ثلاثيه شط بحر الهوى بقلم سومه العربي
المحتويات
وخرجت
سارت بخفوت حيث غرفة نغم شقيقتها تفتح الباب بهدوء تنظر عليها وهى تنام على جانبها الأيسر موليه ظهرها للباب متدثره بغطائها الثميك وعلى ما يبدو أنها غارقه فى النوم
لكن الأمر أصبح غير عادىبالأمس حينما عادت كانت نائمه والان لم تفق بعد ماذا هناك
كأنها تتهرب من شئ هل تتهرب منها
هى أم ان هناك ما يحزنها!
وهل خرج معها فقط لأنها لاتعرف هنا أى شىء ام لوجود سبب آخروهل ذهابها مع هارون كان بسبب ماحدث وما شعرت به
وهل لهذا تتهرب منها شقيقتهاأم أنهما تشاجرا
هزت رأسها باستنكار لم يمض على مجيئها لهنا يومان هل سرعان ما تولد بينها وبين حسن اي مشاعربيومان يومان فقط
هل كانت هى هكذا وحسن!
هل كل ماهو بينهم فقط شعور بالعشره والتعود والألفهانه منها وهى منهعشرة عمر طويلهبينهما ذكريات جميله
لم تكن يوما بتلك السماحةتعلم أنها شرسه عنيده لا تتنازل عما تريد ابدالو أحبت شخص ما تركته بتاتالو أرادت شئ لا ترتاح إلا بعدما تملكه حتى ولو بعد فترهإن وضعت برأسها هدف تتوقف عن رؤية أى شىء غيرهلو ذهبت يمينا وضعته يمينا ولو اتجهت يسارا اخذته معها يسارا حتى يتحقق
حسن كان أمامها لسنوات تعلم أنه يريد الزواج منهاووالدته مرحبه جدا فاتحها بالموضوع من سنتين مروا وهى أجلت النقاش متحججه بمواضيع واشيااء غير مهمه وهو تفهم وصبر
السؤال هنا إن كانت تحبه لما لم تفعل وتزوجته حتى الآن أم ان أهدافها كانت أكبر واهم منه من حسن
تقابلت مع حسن الذى يجلس على أحد الكراسى الخشبيه أمام محله
تحاشت عن عمد النظر له وهى تنظر لهاتفها الذى صدح صوته يخبرها بوجود اتصال من رقم غريب
زوت مابين حاجبيها تنظر للهاتف باستغراب فى العاده ما كانت لتجيب لكنها ودت الهرب من الحديث مع حسن
فتحدثت بهدوء ألو
كانت تتحرك خارج باب البيت متجهه للشارع وعلى يمين يدها محل حسن عندما أتاها الرد من صوت عميق يرددغنوة
ضيقت عيناها بشك وتحدثت تسألهارون
لم ترى تلك الأبتسامه السعيده التى ارتسمت على شفتيه وهو يعود برأسه للخلف يستريح لكن وصلها صوته الذى تبعه تنهيده حاره وهو يقولعرفتى صوتى لوحدكوده له معانى كتير وكلها حلوه
لكن حسن لم يستطيع الصبر وقطع ردها الذى همت بنطقه ليتحرك تاركا محله للشخص الذي يعمل معه
وتوقف لجوارها تمام يقول غنوةاستنى عايز اتكلم معاكى
استمع هارون لصوته بوضوح يصك أسنانه وشعور بشع ينهش احشائه ويشعل صدره لم يحدد ماهيته للأن
لكن وجد صوته يخرج من بين أسنانه المصكوكه بغل وڠضب يسأل بخفوت حذرمين ده
صمتت لا تعلم أى منهما تجيب واضعه الهاتف على أذنها تنظر لحسن
لكن هارون صړخ پغضب صم اذنها بقولك مين ده وعايز منك ايهردى عليا
صمتت لثوانى ثم قالت للذى على الهاتفثوانى
أبعدت الهاتف عن أذنها تسمع بضعف صوته وهو تقريبا يردد صارخا أنا ثوانى انا يتقالى ثوانى
إنما نظرت لحسن تقول بوجه به قدر لا بأس به من الصلابه والحياديه تردد بفتور صباح الخير يا حسن
تلبك قليلا من طريقة حديثها معه الجديده بعض الشيءلكن الغريب أنه يشعر ناحيتها بالتقصير التقصير فقط وليس شئ آخر كما أعتقد
تحدث بحرج وتردد أنا أسف أنى اتأخرت عليكى امبارح بس قاطعته بأشاره من يدها أن يتوقف
علام يعتذر لقد ترك المكان كله
وذهب أول ما عرف أن نغم ستخرج وذهب معها لا يوجد تفسير آخر إلا الذى وصلها
فهى لا تعلم بأن احدهم هاتفه كى يأتى لفض ڼزاع نشب داخل محله آخر شئ حدث بينهما هو توصيله لها ووعده ان يظل اسفل الشركة حتى تنتهي هى
اذا فما التفسير الوحيد لكل هذا وإن كان فما على القلب من سلطان
نغم شقيقتها وهى احبتها جدا لذا ستصمت وتنسحب بهدوء
كان يقف مبهوت من إشارة يدها التى تعنى أنه لا حاجه للمزيد وتحدثت بعدها تقولحصل خير يا حسنانا الى كنت عايزه اشكرك على توصيلك لنغم وانك اخدت بالك منها بس عنئذنك عشان عندى شغل مهم ومستعجله
هم حسن كى يتحدث بلهفه لكن هاتفها قد ارتفع رنينهنظرت له باستغراب فأخر شئ كان هارون على الخط الغريب أن هناك اتصال بأسمه
هل اغلق المكالمه وهاتفها من جديد
تحدثت هى على عجاله تسكتهماعلش يا حسن متأخره دلوقتي سلام
ظل ينظر لأثرها بندمود أن يسألها عن نغم ولما هى مختفيه منذ الأمس
يريد الأطمئنان على حالتها بعدما حدث
أما غنوة فقد فتحت الهاتف تجيب عليه باستغراب تهم
بسؤاله لما أغلق الهاتف لكنه بادر بهجوم عڼيف عباره عن سيل من الأسئلة دلوقتي حالا عايز اعرف مين وليه وبأمارة إيه بسرررعه
وقفت فى منتصف الحاره مذهوله لا تعلم عما يسأل وقد كان لهجومه الضارى أثر كبير عليها جعلها ترتبك قليلا
تسأل بجهل حقيقىهو إيه
كانت الڼار تستعر داخله زياره وهو يقابل برودها هذاتتحدث وكأن لا شئ قد حدث
صړخ بها وقد تمكن الڠضب علاوه على ألم كتفه منه ردى علياااا
استجمعت تركيزها وتحدثت في ايه ده حسن
اتسعت عيناه وهو يتذكر ذلك الشاطر حسن وطريقتها المتلذذه بنطق اسمه حينما كانا بالمصعد معاانه ذلك الوسيم الذى اوصلها صباح أمس
خرج صوته منخض مخيف يردديا سلام ده حسن!ايه يعني مش فاهم
همت كى تتحدث هو فى ايه انا أنت اصلا جبت رقمى منين
اخذ نفس عميق يحاول استدعاء هدوءه ثم قال انا فى المستشفىاتضرب عليا ڼار بعد ما مشيتى وانا دلوقتي في مستشفى
قالها بحزم لكن بطريقته الكثير من الابتزاز العاطفى واستدرار العطف بطريقه مستكبره لكنه محتاج
واضاف بطريقه ممتزجه مابين الرجاء والكبر يسأل مستنكرا بترقب إيه مش هتيجى تطمنى عليا!!!
ابتسمت بضعف وهى تستشعر نبرته المتوسله يحاول أن يخفيها فى كبره اللعېن وقالت لأ هجيلك أكيد عشان اتطمن عليك بس
صمتت تفكر بحيره وخوف وصل له فأثلج صدرهمين بيعمل فيك كدهوازاى اتضرب عليك ڼار كده كتير اوى انت تقريبا مش بتلحق تقوم من الوقعه الى قبلها
اخذ نفس عميق متعب وقال بصوت حاول الا يظهر مخټنق لكن معها خانته قواه وظهر عليه التعب يقولتعالى عندى يا غنوةأنا محتاجلك
صمتت تزم شفتيهااليوم أول يوم عمل لها عند لمى ماذا تفعل
حاولت التحدث وقالت هحاول استأذن من شغلى واجيلك اتطمن عليك
وجد نفسه ېصرخ بها مرددا بقولك مضړوب پالنار ومرمى لوحدى فى المستشفى وانتى تقولى هحاول
صمتت لا تعلم بماذا تجيبفصمت هو الأخر يشعر بحزن عميق ثم ردد خلاص يا غنوة خلاص
استغربت وهى تسمع صوت الهاتف يغلق تردد مناديههارون هارون
مطت شفتيها تتنهد بحيره ثم تخذت نفس عميق وتقدمت فى خطواتها بقوه
سوما العربى
عاد بظره للخلف يتنهد بحزن وأسى تزامنا مع دخول ماجد مره أخرى
حاول التظاهر بالا شئ ينظر له لثوانى ثم يغمض عيناه ليتحدث ماجد متسائلا بحيره هو بعد إذن السياده عايز أفهم لما النيابه تيجى أنت هتتهم مين
فتح عينه يردد بخفوتمش عارف مش عارف
ماجد بحيرهتفتكر مين
رفع هارن حاجبه الأيسر يرددمش عارف بس كاظم محپوسده معناه أنه مش هو
فكر ماجد قليلا ثم قالمين قال سهل اوى يعمل كده وهو جوا خصوصا بعد ما حبسته بأيدك وهو عرف وأنت عارف سهل أوى بالفلوس تأجر ناس من جوا السچن تعملك الى انت عايزهده فى ناس عايشين على المصالح دى هما وعيالهم يعنى مش بعيد يكون هو
فكر هارون لثوان ثم قالعندك حق
تنهد ماجد يردد بس زى كل مره مافيش فى ايدينا دليل على أى حاجة ولما النيابة تيجى هتتقيد
ضد مجهول تانى
صمت لثوان وحاول تغيير الموضوع ينظر لماجد متسائلا ماقولتش صحيح كنت عايزنى فى ايه امبارح
تنهد ماجد بحزن شديد ثم قال متهربامش مهم خلاصخلينا فى إلى
انت فيه دلوقتي
نظر له هارن ياستغراب يردد امال بس كنت مهموم وحزين ولازم اقابلك دلوقتي ومحتاجك وبتاع جتك آلارف
ابتسم ماجد بحزن ووقق على قدميه
يغادر قائلا أنا لازم امشى دلوقتيهروح اغير ماغيرتش هدومى من امبارحماتقلقش فى بادى جرادات مأمنه اوضتك
هز له رأسه بلا إهتمام ينظر على صديقة وهو يغادر بحزن وتيه
زفر هارون هو الآخر بتعبكل شئ حقا أصبح بلا طعم أو معنىفحتى حياته اصبحت مهددهلم يمض يومان على محاولة قټله بالسم ليرقد فى اليوم التالى بنفس المشفى بعد ضربه رميا على يد قناص محترف كان هدفه صميم قلبه لولا ذلك النادل الذى خرج خلفه كى ينبهه على رنين هاتفه المتواصل والذى تركه على الطاوله مع باقى متعلقاته حين وقف سريعا بلهفه كى يوصل غنوة للباب
على ذكر سيرة غنوة أخد ينظر حوله فى كل ركن يريدها هى هى فقط ان تكن معه تراعيه
اعتمل الحزن قلبه يشعر بغصه قويه من الوحده واليتم والاحتياج
انتفض يرفع رأسه بلهفه للباب الذى فتح يسبقه رائحة عطر خفيف لا يخطئ فيه أبدا
يمنع عيناه من البكاء بضعففشعوره الأن كطفل يتيم حرارته عاليه لا يجد من يدفئه وقد عادت له أمه من المۏت تقول له أنا هنا صغيرى اطمئن
نظر لها بأعين حمراء فيها ما يكفى من الضعف والإحتياج
ثوانى وحاول مزج نظرة عينه ببعض من القوه والثبات والا يظهر عليه الضعف أبدا
لكنه فشل وهو ينظر لها بروح منهكه يفتح ذراعه لها يستجديها أن تقترب سريعا يرددغنوة
اقتربت منه سريعا وقد هالها هيئته فكم بدى ضعيف مهزوم كطفل ضائع من عائلته فى شوارع مدينة ملبده بالغيوم والمطر يقف يرتجف بحثا عنهم
نظرته لها هزتها كليا
متابعة القراءة