سلين بقلم ياسمين عز

موقع أيام نيوز

خلينا نمشي 
أخذ حقيبة يدها بينما أحاط كتفيها بيده 
الأخرى مما جعل جسدها يتصلب لتحاول 
الإبتعاد عنه فهم ما يدور بخلدها ليوقفها في مكانها أمامه
مقابلة له أزاح يده من على كتفها ثم رفع ذقنها ببطئ يتفرس وجهها المحمر و عيناها 
المرتبكتان و هي تحاول النظر لأي مكان إلا وجهه
تحدث بجدية و هو يكاد يلتهم ملامحها الفاتنةالتي أسرته من أول لحظة عاوز أقلك حاجة 
مهمة حاولي تفهميها كويس رجوعك لمصر 
مش حيكون سهل أبدا حياتك كلها حتتقلب
مرة واحدة عشان كده لازم تتعودي من دلوقتي انا مش بخۏفك بالعكس انا بقلك كده عشان تكوني
جاهزة لأي حاجة و انا حكون معاكي و مش 
حسيبك أبدا إنت أمانة طنط هدى من قبل ما تتولدي 
رفعت عيناها ترمقه بنظرات حائرة ليبتسم سيف 
مكملا حييجي الوقت المناسب عشان تفهمي فيه
كل حاجة على فكرة انا معنديش اخوات عشان كده حعتبرك أختي الصغيرة إتفقنا 
نطق بكل هدوء و نعومة لتهز رأسها بموافقة 
إبتسم و هو يحيط كتفيها بذراعه من جديد 
يحثها على السير بحانبه و لا تسأل في تلك اللحظة 
عن حالة سيلين حرفيا كانت في عالم آخر 
لم تستطع السيطرة عن إرتجاف جسدها 
بسبب ملامسته لها و عطره الجذاب تغلغل 
داخل حواسها و شيئ ما بداخلها يطلب 
منها أن تثق به و إن تتبع قلبها قلبها الذي 
رفع راية الاستسلام أمام هذا الوسيم الاسمر الذي لم تتذكر لحد الان أين رأته من قبل فتح سيف باب المكتب ليجد أمامه كلاوس 
ينتظره و الذي إستطاع ببراعة إخفاء دهشته لتلك الصغيرة التي كان يحتضنها رئيسه عكس ناديا و نجلاء اللواتي تصنمتا في مكانهما 
و كأن الزمن توقف بهما و هما يتأملان هذا المشهد 
النادر أمامهما سيف عزالدين لأول مرة في حياته
يحتضن في حياته إمرأة في العلن و ليست اي 
إمرأة بل فتاة شبيهة بالباربي كما أسمتها ناديا السكرتيرة 
فتح كلاوس باب المصعد ليدلف سيف و هو مازال
محاوطا لكتفي سيلين بتملك يرفض تركها و لو 
للحظة رغم شعوره بانزعاجها لحظات قليلة 
و فتح باب المصعد من جديد لكن هذه المرة
وجدت نفسها في كاراج كبير خاص بالشركة مليئ بالسيارات 
قادها نحو سيارته الفاخرة ال 
لم تخف عنه عيناها اللتين لمعتا باعجاب 
و دهشة و هي تتأمل هذه السيارة الفاخرة 
فهي تعلم أن هذا النوع من السيارات باهض 
جدا و لا يستطيع شرائها سوى فئة قليلة 
من الناس و هم فاحشوا الثراء 
توقف ليفتح لها باب السيارة بعد أن أشار 
للسائق بأن يركب إحدى سيارات الحرس 
بأن سيتولى القيادة بنفسه 
أغلق الباب بهدوء ثم وضع حقيبتها فوق 
ساقيها قبل أن ينتقل للجهة الأخرى 
ليركب مكان السائق بدأ في القيادة و سرب 
من السيارات السوداء الصفحة إنطلق وراءه 
ليتبعه نظر نحو سيلين التي كانت تتأمل الطريق 
من وراء شباك السيارة ليتحدث قائلا 
دلوقتي حنروح اللفيلا بتاعتي انا عادة 
عايش في قصر جدي لكن مش حقدر آخذك هناك دلوقتي 
سيلين بارتباك ليهسيف بتفسير عشان
مش حابب اقعد 
أجمع العيلة و افسرلهم إنت مين و جيتي 
هنا ليه و الكلام داه كله عشان مش فاضي
حاليا النهاردة حترتاحي عشان بكرة 
حنسافر لطنط هدى و لما تعمل العملية
و نطمن عليها حنبقى نتكلم في الموضوع 
داه أومأت له سيلين دون إهتمام بمعرفة التفاصيل
فحاليا لا تريد شيئا من الدنيا سوى شفاء والدتها 
هي اصلا لم تكن تريد المجيئ إلى هنا أو التعرف 
على أفراد عائلة والدتها و لذلك لم تهتم كثيرا 
بقراره بل شعرت بالراحة فلماذا تشغل نفسها بمعرفة أشخاص لا تريد معرفتهم من الأساس 
و كأنه قرأ أفكارها ليقول على فكرة داه أحسن 
ليكي إنت كمان عشان تريحي دماغك من الدوشة كانت تلك آخر كلمة يقولها بقية الطريق ليعم 
الصمت السيارة بعد دقائق كثيرة توقفت 
السيارة أمام فيلا فخمة بطراز عصري باللونين 
الأبيض و يتخللها بعض الرمادي من الأعلى تحيط
بها حديقة شاسعة تسر الناظر 
نزلت سيلين بعد أن فتح لها سيف الباب لتبتسم بخجل و هو يمسك يدها الرقيقة بين كفه ليسير 
بها إلى الداخل صعدا عدة درجات قبل أن يدلفا
الفيلا و ينادي على إحدى العاملات التي حضرت 
أمامه بسرعة اوامرك يا سيف باشا 
نظر نحو سيلين ليسألها تحبي تاكلي إيهأجابته بارتباك و خجل عادي أي حاجة سيف بتفكير طيب زينات لو سمحتي 
حضري أكل خفيف بسرعة عشان جعان 
جدا و لو مفيش خلي كلاوس يطلب لينا 
سمك من مطعم 
زينات بطاعة حاضر يا باشا دقائق و الأكل يكون جاهز 
أكملت كلامها ثم غادرت 
سيف أصلي مش باجي هنا كثير عشان كده 
مش عارف إذا كان
طبخوا سمك النهاردة او لا 
طنط هدى زمان كانت بتحب السمك اوي 
ففكرت إنك زيها 
سيلين بابتسامة صح مامي بيحب سمك جدا 
سيف بحماس و كأنه عاد طفلا صغيرا تمام 
دلوقتي تذوقي و قوليلي سمك ألمانيا أحلى 
و إلا سمك مصر 
سار بها نحو الداخل لتتأمل سيلين الفيلا 
بانبهار كانت فخمة جدا رغم أنها لاحظت 
أنها ذات تصميم رجالي من خلال الأثاث 
و الديكور
صعد بها الدرج ثم فتح باب غرفة في أول الرواق
ليحثها على الدخول 
لم تستطع إخفاء إعجابها من جمال الغرفة فهي
في حياتها كاملة لم تدخل مكانا بمثل هذه الفخامة
من قبل كانت الغرفة بناتية لديكور ابيض و بنفسجي 
مع أحمر حقا مزيج رائع و مريح للعين 
إبتسم سيف للمرة العشرون هذا اليوم و هو يتأمل
وجهها بتمعن و كأنه لازال غير مصدق لوجودها حتى الآن قائلا بحنو أتمنى الأوضة تعجبك دي
حتكون بتاعتك من النهاردة بس للاسف الدولاب
فاضي دقائق و حبعثلك شنطتك عشان تغيري
هدومك و اوعدك لما نرجع من ألمانيا حملالك الدولاب
هدوم على ذوقك 
حركت رأسها بالايجاب دون أن تجادله فهي
حقا آخر ما تريده حاليا التحدث خاصة
بعد رؤية السرير فهي حاليا لاتريد سوى الاستلقاء 
عليه و النوم لمدة سنة من شدة تعبها 
سيف و هو يغلق الباب وراءهاغيري هدومك و إنزلي
بسرعة مشت سيلين نحو السرير لتجلس عليه و هي مازالت 
تتأمل الغرفة حتى دق الباب لتدخل الخادمة و معها
حقيبتها وضعتها بجانبها قائلة تأمري بحاجة 
ثانية يا هانم سيلين و هي تنظر نحوها باستغراب انا مش 
إسمي هاني إسمي سيلين 
كتمت الخادمة ضحكتها خوفا من ڠضبها 
فهي مازالت لاتعرفها و لا تعرف طبيعة شخصيتها
لتومئ لها بالايجاب و تغادر الغرفة رواية بقلمي ياسمين عزيز أخذت سيلين شاور سريع و جففت شعرها ثم غيرت ملابسها لفستان صوفي قصير باللون الأزرق الداكن و إرتدت معه حذاء أبيض مسطح 
ثم نزلت للأسفل وجدت خادمة أخرى تنتظرها 
في أسفل الدرج لتخبرها ان سيف ينتظرها على طاولة الطعام 
قادتها نحو غرفة واسعة لتجده يجلس على 
طاولة كبيرة تكفى لعشرون شخصا ما إن رآها 
حتى وقف من مكانه يتأملها باعجاب إستطاع 
إخفاءه
ببراعة ليقول تعالي اقعدي انا خليتهم 
يجيبوا كذا نوع من السمك 
بعدها جلسا يأكلان بهدوء حتى أنهت طعامها 
لكن سيف في كل مرة يصر على أن تأكل المزيد 
حتى شعرت بالتخمة خلاص مش قادر ياكل اكثر من كده تحدثت بأعتراض و هي تضع كفها على ثغرها 
سيف بضحك و هو يقرب كوب العصير من 
شفتيها خلاص إشربي العصير داه و إطلعي عشان تنامي 
إرتشفت قليلا ثم دفعت الكأس بيدها قائلة بمزاح حاضر يا بابي 
سيف خلاص إتفقنا انا بابي و إنت بنتي الصغيرة 
عشان كده لازم تسمعي كلامي 
سيلين حاضر بس
مش في الأكل بليز 
سيف بضحك و هو ينادي الخادمة حتى أتت
زينات خذي الهانم لأوضتها 
صعدت الدرج بسرعة ثم دخلت غرفتها لترتمي 
على الفراش بعد أن نزعت حذاءها لتغط في نوم عميق 
أما سيف فقد دخل مكتبه لينهي بعض الأعمال 
المتعلقة به قبل موعد السفر 
في قصر صالح عزالدين 
إنتهت أروى من تغيير ملابس الصغيرة و تسريح 
شعرها القصير الناعم ثم قبلتها ووضعتها على 
السجادة حتى تستطيع اللعب بحرية لتدخل 
هي إلى الحمام 
نظرت لجين حولها لتجد نفسها وحيدة 
في الغرفة رمت لعبتها من يدها ثم خرجت من 
الغرفة لتتجه نحو غرفة والدها 
حاولت الوصول لمقبض الباب لكنها لم تستطع
لقصر قامتها فجأة فتح الباب ليظهر من وراءه 
فريد إبتسم عندما وجد صغيرته وراء الباب 
ليحملها و يدخل بها للداخل 
قبلها بقوة و هو يدغدغها لتتعالي ضحكاتها
المرحة فريد مممم إيه الخدود الطعمة دي انا حاكلها
كلها دلوقتي اصلا داه وقت الغدا 
وضعت الصغيرة يديها على خديها المكتنزتين
رافضة ان يأكلهما و هي تصرخ بمرح دو بتو
مامي دول بتوع مامي 
فريد بمزاحطيب إديني انا داه عض خدها الأيمن
و أشار للثاني و داه خليه لمامي 
حركت لجين رأسها برفض و هي تنبس ببراءة لا 
خدو مامي خدود مامي 
مثل فريد الحزن ليقوس شفتيه متمتما بخفوت 
إنت بتحبي مامي أكثر مني بقى 
أجابته الصغيرة و هي تفتح ذراعيها بحب مامي أوى أوي أوي 
بحب ماما أروى اوي أوي 
فريد و هو يخفي إنزعاجه طب و أنا 
الطفلة ببراءة يا يا يا مامي أوى 
نفخ فريد بضيق ثم إستقام تاركا الصغيرة
ممدة فوق الأريكة سار نحو احد الرفوف ليفتحه
و يخرج علبة سجائره ليدخنها بانزعاج ثم عاد 
و جلس بجانب لجين نظر إليها قائلا يعني 
حبيتيها في أربعة أيام 
لم تفهمه الصغيرة و ظلت تلعب بأطراف فستانها 
حتى طرق باب الجناح فتحه فريد ليتفاجئ
بأروى تدخل بدون إستئذان تبحث عن لجين 
هاتفة هي لوجي مجاتش هنا 
أنهت جملتها لتهرول الصغيرة نحوها إنحنت أروى 
لتحملها و تقبل عنقها قائلة بلوم كده يا لوجي 
سبتك خمس دقائق عشان أستحمى اطلع 
ملاقيكيش على الاقل كنتي قلتيلي 
إستند فريد على باب الغرفة يتأملها باعجاب 
واضح بدءا من شعرها الأشقر المبلل و قطرات الماء
تتساقط على رقبتها ثم تختفي تحت برنس
الحمام الذي كانت ترتديه و كم وجد 
صعوبة في التفريق بين بشرتها الوردية 
و لونه المماثل لها 
خفض بصره نحو أقدامها الوردية الصغيرة التي 
ذكرته بقدمي صغيرته لجين نفث دخان 
سيجارته بضيق و هو يطرد تلك الأفكار من
مخيلته ليجدها تحمل الصغيرة متجهة نحوه تريد الخروج 
وقف أمامه بعد أن تحولت نظراته المعجبة 
إلى أخرى مستهزءة خاصة بعد أن تذكر كلام
طفلته منذ قليل البنت متعلقة بيكي اوي 
برافو شاطرة في شغلك عشان كده حديكي 
مرتبك مسبقا قبل نهاية الشهر 
صرت أروى أسنانها پغضب مكبوت لتتشبث 
بالصغيرة التي كانت تحملها و كأنها مصدر حمايتها
اومأت له بالايجاب دون أن تتكلم و هي تتسمر في 
مكانها أمامه تنتظره حتى يبتعد عن الباب 
رفعت عيناها نحوه لتجده يمد لها ببطاقة 
بنكية و هو يقول بغرور خدي الكارت دي 
فيها مرتب سنة سحب نفسا من سيجارته
ثم نفثه على وجهها مكملا باستهزاء داه 
طبعا لو فضلتي هنا 
حركت
يدها أمامها لتزيح عنها الدخان و هي تجيبه 
بحدة مينفعش تشرب سجاير لما تكون لجين 
في الاوضة دي لسه طفلة و داه خطړ عليها 
فريد بسخرية حتخافي على بنتي اكثر مني 
و إلا إنت نسيتي نفسك متعيشيش الدور أحسنلك 
رفعت أروى رأسها بتحدي لتأخذ الكارت
من 
يده و هي تجيبه لا عارفة إني هنا مجرد مربية 
و صحة لوجي من أولى اهتماماتي 
بهت فريد من جرأتها فهو لم يتعود عليها هكذا
لذلك أراد إھانتها عشان
كده ضيعتيها من شوية
و جيتي هنا عشان تدوري عليها رغم إني نبهت
عليكي إنك معتبيش باب اوضتي 
أروى رغم شعورها بالإهانة من كلامه إلا أنها
قررت مواجهته انا دخلت آخذ شاور و سبت
لوجي تلعب مكنتش عارفة إنها حتطلع و بعدين
انا لما ملاقيتهاش عرفت إنها جات
هنا عشان
هي متعودة تيجي لوحدها 
فريد و هو يطفئ سېجاره بس داه إهمال منك هي كان ممكن تنزل السلم وحدها و توقع 
أروى و هي تشدد من إحتضانها بعد الشړ ربنا
ستر المرة دي بس انا حبقى اقفل باب الأوضة
بعد كدة و دلوقتي انا حنزل عشان اغديها اكيد
جاعت فريد بسخرية حنشوف بس ثاني مرة
لو حصلت غلطة منك انا مش حعديهالك
إنت لسه مشفتيش وشي الثاني 
تنهدت أروى بصوت عال و هي ترمقه بنظرات
حادة تعلم أنه يتعمد إھانتها و يحاول بكل جهده
خلق سبب حتى يذلها لكنها قررت أنها لن تترك
له الفرصة حتى يحقق غرضه لذلك فضلت
الصمت ليس خوفا منه رغم أنها في الحقيقة
يرتعش جسدها كلما رأته أمامها 
إستاذنت منه مرة أخرى ثم توجهت نحو
غرفة الصغيرة و التي أصبحت غرفتها منذ
اول ليلة لها هنا نشفت شعرها جيدا ثم
غيرت ملابسها ثم قررت النزول للأسفل وجدت بعض أفراد العائلة مجتمعين حول طاولة الطعام التي بترأسها الجد صالح عزالدين في العادة 
لايسمح لهم بالتخلف عن موعد الغداء لكن بسبب 
الأعمال أصبح حضور وجبات الطعام إجباريا فقط 
وقت الفطور و العشاء بالطبع سيف ليس ضمن 
القائمة فهو لا يحترم كلام جده أو أي فرد من عائلته سوى والدته 
جلست أروى في مكانها على طاولة الطعام و أجلست 
لجين في كرسيها الخاص بجانبها بعد دقائق من الانتظار أتى فريد ليجلس بجانبها في مكانه المعتاد 
ليشير لهم الجد ببدأ تناول الطعام بعد أن حضر 
جميع الموجودين فقط سيف و صالح هما من كانا مختفيان 
في تلك الفيلا البعيدة عن العمران 
مسحت يارا دموعها پقهر للمرة العشرون في 
تلك الساعات الطويلة التي أمضتها تنظف و ترتب 
غرف الفيلا المليئة بالاتربة و الغبار 
لعنت صالح في سرها لأنها متأكدة جيدا 
انه تعمد إحضارها لهذه الفيلا المهجورة حتى يعذبها بتنظيفها 
جلست على أحد الكراسي تمسد ساقيها 
المتعبتين و هي تتأوه پألم ربنا ينتقم منك 
يا وا يا حقېر بقى انا يارا عزمي بنت المستشار 
ماجد عزمي البس هدوم الخدامات و أنظف و أكنس
و الله لنتقم منك و أخليك 
قاطعها دخوله المفاجئ من باب الغرفة لتكز على 
أسنانها بقوة من شدة ڠضبها و كرهها له و كأنها
ترى شيطانا أمامها 
تجاهلته و هي تكمل تمسيد ساقيها لتستمع 
لضحكاته المستهزءة و هو يقول سلامتك ياقطة
إيه تعبتي تؤ تؤ داه لسه وراكي شغل كثير 
و كمان من بكرة حتبقي تقومي بشغل الفيلا 
لوحدك رفعت يارا بصرها نحوه متحدثة بنبرة 
ساخرةإنت اكيد بتهزر انا مش عاوزة 
اشوف وشك من النهاردة كفاية اللي إنت 
عملته فيا لحد دلوقتي أظن حققت إنتقامك
بزيادة هز صالح حاجبه بتعجب منها قائلا إنتقامي
لسه مبدأش صدقيني لسه المشوار طويل قدامك و يلا قومي عندك شغل كثير
في المطبخ يارا بنبرة لينة محاولة التخلص منه بجميع 
الطرق صالح لو سمحت كفاية انا و الله 
تعبت و مش قادرة استحمل اكثر من كده 
لو عاوز انا حعتذرلك
قدام الدنيا كلها بس كفاية إنتقا صالح بصړاخ و قد إحمرت عيناه من شدة 
الڠضب صالح بيه متنسيش نفسك يا 
ژبالة و آخر مرة تتجرئي و تتكلمي معايا 
بالشكل داه إنت هنا شغالة و انا صاحب البيت 
و دلوقتي غوري على المطبخ و إياكي 
ثاني مرة الاقيكي قاعدة و مهملة شغلك إختفى فجأة مثلما ظهر لتقف يارا من مكانها 
و هي تنظر في أثره و عقلها لايكف عن البحث 
عن طريقة للتخلص من هذه المصېبة التي 
قلبت حياتها
و سلبتها الراحة و الأمان 
مساء في فيلا سيف 
نظر سيف لساعته الفاخرة التي كانت
تزين
معصم يده ليبتسم دون شعور منه عندما وجدها
الساعة السادسة مساء حسنا لازال الوقت 
مبكرا قليلا لكنه سيقدم وقت العشاء حتى 
يتسنى له رؤيتها 
قفز من كرسي مكتبه الذي كان يجلس عليه 
منذ ساعات ليفتح باب مكتبه متجها نحو الأعلى وقف أمام باب غرفتها ليطرق الباب عدة مرات 
لكنها لم تجبه لكنه إستمر في طرق الباب و مناداتها
رغم تردده مخافة إزعاجها لكن نداء قلبه الذي 
يرغب بشدة في رؤيتها و إشباع حواسه منها سيلين يلا يا حبيبتي قومي الساعة بقت 
ستة كفاية نوم بقالك أربع ساعات نايمة في الداخل حركت الأميرة النائمة رأسها بتعب 
دون أن تفتح عينيها كانت تستمع بأصوات 
نداء باسمها لكنها كانت بعيدة جدا 
بعدها شعرت بيدين تحركان كتفها بلطف 
حتى إستطاعت و أخيرا فتح عيناها لتجد 
أمامها زينات تحاول إيقاضها و قد بدت ملامحها
قلقة بعض الشيئ إنت كويسة يا هانم 
حركت سيلين جسدها لتتكئ على ظهر السرير 
و هي تفرك عيناها قبل أن تجيبها انا إسمي 
سيلين و ايوا انا كويس 
زينات أصل الباشا ميتنيكي برا عاوز 
يدخل يطمن عليكي عشان بقاله ساعة 
بينادي عليكي من برا عشان تصحى 
سيلين و هي تعدل ملابسها خليه يدخل 
فتحت زينات الباب ليدخل سيف دون 
أن يستمع لكلامها جلس على حافة السرير 
ثم مد يده ليتلمس وجنتها و جبينها قائلا بلهفة
إنت كويسة وشك أحمر أجيبلك الدكتورة 
ضحكت سيلين و هي تضع يدها على كفه لتزيحها 
بلطف قائلةانا كويسة إهدي 
سيف و هو يتنفس الصعداءكنت حموت
برا و انا بنادي عليكي و إنت مش بتردي 
دقيت الباب كثير بس مجاوبتيش مقدرتش 
ادخل حسيت نفسي عاجز خفت تكوني 
تعبانة و مش قادرة توقفي من مكانك 
سيلين بتعجب من خوفه المبالغ عليها لا 
انا كويس و الله اغمضت عيناها بخجل 
قبل أن تكمل انا نوم بتاعي ثقيل 
رمقها بنظرات عاشقة لم تفهمها قبل أن يرفع
يدها التي مازلت على يده 
برقة ثم وقف من مكانه قائلا طيب إغسلي
وشك و إنزلي عشان نتعشى سوى 
سيلين و هي ترفع رأسها للأعلى حتى تراه 
حاضر 
بعد نصف ساعة نزلت للأسفل لتجده يقف أسفل 
الدرج يتحدث في الهاتف وقفت مكانها لتستند 
على حافة الدرابزين لتتأمله 
كان في غاية الوسامة 
جسد ضخم رياضي و عضلات صلبة تظهر جليا
من خلال قميصه الصوفي الذي يضيق على 
نصفه العلوي بشړة سمراء محببة و عينان
خضراوتان و شعر اسود جميل 
جعدت وجهها بتفكير تحاول تذكر أين رأت هذه
الملامح من قبل لكنها فشلت لتنفخ وجنتيها
بضيق و يأس 
حولت بصرها نحو الفيلا
بتصاميمها الفاخرة التي وقعت في عشقها
منذ اول لحظة وطئت قدميها هذا المكان
تنهدت بحزن و هي تتذكر والدتها المسكينة
التي ټصارع المړض الآن كيف إستطاعت في
الماضي ترك هذه الحياة الرغيدة و هربت مع
والدها لتبدأ ايام شقائها 
لم تكن سيلين إنسانة مادية و تقدس المال لكن صعوبة الحياة التي كانت تعيشها في ألمانيا 
وحيدة مع والدتها جعلتها تعيد حساباتها
تجاه إمكانية عودتها لمصر 
افافت من شرودها بعد أن سمعت سيف يناديها
سرحانة في إيه قوليلي 
نزلت بقية الدرجات و هي تجيبه و لا حاجة
كنت بفكر في مامي 
مد يده نحوها لتمسكها فيجذبها نحو الاريكة
ثم يجلسها بجانبه متحدثا بصوت مطمئن
طنط
هدى إنسانة قوية و إن شاء الله حتقوم بالسلامة
و حنيجي كلنا نعيش هنا انا و إنت و هي و ماما 
سيلين بطفولية إنت عندك مامي 
سيف بضحك انا النهاردة ضحكت اوي
مش عوايدي اكون مبسوط بالشكل داه 
سيلين بعبوس بتضحك عشان انا بتكلم
مصري وحش و بتقلي هاني إنت و البنت
اللي صحتني من شوية 
قهقه عاليا لتبتسم سيلين تلقائيا على جمال
ضحكته التي زادته وسامة 
توقف بصعوبة قائلا لا هي بتقلك يا هانم
بالميم مش هاني لازم تناديكي كده عشان
إنت صاحبة البيت هنا و هي بتشتغل عندك 
سيلين بجهل مش فاهم 
سيف باللغة الألمانية أقصد انها تعمل هنا و من 
واجبها إحترام أصحاب المنزل و لذلك تناديكي
هانم فهمتي 
اومأت له و هي تتمتم بتفكير يعني إنت 
كمان تناديكي هانم 
سيف ضاحكا يا نهار اسود داه إنت المصري 
بتاعك بايز خالص خاصة المؤنث و المذكر إنت 
بهدلتي الدنيا لا إنت تناديكي هانم عشان 
آنسة حلوة و قمر بس انا راجل فهي تناديني 
باشا 
سيلين بضحك بعد أن فهمت مقصده فهمت 
يا باشا 
حاوط كتفيها بذراعه و هو يحثها على الوقوف 
قائلا يا روح قلب الباشا إنت يلا خلينا نقوم 
عشان العشا جهز من بدري 
سار بها نحو طاولة الطعام و هو مازال يهز رأسه 
و يضحك بخفوت لا يعلم مالذي حصل له هذا

تم نسخ الرابط