قصه ۏجع الهوي
المحتويات
والتى تتزاحم للخروج من محبسها تحاول التنفس ببطء عدة مرات ثم تحركت تفتح الباب ببطء تخطو خارجه باقدام عاړية مرتعشة ترفع عينيها باحثة عن مكان وجوده فتراه يجلس فوق الاريكة ذات اللون الازرق وقد بدل ملابسه لملابس بيتية مريحة امامه صنية الطعام المخصصة لليلة الزفاف يراقب تقدمها منه بهدوء ووجه خالى من التعبير ثم يحدثها بصوت غير مبالى وهو يشير الى ناحية صنية الطعام
هزت راسها برفض هامسة بارتجاف وصوت يكاد يسمع
مش عاوزة ...انا مش جعانة
هز جلال راسه بتفهم قبل ان يقول بصوت واضح النبرات
طيب تعالى انا عاوزك اتكلم معاكى كلمتين
اتجهت ناحية المقعد المجاور للاريكة وهى تراه جالسا براحة فوقها وملامح وجهه مازالت على حالها من عدم الوضوح ينتظرها ان تجلس فاسرعت بالجلوس تحول لملمة اطراف ثوبها من حولها ثم يسود الصمت للحظة قبل ان يقول جلال بصوت عملى جاد
كانت هى تخفض راسها ارضا تفرك اصابعها بتوتر وهى تستمع الى صوت الجاد برجفة تتملكها وهو يكمل بهدوء
شوفى يا بنت الناس احب تكون حياتنا من اولها على نور ...مش هضحك عليكى واقولك ان ليا فشغل الحب والعواطف الكلام الفاضى ده احنا الاتنين مش صغيرين وعارفين جوازنا كان ليه وعلشان ايه ..انتى مراتى وليكى عندى احترامك وتقديرك بس اكتر من كده مقدرش اوعدك بحاجة مش هتكون فى يوم من الايام فياريت تفهمى كلامى ده كويس علشان بعد كده ما نرجعش نقول ونعيد ونستنى حاجة مش هتحصل
ټخنقها لكنها حاولت ان تتماسك وهى تسمعه يتحرك من مكانه مقتربا منها يكمل وبنرات صوته تتغير للطف كما لو كان احس بقسۏة كلماته السابقة عليها
انا عارف انى كلامى ده لا وقته ولا مكانه بس انا حبيت كل حاجة بينا تبقى على نور من اولها علشان نقدر نكمل اللى جاى من غير ماحد فينا يستنى من التانى اللى مش هيقدر يعمله ..فاهمة كلامى يا ليله
انا كنت عارف انك هتقدرى تفهمينى وبخصوص موضوع الارض .....
عارفة كل حاجة عنه جدى قالى ومستعدة انفذ فى اى وقت تحدده
ابتسم جلال برقة قائلا ومازالت انامله تعبث بخصلات شعرها
طيب تمام كده اوى ..وبما اننا اتفقنا على كل حاجة تحبى تتعشى الاول ولا ننام على طول
ليا عندك.. طلب يااريت ....لو توافق عليه ..
جلال بهدوء متابعا حالتها المرتبكة برأفة
قولى يا ليله ولو اقدر مش هتأخر اعمله ...
جلست مرة اخرى تفرك كفيها بعصبية لا تدرى كيف تحدثه بما يجول بذهنها فهى لا تظن انها تستطيع ان تتعامل معه كعروس عادية سعيدة بعد حديثه السابق لها وما وضحه من امور خلاله جعلتها تدرك قيمتها الحقيقة لديه وبانها لم تكن سوى وسيلته لوصوله لارض عائلته وقد حاول تبيهها لهذا منذ اول ليلة لهم معا لذا تشجعت قائلة بخفوت تتلعثم حروفها
زاى ما....قلت ليا من شوية....عن..جوازنا وظروفه ..
انا ..كنت ..عاوزة لو.. ممكن...لو ممكن يعنى انى اخدفرصة ...علشان..اقدراتعود ...عليك..قبل يعنى ...يعنى...
زفر جلال بقوة يتراجع للخلف ببطء يراقبها بتمعن وتفكير بينما جلست ترتجف فى مقعدها فى انتظار رده على مطلبها حتى اتاها رده بعد فترة طويلة من الصمت كادت اعصابها فيها ان ټنهار قبل ان يقول بهدوء وبنبرة خالية من المشاعر
تمام ياليله اللى تقصديه وصلنى .. ومعنديش اى اعتراض عليه ...وعاوزك تفهمى ان عمرى ما هغصبك على حاجة مش عاوزاها
ثم اتبع كلامه ناهضا من مكانه متجها ناحية الفراش يستلقى عليه يغلق الاضواء دون اى كلمة اضافية منه ليعم ظلام محدود ارجاء الغرفة اما هى فقد جلست مكانها تشعر بالذنب يتأكلها كما لو كانت هى من قامت باهانته وليس هو حين حطم امالها كاى فتاة فى ليلة زفافها تنظر من زوجها ان يسمعها ما يجعلها تطمن على القادم من حياتهم سويا لا نفيا قاطعا منه واخباره لها ان لا تنظر منه ان يحبها فى يوم من الايام كأنه مستحيل لا يمكن ان يتحقق
لكنها لا تلوم عليه بل لومها وألمها يقع على عاتق جدها تلومه هو فقط على كل
مايحدث معها فقد كان من الهين عليها ان تعيش حياتها كلها حاملة لقب
البايرة كما يحلو لهم ان يطلقوه عليها
متابعة القراءة