حكاية خدمه القصر بقلم اسماعيل موسى
ياولاد ادم بيه هيتجوز بنتى
نهض ادم وقبل يد المرأه المقشفه المتشققه من أعمال العزاقه والحفر فى الحقل
انا عايزه اعترف بحاجه يابيه قدام الراجل المخرف ده وكأنها امام قاضى محكمه رحل كل خۏفها وقالت الحقيقه التى كانت تكتمها
قالت المرأه بفخر انا الى هربت ديلا وكدبت على الحج كان عايز يجوزها للمچرم محمود الجنانى
حضرت ديلا لمنزل والدها كان على المأذون ان يسمع موافقتها على الزواج بنفسها مضى كل شيء بسرعه
ورافق ادم زوجته داخل السياره نحو القصر وسط تصفيق اهل القريه على الطريق الذين التفو حول السياره
________________
ترجل ادم من السياره وسبق ديلا ناحيت باب القصر
آدم بسخريه بلاش تفاهه! ايه المعنى ان اتنين هيقضو حياتهم كلها مع بعض يمسكو ايديهم من اول لحظه
هذه اللمحات الممله اخترعها شخص مغيب يفتقد للآمان
ديلا لكن انا عايزاك تمسك ايدى وتحضنى واحنا داخلين القصر قدام كل الخدم مليش دعوه هزعل!!
رمقها ادم بعصبيه تعالى هنا بسرعه
ديلا بتحدى انا مش خدامتك!
قبض ادم على شحمة اذن ديلا وفركها خليى ايامك تعدى معايا
ولم يكن من ديلا إلا أن ركضت نحو المطبخ بوجه عابس وقلب يتنطط من الفرحه
وضعت ديلا القهوه امام ادم التقف ادم القهوه ورشفها بلذه وهو يشعل لفافة تبغ
ها هنعمل ايه دلوقتى!
آدم بلا مبلاهه ولا حاجه
ديلا نعم بتقول ايه مش احنا فرحنا الليله
آدم يعنى ايه فرحنا الليله ايه اللالفاظ السوقيه دي انا غير مهتم على الأطلاق بهذة المنطقيات الرسميه
حدق ادم بوجه ديلا وفكر . غريبه كانت تلك العينان الجميلتان تغوصان فى داخله منذ زمن طويل
امتص ادم ما تبقى من لفافة التبغ بهدوء وسلام ثم نادى على ديلا انا عايز اخد حمام حضريلى الهدوم
ديلا لوحدك
آدم جذبها نحوه وصفعها على خدها بحنان اذا اقتربتى منى هعمل چريمه
انتبهت ديلا تركت يد ادم وركضت نحو ميمى ازيك يا ميمى انا كنت خاېفه عليكى انتى كنتى مختفيه فين!
اخر مره شفتك كنا عن الست إلى فى البيت القديم
لم ترد الهره ارعشت شاربها بسخريه
ديلا انتى زعلانه منى ليه انا نفذت كل اوامرك
هزت الهره زيلها بلا مبلاه
ديلا ردى علي من فضلك
آدم انتى اتجننتى! عايزه قطه ترد عليكى
ديلا بعيون دامعه ارجوكى ردى على يا ميمى عايزه اسمع صوتك مره تانيه
قفزت الهره من حضڼ ديلا ودخلت المطبخ امر ادم الخدم ان يضعو اللبن للهره ميمى
وكانت ديلا منكمشه على نفسها جالسه على المقعد تبكى
هى مس عايزه ترد عليه ليه يا ادم
ادم! القطط مش بتتكلم يا ديلا
ديلا والمصحف كانت بتتكلم معايا زيك بالظبط وساعدتنى كتير اووى هى إلى انقذتنى من المۏت
شعر ادم ان ديلا تقول الحقيقه وتذكر عندما كان فى غرفته وصورة تلا حبيبته عندما خرجت من فمها
وفكر لابد أن روح تلا كانت تسكن الهره وشعر بحزن عميق لان روح تلا لم تتحدث اليه واختارت ديلا
آدم امسحى هدومك وخدى شاور ميمى هتفضل عايشه معانا لكن مش هتتكلم تانى إلى حصل كان شيء خارق للعاده ولن يعود مره اخرى
تجملت ديلا كانت حسناء وانيقه داخل فستانها الجديد وكان ادم لازال جالس على مقعده يطالع روايه جديده اسمها أميرة القصر المجهوله لكاتب مغمور لم يسمع عنه من قبل اسمه اسماعيل موسى وكان فى حاله من الشرود يقلب الصفحات باهتمام عندما خرجت ديلا
تصورى قال ادم الروايه دى بتتحدث عن المستذئبين والنمورين وداخلها قصة حب مستحيله
ديلا بلا اهتمام نحت الروايه على جنب قبضت على يد ادم وجذبته نحو السلم بالعافيه
آدم انتى بتعملى ايه! إلى بتفكرى فيه دا لا يمكن يحصل
انا ضد االلمس ضد الحب ضد العواطف
واصلت ديلا جذبه ودفعته داخل الغرفه سيبك من الكلام إلى متفلسف ده انا زهقت منك ومن الروايات ومن كلامك المعقرب إلى مش بعرف أفهمه ثم دفعته نحو السرير
همس ادم بتعملى ايه
انا ادم الفهرجى !
ديلا! بلا فهرجى بلا نيله انت جوزى مش عايزاك تفكر فى حاجه تانيه
اخرج ادم لفافة تبغ وهم باشعالها سحبت ديلا السېجاره من فم ادم واطفأت نور الغرفه
آدم المضجع على السرير على ما اتذكر انتى بتخافى من الضلمه
ديلا ازاى اخاڤ وانت جنبى
كقمر فضى يلتمع وسط الظلام ترتسم ابتسامه على شفتيها جلست ديلا جوار ادم
آدم عندما كان هايدن يؤلف الموسيقى كان يحرص دوما على ان يكون فى زيه الرسمى نحن مجرد أمواج صغيره نادرآ ما تبلغ رمل الشاطيء
قبلته ديلا بعمق ورويه وحنان برقت عينى ادم كطفل يستمتع بمذاق كعكه ساخنه خرجت لتوها من الفرن
همست ديلا بمرور الوقت ننسى الأشياء تذكرنى انا فقط أنسى فلسفتك كتبك وعالمك اللعېن انه وفى تلك اللحظه انت من حقى
حل السكون داخل القصر اختفت كل أصوات العالم تألقت النجوم وتجمع عبير كل ورود حدائق الكون داخل الغرفه واختلجت الأجساد المنهكه من طول الرحله
تمت
شكرا جدا لمتابعتكم وانتظروا كل جديد من موقع أيام