سليين ياسمين عزيز
المحتويات
حقدر ارجعك القصر
إنجي و قد لمعت عيناها بسعادة لا قصر إيه
داه جدو يولع فينا إحنا الاثنين
بعد القليل من الوقت كانت سيارة هشام
تقف أمام كلية الإعلام التي تدرس بها إنجي
التي ودعته و نزلت متجهة نحو أصدقائها
أدار هشام سيارته الناحية الأخرى حتى يعود
أدراجه نحو المستشفى التي يعمل بها لكنه
الباب الخارجي للكلية
ضيق حاجبيه عندما لمح أحدهما يضع يده
على شعرها ليكز هشام على أسنانه پغضب
و يوقف السيارة فجأة حتى إحتكت العجلات
بالأسفلت مصدرة صريرا مزعجا أغلق باب
السيارة پعنف ثم أخرج هاتفه ليطلب رقمها
و عيناه مازلتا مثبتتان عليها حتى رآها تخرج
إنجي بمزاح كنت عارفة إنك حيتغير رأيك
و تيجي تاخذني
توقفت عن الحديث عندما قاطعها بنبرة حادة
و هو ېصرخ پغضب مستنيكي برا خمس
ثواني و تكوني واقفة قدامي
حدقت إنجي بشاشة هاتفها بتعجب بعد
أن أنهى هشام المكالمة و هي تتمتم بصوت
خاڤت جدا مالوا داه
إنجي بلامبالاةو لا حاجة انا مضطرة اطلع
هشام مستنيتي برا حشوف عاوز إيه و أرجع
على طول تشاو مؤقتا
وصلت إلى سيارته لتجده متكئا عليها
و هو ينظر نحوها و هاتفه بيده إستقام
ثم أشار لها بركوب السيارة قبل أن يلتف هو
أيضا ليستقل مكانه و ينطلق
إنجي بحماس متناسية لهجته الغاضبة منذ قليل حتاخدني فين بقى
الولد اللي كان بيمسحلك على شعرك من شوية
إنجي بعدم فهمولد ولد مين
إنكمشت مكانها حقيبتها عندما
صړخ هشام في وجهها و هو يضرب المقود
بهستريا الولد اللي كان واقف معاكوا من
شوية إنطقي إزاي تسيبيه يحط إيده عليكي
كده
إنجي بنبرة لينة تحاول مسايرتههشام عشان
على المقودحقول لجدي و هو حيربيكي من
جديد حقله إن حفيدته المحترمة إنجي عزالدين
دلوعة العيلة واقفة مع شباب في الجامعة واحد
منهم حط إيده عليها انا لولا خاېف من الفضايح
اللي ممكن تحصل من الموضوع داه كنت
شهقت إنجي پخوف و صدمة و هي ترى
هشام إبن عمها الشاب الهادئ الرزين يتحول
مساء
عاد صالح إلى قصر جده بعد غياب دام
سنوات ليستقبله الجميع بفرحة
مصدقة إنك خلاص رجعتلنا ياحبيبي انا كنت
حموت و اشوفك
اللي رافضة تجيلي هناك
سناء بتكشيرة بعيدة اوي ووحشة كان لازم
تختار أمريكا
صالح اديني رجعت اهو يا ستي المهم
متزهقيش مني بس
سناء بلهفةياخبر داه انا بفكر اجوزك
كمان زي أخوك
إنجي بمزاح إشرب ياعم الظاهر إن ماما
حاسبة حساب كل حاجة عاوزة تربطك هنا
بأي طريقة
صالحو انا موافق ياستي بس هو فريد
فين انا مش شايفه
سيف ما إنت عارف اخوك رجع الشغل
صالح و هو يهز رأسه من تصرفات أخيهلو مكانش عمل كده ميبقاش فريد
بقى الجميع يتجاذبون أطراف الحديث
قبل ان يستأذن صالح الصعود لغرفته ليرتاح
اخرج هاتفه من جيبه ليصل برقم ما بعد أن اتاه الرد قال تمام كويس جدا داه المطلوب
مكان هادي و بعيد عن الكل محدش يقدر يوصله
عز الطلب ماشي مع السلامة
رمى هاتفه على السرير تزامنا مع إبتسامته الشريرة
التي تسير كما يحب
في فيلا فخمة
تعود لمالكها ماجد عزمي
تحلقت العائلة الصغيرة حول طاولة العشاء
كعادتهم كل مساء
ماجد إيه اخبار الشغل يايارا
يارا بعدم إهتمام سبته
من يديه نعم إنت إتجننني دي
ثالث مرة
تعمليها و تكسفيني مع أصحابي
ميرفت والدة يارا خلاص يا ماجد متكبرش
الحكاية البنت مش عاوزة تشتغل هو بالعافية
ماجد پغضب كله من دلعك فيها آدي أخرتها
مرة قبل كده انا مش بحب اروح الشركات دي
و اتقيد بوقت دخول و خروج و بعدين انا
مباقليش كثير متخرجة عاوزة اريح دماغي
شوية
ماجد بسخرية اللي يسمعك كده يقول كنتي
مقطعة نفسك مذاكرة و إنت يادوب
كنتي
بتنجحي كل سنة بالعافية داه انا ببقى مكسوف
لما بكلملك واحد من أصحابي عشان يلاقيلك
شغل عنده لما يسألني ناجحة بتقدير إيه
ميرفت بغرور مش مهم التقدير المهم إنها خلصت
و بقت مهندسة خليها ترتاح سنة و إلا إثنين و بعدين نشوف حكاية الشغل إبقى إفتحلها مكتب لوحدها بنتي انا مبتشتغلش عند حد
ماجد بسخرية عشان الهانم تبقى تروح و تيجي براحتها
ميرفت بتجاهلنسيت مقلتلكش مرات عبدالله منصور كلمتني عاوزين معاد معاك عشان
يخطبوا يارا
ماجد بتعجب عبد الله منصور بتاع العربيات
ميرفت أيوا هو قلت إيه
تدخل ريان شقيق يارا الأصغر قائلا بمرح
حغير العربية حغير العربية
رمقه والده بنظرة حادة ليصمت ثم إلتفت
نحو زوجته قائلا أتمنى ميكونش زي
اللي قبله ميكملش أسبوع و يختفي
خالص
ميرفت بتأففخلاص بقى مش وقت المواضيع
دي الجماعة معزومين عندنا آخر الأسبوع
أنا بكرة حكلم نجلاء هانم و اقلها
أومأ لها ماجد دون أن يتحدث قبل أن يعود
من جديد ليتناول طعام العشاء بينما إستأذنت
يارا نحو غرفتها بعد أن تحججت بأنها متعبة
و تريد النوم
و هي تتذكر حياتها طوال الخمس سنوات
الماضية وتحديدا بعد ذلك اليوم الذي تركها
فيها صالح عزالدين كانت تدرس بجد رغم الصعوبات التي كانت تواجهها لكنها كانت دائما
مصرة على النجاح حتى لا تصبح مصدر سخرية من زملائها الذين لاطالموا تحدثوا من ورائها عن فشل بعد أن تركها النابغة صالح كما كانوا يسمونه
لم يقترب منها لا رواية بقلمي ياسمين عزيز رامي الحداد و لاغيره من
شباب الجامعة حتى في النادي كلما تحدث
معها أحدهم اليوم يختفي بصفة مفاجأة
في اليوم التالي
نفت تلك الأفكار من رأسها عندما سمعت
هاتفها يرن لتجدها إحدى صديقاتها مروى
يارا بهدوءأهلا ياميرو
مروى بصړاخ فينك يابنتي كلنا مستنينك
يارا بتعجب مستنيني فين
وضعت مروى يدها على أذنها الأخرى
لتسمعها بسبب صوت الاغاني المرتفع البارتي
إبتدت من زمان عيد ميلاد فيري إنت نسيتي
تأففت يارا بضيق لنسيانها أمر عيد ميلادها
صديقتهم فريدةاووف انا نسيت خالص
و مش حقدر آجي دلوقتي
مروى مش ممكن يا يويو الشلة كلها هنا
مستنيينك داه حتى حازم هنا و مش مبطل
سؤال عليكي
يارا بضيق تمام نصاية و اكون جنبك
إستقامت يارا و هي تنظر لشاشة هاتفها لتجدها
الساعة التاسعة و النصف ليلا لم تهتم كثيرا
فهي معتادة على السهر خارجا كل ليلية و الرجوع
متأخرة و ذلك بتشجيع من والدتها اللتي لم
تكن ترفض خروجها خاصة و انها تعرف صديقاتها
جميعا و هذا ما كان يطمئنها حسب رأيها
إتجهت نحو خزانتها لتغير ملابسها و ترتدي
فستانا فخما باللون الأسود المطرز بخطوط ذهبية
قصير و ضيق يلتصق على جسدها كجلد
ثان
إرتدته على عجالة ثم فردت شعرها المموج
التجميل الخفيفة مما زادها جمالا ثم أخذت
حقيبتها التابعة للفستان و حذاء باللون الأسود
و نزلت الدرج بسرعة
من حسن حظها لم تجد أحدا في الأسفل
رغم أنها لم تكن تهتم ركبت سيارتها ثم
إنطلقت نحو احد الملاهي الليلة الفخمة
حيث يقام عيد الميلاد
دخلت تتهادى بخطوات رشيقة جعلت
جميع الرؤوس تلتفت لها و تناظرها باعجاب
كله يايويو قمر آخر حاجة
أجابتها يارا بغرور و هي تجلس بجانبها
قمر و ميرو و إلا إنت رأيك إيه
حازم بابتسامة طبعا برنسيسة
الجامعة
و النادي و كل حتة
اقل حاجة عندي امال فين جوجو مش شايفاها
هي ماجاتش
مروى بضحك لا جات بس فوق مع أسامة
مش حتبطل قرف
مروى ما إنت عارفة أسامة مفيش بنت بتاخذ
معاه يومين اليوم الثالث تلاقيها في سريره
يارا اللي عاوزة تحافظ على نفسها حتقدر
حتى لو قدامها براد بيت ذات نفسه صحيح
إننا بنسهر و نخرج زي و نلبس بحرية بس
كل حاجة و ليها حدود و هي عارفة إن واحد
زي أسامة حيتسلى بيها يومين وبعدها حيرميها
و يدور على واحدة جديدة غيرها
مروى بلامبالاة ما احنا ياما غنينالها الاسطوانة
دي بس مش نافع بنت غاوية قرف أقطع
ذراعي من هنا لو مكانتش هي اللي طلبت
منه
يارا بقهقهة لا في دي معاكي حق يلا
سيبينا منهم يتحرقوا هما الاثنين قوليلي
بقى فين البارتي اللي جايباني عشانها
نص الليل دي
مروى بضحك ماهو حازم هو اللي قالي كدة
اصل حفلة فريدة بكرة مش الليلة
يارا پغضب اه ياكلبة خليتيتي ألبس
الفستان اللي كنت مقررة البسه في البارتي
أتى حازم و في يده كاسين من عصير البرتقال
الفرش كما تحبه يارا مد لها الكأس الأول ثم إحتفظ بالثاني لنفسه
يارا بابتسامة ساحرة ميرسي يا حازم
مروى باندفاع و انا مجبتليش عصير معاك
و إلا الدلع بس ليارا
حازم و هو يقترب قليلا ليجلس بجانب يارا
يرمقها بنظرات إعجاب طبعا الدلع يليق
بس للقمر اللي قدامي
ضحكت يارا بينما أجابته مروى بسخرية
يا سوسو طب إثقل شوية على طول كدة
جابتك على بوزك
حازم بغيظو إنت مالك و بعدين إيه اللي
مقعدك بينا ماتروحي ترقصي و إلا تشربي
و إلا تغوري في داهية لاصقة هنا ليه
يارا بضحك بالراحة ياحازم اصل مروى
مرهفة الاحاسيس و شوية كمان و حتعيط
مروى و هي تصطنع البكاءشفتي يايوو
هزقني إزاي ناكر جميل داه انا اللي خليت
يارا تيجي الليلة
يارا و هي تضع الكوب على الطاولة أنا بصراحة
مش قادرة أتابع الحوار الشيق بتاعكم و مضطرة
اروح عشان مقلتش لماما إني طالعة
حازم بلهفة طب خليكي شوية كمان إنت
جيتي دلوقتي بس
يارا معتذرةمقدرش ياحازم لو سمحت انا لازم
اروح اوعدك بكرة حبقى وقت أطول
ودعتهم يارا رغم إعتراض حازم الذي كان
يريد قضاء أطول وقت معها فهو معجب بها
و بشدة لكزته مروى على ذراعه عندما وجدته
مازال ينظر في أثر يارا بشرود إيه ياعم خلاص
وقعت إنت كمان
حازم بتنهيدة تخفي آلامه من زمان يامروي
من زمان واقع
أخذت مروى من علبته الفاخرة
لتشعلها و تنفث في الهواء قائلة بس
إنت عارف الكل عارف إلا هي
حازم بنبرة متكسرة للأسف عارف انا
أكثر واحد عارف إيه اللي بيحصل حاولت
أقف في وشه بس للاسف مقدرتش انا
مش خاېف على نفسي بالعكس انا مستعد
اموت عشانها بس هو عرف يلعبها صح
هددني بعيلتي لو قربت منها ثاني
مروى بتفكير ياترى عارفة
حازم بعجزمش عارف بس أكيد حاسة
إن في حاجة مش مضبوطة إنت مجربتيش
تقوليلها
مروى بسخرية حقلها إيه إن في واحد
مريض بيحوم حواليكي و مراقب كل تحركاتك
و اي حد يقرب منك بيهدده عشان يبعد عنك
و إلا اقلها إنسي إنك تحبي و تتحبي زي بقية
البنات الطبيعية
حازم طيب و العمل هي لازم تعرف
مروى و هي تهز كتفيها برفضأنا مليش
دعوة مش عايزاها تعيش في ړعب بسببي
خليها كده أحسن على الاقل
بشكل عادي مش عاوز أقلقها على الفاضي
خاصة إنه مفيش دليل على كلامنا داه
تابعا حوارهما حتى ساعة متأخرة من الليل
قبل أن يعود كل منهما إلى منزله و في عقله
الف سؤال و سؤال
يتبع
الفصل الثالث
إستيقظت بعد ساعات قليلة تشعر بصداع
شديد يكاد يقسم رأسها نصفين وضعت
و هي تفتح عينيها ببطئ
قبل أن تغمضهما من جديد بعد أن تفاجأت
بضوء ساطع كاد أن يعميها لشدته
و هي تدير عيناها من جديد حولها متفادية
حتى الآن
لتنهض فجأة بعد أن تذكرت ما حصل معها
منذ ساعات كانت تخرج من النادي الليلي الذي تعودت
ان تسهر فيه مع أصدقائها و هذه الليلة
كانت إحتفال بعيد ميلاد صديقتهم فيري
خرجت بعد أن ملت من الحفل و صار الوقت
متأخرا كانت خارجة من النادي متجهة نحو
سيارتها التي جلبها لها الحارس لكنها تفاجأت
بسيارة كبيرة سوداء
تقف أمامها و شخصا
ما يجذبها للداخل دون أن ترى وجهه كل ذلك
حصل في ثانيتين من الوقت و بعدها أغمي
عليها
و لم تعد تشعر بشيئ و هاهي الان تستيقظ
في
مكان غريب
وقفت بخطوات مترنحة و هي تحاول معرفة
أين
متابعة القراءة