ورد الحناين بقلم ميمي عوالي
وجها لوجه ولكنها لم تخطئ ولو مرة واحدة بالنظر اليه وبعد مايقرب من الخمسة عشر دقيقة ووسط النقاش وتوزيع القضايا ينهض اسماعيل من مكانه قائلا معلش ياحكيم انا هضطر اسيبكم تكملوا من غيرى
حكيم وهو ينظر إليه بشفقة وهو يخمن ما من الممكن أن يكون بخلده فى تلك اللحظة انت كويس
ليحرك اسماعيل رأسه يمينا ويسارا ثم يتجه إلى الخارج لينهى حكيم الاجتماع وهو يحاول اللحاق باسماعيل ولكن صفية أوقفت حكيم وحاولت تعطيله حتى خرج جميع من بالغرفة ثم قالت له سيبنى انا اروحله
لتومئ صفية رأسها بابتسامة خجل
حكيم بامتعاض طب لما هو كده كان لزمته ايه الحركة اللى عملتيها دى
صفية باستغراب حركة ايه
حكيم انك توزعى على الكل النوت والاقلام وماتديهوش
صفية كنت عاوزة اديهاله واحنا لوحدنا
حكيم بس هو كده فكر انك بتوصليله رسالة بانك مش عاوزة تتعاملى معاه ولا حتى فى الشغل
صفية شاهقة ياخبر انا ماقصدتش كده خالص
لتذهب صفية إلى مكتب اسماعيل وتطرق الباب لتتفاجئ به يخرج مندفعا ليصطدم بها بقوة حتى وقع مابيدها و كادت أن تقع ارضا لولا أن تماسكت واستندت بيدها على الحائط بتأوه
وما أن تماسكت حتى نظرت إليه باستنكار قائلة ايه ياعم قطر ماشى ما بالراحة
اسماعيل وهو يطمئن عليها بعينيه اتخبطتى جامد
صفية بابتسامة مشاغبة ايه ده يعنى مش فاضيلى نتكلم سوا
اسماعيل وهو يزوى مابين حاجبيه باستغراب انتى عاوزة تتكلمى معايا انا
اسماعيل وهو يدخل لغرفة مكتبه مرة أخرى ويدعوها للدخول لا مش مشكلة انا ممكن ااجل المشوار شوية
لتدخل صفية من وراءه بابتسامة وتتجه إلى المقعد أمام مكتبه لتجده هو الآخر قد ترك مقعده خلف المكتب وجلس أمامها قائلا بهدوء خير ياصفية انا سامعك
اسماعيل وهو يتناوله من يدها مااديتهوليش جوة ليه زى الباقى
حكيم وهو يشعر بدقات قلبه تتسارع وياترى ايه هو قرارك
صفية انا موافقة
حكيم بفضول على انهى عرض فيهم ياصفية
صفية على انك تحبني يا اسماعيل
حكيم باستغراب احبك
صفية بتنهيدة أيوة يا اسماعيل تحبنى وموافقة على الجواز وانا مافيش فى قلبى مكان لحد غيرك مش هكدب واقول انى بحبك لكن هقولك انى بحب اقعد واتكلم معاك بحب منطقك وأسلوبك بحب عقلك وأوقات حكمتك فى معالجة الأمور بحس براحة لما افكر فى حاجة والاقى رأيك انت بالذات زى رأيى حتى اكتر من رأى حكيم
فياترى هتقدر تبتدى حياتك معايا على الاساس ده
اسماعيل بابتسامة أمل وانا عمرى ماحلمت حتى بنص ده وانا متاكد انى هقدر اقتحم قلبك واسكن جواه بس عملتى ايه فى موضوع على
صفية كلمت بابا امبارح اول ماخرجت من المكتب
وبلغته انى قفلت الموضوع ده من يوم طلاقى وانى لا يمكن افتحه تانى ابدا
ليبتسم اسماعيل ويهب واقفا ويقول طب ياللا على اخوكى عشان نحدد معاد كتب الكتاب
صفية ومشوارك مش قلت عندك مشوار مهم
اسماعيل حاليا مافيش اهم من انك تبقى على أسمى يابنت عم عتمان
بعد مرور خمس سنوات وفى منزل عتمان
تجلس صفية وهى منتفخة البطن وتمسك بين يديها حاسوبها المحمول وتحدث اسماعيل على أحد برامج الانترنت قائلة انا بعتتلك كل النقط المهمة اللى طلعتها وبعتتلك كمان مسودة للمرافعة تقدر انت بقى تراجعهم وتشوف هتعمل ايه وربنا معاك ياحبيبى أن شاء الله
اسماعيل بحب خلاص ياحبيبتى ماتقلقيش كله هيبقى تمام
صفية بحب انا عارفة انى متقلة عليك من فترة بس سامحنى ڠصب عنى
اسماعيل حبيبتى انا مش فارق معايا تعبى انا اللى فارق معايا بصحيح بعدك انتى وزينة عنى ماتتصوريش انتو واحشنى قد ايه
صفية انت اكتر ياحبيبى بس اعمل ايه الحمل المرة دى تاعبنى اوى بس أن شاء الله هانت
اسماعيل ضاحكا ااه وحكيم باشا اللى مبلط عندكم ده مش نأوى يخف الاستهبال شوية ويرجع
ليختطف حكيم الحاسوب من على قدم أخته وهو يضحك ويقول انا ياحبيبى ماقدرش ابعد عن مراتى وولادى
اسماعيل يامحترم المفروض انا اللى ابقى جنب مراتى اللى على وش ولادة دى مش انت خلى عندك ډم
حكيم ضاحكا خلص اللى فى ايدك ياحلو وانصرف وتعالى
اسماعيل انت بتقول فيها ماهو ده اللى هيحصل وهقعد على قلبكم لطولون
ليأتى زين من الخارج وهو يمسك بيده بحنان شديد زينة ابنة صفية والتى كانت تبكى بطفولة محببة ليتقدم من عمته ويقول عمتو زينة زعلانة عشان عمو اسماعيل مش هنا خليه ييجى وانت يابابا لأعبها شوية لحد ما تضحك وعمو ييجى
ليحمل حكيم ابنة أخته بمرح ويبدأ فى دغدغتها حتى انهمكت فى الضحك وبدت السعادة على وجه زين لضحكات زينة ليغمز حكيم بعينه الى ورد قائلا بمشاغبة والله زمان يا عسل
ليقول عتمان بهدوء يناسب عمره الذى تخطى السبعين ببضع سنوات التاريخ بيعيد نفسه يا اولاد ربنا يعينكم ويسعد قلوبكم
حكمت الا صحيح ياحكيم هو انت مابتشوفش على
حكيم وهو ينظر لأعلى بقلة حيلة وماله على بس يا امى
حكمت يابنى بسألك سؤال رد وخلاص الله
حكيم بشوفه يا امى
حكمت ما اتجوزش تانى
حكيم اتجوز تالت يا امى من اربع شهور وسمعت أن مراته حامل ربنا يتملها على خير
صفية بفرحة بجد ياحكيم
حكيم بابتسامة أيوة يا ام قلب حنين بجد
صفية بابتسامة ربنا يطعمه مايحرمه يارب دعيتله وانا بولد زينة أن ربنا يرزقه
عتمان طول عمرك قلبك حنين ياصفية
صفية العشرة ماتهونش برضة يابابا
حكمت الله يرحمها أمه اهى فضلت تحرب عليه وفى الاخر ياللا الله يرحمها
ورد المهم ياصفية انا كلمت الدكتورة اللى هتولدك واتفقنا انك هتولدى على الأسبوع اللى جاى أن شاء الله عشان هتولدى قيصرى طبعا زى اول مرة فمش هينفع تستنى عليكى للآخر وعشان ضغطك ياهانم اللى على طول عالى ده وعاوزة تبص عليكى يوم الخميس فهنوديكى انا وحكيم أن شاء الله
صفية بابتسامة ربنا يخليكم ليا بس أن شاء الله اسماعيل يكون هنا
حكيم ماشى ماشى إذا حضر الماء بطل التيمم
صفية ضاحكة مابلاش انت بالذات ياحكيم
حكيم ضاحكا بشدة لا يا اختى انا على طول بتوضى مابتيممش انا ليضحك الجميع وهم
يتمنون دوام السعادة وراحة البال
يجلس حكيم مساءا بحديقة المنزل وتجلس ورد بجواره وهم يتمتعون بنسمة المساء وصفو السماء وكان القمر مضيئا والنجوم متلئلئة وواضحة بعيدا عن التلوث والضوضاء
ورد تعرف انى لما باخد اجازتى يبقى سعيدة جدا لانى هقضيها هنا وكل أصحابى يقعدوا بتتريقوا عليا ويقولولى اللى يشوف سعادتك دى يفكرك مسافرة برة مش رايحة الصعيد بس انا بحب هنا اوى
حكيم بابتسامة وياترى ليه
ورد اولا طبعا عشان عمى وماما ثانيا عشان ده المكان اللى قضيت فيه احلى سنين عمرى وثالثا بقى الهدوء ونضافة الجو والناس الطيبة
ثم نظرت لحكيم وقالت بذمتك ماعنديش حق
حكيم عندك حق طبعا
ورد طب وانت مش بتبقى مبسوط
حكيم رغم انى عندى اسباب تانية لكن اكيد ببقى مبسوط وجدا كمان
ورد وياترى ايه بقى الأسباب دى
حكيم بحب انتى
ورد بخجل لم يتغير لحظة منذ احبها انا
حكيم بتنهيدة وهو يضمها تحت جناحه بحب لما بحاول افتكر ذكرى حلوة ليا هنا وانتى مش فيها مابلاقيش كل ذكرى حلوة ليا انتى كنتى فيها أو تقدرى تقولى أن عقلى اختزل كل ذكرياتي عليكى انتى وبس
ثم اكمل بتنهيدة عميقة لما سافرتى تعملى الرسالة بتاعتك وبعدتى عنى اكتشفت انك بالنسبة لى زى الماية اللى الواحد من غيرها ينشف وېموت طول فترة سقرك كنت عامل زى فرع الشجرة اللى فى فصل الخريف ناشف ومستنى شوية مطرة يندوا عوده ويحييوه
تعرفى كنت كل يوم احلم بيكى وانتى بتبصيلى بلوم وعتاب من غير ماتكلمينى وتسيبينى وتمشى وابقى عامل زى العيل التايه اللى ماشى يدور على عنوان بيتهم ومش لاقيه
كنت تعبان اوى من غيرك ياورد الجناين وعشان كده قررت انى ما ابعدش عنك تانى ابدا مهما كان التمن
لتقبله ورد بوجنته قائلة ربنا يخليك لورد ياقلب ورد من جوة بس هو انت ليه كنت دايما تقوللى ورد الجناين
ليشرد حكيم قليلا ثم يقول واحنا صغيرين لو تفتكرى كنا دايما بنروح نقعد عند شجر الورد اللى فى الحوض القبلى وكنتى دايما تطلبى منى اقطفلك ورد وتقوليلى هات ورد لورد ياحكيم
وفى يوم كنتى انتى تعبانة وسخنة وماقدرتيش تروحى معايا فروحت اجيبلك الورد اللى بتحبيه يومها لما بصيت للورد ماحسيتوش بنفس جماله اللى كنت دايما بشوفه بيه حسيت أن انتى اللى كنتى بتزينيه وانتى وسطيه وبتحليه ولقيت أن انتى احلى وردة فى الجناين كلها وعشان كده بقيت اقوللك ياورد الجناين
ماكنتش وقتها عرفت ولا فهمت انك هتبقى ورد قلبى وشريكة عمرى وام ولادى
لينظر لها قائلا بهيام سامحتينى على البعد
ورد عمر قلبى مابات ليلة من غير مايكون مسامحك
حكيم حتى وقت ماكنا بعاد عن بعض
ورد بابتسامة حتى وقتها كنت مسامحك وبدعيلك
حكيم كنتى بتدعيلى بايه بقى
ورد أن ربنا يريح قلبك وييسر لك سفينتك
حكيم باستغراب سفينتى
ورد طبعا كل واحد مننا بيبقى ماشى فى الدنيا دى زى السفينة شايلة حمولتها وماشية فى البحر مش عارفة أن كانت هتوصل للميناء بتاعتها واللا لا بس لكل سفينة قبطان بيحاول يسيرها وانت قبطان سفينتك لازم بيقابلك موج عالى ويمكن رياح واعاصير صحيح بتعمل اللى عليك بس انت ونصيبك فى سكتك
حكيم بابتسامة ده انتى طلعتى فيلسوفة يابنت عمى
ورد بسعادة انا اسعد فيلسوفة على ضهر سفينتك يا ابن عمى
تمت