رواية بحر العشق بقلم سعاد محمد

موقع أيام نيوز


على عواد وجلست كعادتها ضمت نفسها إليه قائله 
تعرف فرحت أوى النهارده لما فوقت على رجليكبس حاسه إن قعدتي على رجليك دى هتوحشني أوى 
عواد قويا هامسا بمزح 
يعني عاوزاني أفضل مشلۏل وقاعد على كرسي متحرك 
رفعت صابرين رأسهان عواد قائله 
لأ طبعا بس الكرسي ده قربنا من بعض أوى 
تدللت صابرين بتذمر قائله 

بأمارة الصبح لما خليت الشمطاء أوليڤيا بتضحك عليا ومكنتش عاوزنى أسندك 
ضحك عواد بخباثه قائلا 
بصراحه كده أنا مكنتش عاوزك تسندني بس كنت عاوز حاجه تانيه وقتها بس مكنتش تنفع قدام اللى كانوا واقفين معانا فى الأوضه 
نظرت له صابرين بإستفسار قائله
وأيه الجاحه اللى متنفعش قدامهم دى بقى
إبتسم عواد
وجذب صابرين من عنقها قائلا 
دى حاجه مينفعش تتقال بتتعمل فورا 
اللى بيتصليبقى أكيد عشان الشغل والإتصال هيطول تمام هقوم أنا أتسلى أشوف فيلم قديم 
بعد قليل 
بغرفة المعيشه 
وضعت صابرين جهاز التحكم الخاص بالتلفاز تشعر بضيق لم تجد ما يجذبها لتشاهدهفتحت هاتفها تتصفح بعض المواقعلكن سئمت من ذالك أيضا بعد قليلرغم أنها تشعر بنعاس لكن قررت العبث مع عواد وذهبت الى غرفة المكتب كى تشاغبه قليلا 
رفع عواد وجهه عن مطالعة الحاسوب ونظر ناحية باب الغرفه ببسمه حين سمع قول صابرين بتذمر 
هو الشغل عالابتوب ده مش بيخلص بقالى وقت قاعده فى أوضة النوم زهقت من التلفزيون والتليفون إنت مزهقتش من الشغل عالابتوب ولا تكون 
قطعت صابرين المسافه من الباب الى مقعد عواد سريعا ونظرت الى الحاسوب قبل أن يغلقه وقالت 
طلعت
مظلوم 
ضحك عواد قائلا طول عمرى مظلوم معاك يا حبيبتىقطعتى بقية كلامك اللى كنت هتقوليه وجيتى تطمنى بنفسك إنى مش براسل ستات حبيبتى إنت اللى يتجوزك ميفكرش فى ستات تانى 
نظرت له صابرين بإستفسار قائله أعتبر كلامك 
ده مدح ولا هجاء 
ضحك عواد قائلا بمرح 
هجاء طبعا يا حبيبتى 
نظرت له صابرين بعبوس مصطنع قائله 
إزاى بتقول هجاء وانت بتقول حبيبتى 
ضحك عواد

يقول 
حبيبتى يمكن لسانى أتعود عالكلمه مش أكتر 
نظرت له صابرين بغيط وقامت بوكزه فى كتفه قائله 
بطل طريقتك دى بقى 
ضحك عواد يستفزها قائلا 
طريقة ايه اللى أبطلها 
ردت صابرين 
طريقة الغلاسه بتاعتك وبعدين مش كفايه شغل بقى 
قالت صابرين هذا وأغلقت ذالك الحاسوب 
ضحك عواد قائلا 
أنام 
تبسم عواد بصمت 
نعست صابرين بعد أن إتخذت من صدره متكئا لرأسها ويديه مسندان لها تسمع دقات قلبه الذى أخبارها أنه عاد ينبض بسببها 
بعد وقت قليل إستيقظت صابرين فجأه رفعت ونظرت لوجهه وجدته يغمض عينيه لكن قالت 
عواد إنت نمت 
فتح عواد عينيه يتثائب قائلا 
لأ يادوب كنت لسه هنعس 
إبتسمت صابرين بدهاء وقالت أنا جعانه 
نظر لها عواد بتعجب قائلا جوعتى بسرعه كده ليه إحنا مش متعشين سوا 
ببراءه ردت صابرين 
أنا جوعت وعاوزه أكل بطيخ 
نظر عواد لها بتعجب قائلا تاكلى أيه!
ردت بتأكيد وتهجى للحروف ب ط ي خ 
رد عواد بتهكم يكز على أسنانه وأجيبلك البطيييخ ده منين دلوقتي
ردت صابرين ببساطه هيكون منين يعنى من السوبر ماركت 
نظر عواد لها بذهول يقول سوبر ماركت أيه اللى هنلاقيه فاتح دلوقتي إحنا بعد نص الليل 
ردت صابرين ببرود 
وايه يعنى بعد نص الليل ناسى إننا فى لندن مش بيقولوا إنجلترا هى الأمبراطوريه التى لا تغيب عنها الشمس 
تعجب عواد قائلا 
آه إمبراطوريه لا تغيب عنها الشمس بس مش النوم يا حبيبتى أقولك كلى أى حاجه دلوقتي سد جوع والصبح نروح السوبر ماركت وأجيبلك شادر بطيخ 
نهضت صابرينى قائله بتصميم لأ أنا عاوزه دلوقتي 
بحر العشق المالح ل سعاد محمد سلامه 
من التاسع والخمسون الى الخاتمه النهائيه 

الموجه_التاسعه_والخمسون_الخاتمه_النهائيه_ج
بحرالعشق_المالح
ألمانيا
تسحبت غيداءمن جوار فادى النائم وخرجت من الغرفه شعر فادى بذالك وأستيقظ يزفر أنفاسه هو على يقين أن غيداء نهضت من جواره كعادتها الأيام الأخيره وتذهب الى الغرفه الأخرى وتبدأ بالمذاكرة تجهد نفسها رغم تحذيرات الطبيبه بعدم إرهاق نفسها لقرب موعد ولادتهالكن هى لابد أن تخالف 
نهض من فوق الفراش وذهب خلفها 
بينما غيداء دخلت الى الغرفه الأخرى وجلست تفتح إحدى الكتب لكن فجأة شعرت بآلم يضرب ظهرها لثوانى ثم ذهبآنت بهمس وعادت تنظر لصفحات الكتاب لكنسمعت فادى يزفر نفسه پغضب قائلا 
آخر متابعه للدكتوره قالت لازمك راحه وبلاش ترهقي نفسك والمذاكره أكبر إرهاق ومعتقدش إنك هتلحقى تدخلى الإمتحانات لأن فاضل عليها عشرين يوموإنت خلاص ميعاد ولادتك قرب جداومش هتقدرى تنزلى مصر مفيش طيران هيقبلك ومش هيحصل حاجه أنك تأجلى السنه دىصحتك وصحة البيبي أهم 
إبتسمت غيداء قائله بتبرير تعلم أنه غير صحيح
لأ عادي ممكن أسافر مصر طيران هما فى شركة الطيران هيعرفوا أنا حامل فى الشهر الكام جسمي مش ملان أوى لو قولت حامل خمس شهور هيصدقوا ويسمحولى أسافر بالطياره 
ذهل فادى من ردها الغبي قائلا 
أولا ممنوع ركوب الطياره للست الحامل إبتدء من ست شهور لآن ضغط هوا الطياره شديد وسهل تولد بسببه وأكيد الطياره مفيش فيها غرفة ولاده ولا حتى إمكانيات تولد ست ثانيا حتى فرضا مش وارد اساسا بس خليني معاك حسب رغبتك للآخر ووصلتى مصر بخير هتروحى تولدي فى لجنة الإمتحان 
إبتسمت غيداء وكادت أن تعاند لكن آتاها نفس الۏجع السابق لكن أشد قوه آنت بآهه إنخض فادى وهرول الى مكان جلوسها وإنحنى عليها قائلا 
فى أيه مالك يا غيداء وشك قلب كده ليه 
آنت غيداء أقوى قائله 
ۏجع شديد أوى فى ضهري باينى هولد 
تعجب فادى قائلا المفروض على حساب الدكتوره فاضل حوالى واحد عشرين يوم 
آنت غيداء بآلم قائله 
لأ شكلى هولد الليله الآلم بيزيد 
إرتبك فادي فى البدايه لكن تمالك نفسه وسند غيداء حتى تقف قائلا 
تعالى أساعدك تغيري هدومك بسرعه ونتصل عالدكتوره وإحنا فى الطريق أو يمكن نلاقيها فى المستشفى 
بآلم نهضت غيداء مع فادى الذى ساعدها فى تبديل ثيابها سريعا وإتصل بأحد أرقام سيارات الأجره الخاصه 
بعد وقت قليل كان فى المشفى بغرفة الولاده ينظر الى الطبيبه بقلقلكن قالت الطبيبه أن تلك آلام مخاضبالفعل وقف فادى بالغرفه ورأى آلم وآنين غيداء أثناء الولادهحتى سمع بكاء الطفللكن لم يهتم بذالك كان نظره منصب على غيداء التى بالكاد إلتقطت نفسها 
بعد دقائق قليله آتت الممرضه بالطفل ملفوف فى بعض الثيابوأعطته ل غيداء التى نسيت كل الآلم وحملته بشعور خاص به هى حصلت على أغلى هديه بحياتهاتبسمت غيداء بوهن وهى تنظر الى فادى قائله
بقالنا شهور مفكرناش هنسمى البيبى أيه
إبتسم فادى قائلا
فعلابس أنا حاسس إن كل الاسماء إتمسحت من دماغي 
ضحكت غيداء قائله
بس أنا منستش الأسامي 
إبتسم فادى قائلا بجزم
خلاص أنا موافق عالأسم اللى هتقولى عليه 
ضحكت غيداء بمكر قائله بمراوغه وهى تسخر من تلك الحاله الذى بها فادىفهو مثل التائه أو
بمعنى أصح مذهول
مش يمكن الإسم مش

يعجبك 
رد فادى بعدم صبر
لأ طالما عاجبك الاسم يبقى هيعجبني قولي الاسم 
إبتسمت غيداء وهى تنظر لطفلها ببسمه قائله
جمالجمال فادى جمال التهامي 
تفاجئ فادى مبتسما يقول ببلاهه 
ده إسم بابا 
ضحكت غيداء بوهن قائله بسخريه 
كويس إنك لسه فاكر إسم باباك 
مسد فادي رأسه بيديه قائلا
فعلا كويس إنى لسه فاكر إسمىبصراحه حاسس إنى زى المذهولومنظرك وإنت بتتآلمي وقت الولاده مش راضى يضيع من راسي 
إبتسمت غيداء بحنان وهى تنظر لطفلها الذى بين يديها قائله 
بس أنا دلوقتي مبقتش حاسه بأى ۏجع 
إقترب فادى وجلس جوار غيداء على الفراش ينظر لطفله بشعور خاص لا تفسير له غير أنه أصبح أكثر مسؤليهأصبح لديه عائلة صغيره عليه رعايتها
مدت غيداء يديها بالطفل نحو فادى قائله
على فكره أكيد محدش أذن ولا نطق الشهادتين فى ودان جمال 
أخذ فادى الطفل من يد غيداء وهمس فى أذنه بالآذان ونطق الشهادتينثم نظر لملامحه التى شبه غير واضحهثم نظر ل غيداء التى تسلط عينيها عليه هي الآخرىتذكرت للحظه أنا هذا الطفل نبت من لحظة حرام غص قلبها للحظات لكن نفضت ذالك حين بكى الصغير متذمرا يبدوا أنه مازال يريد حضنها هي ربما يفتقد شعور أنه مازال يسمع نبض قلبها وهو بداخلهايريد أن يشعر بنبضات قلبها قريبه منه 
لندن 
امتثل عواد لرغبة صابرين وذهب الإثنان الى أكثر من مكان خاص لتسوق الفواكهجالا الاثنان يبحثان عن ما تشتهيه صابرينوجدوا فعلا البطيخ لكن توقفت مع البائع تسأله
أنا مش عاوزه بطيخ مخطط كده عاوزه بطيخ من اللى لونه كله بيقى أخضر 
نظر البائع نحو عواد الذى يكبت بسمته بخفاء فبعد أكثر من مكان مازالت صابرين تصر على نوع معين غير موجودكانت نظرة البائع بمغزى أن كيف أقنعها بالشراءفكر البائع بذكاء يظن أنه سيقنعها حين قال
لدينا هنا بطيخ أصفر 
سخرت صابرين منه قائله
بطيخ أيهأصفر!
قالت هذا ثم نظرت ل عواد بإستفسار قائله
إنت أكلت البطيخ الأصفر ده قبل كدهتعرف بيبقى طعمه حلو 
رفع عواد يديه قائلا بنفي
عمري ما دوقته أسمع عنه بس انا أساسا ماليش فى أكل البطيخ أويبس رأيي مش هنخسر جربيها يمكن طعمه يعجبك 
هزت صابرين رأسها بإقتناع قائله
وماله نجرب البطيخ الأصفرورغم إنى مش مقتنعه باليطيخ الكروهات ده بس برضوا ميمنعش يمكن يخيب ظني ويطلع طعمه حلووخلينا كمان نشتري شويه فواكه 
بالفعل بعد قليل عادوا الى الشقه بكميات من أكثر من نوع فاكهه
وضعت صابرين تلك البطيخه التى قال لها البائع أنها بطيخ أصفر فوق طاوله بالمطبخ وأتت بطبق كبير وسکين قائله
خلينا نكسر البطيخه الصفرا ونشوف كلام البياع صادقولا نصاب 
ضحك عوادبينما قامت صابرين بشق البطيخه الى قطع كبيره لحد ما وقامت بقطم قطعه منها بفمها لم تستسيغ طعمها فى البدايهقامت بقضم قطعه أخرى وأخرى علها تستسيغ طعمه لكن بالنهايه نظرت ل عواد قائله
البطيخ الأصفر ده مالوش طعمتحسه زى طعم قشر البطيخ 
ضحك عواد قائلا بمزح
أكلتى أكتر من نص البطيخه وفى الآخر بتقولى مالوش طعمإنت عارفه البطيخه دى تمنها كام 
نظرت صابرين لبقايا البطيخ قائله
والله ما تستاهل تمنها دهيلا الأمل بقى فى البطيخ الكروهات ده منظره بيفكرنى بالحراميه فى الافلام الابيض والاسود القديمه كانوا بيلبسوا زى موحد ومخطط أبيض وأسودبس البطيخه بقى مخططه أخضر فى لموني 
ضحك عواد وصابرين تشق البطيخه الاخري لم تنتظر تقطيعها وقضمت قطعهولم تستسيغ طعمها ونظرت ل عواد قائله
ماسخ ولا ليها طعمبا خسارة الفلوسلأ والبياع كان بيوزن عالميزان بالباوندوالله لو فى مصر كانوا هيقولوا عليه بيغش فى الميزانأنا أساسا بعد البطيخ ده بقى معنديش ثقه فى السوبر ماركت دهولا أقولك أجرب بقية أنواع الفاكهه دىيمكن لعل وعسى ومحسبنش على الفلوس اللى صرفناها عنده 
ضحك عواد قائلا
لأ بقى مع نفسك جربي اللى إنت عاوزاه انا مصدع هروح أناموأما تخلصى أكل أبقى حصلينى على أوضة النومتصبحي على خير 
بغرفة النوم بالكاد عواد صعد فوق الفراش لكن 
بنفس الوقت 
دخلت صابرين بصنيه كبيره لحد ما 
نظرت ناحية الفراش وجدت عواد يعدل الوساده أسفل
راسه تسألت 
إنت هتنام مش هتاكل معايا 
رفع عواد راسه وراى كمية تلك الفواكه الموجوده جوار قطع البطيختبسم وأعاد وضع رأسه على الوساده براحه وجذب الغطاء عليه قائلا 
لأ يا حبيبتى انا قولتلك فى المطبخ عاوز أنام كلى إنت وأشبعى وأنا هنام تصبحى على
 

تم نسخ الرابط