عشق الهوا بقلم نونا المصري
ادهم
فأغمض عيناه وأحكم عناقها وهمس بصوت أجش ششش خلينا نفضل كدا من غير كلام .
قال ذلك واخذ يستنشق عبير شعرها وهو يغمض عيناه فتنهدت وأخذت تربت على ظهره بلطف وبقيا على تلك الحال لمدة ثلاث دقائق ثم ابعدها عنه وقال متتخيليش انا فرحان قد ايه واخيرا ربنا كرم معاذ وسلوى وهيبقى عندهم ابن بعد كل السنين دي .
ادهم تقريبا من سبع سنين اتجوزوا بعد ما تخرجوا من الجامعة على طول .
مريم يااه ...دي مدة طويلة اوي .
فتنهد ادهم قائلا انا كنت بدعي ربنا كل يوم علشان يجبر بخاطرهم ويرزقهم الخلفة لأن سلوى بنت حلال وبتستاهل كل خير ومعاذ بيحبها اوي .
مريم عندك حق دول طيبين اوي والحمد لله ان ربنا كرمهم وهيخلفوا .
فابتسمت مريم قائلة نام
أخذني الشوق والحب الحقيقي لذاك الذي بعد الحب جفاني ...
انزلني للأسف في عز ضيقي وأنا في غمرة جراحي أعاني ..
بكيت وهل بكاء القلب يجدي ... فراق أحبتي وحنين وجدي ..
فما معنى الحياة إذا افترقنا ... وهل يجدي النحيب فلست أدري !
فلا التذكار يرحمني فأنسى ... ولا الأشواق تتركني لنومي !!
حبيبتي إسمها مريم بل و الحب مريم ...
أبدا لن اتوقف عن القيام بمراسم حبي المقدس لك محبوبتي
فأنت الحبيبة و العشيقة .. مريم
أنت الهوس والجنون ... مريمتي
أنت الڠضب و الثورة ..
انت الوطن و الأمان ..
الراحة و الحنان فأنت بكل بساطة مريم
أحببتك وظننت أبدا أنك لن تفارقيني ولكنك فعلت ...وها أنا ذا في شدة
كي أعد إلى توازني البيلوجي كي أعد إلى إتزاني الروحي ..
فقد تعبت من دونك يا مريمتي حقا تعبت ...اليوم كالبارحة منذ يوم فراقك و أنا أعاني ..
منذ أن
أثرتي بقلبي هذا البركان الخامد ... و كل يوم في فراقك يزداد غلياني !
خرت كل قواي و لا أستطع التحمل فإما لقائك ... أو فراق لحياتي وأحزاني ...
ها أنا ذا اسطر إليك هذه الكلمات معلنا على الملأ ان هذا الجبل الجليدي قد وقع في شباك حبك لتزيدني ڼارا على ڼاري
وبعد ان قرأت ما خطته يداه السلم الذي يؤدي الى غرفة نومهم وأثناء جريها رن هاتفها فكان الشخص الذي اتصل بها في تلك الساعة هي صديقتها الهام ولكنها تجاهلت من تصرفها فسألها بقلق شديد في ايه يا مريم
قالت وهي تعانقه انا اسفه ارجوك سامحني .
فرفعت مريم دفتر المذكرات حتى اصبح امام نظره وغمغت من بين دموعها انت كنت پتتعذب طول السنين اللي فاتت وانا مكنتش عارفه بس دلوقتي عرفت كل حاجة .
فنظر ادهم الى مذكراته ثم تنهد وأخذها من يدها قائلا انتي قريتيها
أومأت له برأسها واجابت بنبرة مرتجفة ايوا وعرفت انت بتحبني قد ايه .
فمسح دمعتها برفق ولم يقل اي
انطوى الليل وولى الظلام هاربا فأشرقت شمس يوم جديد وأضاءت الكون بضيائها الباهر ترسل من أشعتها شعاعا ذهبيا دافئا مليء بالأمل والحب وقد اكتست الأرض حلة زاهية الألوان واستيقظ ادهم قبل مريم التي كانت تغط في نوم عميق وهي بين ذراعيه فنظر اليها وابتسم بسعادة غامرة ثم قبل كتفها العاړي واخذ يداعب انفها الدقيق محاولا ان يجعلها تستيقظ وبالفعل نجح في تعكير صفو نومها فأستيقظت على صوته الرجولي الأجش حين همس فى أذنها قائلا صبحية مباركة يا عروسه.
شعرت بالخجل يسري في ارجاء جسدها وكان قلبها يرفرف كجناح طائر أبيض بوده أن يحتضن السماء و اكتست وجنتيها بحمرة الورد فاخفت وجهها تحت الغطاء وقالت بخجل صباح الخير .
ابتسم ادهم ثم ابعد الغطاء عن وجهها ولمس خدها برفق ثم سألها ازيك
نظرت اليه وابتسمت قائلة كويسه.
فقبل جبهتها ثم استطرد يلا يا كسلانه قومي ورانا شغل.
فقالت بغنج سيبني نايمة كمان شوية.
ابتسم وهمهم قائلا طيب اوك مش هنروح الشغل ومش هنخرج من هنا ابدا لو انتي عايزة كدا.
فضحكت قائلة طيب خلاص هقوم.
ثم امسكت الروب الأسود الحريري وارتدته فوق قميص نومها وبعدها نهضت واضافت هروح اطمن على ابننا لغاية ما تعمل الشاور بتاعك.
ادهم اوك.
امسكت مريم هاتفها
وخرجت من الغرفة ثم تفحصت المكالمات الفائتة وقالت محدثة نفسها اه افتكرت الهام اتصلت امبارح بس مردتش عليها هكلمها دلوقتي.
قالت ذلك ثم عاودت الإتصال بصديقتها فاجابتها من اول رنه وقالت صباح الخير يا ميمي.
مريم صباح النور... انا اسفه يا لولو علشان مقدرتش ارد عليكي امبارح قوليلي في حاجة.
ابتسمت الهام التي كانت تجهز نفسها في غرفتها من اجل الخروج مع خالد لشراء خواتم الخطوبة وقالت بنبرة صوت مرحة خالد رجع يا مريم... رجع مصر وطلب ايدي من بابا وقال انه قرر يستقر هنا خلاص .
فابتسمت مريم وسألتها بانفعال بجد رجع.. رجع ازاي وامتى وليه مقلش انوه هيرجع مصر
ضحكت الهام قائلة طب اهدي علشان افهمك كل حاجة.
ثم بدأت تقص عليها كل ما حدث في اليوم السابق وكيف تفاجأت بوجود خالد وعمته سحر في منزلها عندما عادت للمنزل فسألتها مريم طيب انتي فين دلوقتي
الهام بجهز نفسي علشان هنروح نشتري الدبل .
مريم اوك يا حبيبتي انا هكلم ادهم علشان نقابلكوا اصل خالد وحشني اوي.
الهام تمام.
مريم سلام دلوقتي.
قالت ذلك ثم انهت المكالمة
قال ذلك ثم امسك قميصين احدهما كحلي والاخر اسود واضاف متسائلا انهي قميص هيليق على البدلة دي الكحلي والا الاسود
فنظرت مريم الى البدلة الرمادية التي حضرها ادهم حتى يرتديها ثم قالت الاسود هيليق عليها اكتر.
ادهم وانا قولت كدا برضو.
قال ذلك وارتدى القميص وبدأ يزره فاقتربت مريم واخذت تزره عوضا عنه قائلة بقولك ايه يا ادهم... هو انا لو طلبت منك حاجة هتعملها
فابتسمت ادهم وسألها عايزه ايه يا روحي
اجابت وهي ترتب ياقة قميصه الهام كلمتني امبارح بس مردتش عليها ولما رجعت اتصلت بيها من شويه هي قالت ان خالد رجع مصر وقرر يستقر هنا علشان كدا انا عايزه اقابله اصله وحشني اوي.
في تلك اللحظة غابت الابتسامة عن وجه ادهم وقطب حاجبيه بعبوس ثم ابعدها عنه واخذ يرتب ياقة قميصه بنفسه قائلا بنبرة حاسمة لأ... مش هتقابليه تاني.
فتنهدت مريم ثم امسكت يده وقالت من فضلك يا ادهم
متعملش كدا خالد دا اخويا وهو وقف جنبي في اصعب ايام حياتي وساعدني وخلى باله من ابني زي ما يكون خاله بجد علشان كدا متكرهوش يا حبيبي.
فنظر ادهم اليها وقال جايز انتي فاكره ان الجدع دا اخوكي بس انا راجل وعارف الرجالة كويس يعني اعرف هو بيفكر في ايه.
ابتسمت مريم واردفت متقلقش يا روحي وغيرتك دي وفرها لواحد تاني لان خالد مش بيحبني زي ما انت فاكر اساسا هو رجع مصر علشان يطلب ايد الهام من عمي امين اصلهم بيحبوا بعض .
وبعد ان سمع ادهم ذلك شعر بالطمأنينة فسألها مستفسرا بجد !
مريم ايوا...والدليل على كلامي انهم هيروحوا يشتروا دبل الخطوبة النهاردة وانا قولت لالهام اننا هنقابلهم مع بعض يعني انت هتبقى معايا لما هروح اقابل خالد.
ادهم بس انا عندي شغل ومينفعش اسيب شغلي.
مريم بليز يا حبيبي انا عايزاك تبقى معايا لما اقابل صحابي علشان اوريهم قد ايه انا مبسوطة بالعيشة مع جوزي وروح قلبي.
فابتسم ادهم بخباثة وقال قولي كدا من الاول طيب يا شقيه هروح معاكي وهشوف اخرتها ايه.
فابتسمت وعانقته قائلة ميرسي جدا يا حبيبي.
تسارع في الاحداث........
مر الوقت سريعا وذهبت مريم برفقة ادهم حتى يقابلوا خالد والهام فتقابلوا على الغداء في احد المطاعم الراقية حيث ابتسمت مريم عندما رأت خالد والهام معا وقد تجمع شملهما اخيرا ... عانقته بعفوية وهتفت خالد... وحشتيني اوي.
طبعا ذلك لم يعجب ادهم ابدا لذا امسك بذراعها وسحبها إلى جانبه بينما ابتسم خالد وقال وانتي كمان وحشتيني مۏت يا مريم.
قال ذلك ثم وجه نظره إلى ذلك البارد الذي نظر اليه بنظرة اوحت على الرغبة في قټله وأبتسم ومد يده ليصافحه قائلا ازيك يا ادهم بيه
فتنهد ادهم ثم صافحه قائلا الحمد لله وانت عامل ايه
خالد تمام والحمد لله .
فنظر ادهم الى الهام واستطرد مريم قالتلي انكوا قررتوا تتجوزوا الف مبروك .
الهام متشكره حضرتك.
ثم جلسوا معا يتناولون الغداء ويتبادلون اطراف الحديث وخلال ذلك الوقت استبعد ادهم فكرة الغيرة على مريم من خالد لانه رأى كم يحب الهام وكم هي
تحبه كما ان ما قالته له مريم في الصباح بشأن خالد وانه وقف الى جانبها وجانب ابنها واعتنائه بهما كثيرا لذا استغل ذهاب مريم والهام الى الحمام وقال لو عايز اي مساعدة علشان ترجع تأسس شركتك هنا فانا هساعدك وهعدعمك في اي وقت .
فنظر خالد اليه بغرابة ثم ابتسم قائلا ادهم عزام السيوفي عايز يساعد خالد نجم مش انت اللي لغيت الشراكة اللي كانت بينا بسبب مسائل شخصية ايه اللي غير تفكيرك دلوقتي
فقال ادهم بجدية بص يا خالد انا راجل
مابحبش اللف والدوران ومبحبش الكدب ابدا علشان كدا هخش في الموضوع على طول ايوا انا لغيت الشراكة بسبب علاقتك انت ومريم ومكنتش عايزها تقابلك تاني لاني بغير عليها من نسمة الهوا ودا لاني بحبها اكتر من روحي بس كمان انا بثق فيها وبحترم قراراتها وهي حكتلي عن جدعنتك معاها وازاي وقفت جنبها وساعدتها وخليت بالك منها ومن ابني كل السنين اللي فاتت علشان كدا انا عايز اشكرك جايز كلمتك وحش لما كنا في نيويورك بس انا كنت في حالة فوضى وقتها وعايز اعتذر منك وبتمنى انك تقبل اعتذاري.
فابتسم خالد قائلا مفيش داعي أنك تعتذر مني لاني عارف انت عملت كدا ليه وكمان مقدر موقفك وان من حقك تغير على مراتك لانها جوهرة وعمرك ما هتلاقي وحده وفية ومخلصة وبتحبك زيها اما بالنسبة لموضوع مساعدتك ليا فانا بشكرك جدا على العرض بس اعذرني لاني عايز اعتمد على نفسي وارجع أسس شركتي على مهلي زي ما عملت قبل كدا بس لو حضرتك عايز نرجع نفكر في موضوع الشراكة اللي بينا فانا معنديش مشكلة ابدع .
ابتسم ادهم واردف يبقى انا العائلة انتظرت مريم حتى يصعدا الى غرفتهما لتزف له ذلك الخبر المفرح فتوجهت نحوه واخذت سترته قائلة ادهم انا عايزه اقولك حاجة.
فنظر إليها وقال قولي يا حبيبتي.
فقالت وهي تعلق سترته في الخزانة ادهم
انا... انا حامل.
قالت ذلك والتفتت اليه فابتسم ابتسامة عريضة وضحك قائلا بجد يا مريم !
هزت رأسها بالموافقة وهي تبتسم واردفت ايوا انا حامل بقالي شهرين.
فتحرك ادهم نحوها بخطوات سريعة ثم عانقها بقوة كادت ان تسحق عظامها حتى شعرت بقدميها ترتفع عن الارض وقال بسعادة غامرة يا روح قلبي انتي متتخيليش فرحتيني قد ايه .
قال ذلك وابعدها عنه قليلا جدا لانه كان مع زوجته في كل مرحلة من مراحل حملها هذه المرة اما خالد والهام فقد تزوجا اخيرا وعاشا في منزل عائلة اهل خالد الذي تركه له والده الراحل وهكذا انتهت الحكاية بنهاية سعيدة تخبرنا ان العشق والهوى يتغلبان دائما على كل الصعاب.
النهاية