رواية قطه في عرين الأسد شيقة بقلم سمره

موقع أيام نيوز


ده وأنا مقرأتش حرف واحد .. عارف معناه ايه انى مقراش جوابات ماجد وانى أمنع نفسي عنها .. بس أنا أجبرت نفسي على كده لانى مش خاېنة وبكره الخېانة .. لانى عارفه انى مادمت على ذمتك مش من حقى انى أقرأ جوابات واحد تانى
انتهت من كلامها وساد الصمت الا من صوت شهقاتها الخافته .. بدا وجه مراد جامدا وهو ينظر الى الخطابات فى يدها .. والى الخطابات العديدة التى مازالت فى الحقيبة التى .. تحدث أخيرا .. بصوت هادئ صارم وتعبريات جامدة كالحجر 

مكنتش أعرف انى معذبك كده .. 
الفصل الثانى والعشرون.
من رواية قطة فى عرين الأسد.
عاد مراد الى بيته واجما صعد الى غرفته وجلس على الأريكة واضعا رأسه بين كفيه ومغمضا عينيه .. ظل جالسا فى مكانه طويلا الى أن فتح عينيه ونظر الى الفراش أمامه .. بدت تعبيرات الألم على وجهه وهو يتذكر محادثتهما بالأمس واكتشافه الشبه الكبير بينه وبين أخيه .. كان الألم يغمره لشعوره بأن مريم ترى فيه أخاه ليس أكثر من ذلك .. فهو بديل حى عن زوجها المتوفى .. ربما لو لم تتحرك مشاعره تجاهها لما أهمه ذلك .. لكن مشاعره تحركت من جمودها واتجهت اليها بشوق .. لتتحطم آماله على صخرة ماضيها .. نهض وغادر الغرفة وكأنه لا يطيق المكوث فيها .. بعدما رحلت عنها.
قامت مريم من على الأرض أمام الباب ودخلت الحمام وأخذت دشا ساخنا وقفت كثيرا تحت الماء الساخن المنهمر على جسدها .. ودت لو يستطيع الماء المنهمر غسل روحها كما يغسل جسدها .. تمنت لو كان للماء قوة لإزاحة ما بها من آلام .. انتهت من حمامها ولفت نفسها المنشفة وتوجهت الى حقيبتها بجوار الباب ودفعتها الى الفراش وفتحتها لتخرج ملابسها .. نظرت بأسى الى الدبلة التى تزين يدها اليسرى .. حاولت نزعها من ذلك الإصبع .. لكنها ما كادت تلمس الدبلة حتى انهمرت دموعها .. وجلست على فراشها تبكى بحړقة .
جلس مراد فى حديقة الفيلا شاردا ووجهه يشع حزن وأسى .. منه والدته قائله 
مراد صباح الخير .. كنت فين انت و مريم خبطت عليكوا كتير الصبح محدش رد فتحت الباب لقيتكوا مش موجودين
لم يلتفت مراد اليها ولم يبد اى رد فعل .. راقبته ناهد بأعين متفحصه وقالت بشك 
مراد انت كويس 
صمت ولم يجيب .. وقفت أمامه لتضطره أن ينظر اليها وسألته بلهفة 
فين مريم
صمت .. طال صمته .. ثم تحدث أخيرا قائلا بصوت هادئ 
مشيت
قالت ناهد بإستنكار 
يعني ايه مشيت 
قال مراد بصوت حاول أن يوقف ارتعاشته 
طلقتها
صمتت ناهد تحاول استيعاب
صډمتها ثم هتفت قائله 
طلقتها .. ليه يا مراد .. ليه كده يا ابنى
دمعت عيناها وهى تقول 
ليه يا مراد .. ليه تحرم نفسك منها .. أنا عارفه انك بتحبها .. وهى كمان .......
قاطعها مراد پحده 
وهى كمان ايه .. ماما ماجد كان نسخه منى .. عارفه يعني ايه .. يعني لو حسيتي فى أى وقت ان مريم حسه بحاجه نحيتي فتأكدى ان ده بس عشان أنا شكل جوزها .. اللى هو أخويا الله يرحمه
هتفت ناهد قائله 
انت غبي يا مراد .. انت مشوفتش كانت قلقانه عليك ازاى لما تعبت .. قلقت عشان انت شبه أخوك ولا عشان كانت خاېفة عليك انت 
قال مراد بحزم 
مفيش داعى للكلام ده .. انا اتكلمت معاها واتأكدت انها لسه بتحبه .. وانها لو وافقت تستمر معايا فى يوم من الأيام فده هيكون بس عشان أنا شكل أخويا .. ودى حاجة مستحيل أقبلها أبدا
قالت ناهد بأسى 
وهى فين دلوقتى 
قال مراد بصوت مرتجف 
فى بيتها .. وصلتها بعد ما روحنا للمأذون
قالت ناهد بحنق وهى تنصرف 
غلطان يا مراد .. غلطان أوى وبكرة ټندم انك سيبتها تضيع من ايدك
قال الظابط للمحامى حامد 
خلاص القضية شكلها هتتحول للنيابة
قال المحامى بسرعة 
مفيش قضية ولا حاجة يا حضرة الظابط .. اللى قالته مدام مريم ده افتراء على حامد بيه وبلاغ الأستاذ مراد بلاغ كيدي .. وعملوا فيلم خطڤ أخته عشان يداروا على البلاغ اللى قدمناه فى أستاذ مراد وفى تهجمه على حامد بيه فى شركته وضربه والتسبب فى تكسير أسنانه ومعانا تقرير بحالته الصحية بعد الضړب وكل ده قدمناه لحضرتك
قال الظابط 
جميل بس دول كدة قضيتين مش قضية واحدة وبلاغين مش بلاغ واحد يعنى كل قضة هتمشى فى اتجاه
قال المحامى 
ان شاء الله هخلى حضرتك تتأكد انه بلاغ كيدي وان مفيش داعى نوصله للنيابة وتبقى قضية .. بعد اذنك
توجه مراد الى شركته وكأنه يتحرك آليا .. لم يستطع التركيز فى أى شئ .. ظل عقله منشغلا بها .. وفى شعوره تجاهها .. ترى أيستطيع نسيانها كما لو أنها لم تدخل حياته قط .. ترى أيستطيع تحمل فراقها .. قاطعه عن الإسترسال فى تلك الأفكار دخول طارق المكتب وهو يقول 
مراد فى ايه بينك وبين حامد بالظبط 
قال مراد بإستغراب 
ليه بتسأل
قال طارق بإستنكار 
لانى عرفت انه مقدم فيك بلاغ بيتهمك فيه انك اعتديت عليه فى مكتبه وضړبته .. ده تلفيق مش كده 
قال مراد ببرود 
لا .. كلامه مظبوط .. ده حصل فعلا
قالت طارق بدهشة 
ليه عملت كده يا مراد .. ليه ضړبته 
قال مراد بضيق 
موضوع خاص يا طارق مش هقدر أحكيه .. وممكن لو سمحت تسيبنى دلوقتى .. بجد
تعبان ومش قادر أتكلم فى حاجة
نظر اليه طارق بقلق قائلا 
مالك يا مراد فى ايه .. فى حاجة حصلت 
قال مراد وهو يزفر بضيق 
لا مفيش .. أنا كويسه
قال طارق بشك 
مش باين كده خالص
ثم قال 
فى ايه قولى يمكن أقدرأحل مشكلتك
قال مراد بشرود وهو يمسك قلمه يقلبه بين يديه 
أنا طلقت مراتى
هتف طارق بدهشة 
ايه بتقول ايه .. طلقتها .. ليه 
نظر اليه مراد ببرود قائلا 
ايه اللى ليه .. طلقتها .. أصلا جوازنا كان مؤقت أنا قولتلك كده من زمان
قال طارق وهو يتفحص وجه مراد جيدا 
أيوة فعلا قولتلى كده .. بس أنا حسيت انك ابتديت تميل ليها
قال مراد بعند وهو يمسك قلمه ويتظاهر بالإنشغال فى مطالعة الأوراق التى أمامه 
لا .. احساسك غلط
صاح به طارق 
حرام عليك يا مراد ليه بتعمل كده فى نفسك .. قولتلك متخافش منها .. دى مش ممكن تجرحك
صاح به مراد پعنف 
انت مش فاهم حاجة يا طارق
قال طارق پحده 
طيب فهمنى .. فهمنى يا مراد
قص عليه مراد ما حدث بينهما ليلة أمس .. ران الصمت الى أن قطعه طارق قائلا 
انت واثق ان مشاعرها نحيتك بس عشان انك شبه أخوك الله يرحمه
قال مراد پألم 
أيوة واثق
ثم قال بتهكم 
ده غير طبعا موضوع اعاقتى اللى هى لسه متعرفوش .. وأنا واثق انها لو كانت وافقت تعيش معايا رغم رجلى المبتورة فده بس هيكون عشان أنا شبه ماجد وبفكرها بيه .. أنا مش ممكن أستحمل ده أبدا .. لأنى .......
صمت مراد ولم يكمل .. فقال طارق مكملا كلامه 
لأنك بتحبها مش كده 
لم يتحدث مراد لكن عيناه ڤضحت كل شئ .. تنهد طارق قالا 
فكر تانى يا مراد .. يمكن تكون هى كمان بتحبك
قال مراد بسخريه وفى عينيه نظرة ألم 
هى فعلا بتحبنى .. بتحب ملامحى اللى بتفكرها بحبيبها .. مش أكتر من كده
نظر طارق الى مراد بأسى وهو يشعر بالحزن من أجله
نامت مريم على فراشها بعدما أرهقها كثرة البكاء .. استيقظت وهى تشعر بالوهن فى جسدها كله .. نظرت حولها لتجد نفسها فى غرفتها .. تمنت لو كان ما مرت به بالأمس مجرد حلم .. لكن هيهات .. توضأت وصلت وجلست تستغفر الله عز وجل
عاد مراد الى بيته فى المساء وتوجه الى غرفته دون
أن يتحدث مع أحد .. راقبته أمه وهو يصعد الى غرفته بأعين ممتلئة بالحزن والحسړة .. دخل مراد غرفته وأغلق الباب .. ظل يتطلع الى كل شئ فيها .. كل شئ يذكره بها .. سريره الذى نامت عليه مريم .. وعلى تلك الأريكة كانت تجلس حامله حاسوبها على قدميها .. وتلك الشرفة كانت تقضى فيها الساعات مستندة الى سورها .. توجه الى الدولاب لإحضار ملابسه فتح الدولاب ليجد الرف الذى كان مخصص ل مريم فارغا الا من الملابس التى اشتراها لها مراد .. حمل تلك الملابس بين ذراعيه وتوجه بها الى فراشه يجلس عليه .. أخذ يتحسس ملابسها وكأنه يفرغ بها شوقه الى مريم تلك الملابس من وجهه ليتشمم رائحتها .. شعر بالألم فى قلبه .. ترى ماذا تفعل الآن .. هل حزنت لفراقه .. هل هى بخير .. هل تحتاج لشئ .. هل هى بمأمن فى هذا البيت بمفردها .. هل تشعر بالوحدة .. هل تتمنى العودة .. هل تتطلع الى صور ماجد وخطاباته بعدما مزق مراد الحبل الذى كان يكتف به يديها 
شعر وكأنه سيجن لعدم استطاعته ايجاد اجابات لأى من اسئلته .. شعر بحنين جارف اليها .. أمسك هاتفه وأغمض عينيه .. تمنى لو استطاع الإتصال بها .. وسماع صوتها الذى افتقده .. والإطمئنان عليها .. لكنه لم يستطع .. لم تعد تحل له .. ولا هو يحل لها .
قالت سارة بحزن شديد 
مش قادرة أصدق ان مراد طلق مريم وانها خلاص معدتش هتعيش معانا تانى
قالت نرمين بحنق 
مش فاهمة ازاى يعني ده حصل فجأة .. يعني المشكلة بينهم ظهرت فجأة وكبرت فجأة لدرجة انه يطلقها .. وايه دى المشكلة اللى تخلى مراد يطلق مريم
كانت ناهد تستمع الي حديثهما فى صمت .. فقالت سارة موجه حديثها اليها 
ماما .. مراد مقالكيش ايه سبب طلاقهم
تنهدت ناهد قائله 
دى حاجة تخصهم يا سارة
قالت نرمين پحده 
بس احنا برده من حقنا نعرف .. ليه يحرمنا من مريم .. والله عمره ما هيلاقى زيها
قالت سارة بحزن 
يمكن هى اللى سابته يا نرمين
قالت نرمين بدهشه 
ليه يعني ايه اللى يخليها تسيب مراد
قالت سارة فى حيرة 
مش عارفه .. بس شوفتى مراد عامل ازاى .. قافل على نفسه ومبيكلمش حد .. لو هو اللى طلقها بمزاجه ايه اللى يخليه يضايق كده
قالت نرمين بتصميم 
خلاص نكلم مريم ونحاول نصلح بينهم
تدخلت ناهد قائله 
ملكوش دعوة باللى بين مراد و مريم مش عايزة حد يتدخل لو سمحتوا .. انتوا متعرفوش حاجة
أمسك سامر هاتفه وهو ينظر اليه فى تبرم ثم رد قائلا 
أيوة يا سهى
قالت سهى بلهفة وكأنها لا تصدق أنه أخيرا رد عليها 
سامر أخيرا رديت
قال ببرود 
كنت مشغول .. خير فى حاجة
قالت برجاء 
عايزة أتكلم معاك شوية
اتفضلى سامعك
قالت سهى بصوت حزين 
سامر أنا بس عايزة أسألك انت ليه لعبت بيا كده .. ليه عملت كده واقنعتنى ان ده جواز وحلال وانك هتتقدملى لما مشاكلك فى البيت تتحل .. ليه عملت
 

تم نسخ الرابط