خادمه قصري بقلم مني ابو اليزيد

موقع أيام نيوز


في نفس الحالة
انتفضت فجأة عن الفراش ثبتت بصرها على نقطة ما لقد غرز في عقلها فكرة ما توجهت عند خزانة الملابس ارتدت أول ملابس جابتها عينيها هرولت للخروج بسرعة صعدت الحافلة الناقلة سارت خطوات في طرق جانبيه حتى وصلت للمطعم التي كان تعمل فيه حنان قابلت أحد العمال فسألته عن مكتب وليد صاحب المطعم لحسن حظها كان موجود

ركضت خلف العامل لكي يبلغه عن وجود فتاة تريده بالخارج انتظرت حتى ظهر أمامه وأول كلمة سمعته منه هي
البت الشرسة
حملقت به عين غاضبه من أهانتها بتلك الطريقة صاحت فيه عاليا
بتقول إيه احترم نفسك لأحسن عفاريت الدنيا بتتنطط في وشي
حملق بها بنظرات تحدي قائلا
على فكرة أنت اللي جيالي
تذكرت سبب مجيئها إلي هنا اضطرت أن تلين نبرتها لتحصل على ما تريد فقالت بحيرة
اها صحيح طيب في واحد شغال معاك تاني شريكك يعني هو فين
أصدر ضحكات عالية قال بتهكم
أنت مش طبيعية هو أحنا شغالين عندك 
نفضت كلماته من أذنها كأنها لم تسمع شيء هتفت برجاء
من فضلك مفيش وقت عايزة شريكك لو أعرف اسمه مكنتش سألتك من الأول ولا عبرتك
رد عليها بفراسة ليغيظها
أنا قولت كده أزاي تقولي من فضلك أنا متعود على الشراسة منك
وضعت يدها على خصرها تظهر عدم محبتها لحديثه رفعت أصبع سبابتها لأعلى لتهدده بشكل واضح وصريح
أنت عارف لو مشفتوش دلوقتي هوريك الشراسة حالا
حرك يده بحركة الهدوء حرب مع ضحكته التي رسمت على شفتيه رغما عنه و قال بضحك
خلاص خلاص تعالي ورايا
سارت خلفه بالضبط أول ما وقعت عينيها على حمزة شعرت راحة تامة جلست في المقابل له فركت يدها بتوتر قبل أن تقول
أنا جارة حنان
انتبهت حواسه بالكامل بعد ذكر اسم حنان على الرغم أنه فضل عدم الاقتراب إلا أن فضوله لمعرفة أخبارها كان أكبر من قراره فقال باللهفة
تحت أمرك
عجز لسانها عن النطق فرشت ملامح وجهها بالخجل من أفعالها فركت أناملها من التوتر وهي تتنازع مع لسانها لتسرد له ما حدث مع سنان وتهديه لها لكي يأخذ أبنه ثم إلقاءه على حنان أبشع التهم في المنطقة وبالفعل إخفاءها طوال الفترة الماضية ساعدت على تصديق الإشاعات
شعر حمزة أنه في دنيا أخرى عقله لم يتصور شخص يفعل التصرفات بكل جراءة دون خجل قال پصدمة
أنت متأكدة أزاي حنان عملت حاډثة وفي المستشفي
أومأت رأسها بالموافقة حاولت تبرر فعلتها بقولها
أيوة مكنتش هقدر أقف لوحدي قصاده خفت أنت مشفتش شكله
كان حمزة يتابع الحوار في صمت يسمع بكل أذن صاغية ليرتب أفكاره قال پخوف
كده حنان في خطړ حنان عنده في المستشفي أنت ناسي لازم نتصرف
لطمت على صدها قائلة
يا مصېبتي
وقفت جوهرة أمام حجرة العمليات تدعو الله ليخرج والدها بسلامة ساعة مرت والقلق شريكها لا يتركها فضلت أن تصلي وتدعو الله وبالفعل فعلت ذلك عادت تقف أمام باب غرفة العمليات مرة أخرى
فتحت الغرفة وقفت تنتظر الطبيب خرج سنان وجهه مخطۏف بالفعل لا يعرف أي كلمات يبوح به كل التحليلات الطبية
نتيجتها تقول إن حالته الصحية تقاوم خطړ العملية لكن إرادة الله عز وجل كانت أكبر نظر للأسفل وهو يقول
البقاء لله
وقفت كالتمثال لا تري لا تسمع ولا تشم ثوان مرت عليها والصدمة تعتلي تعبيرات وجهها جسدها متجمد يليه سقوطها فاقدة الوعي على الأرض
الحياة دون سند كالطعام دون قشرة تحميه سوف تقابل الحيوانات المفترسة لوحدك فهل ينجو البشر أم يصبحوا فريسة لهم
أفاقت جوهرة وجدت نفسها مدده على الفراش حولها أحد الممرضين تضع المحلول في يديه تذكرت ما حدث فأجهشت بالبكاء والممرضة تحاول أن تهدأ من بكائها ألقت عليه كلام يقلل من حزنها لكن دون جدوى لا أحد يشعر بها عدا الذين مروا بتلك الحالة
أصبحت وحيدة عليها تهاجم الجميع تصبح قوية مثل الرجال لا يوجد رجل في حياتها يحميها يعاونها يسندها عند المواقف الصعبة أرادت المۏت للتخلص من الحياة البائسة لكن لا هي خلقت لهدف لعبادة الله الآخرة وخلفت لتفعل شيء هام في الدنيا
نزعت الإبرة من مكانها المخصص جاءت أن تركض منعتها الممرضة فصاحت فيها وهي تبتعد عنها
سبيني عايزة أشوف بابا أنا كويسة أغمي عليا من الصدمة
ردت عليها الممرضة
هيجهز بس
لا تعلم أن والدها كان فريسة سهلة الصيد قبل أن تصعد أنفاسه للرب دون وجه رحمة لتضع في الثلاجة تحت مسمي عار على المجتمع تجارة 
جففت عبراتها لتصبح صامدة ظلت تفكر من يعاونها في تلك الحالة أم تتحمل المسئولية كاملة وجدته
حين جاء في ذاكرتها دق القلب على الفور تجاهلت هذا الإحساس بدأت تبحث عن هاتفها المحمول فسألت الممرضة على مكانه أجابت عليها بنبرة رسمية
هجبهولك بس لو سمحتي نكمل المحلول عشان تقدري تقومي أنت ضعيفة
استسلمت للأمر عاونتها الممرضة في وضع إبرة المحلول بدأت في الرنين المتواصل على أصيل بعد أن أحضرت لها الممرضة متعلقاتها حين سمعت صوت قالت پبكاء
ألحقني
في إيه
بابا ماټ
بتقولي إيه
بقيت لوحدي
أنت فين
في مستشفي سنان التخصصي
الصدمة جعلته مشتت الانتباه ركز على حالتها وتجاهل اسم المستشفي فردد
ليه
كان بيعمل عملية وماټ
أنا جايلك حالا
بجد مش هتسبني
طبعا سلام
وصل حمزة إلي المستشفي وقف أمام حجرة العناية المركزة خرجت ممرضتان يتحدثن لبعضهما البعض اخترقت أذنيه صوت الممرضة القديمة تحدث الجديدة عن شيء فقدت تجلبه عادت الممرضة تجلبه من الداخل حين خرجت وجدت حمزة يتوجه لها وقال متسائلا
من فضلك مفيش أخبار جديدة عن حنان
كست ملامح وجهها بالاندهاش لأول مرة تسمع الاسم هنا فردت بنفي
مفيش حد هنا بالاسم ده
شعر بدوار في رأسه عقله مازال في عدم استيعاب ما تقوله الطبيب أبلغه أنه هنا كيف يحدث هذا استمر لبضع ثوان في عدم اتزان وصل إلي تفسير الموقف فعاد يقول
مش ممكن تكون فاقت وراحت أوضة جديدة أنا مجتش بقالي كذا يوم
ألقت علي سؤالا
حضرتك بقالك قد إيه مجتش
أجاب عليه بشك
بقالي كام يوم مش فاكر كان بالظبط
مطت شفتيها للأمام بحيرة قبل أن تهتف
غريبة أنا هنا من أسبوع ومفيش حد بالاسم ده خالص
حاول أن يصف شكلها مع حجمها لعل أن تكون لا تعلم الأسماء لكن الإجابة واحدة
مفيش حد صدقني
تركها ترحل غرق في شتي الأفكار المختلفة تأكد أن طليقها له يد في إخفائها ليحصل على أبنه دار في عقله الكثير من الأسئلة هل يساعدها ماذا يفعل لكي ينقذها ما الطريقة التي يستطيع التدخل بها
يعلم أنه في ورطة كبيرة تحتاج من يعاونها ويساندها أخذ نفس عميق وزفره مرة أخرى بتردد يعتلي ملامح وجهه
صف سيارته أسفل المستشفي دخل المستشفي وهو يجري اتصال على جوهرة علم بمكانها توجه لها بسرعة الصاروخ كانت الحجرة مغلقة طرق على الباب حتى سمعها تسمح له بالدخول
خطو بخطوات للأمام ألقي مرمي بصره عليها عينيها حمراء منتفخة وجهها أصفر اللون يظهر على كيانها الإرهاق والتعب قال بلهفة
جوهرة
كان طوق النجاة الصدر الحنين الذي ربنا أرسله لها لم تردد ثانية في هبوط دموعها أمامه قالت پبكاء
بابا بابا يا أصيل
لو يستطيع أن يأخذه في عنقه كان فعل دون تردد اكتفي أن ينحني بجسده نحوها حفرت ملامحه بالقلق عليها قبل أن ينبض بلسانه
أنت كويسة
هزت رأسها بالنفي وقالت باعتراض
لا مش كويسة بابا ماټ وأتحرمت منه
الكلام لا يجيب نتيجة في تلك الحالة مر بتلك التجربة اللعېنة مع أقرب ناس لقلبه أهله زوجته وأبنه ذاق مر قلبه من جديد عادت ذكرياته القديمة تخرج من الخانة تمالك نفسه قدر الإمكان وقال بوهن
هتتعودي تعيشي
صړخت فيه دون إحساس لمشاعره
أزاي وأنا حياتي بقت سوده من غيره
بعثر الألم في كل كيانه قيدت تعبيرات وجهه بكتلة من السواد قبل أن يقول دون رحمة
دلوقتي فهمتي إن لما بنختار اللون الأسود مش بيبقي بمزاجنا بيتفرض علينا
ليه
نطقت پألم يسيطر عليها بينما رد عليها بقسۏة
عشان دنيا لعينة بتحرمنا من الأشخاص المهمين في حياتنا
عبرات تهبط على وجنتيها كحبات المطر الغزير ردت من أعماق قلبها
مفتكرش هنقدر نواجه
رده كان لغز عليها فشلت في فهمه خاصة نبرة صوته ونظراته كان ينتفض من داخله حقا
بتتعودي على البعد زى ما أنا تعود على بعدهم على رغم من الظلم اللي تظلمته
نست كل شيء ركزت في حروف التي ألقاها لسانه دون قيد
مين دول
اقتلع قلبه من مكانه وهو يبوح لأول مرة لها سر الذي أرادت معرفته طول بقائها معه قال بۏجع
مراتي وأبني ماتوا مقتلوين
صمت لبرهة ثم صاح عاليا باندفاع
لا مقتولين 
صدرت صړاخ رغما عنها وضعت يدها على فمها تكتم شهقاتها قالت پصدمة فرشت وجهها
بتقول إيه
ندم على إطلاق لسانه تلك الكلمات أخرج نفسا مطولا رفض أن يبوح أكثر ركز على حوارها فقال على الفور
يلا نشوف الإجراءات اللازمة عشان والدك الله يرحمه
بعد فترة من الوقت كل شيء كان على تم الاستعدادات المطلوبة خرج أصيل من المستشفي يجهز سيارته ليتحرك فور هبوط جوهرة مع والدها قابل مرام في طريقه التي رفعت حاجبيه لأعلى من الاندهاش قبل أن تقول
أصيل بتعمل إيه هنا
نظر إليها أخرج تنهيدة من صدره قبل أن يتفوه
والد جوهرة ټوفي واتصلت بيا عشان أجيلها ملهاش حد مش هينفع أسيبها هنا
صاحت عاليا دون قصد بعد الفزع والهلع الذي أصابها كانت تجلس بمفردها نادمة على تلك الأفعال التي فعلتها رفضت مقابلة الأشخاص وبعض الاتصالات لم تعرف بموعد العملية من قبل قالت بهلع
لااااااااا أزاي ده حصل
هز كتفيه بعدم المعرفة أطلق للسانه تأكيد الحركة والتعبيرات التي ملئت وجهه
معرفش حاجة عن أذنك عشان نخلص من الموضوع ده
وضعت إبهامها في فمها قضمت أظافرها ترددت كثيرا أن تبوح بكلمات لها دلالات كثيرة داخلها يرتعد من التوتر قالت بوهن
شرحوا الچثة
وقف كالتمثال لبرهة استدار بوجهه نصف استدارة رمقها بنظرات يكسوها الصدمة قال باندهاش
بتقولي إيه
ردت عليه قبل
أن ترحل من أمامه لا تريد أن تدخل في مناوشات كثيرة
زى ما سمعت أنا هقدم استقالتي وهساعدكم بس أسمع مني خلي جوهرة تشرح الچثة أكيد هتلاقي مناطق في جسمه مفتوحة عن أذنك
حك وليد وجنتيه بعد ما سمع حديث حمزة له بات عقله مشتت لفترة من الوقت قام مندفع من مكانه لم يبدي أي رد فعل سوي حديثه
تعالي معايا
حاول ألحاق به أمسكه من
ذراعه لكي يكف عن الحركة وزع بصره عليه باندهاش وقال متسائلا
رايح فين كده
رد عليه بجمود
لازم نعرف حياة حنان كانت عامله أزاي من ياسمين
ابتسم بسخرية على سذاجة صديقه قرر أن يسير معه على خطته ليثبت له أنه صعب الوصول إليها فقال بابتسامة متصنعة
وهتعرف أزاي عنوانها
ظهر الارتباك على تعبيرات وجهه وقال بتلعثم
ما هو يعني من الأخر بحاول أكلمها بس مش مستجابة معايا قافلة
الموضوع
ربت على كتفه بقوة إلي حد ما قال بشراسة
سيبك بقي من الحب ولفلفة وركز معايا في إن لازم نعرفها وننقذ حنان أكيد في خطړ
ركب كلاهما نفس السيارة
 

تم نسخ الرابط