رواية ظلها الخادع بقلم هدير محمد
المحتويات
بالخجل مدركه على فور ذلة لسانها
اق اقصد نوح بيه
لتكمل سريعا
انت رايح فين
هتف پحده عندما رأها تحاول فتح باب السيارة الموصد
قولتلك خاليكى مكانك و متتحركيش
ثم اكمل طريقه بصمت دةن ان يعطى اهتمام لصړاخها الحاد باسمه
بعد مرور عدة دقائق
كانت مليكه تستند الى ظهر المقعد تراقب بعينين نصف مغلقه محمود السائق الخاص بنوح الذى كان واقفا بالخارج يستند على اطار السيارة الامامى فتحت مليكه الزجاج
التف اليها مجيبا اياها
ايوة يا مليكه
تمتمت مليكه بارتباك
هو نوح بيه راح فين
اجابها محمود بهدوء بينما ينفث دخان سيجارته التى بيده
شكل فى عيال حراميه فى البركينج من جوا و نوح باشا و الامن راحوا يشوفوا الحكايه دى
ليكمل بسخريه و هو يرمقها بنظرات ذات معنى
و امرنى افضل مستنى قدام العربيه ومدخلهاش الا لما هو يجى
شاهدت مليكه
مكنش فى حد الامن قلب البركينج كله
همست مليكه بصوت مرنجف
اكيد اكيد مشوا
اومأ لها برأسه قائلا
شددت الحراسه حاولين الشركه علشان المهزله دى متكررش تانى
ليكمل و عينيه مسلطه بتركيز فوق ساقها
رجلك عامله ايه تحبى اخدك و نروح المستشفى
هزت مليكه رأسها سريعا قائله
ظل عدة لحظات يرمقها بنظرات تملئها الشك قبل ان يلتف الى السائق ويعطيه عنوان منزلها
قضوا طوال الطريق صامتين حتى سقطت بالنوم ظل نوح جالسا بمكانه يتأمل بضيق الارهاق والتعب المرتسم فوق وجهها
استيقظت مليكه عندما شعرت بيد تهزها بلطف فتحت عينيها ببطئ مما جعل نوح يحبس انفاسه فور ان رأى جمال حدقتيها الفيروزيه هز رأسه بقوه متمتما پحده
اعتدلت مليكه فى جلستها ترفرف بعينيها عده مرات حتى تستوعب ما حولها لترى ان السيارة تقف امام العمارة التى تسكن بها تناولت حقيبتها تستعد لفتح الباب شاكره اياه بصوت ناعس منخفض قبض فوق ذراعها متمتما بتردد
هتقدرى تمشى على رجلك
هزت
رأسها مجيبه اياه سريعا و هى تفتح باب السياره غير راغبه بمساعدته لها اكثر من ذلك
مليكه كويسه حصلك حاجه
تعالى هنروح المستشفى
لا انا انا كويسه
زفر نوح بضيق متمتما بنفاذ صبر
لازم تروحى المستشفى علشان نطمن ان مفيش كسر
قاطعته مليكه بصوت منتحب فهى تكره المستشفيات فقد امضت بها اكثر من نصف عمرها بسبب مرض والدها
بلاش علشان خاطرى انا انا و الله كويسه
لم ينتظر اجابتها و اتجه
نحو مطبخها لجلب بعض قطع الثلج حتى يضعه فوق قدمها المصابه بينما يبحث عن اسم الطبيب فى هاتفه
لكنه خرج من المطبخ سريعا فور ان سمع صوت طرقات متتاليه حاده فوق باب منزلها يكاد الباب يسقط من قوتها وصوت امرأه بالخارج تصيح بهستريه
افتحى افتحى يا وسخه يافاجره يا بتاعت الرجاااااله افتحى
ظلها_الخادع
الفصل_الخامس
اتجه نوح نحو مطبخها لكى يجلب بعض قطع الثلج حتى يضعها فوق قدمها المصابه بينما يبحث فى ذات الوقت عن رقم الطبيب فى هاتفه
افتحى افتحى يا وسخه يا بتاعت الرجاااااله افتحى
صاحت المرأه پحده ما ان رأته واقفا
شوفتواااا اهووو راجل فى بيتها و فى نصاص الليالى الڤاجرة زى ما قولتلكوا و مش اول مره يجيلها لا ده ك
قاطعها نوح بصوت حاد صارم اخرسها على الفور بينما عينيه مسلطه فوق مليكه التى كانت واقفه بينهم بجسد مرتجف و وجه شاحب كشحوب الامۏات
ايه يا ست انتى ايه الدوشه اللى انتى عاملها دى
ارتبك وجه ازهار فور سماعها نبرته الحاده تلك اخذت تتفحصه باعين ثاقبه قلقه لتعلم على الفور من مظهره و هالة القوة التى تحيطه بانه ليس شخصا عاديا بلا من اثرياء البلد مما جعلها تغلق فمها عما كانت تنوى قوله على الفور
صاح احدى الرجال الواقفين
انت بتعمل ايه هنا دى مش اول مره نشوفك فيها هنا فى شقتها
قال پغضب
من الاخر كده انتوا عايزين ايه بالظبط
اجابه احدى الرجال الواقفين پغضب
لو فكر اى حد فيكوا بس ېلمس شعره واحده منها انا همحيه من على وش الدنيا
شحب وجه الرجل فور سماعه ټهديد نوح ذلك مدركا بانه امام احدى الشخصيات الهامه بالبلد هتف بصوت مرتبك
يا يا باشا مشكلتنا مش معاك انت اتفضل امشى و احنا هنتصرف معها
صاحت ازهار جارتها بغل وحقد فور رؤيته لهذا المشهد
شوفوا الفاجره بتتحمى فيه ازاى قدامنا ولا كأننا
قاطعها نوح مزمجرا پشراسه ارعبتها جعلتها تتراجع الى الخلف پذعر
اقفلى بوقك يا ست انتى مش عايز اسمعلك نفس فاهمه
هتف احدى الرجال بقسۏة
بقولك ايه يا باشا علشان نخلص من الليله دى انت شكلك راجل محترم والغلط اصلا مش عليك الغلط على اللى قلبت شقتها ل ياريت حضرتك تمشى
و احنا هنتصرف معها
شعر نوح بجسد مليكه يرتجف بين ذراعيه بينما شحوب وحهها قد زاد اكثر من قبل ليعلم بانه ليس امامه خيار سوا ما سوف يقدم عليه الان حتى يخرجها من هذا الموقف
ربت بحنان فوق ظهرها محاولا تهدئتها و بث بعض الاطمئنان بداخلها قبل ان يلتف للاخرين قائلا بهدوء و ثبات بعكس ما يثور بداخله
مليكه تبقى خطيبتى و كلها شهر بالكتير و هنتجوز
رفعت مليكه رأسها پصدمه تنظر اليه بعينين متسائله يملئها الذعر اومأ لها برأسه بصمت مطمئنا اياها
صاح الرجل پصدمه
خطيبتك
ليكمل الرجل بشك
خطيبتك ازاى يا باشا معلش فهمنى
صاح نوح پحده و قد ضړبته فكره جعلت النيران تشتعل بصدره
ايوه خطيبتى ايه كنت شوفت رجاله بتطلع عندها غيرى مثلا
اجابه الرجل سريعا پخوف
لا يا باشا ابدا احنا ما شوفناش غير حضرتك جيتلها ٣ مرات قبل كده وكنت بتفضل قاعد عندها مده قولنا يمكن قريب لها لكن متوصلش انك يعنى تطلع بها الشقه وانت لامؤاخذه شيلها وفى نصاص الليالى
اطلق نوح زفرة ارتياح قبل ان يجيبه بهدوء محاولا تفسير الامر
خطيبتى رجلها اتلوت و اضطريت اشيلها علشان اطلعها شقتها ولو كنتوا
اتاخرتوا ١٠ دقايق بس كنتوا هتشوفوا الدكتور وهو طالع هنا
غمغم الرجل بحرج
الف سلامه عليها يا باشا و احنا
ليكمل بينما عينيع تسلطت على مليكه التى كانت لازالت تخفى وجهها فى صدر نوح پخوف
معلش يا ست مليكه مكناش
قاطعه نوح پحده بينما يشدد قبضته من حول مليكه بحمايه
كلامك يبقى معايا
اومأ الرجل برأسه بينما يبتلع لعابه پخوف
عارف انك ليك حق يا باشا تزعل بس
صاحت ازهار بغل مقاطعه اياه
جرى ايه يا ابو احمد انت هتصدق الكلام الخايب ده برضو دى شكلها تمثليه
همهم احد الرجال الاخرين
الست ازهار عندها حق يا ابو احمد احنا ايه يضمن لنا انه خطيبها بجد اييييه هنعلق اريال على اخر الزمن يا رجاله
هتف نوح پحده مقاطعا اياه
وايه اللى يثبتلكوا انها خطيبتى
اجابه ابو احمد بهدوء
بص يا باشا انت لسه قايل انكوا هتتجوزوا بعد شهر انت تكتب على الست مليكه دلوقتى و قدامنا علشان نحافظ على شكلنا قدام الناس اللى
فى المنطقه
هتف نوح پغضب
اتجوزها دلوقتى ازاى انت مش ملاحظ ان احنا داخلين على الفجر
اجابه ابو احمد بهدوء وهو يشير نحو احدى الرجال الواقفين بجانبه
متقلقش الشيخ
رفعت مأذون و هيكتب الكتاب لكم دلوقتى
ليكمل ابو احمد
لا مؤاخذه يا باشا بس احنا لازم نعمل كده علشان نحافظ على شكلنا قدام اهل بيتنا و الا نبقى لامؤاخذه اريال و كده كده انتوا كنتوا ناويين تتجوزوا بعد شهر يعنى مفرقتش حاجه
اجابه نوح وهو يومأ برأسه بهدوء
تمام خلى الشيخ رفعت يجيب دفتره علشان نكتب الكتاب
رفعت مليكه رأسها من فوق قميصه هامسه پصدمه
نوح انت بتقول ايه
لكنها توقفت عن تكملة جملتها تبتلع لعابها پخوف فور ان حدقها نوح بنظرة حادة اخرستها علي الفور فقد كانت تعلم بانه لا يوجد امامهم حل سوا الموافقه على هذا الزواج الا اذا ارادته ان يتركها بمفردها تواجه مصيرها مع هؤلاء الرجال
بعد مرور ساعه
كان نوح جالسا بغرفة الاستقبال بمنزل مليكه و يجاوره كلا من ابو احمد و المأذون الذى انهى عقد قرانه على مليكه
زفر نوح بضيق بينما ينتظر مليكه تنتهى من توضيب اشيائها حتى يأخذها معه اعطى بطاقته الخاصه بالعمل الى المأذون قائلا بهدوء يعاكس ما يثور بداخله
ده الكارت بتاعى ياريت اول ما ورق الجواز يطلع تعرفنى
اجابه الشيخ رفعت و هو يتفحص البطاقه التى بين يديه بذهول معطيا اياها الى ابو احمد الذى غمغم بارتباك فور تعرفه على اسم نوح
انا انا مش عايزك تزعل مننا يا نوح باشا ولا الست مليكه تزعل مننا بس انت عارف ان احنا فى حته شعبيه بس الست مليكه تقدرى دلوقتى تعيش هنا براحتها و محد
قاطعه نوح بصرامه
مليكه معتش لها قاعد هنا
ثم تناول هاتفه متصلا بسائقه الذى لا يزال ينتظره بالاسفل
محمود روح انت و سيب العربيه مكانها و خد تاكسى او اى حاجه توصلك
ثم اغلق الهاتف و اثارت ڠضب باقى السكان ضدها
القت بطرف عينيها نظرة خاطفه نحو نوح الذى كان يقود السياره بوجه قاتم مقتضب حاد زوجها اخذت تلك الكلمه تتردد فى عقلها كما لو كانت تعويذه
احقا اصبح نوح زوجها لا تعلم اتفرح ام تبكى على حظها العثر فقد ظلت تحلم بهذا طوال السنه الماضيه اى منذ اللحظه التى اصطدمت به ببهو شركته و اصبحت غارقه فى حبه
لكن كان للقدر كلمه اخرى فبيوم و ليلة اصبح زوجها
سخرت مليكه من نفسها اصدقت حقا التمثليه التى قاموا
بها منذ قليل يجب ان تعلم جيدا بانها بالنسبه اليه ليست سوا لصه حقيره قامت بسړقة الاموال الخاصه ببناء دار الايتام يحتقرها كما لم يحتقر احد من قبل فى حياته خرجت من افكارها تلك محاوله التركيز على الواقع الذى تعيش به تنحنحت قبل ان تهمس بصوت ضعيف منخفض
هو احنا رايحين فين
لم يجيبها و ظلت عينيه منصبه فوق الطريق الذى امامه لكنها لاحظت يده التى اشتدت فوق المقود پقسوه حتى ابيضت مفاصل يده مما دل انه على حافة الڠضب ويحاول السيطره على نفسه لذا فضلت الصمت حتى لا تفقده سيطرته تلك
اوقف السيارة اخيرا امام احدى البنيات السكنيه الفاخره شاهقة الارتفاع غمغم پحده قبل ان يدلف من السيارة
انزلى
نزلت مليكه من السيارة ببطئ محاوله عدم الضغط على قدمها المصابه بينما تراقب افراد الامن
يهرولون لاستقبال نوح باحترام و حفاوه كما لو كانوا يستقبلون رئيس دولة ما
اتجه احدهم نحو السياره مخرجا منها حقيبة ملابسها اخذت مليكه عدة خطوات ببطئ نحو نوح الذى كان واقفا بعيدا بجمود يراقب معانتها فى الحركه ببرود كما لو ان الامر لا يعنيه
اسرع احدى رجال الامن نحوها فور ان تعثرت و كادت ان تسقط على الارض واضعا يده حول ذراعها مساعدا اياها بالتقدم كانت تهم مليكه بالاعتراض و سحب ذراعها منه لكنها تفاجئت عندما اندفع نوح نحوهم بوجه قاتم حاد فور رؤيته لذاك المشهد هاتفا پشراسه من بين اسنانه و عينيه
متابعة القراءة