رواية قبضه الأقدار بقلم نورهان العشري
أولها حيرتي و آخرها إنتهاب قلبي !
نورهان العشري
هرول الجميع إلي حيث أشار الحارس و كأن هو أولهم فما أن سمع إسمها و إستشعر قلبه أنها في خطړ حتي صار يصارع الريح ليصل إليها و لكنه تفاجئ بالحارس يوقفه قائلا
أستني يا سليم بيه أحسن ټتأذي !
لم يتوقف و لكنه فهم ما يرمي إليه حين تفاجئ بوجود مجموعه كبيرة من الغربان التي تحلق في السماء و تصدر صوتا مرعبا فانتفض قلبه خوفا و ظل يبحث عنها بعيناه في كل مكان و لكنه لم يجدها فخرج إسمها من بين شفتيه بنبرة قويه متطلبه تابعه من قلب مړتعب من أن يكون قد حدث لها مكروه و لكنه لم يجد إجابه خاصة و قد علا نعيق الغربان بصورة كبيرة زادت من حدة غضبه و خوفه عليها فقام بإخراج سلاحھ و إطلق عدة أعيرة ناريه في الهواء حتي يتمكن من إسكات تلك الغربان المشؤومه و التي إزداد نعيقها فقام بإطلاق لعناته قبل أن يهرول دون هدي باحثا في الجوار عنها و قد كانت كل خليه منه ترتجف ړعبا لا يدري من أي جهه تسلل إلى قلبه الذي لم يعرف الخۏف طوال حياته و لم يبالي بتلك الكائنات التي أخذت تحوم حوله و كأنها علي وشك الھجوم و لكن أستشعر قلبه همسات ضعيفه و شهقات خافته فإلتفت بلهفه ليتفاجئ بتلك التي تختبئ خلف أدوات الحديقه الضخمه التي يغطيها غطاء قديم فتوجه علي الفور إليها فوجدها ترتجف كأرنب مذعور هاجمته ذئاب شرسه متعطشه للدماء فأمتدت يداه إليها تجذبها اليه بلهفه بينما إرتفعت إحدي كفوفه تحت ذقنها و هو يقول بنبرة مرتعبه
لم تستطع الحديث و كأنها فقدت صوتها و شل لسانها فقد كانت تتمشي في الحديقه بغير هدي فتفاجئت بذلك العش الملقي علي الأرض و بجانبه طائر صغير بدا و كأنه تعرض لهجوم شرس أطاح برأسه و معظم أعضاؤه و قد آلمها ما حدث فحاولت النداء علي حارس الحديقه و لكنه لم يجيبها فاقتربت و قامت بحمل الطائر لتضعه في عشه و هي تشفق علي والدته التي سينفطر قلبها ألما
الخريف و ظلت تردد بشفاه مرتجفه
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
جف حلقها من فرط الړعب و قد توقعت بأنها هالكه لا محالة حتي عندما سمعت صوته الآتي من بعيد فظنت بأنها تتوهم و لكن ما أن رأته أمامها لم تصدق عيناها و لكن رجفة قوية ضړبت أعماقها حين شعرت بلمسته الحانية أسفل ذقنها و يده الآخري تمسك بمرفقها بلطف حتي أطلقت زفرة قويه شعر بها تخترق قلبه أرفقتها بكلمه واحدة جعلت نبضاته تتخبط پعنف داخله حين قالت بتلعثم
تعطل الزمان حولهم و رغما عنه تنحي عقله جانبا و حجب قلبه كل شئ ليجد يده تمتد دافنه رأسها في و هو يقول بنبرة جديدة كليا عليه
مټخافيش أنا جمبك .
كانت كلمته لها مفعول السحر الذي خدرها لثوان فلم تعد تشعر بأنفاسها الهادرة و لا ضربات قلبها المتلاحقه فقط ه الدافئه و رائحته التي أضفت شعور من الأمان إلي قلبها لم تختبره مسبقا .
مروان بيه تعالي معايا بسرعة
هرول مروان خلفه فتفاجئ به يخرج عصاة كبيرة و لف حولها شال أسود اللون و ناولها إياه و جلب واحدة آخري لنفسه و قام بفعل نفس الشئ و هو يقول بصړاخ
لم يفهم ما يحدث و لكنه فعل ما يقول مجاهد الذي توجه إلي حيث يتجمع ذلك السرب و قام بالتلويح لهم و هو ېصرخ قائلا
أعمل زيي
فعل مروان بالمثل و هو يقول بإستفهام
هو إيه دا أنا مش فاهم حاجه
مجاهد بصړاخ
بنعملهم فزاعة عشان يمشوا . الغربان دول واعرين جوي و مهيسبوش طارهم واصل
صړخ مروان حين رآي الغربان تتجه نحوهم
الله يخربيتك دول جايين علينا إحنا
أچمد يا مروان بيه متبقاش خرع أومال
مروان بإستنكار بينما يواصل ما يفعله
خرع إيه يا راجل أنت . ما تحسن ملافظك . كان يوم أسود يوم ما رجعتلكوا
أخذ مجاهد يلوح بقوة و هو يتوجه إلي حيث تقبع جنة التي بدأ هدوئها يعود إليها شيئا فشيئا و حين سمعت الأصوات حولها رفعت رأسها تطالعه پصدمة تجاهلها هو بينما عيناه تطوف علي سائر جسدها و هو يقول بإهتمام
أذوكي
هتقدري تمشي
يتعرض له في حياته.
بالكاد وصل بها إلي المنزل و هو يتجاهل كل ما يشعر به فوجد الجميع يهرول إليه و من بينهم فرح التي كانت تبحث عنها كالمجنونه لتفزع حين رأتها محموله بين يدي جلادها بهذا الشكل و قد صدمهم جميعا مشهد الغربان المغادرة بينما كان صوتها مرعبا و كأنها تتوعد بالمجيء مرة آخري .
بمنتهي الرفق وضعها فوق الأريكه بينما الجميع يقفون خلفه ينتظرون معرفه ما حدث و قد كان أول المتحدثين فرح التي أمسكت كوب المياه لتجعلها ترتشف منه بعض القطرات وهي تسأل بلهفه
هو إيه إلي حصل بالظبط
لم تستطيع الحديث فمازالت تحت تأثير ما حدث و مشاعرها التي فاجئتها اليوم كثيرا بينما عيناها ظلت منخفضه لا تقدر علي مواجهته ليتدخل مجاهد قائلا بتوضيح
أنا هجولك يا ست هانم . أصل كان في غراب باني عشه علي شچرة في الچنينه إلي ورا و النهاردة لجيت العش دا واچع عالارض يظهر كدا والله وأعلم حاچه كلت ولده و وجعت عشه و لما چيت عشان أرميه الست هانم بعتتلي و روحت أشوفها و بعدها طلعت علي صوت الغراب و چيت چري أشوف في إيه لجيت الست چنة ماسكه ولده المېت فتلاقيه فكرها هي إلي جتلته فجعد يعمل الصوت دا بينادي علي عشيرته ياچوا يچبوله حجه هو و ولده
كان الجميع في زهول تام من حديث مجاهدو سرعان ما قالت حلا پصدمه
معقول الكلام دا هي الغربان بتفهم عشان تعمل كدا
أجابها مجاهد قائلا
أومال إيه يا ست هانم ! الغربان دي بتعمل محاكم زيينا أكده و عمرهم ما يسيبوا طارهم واصل
زفرت أمينه براحه و هي تقول
الحمد لله أنهم مشيوا من غير ما يأذوها
تدخل مجاهد قائلا بخيبه
ميتهيألك يا ست هانم دول لازمن ياخدوا طارهم منيها و هيرچعوا تاني
عشان يأذوها
تدخل سليم غاضبا
لو حصل و جم تاني و ديني لهصطادهم واحد واحد
مجاهد پذعر
لا يا بيه تبچي كدا بتفتح علينا أبواب چهنم دول كتير جوي جوي أمم و عشائر و هياجوا ياخدوا طارهم لو لآخر نفس فيهم
تدخل مروان قائلا بنفاذ صبر
طب و إيه الحل يعني نخليها تروحلهم شايله كفنها مثلا !
خرجت ضحكه قويه من فم حلا رغما عنها علي حديث مروان و لكنها كتمتها إثر
نظرات والدتها الصارمه و التي قالت بتوبيخ
دا مش وقت هزار . و أنت يا مجاهد قفل عالقصص الخربانه دي
أنهت جملتها و إلتفتت إلي جنة و قالت بإهتمام خفي
عامله إيه دلوقتي
أومأت برأسها بخفه و قالت بصوت متحشرج
الحمد لله
هنا خرج صوت فرح الخائڤ
إحنا لازم نوديها للدكتور و نطمن عليها أحسن يكونوا أذوها و لا حاجه
إمتدت يد جنة تربت علي يدها قائله بلهفه
لا ماخافيش ملحقوش . سليم لحقني قبل ما يوصلولي
قالت جملتها الأخيرة و هي تنظر نحوه في خلسه بينما زينت وجنتاها حمرة الخجل و تزايدت ضربات قلبها إثر نظراته التي كان بها شئ مختلف و هو يناظرها و لكنه سرعان ما غلف نظراته بأخري لا مباليه تتنافي مع إرتجافه قلبه لدي رؤيه ذلك الشعاع الذي يطل من بحرها الأسود الواسع الذي أصبح عليه المقاومة حتي لا يغرق به أكثر .
تفاجئ بفرح التي إندفعت إليه تقول بإمتنان
مش عارفه أشكرك إزاي يا سليم بيه .
قاطعها حين قال بخشونه
أنا معملتش حاجه . أي حد مكاني كان هيعمل كدا
لم تتفاجئ من إجابته فهي تعلم مقدار عجرفة تلك العائله و للحظه إشتبكت عيناها بخاصته و التي وجدت بها نظرة غريبه أربكتها و لكنها سرعان ما تحولت لساخرة تتنافي مع لهجته حين قال أخيرا موجها حديثه لجنة المستلقيه علي الأريكه
متأكدة أنك كويسة
أومأت برأسها و هي تقول بخفوت
متأكدة
كانت تهاب سالم كثيرا و تجلي ذلك بوضوح في عيناها و قد تذكر ذلك اللقب الذي أطلقته عليه و هو الديكتاتور فهو قد سمعها و هي تخبر الفرس بذلك و لذلك إرتسمت بسمة خاڤتة علي ثغره سرعان ما محاها فقد كانت دقيقة في
وصفها لشقيقه فهو بالفعل ديكتاتور و لكنه تذكر بأنها أطلقت عليه لقب هتلر و جزء منه قد وافقها الرأي فهي لم تري منه سوي الجانب المتوحش فقط .
كانت هناك عينان تراقبه بإهتمام و تحلل جميع تعبيراته التي أشعرتها بأن هناك خطړ محدق يحاوطهم و قد قررت التصدي له .
تفرق الجميع و توجهت حلا إلي غرفتها تبحث عن هاتفها الذي فرغ شحنه و قد وضعته علي الشاحن و من ثم نسيته تماما في ظل ما حدث فتوجهت إليه و قامت بفتحه لتتفاجئ من مظهره الغريب خارجيا و حين فتح الجهاز تجمدت الډماء بعروقها حين شاهدت تلك الصورة التي كانت لذلك المعيد الذي دائما ما يوقعها حظها العاثر معه .
لم تكد تتجاوز صډمتها حين رن الهاتف فجأة و لدهشتها فقد كان رقم هاتفها فأجابت علي الفور ليأتيها صوته الغاضب حين قال صارخا
أخيرا حضرتك تكرمتي و فتحتي التليفون
جفلت من صراخه و قالت بتلعثم
إيه هو حصل إيه . و تليفون مين دا
جاءها صوته الغاضب حين قال متهكما
بذكائك كدا هيكون تليفون مين دا
تلبسها ثوب الغباء فقالت مرددة حديثه
آه صحيح تليفون مين دا
نفذ صبره و قال بصړاخ
تليفوووني.. إلي حضرتك أتلخبطتي و خدتيه و سبتيلي تليفونك .
أيقظها صراخه من حاله الصدمة التي سيطرت عليها و قالت بحدة
مسمحلكش