رواية كامله بقلم سيلا
المحتويات
مساء وصل للمشفى صعد لغرفتها وجد يعقوب يجلس بالخارج بجوار عز
ولج للداخل دون حديث نهض
عز خلفه وجده يحمل جنى متحركا بها للخارج
انت بتعمل إيه يلا ركله
بقوة حتى تراجع للخلف قائلا
ابعد عني عشان مزعلكشوهوديها لدكتور تاني ثم تحرك متجها بها للأسفل قابله جواد
الذي يخرج من غرفة العناية
واخد بنت عمك على فين يوزع نظراته بينهم ثم تحدث إلى والده بهدوء رغم نيران قلبه
وريني كدا هتعمل ايه يزعلني توقف متسمرا بمكانه ينظر لوالده الذي دلف بها للغرفة استمع الى عز
احمد ربنا أن ابوك انقذك مني اتجهت نهى إليه
جاسر امشي دلوقتي وخليك اد وعدك ياحبيبي ياريت تشغل دماغك شوية ياحضرة الظابط
عشقي لك
يشبه الادمان اعلم أنه مؤذي ولكن راحتي فيه
متل المطر يصيبني بالبرد ولكني مغرمة به
جنى الألفي
قطبت جبينها ثم اتجهت للهاتف و
جذبته ثم فتحته لم يوجد به سوى رقم واحد
قطبت جبينها متسائلة
رقم مين دا! وأنا فين المذهل أن صورتها على الهاتف
امسكته بيد مرتعشة وهاتفت الرقم الذي يسجل
جلس ينفث تبغه بإستمتاع من صرخاته وهو يراقبه بصمت لبعض الوقت ألقى سېجاره واتجه إليه يجذبه من خصلاته بقوة قائلا
استمع الى صوت هاتفه أخرجه ينظر لتلك الصورة التي أنارت هاتفه فهتف
صباح الورد قطبت جبينها متسائلة
انت مين قهقه عليها واردف مازحا
انا اللي متصل ولا إنت أكيد واحدة حلوة بتعاكس واحد حلو زيي
يستمع الى لحن اسمه بنبرتها الشجية التي أرسلت إلى روحه ملاذا ككأس خمر ليتخدر ويجعله بحالة سكر بعشقها فقط
أجابها بنبرته الهادئة التي تخصها وحدها
عيون جاسر وكأنها لم تستمع إلى حديثه فتسائلت
انا فين ياجاسر وايه المكان دا
انت في قلبي ياجنجون نص ساعة وأكون عندك حبيبي مټخافيش مفيش غير قلبي اللي عندك ودا عمره مايأذيكي
ألم تعرفين ماذا فعلت بي!
من أنت وماذا أقول عنك!
وقفت بشموخ واجابته
إذا سألوك عني قل لهم هي الفتاة الوحيدة التي أدمنتني وأنا كسرتها فعدت لها راكعا مذلولا
رفعت يدي إليها
هل تقبلين اعتذاري مهلكتي
قبل شهرا
حبيبي ياعمو آسف والله ماكنتش أقصد أبدا
ربت صهيب على كفه
اسمعني ياجاسر انا كنت متأكد من حبك لجنى بس محبتش افرضها عليك يابني وقولت خليه يعيش حياته ابتلع غصته عندما تذكر ۏجع ابنته فاسترسل
جنى عندي أغلى من نور عيوني مش
هخبي عليك لما حسيت بعد جوازك انك بقيت تقرب منها أنا كنت بضايق وبحاول أبعدها عنك وخاصة لما عرفت أن حياتك مع مراتك مش طبيعية
سحب نفسا وزفره بهدوء ثم استأنف
جواد لما لعب ببنتي انا اضايقت لدرجة
فضلت مقاطعه شهور ولما طلبت منك تخطبها كنت اتمنى بس انت وقتها عملت ايه زعقت وثورت وقولت انا بحب واحدة وجنى اختي برغم نظراتك ليها كانت نظرات عاشق وحاولت اقربكم وافهمك أن دي اللي بتحبها لكن حضرتك طلعتني غبي والباقي انت اكيد فاكره
احتل الألم ملامح جاسر وتكونت العبرات بجفنيها فسحب بصره بعيدا عن عمه هامسا
وأنا محبتش افرض نفسي عليها محبتش اعرفك اني بحبها عشان متجبرهاش عليا اتجه ببصره لعمه وهتف
هي جت وقالت لي بحب جواد كنت هترضالي اتجوز واحدة وقلبها مع واحد تاني لا ومش أي واحد دا يعتبر اخويا
ارتسم الألم والحزن بآن واحد واستأنف
اول حاجة كانت هتتقال من عمتي جواد وصهيب بيموتوا ولادي حتى بعد معرفتهم بحب جنى لجواد شعر بقبضة تعتصر فؤاده وهو يتذكر ثم نظر لعمه
قولي كنت اعمل ايه وانا شايفها فرحانة بحب جواد كان لازم ابعد عشان مكسرش حد ياعمو في الوقت دا طلعتلي فيروز منكرش مجذبتنيش لا بالعكس انجذبتلها جدا لدرجة حسيت أنها دوايا اللي كنت بدور عليه
نهض واتجه إلى النافذة حتى يسحب بعض الهواء إلى رئتيه
تعرف ياعمو اصعب احساس على الراجل ايه لما تكون بتحب واحدة وتحس انها حياتك كلها وتكون هي ملك لغيرك ومتقدرش تمانع
فيروز قربت منها والصراحة البنت كانت جميلة وماصدقت اني أنقذها من الوحل اللي هي فيه يعني انا كنت منقذ ليها وهي انقذتني من ۏجع قلبي
اه دا بدأ يتأقلم على حب فيروز انبهار ياعمو شوفت المسكن اهو فيروز كانت مسكن لدرجة مكنتش بحس بالۏجع عدت شهور واتأقلمت على حياتي ورضيت بالأمر الواقع لحد ماجه كابوس حياتي وان جنى محبتش جواد ومجرد علاقتهم
كانت عابرة
لوح بكفيه وأشار على قلبه
طب ليه ليه تعمل كدا !!
أشار صهيب بعينيه
دا تسألوهلها لما تفوق انا مش هتكلم كتير ياجاسر وأقول مين منكم غلطان دلوقتي انا مش موافق لراجل غريب لبنتي بعد اللي حصلها معرفش ممكن بعد كدا يقولها
ايه مفيش قدامي غير قرايبها دول اللي اقدر احميها بيهم
ترقرقت عبراته وهو يبتعد بنظره عن جاسر واستأنف بقلب اب مكلوم
يوم ماكلمتني انا قولت لأبوك مستحيل اخلي بنتي زوجة تانية
وبعد اللي حصل لجنى مش قدامي غيرك انت وأخواتك وابن حازم ماهو ياحبيبي مهما تقسو عمركم ماهتقسو زي الغرب
اكمل متحاملا على نفسه
مفيش غيرك انت وجواد وطبعا جواد جنى مستحيل توافق عليه وانا مستحيل أجبرها على حياة توجعها اكتر ماهي موجوعة
باغته بنظرة مطولة حتى انسابت عبراته واستأنف
هتقدر تحمي بنت عمك ياحضرة الظابط وتحميها بقلبك هتقدر توقف قدام مراتك لو جت على بنت عمك
أنهى كلماته وظلت نظراته تبحر فوقه منتظر رده
جلس جاسر بجوار عمه وتنهيدة مرتعشة من عمق آلامه
انا مش هتكلم عن كلام حضرتك اللي قولته دلوقتي لسبب واحد بس مكنتش هوافق على جواد ولا غيره دي حاجة الحاجة التانية اني طلقت فيروز يعني لا فيروز ولا غيرها هتقدر توجع جنى
اومأ صهيب برأسه ثم تحدث
مراتك مالهاش ذنب ياجاسر اللي حصل لجنى هي مالهاش ذنب فيه ياحبيبي بلاش تاخد ذنب بسببها منكرش البنت اتغيرت بس لو قعدت مع نفسك
هتلاقي انت السبب أي ست لما تحس ان جوزها بيهتم بواحدة غيرها بتتجنن تخيل بقى حضرتك روحت قولتلها انك بتحب جنى مستني منها ايه ياحبيبي تطبطب عليك بلاش تظلم يابني عشان
متلاقيش اللي يظلمك مسألتش نفسك ليه البنت اتغيرت
فتح فمه للحديث أشار له صهيب بعدم مقاطعته
هترجع مراتك وتخيرها لو هتقبل الوضع ولا لا وكمان جنى لما تخف هتسألها هتقبل الوضع ولا لا وقتها هي الوحيدة اللي هتاخد قرار تكمل معاك ولا لا ياجاسر
صمت ران بينهما لبعض الوقت قطعه صهيب
الليلة هتجيب المأذون بس اخر الليل بعد مالكل يروح مش عايز حد يعرف بالأتفاق اللي بينا لحد ماجنى ترجع جنى وقتها الاختيار ليها ياجاسر
زفرة بهدوء من جوفه المټألم وأشار بسبباته
هتكتب على جنى اه بس هتفضل بنت عمك لحد ماهي اللي تختار حياتها فهمت قصدي ياحضرة الظابط
ابتسامة شقت ثغره اخيرا شعر حينها أنه وصل لأرض خصبة بعد سنين عجاف كان يراقبه بأنظاره الصقرية فقطع ابتسامته
هو انت مبتفهمش يلا بقولك هتفضل بنت عمك يعني من الاخر الورقة دي منعا للحرام مش اكتر وإياك يابن جواد تلعب بديلك
قهقه اخيرا وصوت ضحكات قلبه قبل فمه فهز رأسه لعمه
ماوعدكش ياصهيوبة بس ابعد عز المتخلف عني
ربت على كتفه وتنهد بهدوء
اعذره ياحبيبي جنى بنته قبل ماتكون اخته المهم سيبك من عز وروح راضي مراتك الظلم وحش يابني
ابتسم بتهكم واجابه
وحياتك ياعمو انت مخدوع فيها اصلك
متعرفش اللي اعرفه
تنهيدة عميقة أخرجها صهيب فأجابه
البنت مظلومة ياجاسر بلاش تشيل ذنبها قرب منها واعرف ايه اللي غيرها انت قلبك عميك عنها عشان مرتبط بغيرها شايفها شيطان علشان مبتحبهاش
انحنى جاسر ينظر لمقلية عمه واردف
عارف أنها مظلومة في بعض الحاجات بس دي اهانت اخواتي قدامي ورغم عملتلها حساب الا أنها اتماديت واتكلمت مع بابا بأسلوب
مش كويس تقدر تقولي دا ليه رغم كلهم كانوا بيعاملوها باحترام
أشار بسبباته وأكمل
قبل كل حاجة انا مظلمتهاش ياعمو بالعكس انا جيت على اخواتي وابويا عشانها حتى جنى نفسها عديت اهنتها ليها علشان قولت مراتي تقدر تقول ايه اللي يوصل الست أنها تسقط جنينها من غير ماتعرف جوزها أنها حامل
كان يتحدث بأنفاس مرتفعة مع مشاعر غاضبة التي أشعلت نيران صدره كلما تذكر بما فعلته ثم استأنف قائلا
انا هفضل معاها ومش هسبها ياعمو مش علشان حضرتك قولت كدا لا علشان هي خسړت كل حاجة وعلشان امها العقرب دي عارف أنها السبب في كل اللي حصل بس من غير مايربطني بيها حاجة
سحب نفسا ودفعه مرة واحدة وأحس بضړبة غليظة كلما تذكر ما فعلته وصمته على أفعالها أكمل حديثه
عمري مافكرت أظلمها والله ياعمو دا انا ظلمت نفسي ومظلمتهاش المهم سيبك من فيروز أنا عارف هعمل ايه قولي ازاي هكتب كتابي على جنى وهي مش حاسة بحاجة ازاي هتعمل كدا
ربت على كتفه وتحدث
هات المأذون وتعالى زي ماقولتلك وبلاش تحتك بعز نهائي وإياك يعرف حاجة عز ابوها قبل مايكون اخوها وانت دلوقتي المسؤل الاول قدامه على اللي حصل لجنى
انحنى يلثم جبين عمه ثم تحرك متجها للخارج ولكنه توقف عندما استمع إلى حديث صهيب
جاسر زي ماهتاخد جنى هترجعها اظن كلامي واضح
ابتسم لعمه واومأ برأسه
أنا تربية جواد الألفي ياعمو قبل ماأكون عاشق لبنتك
ضحك صهيب بصوت
بعد الشړ عليك ياحبيبي إن شاء هتخف وهتشيل ولادنا كمان
رفع صهيب حاجبه بسخرية مردفا
انت اتجوزتها وخلفتوا كمان طب اضحك عليا واتكسف مني ياخويا
قهقه جاسر حتى ظهرت مياه عيناه متحدثا
ماانا وعدتك اهو لحد ماتخف
بعدها ماتسألنيش عن حاجة
لكمه بخفة هاتفا
امشي يلا قبل مااغير رأيي هو مفيش حد فيكم محترم خالص تحرك وهو يقهقه على عمه حتى أغلق الباب خلفه توقف مستندا على باب الغرفة وقبضة قوية مؤلمة شقت فؤاده الهذا الحد أذى عمه وابنته كيف سيواجه
والده وعز بعد ذلك هل سيظل على وعده مع عمه أم أنه سيخون الوعد ويحادث والده
خرج من المشفى وهو خائر القوى لا يعلم ماذا عليه فعله هو يعشقها ولكن لا يريد
ذاك الحل لا يريد خلل
العائلة ماذا سيفعل والده بعد فعلته
تنهيده حاړقة خرجت من جوفه تلتهمه كالنيران التي تلتهم كل شيئا ذهب ببصره لجلوس ربى بشرود كانت جالسة بذهنا شاردا تحرك متجها إليها جلس بجوارها ثم تحدث
روبي
قاعدة كدا ليه ياحبيبتي استدارت بنظرها إليه
كنت بتحب جنى ورحت اتجوزت فيروز طب ليه تعمل
متابعة القراءة