الماضيه الاولى على دفعتها 
وستجاهد حالها على ان تنهي سنتها الأخيره بنفس التقدير

تم نسخ الرابط