عشق الهوا بقلم نونا المصري

موقع أيام نيوز

بنبرة حماس هو سعيد اتجوز !
ردت عليها جين مريم من ذراعها وعاتبتها قائلة مالك يا الهام ما تهدي شوية.. الله !
اما جين فابتسمت وقالت اتفضلوا.
فدخلت الهام واردفت بسعادة غامرة يا حبيبتي يا جين اسمك جين برضو مش كدا 
أومأت جين برأسها دليلا على نعم واجابت ايوا.
الهام انتي متتخيليش انا فرحتلكوا قد ايه.
جين متشكره.
في تلك اللحظة سمعن صوت سيدة كانت تنادي قائلة جين.. انتي فين يا بنتي 
فقالت جين بلكنتها المكسرة انا.. هنا يا ماما.
وعندما ظهرت السيدة واذ بالهام تصرخ قائلة طنت سهيله... وحشتيني..
قالت ذلك وركضت نحو المرأة المدعوة سهيلة والتي تكون زوجة عمها ثم عانقتها باندفاع اما هذه الاخيرة فابتسمت وسالتها انتوا جيتوا امتى يا بنتي
ابتعدت الهام عنها واجابت من شوية.
فابتسمت سهيله وسألتها ازيك يا روحي
الهام الحمد لله بس انا زعلانه منك.
سهيلة ليه بقى 
الهام كدا برضو يا سوسو متسأليش عني طول السنتين اللي فاتوا هو انا مش بنتك كمان ولا ايه 
فابتسمت سهيلة وقالت ومين قلك اني مكنتش اسأل عنك انا كنت بكلم مامتك كل اسبوع تقريبا علشان اطمن عليكوا بس انتي كنتي بتتأخري في الشغل ومكنتش عارفه اوصلك ابدا .
الهام مادام كدا يبقى هعديها لك المره دي... ودلوقتي بصي انتي فاكرة مريم يا طنت مش كدا 
فنظرت سهيلة إلى مريم وابتسمت قائلة هو حد يقدر ينسى القمر دا بسم الله ما شاء الله... انتي كبرتي اوي يا مريم عن اخر مرة شفتك فيها .
ابتسمت مريم وسألتها ازيك يا 
اڼفجرت بالبكاء لانها تذكرت والدتها حيث ان سهلية كانت صديقة امها سعاد منذ زمن ...فقالت وحشتيني اوي يا طنت...انتي متتخيليش انا محتاجالك قد ايه.
فبكت سهيلة ايضا وقالت الله يرحم امك يا بنتي.. انا زعلت اوي لما سمعت الخبر...وكمان قلبي اتقطع على اختك اللي راحت كدا زي نسمة الهوا بس هنعمل ايه بقى دا كأس حتشرب منه كل الناس.
في تلك اللحظة نزلت دمعة الهام ولكنها سيطرت على نفسها ومسحت دموعها ثم استطردت جرى ايه يا جماعة احنا هنفضل واقفين على الباب كدا
واخذت تتلفت حولها ثم اضافت وبعدين فين عمي دا وحشني اوي وكمان سعيد انا مش شايفاه .
فاجابتها جين بلكنه مكسره بابا أومر قاعد جوا وسئيد نزل الشغل بس مش هيتأخر .
فنظرت الهام اليها بغرابة وسألتها بابا... مين
فضحكت سهيلة وقالت الله عليكي يا جين.. بقالي سنة بعلمك وبرضو مش قادرة تلفضي حرف العين كويس !
قالت ذلك ثم نظرت إلى مريم والهام واضافت جين مرات ابني اصلها اجنبية وهما اتجوزوا من سنة تقريبا وهي اسلمت علشان بتحب سعيد واتعلمت تتكلم مصري بس لسه متعرفش تلفظ اسمه واسم عمكوا عمر كويس.
فابتسمت مريم وقالت اتشرفت بمعرفتك... انا مريم مراد .
جين اهلا ..م.. مريم .
واستطردت سهيلة قائلة يلا اتفضلوا... اكيد عمكوا عمر هيفرح اوي لما يشوفكوا.
وبالفعل دخلن الى غرفة المعيشة حيث كان السيد عمر عم الهام جالسا على الاريكة يشاهد التلفاز.. وما ان دخلت الهام الى الغرفة حتى احدثت ضجة عالية بصړاخها قائلة عموووووو... وحشتني يا حبيبي !
فنهض الرجل وقال بدهشة مين .. الهام مش على اساس انك هتيجي بكرا يا بنتي 
ركضت الهام وعانقته قائلة جرى ايه يا عموره انا ما وحشتكش ولا ايه 
ضحك السيد عمر وقال ودا كلام برضو انا مبسوط انك هتقعدي معانا يا حبيبتي.
قال ذلك ثم نظر إلى مريم وابتسم قائلا نورتينا يا مريم يا بنتي... اخبارك ايه 
فابتسمت مريم وقالت الحمد لله يا عمي.. انتي عامل ايه
السيد عمر انا كويس والحمد لله بس بقيت احسن بعد ما شفتكوا.
واضافت سهيلة اهلك كلمونا يا الهام وقالوا انكوا هتوصلوا بكرا هو ايه اللي حصل بالزبط 
فضحكت الهام واردفت الظاهر ان ماما اتلخبطت في الوقت لان زي ما انتوا عارفين ان التوقيت بيختلف بين مصر واميركا.
واستطردت جين قائلة انا جهزت لكوا اوضة النوم اللي هتقعدوا فيها من امبارح ...هروح اطلع شنطكوا.
فقالت مريم ميرسي اوي يا جين ...تعبناكي معانا.
فابتسمت جين وقالت أفوا .
فصححتها سهيلة بقولها عفوا يا جين مش أفوا ...قولي ورايا عفوا .
جين أفوا .
سهيلة عفوا ..ع. ع. مش أ.
فقال السيد عمر خلاص بقى يا سهيلة... سيبي البنت في حالها انا زهقت عنها.
نظرت اليه زوجته وقالت مهو لازم افضل اصححها علشان تتعلم.
فقالت الهام ولا يهمك يا طنت...انا هعلم جين بدالك ومن بكرا كمان.
جين متشكره يا الهام مش كدا
الهام ايوا يا حبيبتي انا الهام وتقدري تعتبريني اختك من اللحظة دي .
فقالت سهيلة طيب يلا قوموا علشان تستريحوا وانا هروح اجهز العشا... اكيد سعيد هيتبسط اوي لما يعرف انكوا وصلتوا بخير وسلامة .
وبالفعل ذهبت الهام ومريم برفقة جين التي ارشدتهن الى غرفتهن وقالت انا رتبت السرير وجهزت الحمام ألشان تاخدوا راحتكوا.
الهام متشكره يا قمر.
ابتسمت جين وقالت هسيبكوا بقى تستريحوا.
قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة اما الهام فقفزت من شدة الفرحة مما جعل مريم تنظر اليها بتعجب وسألتها انتي اټجننتي ولا ايه
فامسكت الهام بيدها وابتسمت قائلة سعيد طلع متجوز يا ميمي يعني احتمال ان عمي يجوزهولي بقى زيرو...انتي سامعاني زيرو.
مريم وانتي فرحانه كدا ليه 
الهام علشان انا عمري بعتبر سعيد زي اخويا بس اهلي كانوا عايزيني اتجوزه ... لكن دلوقتي خلاص هو طلع متجوز وبيان ان مراته طيبة اوي.
مريم بس ازاي مكنتيش تعرفي ان ابن عمك اتجوز... طنت سهيلة قالت انه اتجوز جين من سنة يعيني انتي واهلك مكنتوش تعرفوا ولا انتي بس اللي مكنتيش تعرفي
الهام فعلا دي حاجة غريبة... محدش قال لي ان ابن عمي اتجوز 
مريم جايز علشان جين اجنبية محبوش حد يعرف .
الهام معقول 
مريم كل حاجة جايزه يا بنتي.
الهام خلاص ..المهم ان فكرة جوازي من سعيد بقت مستحيلة ودا معناه اني هقدر اتجوز فارس احلامي المز خالد نجم .
قالت ذلك بلهجة هيام وعشق ورمت نفسها على السرير وهي تبتسم وكأنها في عالم آخر... فنظرت مريم اليها وهزت رأسها قائلة الصبر يا ربي انتي لسه شايفاه من ساعتين بس
ازاي بقى فارس احلامك 
الهام هو دا الحب من اول نظرة يا بنتي... انتي مسمعتيش عنه قبل كدا ولا ايه 
في تلك اللحظة تغيرت تعابير وجه مريم واصبحت حزينة لانها تذكرت ادهم...فهو كان حبها الاول والاخير ولكن الظروف لم تسمح لها بأن تعيش ذلك الحب وقټلته قبل ان يبدأ ... فادمعت عيناها وقالت مفيش حاجة اسمها حب يا الهام... جايز يكون في الافلام والروايات بس مش في الحقيقة .
صرحت بذلك ثم فتحت باب الحمام ودخلت وبدأت تبكي بصمت اما الهام فجلست على السرير وتنهدت قائلة اكيد افتكرت ادهم بيه... دي باين عليها انها بتحبه اوي والا مكانتش سابت مصر كلها علشان تقدر تنساه .
عودة الى مصر...........
كان ادهم واخته رغد وعائلة العم محمود ينتظرون امام باب غرفة العمليات بترقب وقلق
خوفا على السيدة كوثر التي دخلت إلى العملية منذ ثلاث ساعات...وبينما كانوا ينتظرون جاء كمال وهو يركض فسألهم بقلق ايه اللي حصل لطنت كوثر
اجابه ادهم نوبة قلبية يا كمال وهي لسه في العملية.
في تلك اللحظة خرج معاذ من غرفة العمليات فهرع الجميع نحوه وسأله ادهم بقلق ماما كويسه يا معاذ 
فتنهد معاذ وقال الحمد الله العملية نجحت وهي عدت مرحلة الخطړ انا سبت سلوى تخيط لها الچرح وهنخرجها كمان شوية بس لازم تفضل في العناية لغاية ما حالتها تستقر .
فتنفس الجميع الصعداء واقترب ادهم من شقيقه ثم عانقه قائلا بنبرة متأثرة متشكر يا معاذ لأنك مغلطش في حاجة والعملية نجحت.
اجابه معاذ متشكرنيش ابدا دا انا معملتش غير واجبي تجاه امي وحمد الله على سلامتها.
وسأل كمال بس ازاي حصلت لها النوبة القلبية يا معاذ
معاذ الظاهر ان ماما كانت مخبية علينا مرضها وتعبت فجأة.
في تلك اللحظة عاد ادهم إلى شخصيته القوية وسأل بشيء من الانزعاج ومخلتوش بالكوا منها ليه مش على اساس دكاتره قاعدين معاها في نفس البيت ازاي سبتوها تتعب 
فقالت رغد مش وقت الكلام دا دلوقتي يا ادهم ...انت مش شايف اننا خايفين على ماما 
اما كمال عاتبها قائلا رغد... مايصحش تتكلمي مع اخوكي الكبير بالشكل دا.
ردت رغد بانزعاج مهو حضرته كمان مذنب... يعني عايز يحملنا المسؤولية لوحدنا وهو منعرفش بيروح فين ومع مين ... اساسا بقاله اسبوع مرجعش البيت والله واعلم هو بيعمل ايه وبينام عند مين .
صړخ ادهم عليها بصوت اشبه بزمجرة الاسد رغد قسما بالله العظيم لو رجعتي وقولتي الكلام دا تاني فانا هقطع لسانك انتي سامعه فتجمعت الدموع في عيون رغد وسرعان ما بكت لذا عانقتها امينة زوجة العم محمود واخذت تهدأ من روعها اما معاذ فقال هدي نفسك يا ادهم...رغد بس خاېفه على ماما ومكانتش قاصده تقول الكلام دا وبعدين الڠضب مش هيجيب نتيجة دلوقتي .
رد عليه ادهم بعصبية انت مسمعتش هي قالت ايه دي فكراني عماله العب وهيص ومتعرفش اني....
قال ذلك ثم صمت فقال كمال خلاص يا ادهم...دي اختك الوحيدة برضو ومينفعش تتزعلها في وقت زي دا.
أراد ادهم ان يتحدث ولكن سلوى خرجت من غرفة العمليات وقالت العملية خلصت يا جماعة .
فنظر الجميع اليها وقال لها زوجها جهزوا اوضة العناية علشان ننقل ماما عليها ومش عايز حد يدخل هناك يا سلوى ماشي.
سلوى متقلقش .
اما رغد فمسحت دموعها وامسكت بيد شقيقها الثاني معاذ وقالت انا عايزه اشوف ماما يا معاذ.
فوضع معاذ يده على خدها وقال مينفهش تشوفيها دلوقتي يا حبيبتي..استني اما تصحى ماشي.
رغد ارجوك خليني اشوفها.
فقال لها ادهم بطلي عبط بقى.. قالك ممنوع تشوفيها دلوقتي يعني ممنوع .
فنظرت اليه بانزعاج وسرعان ما اشاحت بنظرها عنه وكتفت ذراعيها قائلة طيب خلاص..هستنى اما تصحى.
اما هو فقال كمال... تعالى انا عايز اكلمك .
كمال ماشي.
ثم ابتعدا عن البقية قليلا وسأله كمال في ايه يا ادهم
ادهم انا مش هروح الشركة اليومين دول علشان كدا عايزك تخلي بالك من الشغل.
كمال متقلقش...بس علشان خاطري يا ادهم
متزعلش رغد وصالحها ماشي.
فتنهد ادهم وقال انت مسمعتش هي قالت ايه .. دي طلعتني مش مسؤول قدام الكل الظاهر انا دللتها اوي علشان كدا لازم ارجع اربيها من اول وجديد.
كمال معليش يا ادهم...اكيد هي كانت خاېفة على طنت كوثر وزي ما انت عارف انها پتخاف من المۏت اوي بعد ما بباك الله يرحمه ماټ قدامها .
فعاد ادهم بذاكرته إلى اليوم الذي ټوفي فيه والده السيد عزام السيوفي جراء ازمة قلبية مفاجئة امام ابنته رغد عندما كانوا جالسين معا في حديقة منزلهم لهذا السبب اصبحت الفتاة تخاف من فكرة المۏت كثيرا بالرغم من
تم نسخ الرابط