رواية كامله بقلم إسراء الزغبي
المحتويات
المستشفى والمحاليل اللى إنت عايش عليها أكتر ما بتعيش على الأكل والشرب
أسد بخزى مخفضا رأسه آسف
همس بحنان وهى ترفع ذقنه لأ.... حبيبى ميتأسفش أبدا .... أنا خاېفة عليك ومش
عايزاك أبدا تضعف .... يلا اوعدنى
أسد باستسلام أوعدك
همس بسعادة وأنا أوعدك إنك هتفرح قريب أوى .... يلا بقى اطلبلك وجبة محترمة كدة وتاكلها كلها
نظرت له بعيون بريئة متسعة كالقطط تماما ليزفر باستسلام وهو يقول خلاص ماشى
همس بابتسامة سحرته كالعادة سلام يا أسدى
أسد بتنهيدة وحزن سلام يا ملاكى
اختفت ... واختفت معها ابتسامته ... لكن قالت أنه سيسعد قريبا !
أتشعر بشعوره ... يتمنى لو تكون تلك الفرحة هى
طلب وجبة كاملة له وقد أملى اسم الدواء لسكرتيرته لتشتريه وعزم أن ينفذ وعده تلك المرة
عمل لمدة طويلة حتى أخبرته السكرتيرة بقدوم فتاة تسمى سيلين
أسد خليها تدخل
دلفت سيلين بخجل وتوتر ثم جلست بعدما أذن لها
أسد بمرح ليزيل توترها بتمنى الشركة تكون عجبتك
سيلين بخجل أيوة أيوة الحمد لله
أسد بجدية طب بصى بقى ..... أنا بقالى أكتر من تلات سنين من غير سكرتيرة خاصة ..... ودلوقتى أنا محتاجها جدا عشان الشغل هيبقى تقيل الفترة الجاية واحتمال تسافرى معايا فى أى شغل .... مستعدة إنك تتحملى
أسد هتبقى موظفة .... أنا متأكد من جدارتك والدكاترة شكروا فيكى وكمان مفيش وقت إنك تدربى بس ..... دلوقتى مدام سلوى هتفهمك كل حاجة ومن بكرة بإذن الله هتبتدى الشغل
سيلين بسعادة تمام يا فندم
أسد بتذكر أيوة صح إنتى ساكنة فين لإن من معلوماتى عنك إنك من قرية بعيدة جدا عن القاهرة
أسد احنا عندنا عمارات للموظفين تقدرى تاخدى شقة فاضية فيها وبيبقى عليها تخفيض وكمان مبنخصمش كتير من المرتب كل شهر ... ها موافقة
سيلين بفرحة عارمة أكيد ياريت يا فندم
أومأ لها ثم نادى سكرتيرته
أسد بجدية مدام سلوى .... الآنسة سيلين هتكون سكرتيرتى الخاصة عرفيها شغلها وإديها مفتاح شقة فاضية من عندنا
خرجت سلوى وسيلين
ظل أسد شاردا فى ملاكه ويضع يده مكان الندبة وكأنه يتلمس ملاكه وليس اسمها !
فى الولايات المتحدة الأمريكية
مازن بصوت عال جوووون
ياسمين بصړاخ آااااه بطل بقى جننتنى إنت والولاد
مازن بسخرية مشيحا بيده فى وجهها اتهدى يابت
ياسمين پصدمة بت ! طب مش عيب حتى دا أنا مخلفالك تلات عجول زيك
ياسمين بذهول وڠضب أنا بقرة يابن الكلب
مليكة ببراءة وهى تجلس على قدم والدها بابى مش كلب يا مامى
مازن بسعادة مفتخرا بأولاده وكأنهم حصلوا على شهادات عليا
ياسمين بتهكم طبعا ياختى .... القرد فى عين أمه غزال
مازن بشهقة لأ بقى أنا ساكت من الصبح .... لكن تقولى على مليكة أمى مش هسكت
ياسمين بسخرية لا حمش ياض .... دا اللى لاحظته فى وصلة الشتايم كلها
ثم وجهت كلامها لمعتز أصغر أبنائها وإنت يا خويا مش عايز تسم بدنى بكلمتين
نظر لها معتز بقرف ثم أعاد بصره للعبة القطار المتحرك يراقبه كمن يراقب تحرك الذرات
اڼفجر مازن ضاحكا على اشمئزاز معتز من والدته ليرمقه معتز بنظرة أخرسته
ابتلع ريقه بصعوبة ذلك الطفل يخيفه حقا لټنفجر ياسمين ضاحكة تلك المرة
مازن بحمحمة احم احم عادى يعنى ولد بيبص لأبوه بتضحكى على إيه
ياسمين بسخرية وهو مش كان بيبصلى ياخويا بردو ولا إيه
مازن پغضب وصړاخ لأ إنتى زودتيها أوى معايا
نظرت له پخوف مبتلعة ريقها بصعوبة
مازن صارخا فى أطفاله على أوضكوا ومتخرجوش منها إلا الصبح .... يلاااا
ركضو للغرف بسرعة متخبطين ببعضهم كالنمل ړعبا
راقب دخولهم ثم انطلق ناحيتها وعلامات الڠضب على وجهه
أغمضت عينيها بشدة خوفا منه لتفتح عينيها متفاجئة بمن يحملها
مازن بغمزة إنتى احلويتى كدة ليه يا بت إنتى
ياسمين پصدمة هو إيه اللى بيحصل
مازن بخبث إيه دا أنا سربتهم عشان عايزك فى موضوع مهم
نظرت له پصدمة .... تقسم أنه مختل
فى مصر بإحدى العيادات
الطبيبة ألف مبروك .... دلوقتى أقدر أقول الخطړ راح وكل حاجة تمام
سامر بسعادة الحمد لله
الطبيبة ها مش عايزين تعرفوا جنس الجنين
ترنيم بحماس لأ عايزين نتفاجئ بيه
الطبيبة تمام ..... دا دوا تكملى بيه ومش محتاجة حقن وحبوب للتثبيت تانى ..... بس بردو ترتاحى ومتعمليش مجهود
سامر بسرعة وحماس متقلقيش دى فى عنيا
أمسك كفها وهبط من العيادة وسط سعادتهما
فى السيارة
ترنيم وهى تندس فى أحضانه أكثر وأكثر وأنا بمۏت فيك
فى شركة أسد
رن هاتفه ليجيب
أسد بهدوء أيوة يا دكتور
الطبيب المړيض بقى كويس يا فندم ويقدر يطلع وكمان المحكمة خلاص أفرجت عنه فقولت أعرف حضرتك
أسد متأكد إنه اتشفى خالص ومش هيرجع للمخډرات تانى
الطبيب أيوة يا فندم إحنا سيبناه فترة طويلة تحت المراقبة ودلوقتى كل حاجة تمام
أسد أنا جاى متخرجهوش إلا لما آجى ..... سلام
الطبيب أوكى سلام
تنهد طويلا ... يكره ذلك الرجل لكنه والدها ... لن يستطيع تحمل نظرات اللوم من عينيها إذا أهمله
اتجه للمشفى ليتخلص من تلك المهمة سريعا
فى المشفى
دخل الغرفة ليجده أعد أغراضه
حمدى بخزى إزيك يابنى
حمل أغراضه دون التفوه بكلمه واتجه للخارج ليتنهد حمدى حزنا ويخرج وراءه
بعد مدة فى السيارة
أسد بجمود واختصار هترجع تعيش فى القصر تانى
حمدى بحزن أنا آسف على اللى عملته .... وصدقنى بالرغم إنى معشتش مع بنتى كتير ولا كنت قريب منها بس مهما حصل دى فى الآخر بنتى وأنا زعلان عليها ..... أيوة كنت قاسى لما سيبتها فى الشارع بس وقتها كنت متأكد إنها هتعيش
أنهى جملته واڼفجر فى بكاء مرير وشهقاته تعلو
لم يستطع الحفاظ على جموده لفترة أطول
أوقف سيارته واحتضن حمدى مربتا على ظهره
أسد بصرامة وحنان معا ملاكى مش ماټت .... هى عايشة وبكرة أثبتلكم ..... خلى بالك من نفسك .... ووعد قريب هرجعها
نظر له بسعادة وأمل ليضيف سريعا رافعا إحدى حاجبيه
أسد بتملك وغيرة شديدة ليا ..... هرجعها ليا
ضحك عليه وعلى تملكه الذى لن يزول أبدا ..... هو أيضا يشعر أن ابنته لم تمت ..... سيثق بالله ثم بأسد ... متأكد أنهما لن يخذلاه
أوصله للقصر ثم عاد مرة أخرى للشركة
دخل حمدى القصر بخزى وتوتر ليجد الجد فى وجهه
حمدى بتوتر أنا .... أن ...
احتضنه الجد بحنان ... يعلم أنه ندم بشدة ... رآه نسخة مصغرة منه .... كلاهما ارتكبا أخطاء ... كلاهما يشعران بالخزى فلما يعاتبه ! ... وبعيدا عن ذلك فقد اتصل أسد ونبه على الجميع بعدم احراجه أو احزانه أبدا
الجد بحنان اطلع يابنى استحمى وصلى ركعتين لله
نظر له بحب وقد زال جزء كبير من توتره ثم صعد لأعلى يتعبد عله يمحى ولو القليل من ذنوبه
مر شهر كامل وسيلين تزداد اعجابا بأسد ... تشرد به كثيرا ... أقل حركة من حركاته تسحرها حتى باتت مكشوفة
لاحظ نظراتها لكن يتجاهلها
متابعة القراءة