رواية اسلام كامله بقلم ساره منصور

موقع أيام نيوز


كأنه يريدها ان تقترب منه فقال لها 
_ بنت زيك مفروض تلبس زي الاميرة ولا إيه 
نجحت فى المرة الثالثة بسحب بطاقتها من يديه وخرجت مسرعة من أمامه فقال مودعا وقد شعر بالتوتر من اقترابها منه 
_ لو احتاجتي حاجه فى الكلية تعالي هساعدك 
كان يتابعها وهى تجرى من أمامه ويتذكر عندما ذهب الى اسم المشفى المذكور فى بطاقتها ويسأل عن معلومات تلك البطاقة

لا ينكر الصدمة التى تركته بها الممرضة بعد أن أخذت المال لكي تعطيه معلومات عنها 
لكن أختفت الصدمة وهو يتذكر أن عيناها كانت دائما منكسرة حزينة 
أشفق عليها كثيرا فقد كان دائما عڼيف معها وشعر بالراحة أيضا من هذا الشعور وسخر من نفسه وهو يرى أن عيناه كانت تشعر بها وتعرف ماتراه 
لكن عقله كان غبيا 
لايعلم بأن كلماته تركت أثرا طيبا داخلها جعلها تتقوى بها جعلها تبتسم لأول مرة تهرب من عيناها دموع السعادة 
بأن يعترف رجلا بأنوثتها وليس هذا فحسب ومن سيف الشاب الأكثر بغضا 
تساءلت هل سيكون رد فعل رامي مثله 
ذهبت مسرعة الى مبني جامعتها لأول مرة تشعر بحماس لأول مرة ترفع رأسها 
تنظر الى الجميع لترى نظرات الجميع لها التى كانت تخشاها ماهى الا نظرات إعجاب 
دخلت الى المحاضرة الاولى الثانية الثالثة ونست تماما ان الساعة تجاوزت الخامسة مساءا 
خرجت من مدرج المحاضرة لترى أن الشمس تذهب مودعة ويظهر القمر على سطح السماء 
قصدت موقف الحافلة والبسمة تعلو شفتاها وبعد ان وصلت الى البيت 
بقت فى غرفتها أربع ساعات من السعادة والهدوء أمام مرآتها 
ظهر صوت طرق الباب مباغتة پعنف قامت تفتح الباب لتجد أدم بعيناه الغاضبة 
_روحت فييين 
أنطقى كنت فين 
شعرت ياسمين بالخۏف من عيناه ومن صوته المرتفع فقالت بتوتر 
_ كنت فى الجامعة 
_ انا قولت لك ايه 
_ ما أنا ملقتكش فروحت 
_ كذابة يعني عاوزة تفهميني أنك ركبت اتوبيس 
ركبت فين وجنب مين 
كان أدم يتحدث بسرعة وڠضب حتى شعرت ياسمين بالخۏف من أن يقوم بټعنيفها فابتعدت عنه تدخل الى غرفتها وتوصد الباب خلفها لكنه دخل وراءها 
وعندما شعر أدم بخۏفها وارتعاشة شفتاها 
حاول كتم غضبه وخرج مبتعدا عنها وهو يزفر بشدة 
ظلت ياسمين تبكي طوال الليل على مابدر من أدم وشعورها أنها تحت رحمته فعمها أكثر الأوقات خارج المنزل 
وتمضي الايام 
كلما تريد أن تخرج من البيت يتأسف لها العم عبده ولا يفتح لها بوابة المنزل 
واستمر أسبوعا كاملا على هذا الحال 
حتى جاء العم عبده يخبرها أن هناك رجلا يريد رؤيتها فذهبت مسرعة إليه لتجد انه رجلا غريبا يعطي لها صندوقا كبيرا أبيض بشريط ذهبي وباقة ورود زرقاء يخرج منها عطر فواح ينعش القلوب ويخبرها أن تقوم بالتوقيع على استلامه فى ورقة 
أخذت الصندوق الكبير تحمله بصعوبة وترفعه الى يدها فلمحت أدم وهذا الشاب الذي يرتدي ملابس رياضية ينظروا اليها 
فأسرعت بالذهاب الى غرفتها حتى لايتبعها أدم 
وضعت باقة الزهور على فراشها بعد ان لثمت عطرها وتعجبت من جمالها 
وأسرعت بازالة الشريط الذهبي بصعوبة من الصندوق فضولها يشعل قلبها وعقلها 
رفعت غطاء الصندوق بفارغ صبر لينعكس داخل عيناها فستانا ورديا مع نقشة ورود حمراء صغيرةعلى طرفيه وفستانا أبيض هادئ 
أقبلت تفرغ محتويات الصندوق اكسسوارات نسائية براقة
زهور حمراء فى كل مكان وفى نهاية الصندوق وجدت جواب بجانب حذاء أحمر لامع 
رفعته بسرعة أمام عيناها تقرأ مافيه 
الزهور لا تعيش الا فى مكان رطبا بالمحبة يملك رائحتها وهذا المكان فى قلبك فقط فهل تقبلي ياأميرتي 
_ معقول يكون سيف 
لا مش ممكن بس هو قال انى لا لا 
أومال مين 
قالتها والابتسامة على وشك ان تمزق وجهها من كثرة السعادة 
_ ياتيييت ياسيف هدوم داخلية 
لا وكمان على قدى لازم أحذر من الولد دا 
لم تستطع أن تغلق عيناها من فرط السعادة وخاصة من عطر الزهور الزرقاء 
كلما يمر بعض الوقت تذهب وتبحث عن الملابس تخشي من أن يكون حلما جميلا وتستيقظ على أختفاء كل شئ 
كانت الابتسامة تتوج شفتاها وترسم داخل عيناها بخيوط السعادة 
_ أول مرة فى حياتي أكون سعيدة كدا انا بجد فرحانة 
غلب النوم عيناها وفى أحضانها الزهور الزرقاء ليأتى الصباح مصاحبا لزقزقة العصافير التى تقف على شرفتها فكان عطر الزهور مناديا لها 
تثآبت وهى تشعر بخفة جسدها وقامت على خزانة ملابسها تنظر الى الاكسسوارات 
جاء العم عبدو يخبرها أن تهيئ نفسها لذهاب الى الجامعة وان أدم سينتظرها فى الخارج 
مرت ساعتين كاملين تنظر الى مرآتها التى أصبحت تعشقها أكثر وهى تنظر الى نفسها 
كانت المرة الأولى التى ترى فيها جمال عيناها وشفتاها وقوامها وضحكتها 
وضعت زهرة زرقاء داخل شعرها القصير الاحمر وارتدت قرط الاذن الطويل حمدت الله انه من النوع المضغوط فهى لم تثقبهم أذناها بعد 
اختارت اليوم الفستان الأبيض بأكمام واسعة وارتدت حذائها الاحمر الخفيف 
خرجت من بوابة المنزل لتهب إليها نسمات الخريف ترحب بها حتى جعلت ملابسها تتطاير مع شعرها 
نظرت اليه بعبوس وهو ينتظرها فى سيارته فتمتمت 
_ كويس ان لبني مجتش هفففف هحاول اتجنب اي نقاش معاه انا عاوزة احافظ على شوية الفرح اللى فيا 
لو تم سحره من كافة ساحرات الدنيا لن يتم سحرة بتلك
الطريقة التى ينظر بها اليها 
كأن عيناها عالما شاسعا يرحب به ليسكن داخلها 
كأن عبيرها يعانق أنفه بنعومة يسمح لقلبه باستنشاقه رويدا حتى يزف داخل عروقه بمشاعر لم يعد يستطيع أن يخفيها 
خرج من سيارته يخطوا اليها ليأتى صوت ينتشله من رسم عالمه الخاص معها ويتلطخ ألوان أحلامه 
_ إسلام 
هتف بها صاحب العينان المتمردة الزيتونية ليصب داخلها بالړعب وهى تلتفت اليه 
الفصل الثالث عشر 
ارتفع صوت قلبها ينبض بقوة لاتسمع سوي خفقانها ولا ترى عيناها سوي الضباب التفتت إليه وفكها
السفلي يتدلى لأسفل 
عيناه المتصفحة الجريئة تجعلها تخجل من نفسها حتى شعرت بأن ثقتها أهتزت 
_ يعنى اللى سمعته صحيح قالها رامي بجدية وعيناه تنظر اليها بجرائة 
نفسها تبرر داخلها ربما تملى عليها الكلمات حتى تصل الى شفتاها لكن توقفت بل شلت عن الحركة لم ترد أبدا ان يعرف من أحد سوي منها بطريقة متدرجة 
لكنها تأخرت 
هتف بها رامي وعلى وجهه نظرة إستحقار ومن ثم أدار ظهره ومشي فى طريقه فاقترب أدم من ياسمين يمسك بيدها فكانت باردة شبه ضائعة فقد مرت الكلمة على أذناها كالصاعقة التى ألقت رعدها على كافة أنحاء جسدها 
أطمئن أدم وهو ينظر الى رامي وقسماته العڼيفة وبرغم كلماته المؤذية لياسمين إلا أنها تركت فى نفسه الراحة فما كان يخشاه ويؤرقه طوال الأيام الماضية لن يعود بل اختفى الطريق الوعر من أمامه بسهولة 
وبعد ثوانى من الصمت والضياع رفعت بصرها الى أدم لتره يرنوا اليها بنظرات أخفاها الضباب عن عيناها دارت لتذهب الى البيت مسرعه ولم تشعر باليد التى تقيد يداها بعروق قلبه تمنعها عن الذهاب 
_ ابعد أيدك مش راحة ابعد 
هتفت بها ياسمين پعنف والدموع على وشك الهروب من عيناها لم يرد أن يترك يدها أبدا يرد فقط أن يبقي معها لكن عيناه وهى ترى حزنها البأس على رامي يجعله يغضب وينحرق بلذعة الغيرة النازفة 
فتركها 
وبالفعل كانت الأسوء فقد وجهه اليها كلمة كانت تخشاها كثيرا من الأخرين ولم يأتى فى بالها أنها ستخرج من شفتاه يوما 
عاد اليها ثقل جسدها لا تستطيع النوم سوى ساعة أو ساعتين لم تتوقف تلك الخيالات عن الاتيان إليها 
الشئ الوحيد الذي يجعلها تستمر فى الحياة هى أحلامها التى تأتى فيها والدتها تشعر بلمساتها حنانها 
كما كانت تفعل دائما قبل أن تذهب الى جوار ربها 
قامت من الفراش وهي تشعر بالمړض جلست فى شرفتها تنظر الى السماء والنجوم ثم ذهبت تجلس بجانب طاولة وأقبلت تخرج مشاعرها فى ورقة صغيرة 
تعالت اصوات قلبي بالاشتياق 
فكان مؤلما لى بوحدتي الصماء
التمعت عيني بقطرات الحب 
تشتهى عناق تشتهى نبضات 
أن لبشر يرى مابداخلي 
من البوس والحزن ضاع عقلي 
والمؤلم 
طارت سنوات عمرى هباء 
فى خلية الحياة وحيدة 
أترانى ام انى لا أراك 
هل تسمع نبضات قلبي 
أم علتي وصلت لحد السماء 
وتمضي الايام 
كانت تجرى بسرعة على الجميع لكن تمر على قلبها بخطوات السلحفاة العجوز 
شعرت بحاجة ماسة بالذهاب الى الطبيب لكن لم يكن معها أى مال فاختارت أن تذهب الى عمها فى الليل الثقيل وقفت أمام غرفته الرئيسية ليتسرب اليها همسات بإسمها فاقتربت أكثر من الباب تلتقط الكلمات 
_ هتفضل قاعدة معانا هنا إزاى وفيه ثلاث رجالة 
متقوليش انها فى محڼة حاول تأجرلها شقة 
إتصرف 
_ وطى صوتك ياريهام العيال هتسمع 
_ البت اللى اسمها ياسمين دى تطلع مين هنا لإما أنا اللى هتطلع 
وضعت ياسمين يدها على ثغرها پخوف وهربت الى غرفتها تبكي فكيف لها أن تخرج من البيت والى أين فهى لا تملك من حطام الدنيا سوي عمها 
وفى الصباح الباكر 
وصل اليها طرق الباب لترتعد مما تخشاه وهى تنظر الي عمها بعيون راجية ألا يتركها 
جلس كل منهما أمام الأخر الكل منهما لديه كلمات عالقة داخله ينتظر الأخر أن يفصح لكن الصمت كان سيد الموقف حتى بدأ عمها ناجى عن التحدث وسؤالها بالإطمئنان عليها 
_ خدي يابنتي الفلوس دى لو محتاجة تشترى أى حاجة 
شعرت ياسمين بالخۏف وهى تنظر الى المال فهى لا تريد أن تكون حملا ثقيلا عليه وخاصة بعدما سمعت كلام زوجة عمها 
فقالت
_ أنا معايا ياعمي خليهم بعدين 
وأصرت ألا تأخذ المال 
تنهد عمها ناجي وهو ينظر اليها ويربت على ظهرها فقد فهم من كلامها أن المبلغ الذي سرقته من أدم لا يزال معها 
فعندما ذهب الى الطبيب أخبره أنها أجرت كل الفحوصات وقامت بدفع مبلغ كبير 
فعلم حينئذ أنها هى من سړقت المال من أدم وخشي أن يواجهها بالأمر كى لا تشعر بالاحراج من نفسها 
شعرت ياسمين بالراحة وعمها يخبرها أنه سيقوم بدفع تكلفة تعليمها حتى تتخرج والى ان تحصل على عمل وأنه يجب عليها فقط أن تتفوق فى دراستها فقالت ياسمين 
_حاضر ياعمي هسمع الكلام بس خلينى
معاك وجنبكم هنا 
أنخلع قلبه وهو يرى الدموع تتساقط من عيناها فعلم أنها سمعت بحديثه مع زوجته البارحة فبكي على تلك الصغيرة التى تحملت كثيرا فقال مشفقا عليها أكثر 
_ أنا قولتلك أنك بنتى فى حد يسيب بنته متقوليش كدا تانى أنا عمرى ما هسيبك ابدا أنسي كل اللى سمعتيه 
شعرت ياسمين أن أدم هو السبب فى ذلك الكلام الذي خرج من ثغر زوجة عمها 
فبقت أسبوعا كاملا فى غرفتها حتى جاءها العم عبده يخبرها بأمر هذا الرجل مرة أخرى فأسرعت إليه 
لترى صندوقا أصغر قليلا من الصندوق الضخم الذي وصل اليها مسبقا وباقة من زهور الياسمين 
حملته وهى تدخل الى غرفتها ويتولد داخلها بعض السعادة البسيطة قامت بفتح الصندوق بعد عدة محولات فقد كان مؤصدا بقوة وكانت تقطع الشريط پعنف حتى تعرف مابه 
وعندما قامت بفتحه وجدت سلوبيت ابيض بخطوط سوداء بقماش من الشيفون 
وحذاء رياضيا بلون الابيض مع شريط لامع وحقيبة زرقاء صغيرة
كلما تأخذ شيئا منه تجد شئ أخر بالاسفل حتى
 

تم نسخ الرابط