تائهة بين جدران قلبه بقلم دعاء فؤاد
المحتويات
زينة....
يوسف بجدية السلام عليكم.. ازيك يا زينة!
زينة بسعادة الحمد لله.. أخبار حضرتك ايه انا كنت لسة هتصل بحضرتك عشان أتطمن عليك بس كنت مستنية لما اوصل الشركة.
رد باقتضاب يقصده انا تمام الحمدلله.. انا بكلمك عشان أعرفك ان الاستاذ عادل هيبدأ معاكى كورسات المحاسبة النهاردة يا ريت اول ما توصلى تروحيله قسم الحسابات و تركزى معاه كويس عشان ف خلال اسبوع هتستلمى الشغل ف الحسابات رسمى ان شاء الله .
أحس بحزنها و اختلاقها لاى سبب لكى تراه و لكن هذا ما يريده أن تنساه و ألا تراه فقال لها و قلبه يعتصره الألم و لكنه ارتدى قناع الصرامة و الجدية و قال ايه اللى انتى بتقوليه دا! .. لا طبعا ميتفعش يعنى أنا عايز أرقيكى و انتى عايزة تفضلى زى ما انتى!
يوسف بس انا مش راضي.. زينة انا خلاص قررت و يا ريت تلتزمى لو عايزة تكملى ف شركتى.
ردت پألم و إنكسار حاضر.. اللى حضرتك تشوفوه.
اعتصر قبضته السليمة و أغمض عينيه پعنف من الألم الذى حل بقلبه و قلبها فهو يشعر الأن بمدى تألمها لفراقهم و الخذلان الذى أصابها.
يوسف الحمد لله أحسن من امبارح.
يحيى طيب الحمد لله.. اشرب بقى كوباية اللبن دى عشان تخف بسرعة بصراحة وحشنى هزارك أوى..قالها و هو يحك جانب رقبته مشيرا لضړب يوسف له عليه أثناء مزاحهم.
يحيى بس ابقى راعينى بس... دا انا حبيبك.
يوسف و قلبى كمان.
يحيى لالالا.. قلبى الصغير لايتحمل.
يوسف طب يا صغير قولى بقى كنت بتكلم نفسك ليه امبارح و انت واقف ف البلكونة!
يحيى الحاډثة بتاعتك لخبطت لى كل تخطيطى... انا اصلا نازل عشان أفاتحك انت و عمو راشد ف موضوع خطوبتى.
يوسف بسعادة بتتكلم جد!...و دى مين بقى سعيدة الحظ!
يوسف كويس جدا... مع انك كنت معترض لما هزرت معاك و قولتلك ترتبط بيها.
يحيى اهو بقى.. القلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
يوسف و نعم بالله... و أخدت موافقتها و موافقة باباها!
يحيى انا كلمت والدها ...هو ف الاول مكانش موافق عشان هتعيش فى بلد غير بلدهم بس عمار كتر خيره أقنعه ان هو كدا كدا مستقر ف لندن و مش هيرجع بلده تانى... فمش هتفرق بقى ان اتجوزت ف مصر او فلسطين.. و وعدته ان الموضوع لو تم هنزورو علطول كل كام شهر و الحمد لله وافق بس عايز الخطوبة تبقى ف لندن.
يوسف مفيش مشكله يا حبيبى نروحلك لندن مخصوص.
يحيى اطمن عليك الاول و بعدين
نبقى نسافر كلنا سوا.
يوسف اوكى يا حبيبى.. معليش يا يحيى حظك كدا بقى... كان زمانك خطبتها دلوقتى.
يحيى أنا عارف حظى... نحس دايما.
ضربه يوسف بمزاح على جانب رقبته قائلا دا بدل ما تقولى اهم حاجه تقوم بالسلامة ياض.
ضحك يحيى بهزر يا أخى.. الله!!... احنا هنبدأ الهزار بتاعك دا بدرى كدا!
يوسف بمرح مش قولتلك راجع و بقوة.
استمرت وصلة المرح و المزاح بينهما لمدة ليست بالقليلة فيحيى بالنسبة له نبراسه الذى ينير حياته و بئر أسراره يراه عوض الله له عن والديه.
أما عند زينة....
أنهت دوامها و عادت الى سكنها دخلت غرفتها و اغلقتها و بدلت ملابسها و بمجرد ان انتهت رن هاتفها برقم على الرفاعى كالعادة حتى يستفسر منها عن آخر التطورات...
زينة ألو...ازيك يا على باشا.
على تمام.. انتى ايه الاخبار معاكى
قررت ان تصرح له ببعض الحقائق حتى لا تثير ريبته حولها خاصة و أنه يراقب تحركات يوسف و من المؤكد أنه علم بالحاډث فقالت حاسة كدا انه بدأ يميل لما غبت يومين زى ما قولتلى خلى رامز السكرتير يكلمنى و بلغنى انه قبل ما أغيب اقدم طلب أجازة.. اكيد يعنى مش كل ما موظف يغيب هيتصل بيه... يبقى دا معناه ايه يا باشا!
على بسعادة معناه ان السنارة غمزت... أيوة كدا يا زوزة مش قولتلك انتى متتقاوميش... بس كويس انك روحتيله المستشفى عشان يحس انك بتحبيه انتى كمان.
زينة باستنكار انت بتراقبنى يا باشا!
على بتأكيد لا عشت و لا كنت... انا واثق فيكي يا قلبى... أنا مراقب يوسف الزفت.
ابعدت الهاتف عن فمها و نظرت له و قالت بصوت خاڤت مشمئز اهو انت اللى زفت و ستين زفت.
على بتقولى ايه يا زوزة.. مسمعتكيش.
زينة و لا حاجة يا باشا دا انا كنت بعطس.
على اها.. المهم الراجل اللى بيراقب سى يوسف هو اللى بلغنى انك زورتيه.. عجبتنى دماغك و اتأكدت ساعتها انى اخترت صح.
قالت لنفسها بخفوت اه لو تعرف ان انا اللى كنت ھموت و أشوفوه.
زينة لعلى تلميذتك يا باشا..
على تمام يا زوزة... لو فى جديد تتصلى بيا علطول ماشى!
زينة ماشى... مع السلامة.
أنهت المكالمة مع على ثم تمددت على تختها تفكر كيف سيكون حالها بعد نقلها من مكتبه كيف سيمر يومها دون أن تراه ترى ابتسامته نظرته الحنونة تسمع كلماته الرقيقة تشعر بحنانه الذى يغمرها يالها من أيام عجاف تتمنى لو تنقضى سريعا و لكنها لن تيأس و سوف تختلق الحجج و المبررات لتراه.
عودة مرة أخرى ليوسف و يحيى
بعدما انتهت وصلة المرح قال يحيى نتكلم جد شوية بقى!
يوسف عايز تقول ايه!
يحيى فكرت كويس فى موضوع زينة و اللى قولتهولك امبارح
يوسف بضيق فكرت... كلامك كله انا واخدة ف اعتبارى حتى من قبل ما احكيلك على أى حاجة... بس كان ناقص أنفذ بس.
يحيى و نويت تنفذ امتى!
يوسف انا كلمت زينة لما انت كنت ف الكافيتريا و فهمتها انى هنقلها لقسم تانى.. بس كنت قاسى ف كلامى معاها اوى و اتضايقت من نفسى جدا... اول مرة اكلمها بالطريقة دى.
يحيى بجدية هو دا الصح... ما انت لازم تعاملها كدا عشان متعشمش نفسها بحاجة.
يوسف انا حاسس ان انا اللى بټجرح مش هيا... حسيت ان فى سكاكين بتتغرس فى قلبى و هى بتدور على اى حجة عشان تشوفني بيها كل يوم و أنا اتعصبت عليها و قولتلها لا مينفعش و داست على كرامتها و قالتلى عادى أنا راضية.... انا طلعت ندل أوى يا يحيى.
تألم لألم شقيقه و قال له أنا مش عارف أقولك ايه يا يوسف... بس انا مش هفكرك تانى بعمك و لمتنا اللى هتتهد بارتباطك بزينة... عمى راشد ميستاهلش كدا منك طول عمره بيتمناك لبنته و انت عامل نفسك مش واخد بالك... لو حد غيره شايف بنته رافضة كل العرسان عشان خاطرك كان طلب منك تتجوزها و ساعتها مكنتش هتقدر ترفض... لكن هو سايبك براحتك و مش عايز يفرضها عليك.. و أظن لو اخترت بنت أفضل من سهيلة تتجوزها هيكون هو اول واحد هيباركلك انما زينة!!!... مينفعش.. نهائى.
زفر يوسف پعنف فصدره يفيض بالاوجاع و قلبه ېنزف
بالآلام و يبكى فراق حبيبته و ينعى حبه لها الذى وأده بكامل إرادته..
رد على أخيه قائلا ربنا يصبرنى الأيام اللى جاية دى... هتبقى ايام صعبة اوى عليا و عليها... بالظبط زى الأيام اللى بتعدى على المدمن و هو بيتعالج من الادمان...
يحيى ربنا هيهون عليكو ان شاء الله عشان انت قاصد خير.
يوسف يا رب يا يحيى.. يا رب.
أراد يحيى أن يغير الحالة المزاجية السيئة التى أحلت بهما على إثر ذكر تركه لزينة فقال له يلا يا بيبى عشان اكتبلك ذكرى حلوة كدا على الجبس دا.
يوسف بيبى!!... انت مالك قلبت سوسن فجأة كدا ليه !
يحيى باستنكار سوسن... بقى انا سوسن يا چو!... ماشى هعديهالك عشان انت تعبان بس.
يوسف و لو مش تعبان بقى هتعمل ايه!
يحيى بمرح و لا حاجة يا باشا..دا انا بوق ع الفاضي.. انت متعرفش و لا ايه
يوسف هههههه.... ايوة كدا اتعدل.
انخرط الشقيقان فى وصلة أخرى من المرح و المزاح فيحيى وحده من يستطيع قلب مزاج يوسف من النقيض الى النقيض.
الفصل الخامس و العشرون
مر أسبوع آخر على الأبطال فيوسف قد تحسنت حالته و خرج من المشفى و عاد الى الشركة و لكن ذراعه الأيسر مازال يحمله بحمالة ذراع.
أنهت زينة دورتها التدريبية فى المحاسبة باقتدار و من المفترض أن تنقل اليوم الى قسم الحسابات
فى مكتب يوسف....
تجمع عدد من موظفى الشركة لكى يهنئوه على شفائه و عودته سالما للعمل و بعدما انصرفوا استدعى زينة..
كان يجلس على مقعده بتوتر من لقائها المنتظر فهو لم يراها طيلة الأسبوع الماضى و لم تتصل به إلا مرة واحدة بعدما أحست منه الجفاء فى الحديث يريد أن يكون جاد و صارم أمامها و أن يتغلب على اشتياقه الشديد لها فهو قد وضع نفسه فى اختبار صعب و لا بد أن يتخطاه بنجاح .
طرقت زينة الباب فأذن لها بالدخول فدخلت و جلست فى المقعد المقابل لمكتبه فأدار هو دفة الحديث
بملامح حاول أن يظهرها جامدة فقال الأستاذ عا....
قاطعته و هى تنظر لعينيه بعمق قائلة حمدالله على سلامتك... الشركة كانت مضلمة من غيرك و
رجعتلها الروح برجوعك... بالطبع كانت تقصد نفسها.
فهم ما ترمى اليه فجف حلقه و ابتلع ريقه بصعوبة من نظراتها و طريقتها فى الكلام و من كلامها ذاته الذى يحمل بين طياته شوقا بالغا فقال لها بثبات زائف متشكر.. احم... انتى هتتنقلى قسم الحسابات النهاردة.
ردت بحزن و هى منكسة الرأس عارفة... الأستاذ عادل بلغنى يوم الخميس... ثم رفعت نظرها اليه و قالت بعيون متلئلئة بالدموع و ابتسامة ان شاء الله أكون
متابعة القراءة