بنت خالتي قمر بقلم مروه حمدي
المحتويات
يرحلوا!
اى ستمكث معه تحت سقف واحد ستقف امامه وجها لوجه ولكن كيف
عيناها شارده بتلك المياة واوجاعها تمر أمام عينيها عليها كشريط سينمائى هذا المكان وقد شهد لعبهما ضحكاتهما مشاكستها له حمايته لها خجلها منه نصائحه لها صداقتهما وقد سلكت ضړب الهوى بقلبها وڠرقت به ولم تعى ذلك الا هنا
ذات الڼار التى شعرت بها ذاك اليوم لا تزال تفتك بقلبها الان بعد كل تلك الاعوام مشهد جلوسه بجانب تلك الريم حديثهما انسجامهم كل ذلك افقدها صوابها
كانت تريد ابعادها عنهما عنه هو بالأخص وخاڼها الأسلوب والتعبير
عاقبت نفسها لوضعهما بمثل هذا الموقف فلقد جاء هذا الحاډث كإنذار لها لتعيد تصحيح بعض سلوكياتها لأجل نفسها اولا ولأجل والدتها التى تفنى عمرها لأجلها واجل اخاها لا تستحق منها ان يعيب أحدهم على تربيتها لها
لم ياتى وتجاهلها كليا لتردها له هى الأخرى عندما أتى بالزيارة التالية
تباعدا واتسعت الفجوة بينهما وعلى الرغم من ذلك و أنها هى من سلكت درب العشق بمفردها كانت تأمل ان ياتى اليوم وينظر لها بحب يطلب منها ان تشاركه حياته
دمعه حارة هبطت على وجنتها ترى
حالها وهى تستمع لاخباره وبحثه عن عروس وبكل مرة ينجرح بها قلبها تقسم ان تخرجه منه ولكن بلا جدوى
لم توافق على ايا مما قدموا لخطبتها وكيف تفعل وقلبها معلق بشخص اخر هى ليست من هذا النوع تحب شخص وترتبط باخر سوف تعيد تنظيم حياتها المبعثرة اولا وتخلى قلبها حتى يستقبل من يستحقه بحفاوة
أعادت تلك الجملة لنفسها اكثر من مرة تهيئ حالها قبل العودة إلى المنزل
ليصدح صوت هاتفها بيدها معلنا عن قدوم اتصال هاتفي مخرجا إياها من حالتها تلك
أخرجه من شروده صدوح نغمه هاتفه بالارجاء ليخرجه متأفف يتوقع معرفته للمتصل سلفا متمتما وهو يخرجه
عقد حاجبيه وهو يرى شاشه هاتفه سوداء ولاوجود لاتصال قادم والنغمه لا تزال تصدح رفع رأسه للأمام حيث مصدر الصوت ليجد فتاة تقف على بعد منه توليه ظهرها ليبتسم ابتسامه خفيفة يوليه ظهرها معلقا
مابدهاش بقا بلاها لازم ارجع
توقفت قدماه وثبتت بالأرض اسفله علت الدقات بقلبه بلع ريقه بصعوبه علت وتيرة انفاسه ولقد اخترق ذاك الصوت قلبه قبل آذناه
اغمض عينيه يحاول تجميع شتات نفسه متسائلا
معقول هى!
نهر نفسه مؤنبا
لا ده بس علشان بفكر كتير فى الموضوع
حاول التحرك ولكن خانه جسده وقف متسمرا بمكانه يرهف السمع مجيبا لطلب قلبه
يا بنتى اتغدوا انتوا يا ليلى ما انا قولتلك عندى اجتماع
مع أولياء الأمور
أنها هى تلك النبرة يميزها جيدا اغمض عينيه وضحكه صغيرة خرجت عنوة متمتما اسمها
قمر
ببطء التف بجزعه للوراء وعيناه تعرف غايتها بجسد متحفز قلب مضطرب واعين ثابته يطالعها من الخلف وسؤاله وحيد يدور بداخله عابثا به واجابته على بعد خطوات منه
ترى كيف خطت تلك السنون عليك يا قمر
بينما هى لا تعى بتلك الأعين المراقبة العطشة لرؤيتها فقط شاردة متخبطه بما هى مقدمه عليه
لا خلاص يا بنتى خلاص جايه اهو
آسر لنفسه لا طولنا ولسانا قصر وصوتنا هدئ برافو بج
قاطعه صوتها وهى تغلق معها واضعه الهاتف بحقيبتها متمته بصوت مسموع
امشى علشان اخلص من ام الزن ده عارفاها علقة
وضع يده على فاهه متمتما بين ضحكاته الصغيرة المتتالية بقله حيلة
طب كنت اصبري اخلص باقى الجملة
اغمضت عينيها تستنشق اكبر قدر من هواء البحر تذكر نفسها بما نوت عليه تردده داخلها
ابن خالتى وجاى زيارة يومين وماشي
فتحت عيناها ترددها مرة آخرة وقد راق لها الأمر لتلفت بالاتجاه الاخر راحله وهى تردد تلك الجملة مرة تلو الأخرى لم تنتبه لذلك الواقف بمكانه وقد مرت من جواره تحرك اصبعها بتأكيد تردد
ابن خالتى وجاى زيارة يومين وماشى
واين هو منها الان
فمجرد التفافها اتسعت عيناه لتلك الشابه بلونها القمحى رموش جفنيها الكثيفة وقد خطت ككحل عربى حالك السواد يبرز وسع عينيها
انفها الدقيق تلك الشامه على وجنتها اليمنى
أنها هى قمر تلك الطفلة السمراء ذات الشعر الغجرى بملامحها التى عاهدها عليها ولكنها الان اكثر نضجا وجاذبية
تخطو باتجاهه ومع كل خطوة تفلت دقه منه وعيناه لا تحيد عنها هبط بنظره إلى زيها لتنبسط ملامحه براحه
متمتما بدون وعى
فما اجملك يا فتاة بلباس واسع فضفاض يخفى ما تطمع به النفوس تتهادى به كأميرة بحجاب يخفى تاج تتوقه لمرآه العيون
عقد حاجبيه مندهشا
انا شعر قمر من امتى
فاق على حاله ليجدها قد رحلت
ليسرع خلفها
عدت من جنبى ولا لمحتنى حتى مش هتبطل العادة الزفت دى تمشى تكلم نفسها وما تركزش
وقف ثوانى وقد دب القلق بأوصاله او ممكن تكون معرفتنيش!
عند هذا الخاطر تعالت الدقات من الجديد ولكن بړعب استحكم بأوصاله ليسير ببطء بضع خطوات ثم وقف على مقربه يستمع لها وهى تحادث إحداهن
بينما وأثناء سيرها وهى تردد ابن خالتى وجاى زيارة يومين وماشى
اوقفتها صوت سيدة متقدمه بالعمر تفترش الممشى وامامها علب من المحارم الورقية وبعض التسالى
قمر قمر يا بنتى
قمر بانتباه تعود خطوة للوراء تيته زكية معلش مخدتش بالى
ال واخد عقلك بنادى عليكى
قمر بتنهيده وصوت منخفض لم يصل لا لتلك السيدة ولا له ولكن طريقتها بالنطق أثارت فضوله وقلبى يا تيته
فاقت سريعا على حالها بحثت داخل حقيبتها تخرج كيس ما
يالا تيته ده ليكى
السيدة تفتح الكيس اللاه دى ساندوتشات كتير طب وانتى لا كلى معايا شكلك ما اكلتيش
لا كده هتاخر وعندنا ضيوف فى البيت هتغدا معاهم مرة تانية بقا عايزة حاجه منى قبل ما امشى
روحى يابنتى يديكى ويراضيكى يا قادر يا كريم
قمر راحلة بابتسامه احلى دعوة دى ولا ايه
بابتسامه اخذ يربط على قلبه القارع بداخله كطبول حرب تقدم من السيدة
علبه مناديل يا حجه
يسمع من بوقك ربنا ٢ جنيه يا بنى
مدت يدها له بها ليتلقاها وهو يضع بداخل يدها ورقة نقديه
نظرت لها ثم له تبحث حولها بينما هو يوشك على الرحيل
يا بنى استنى اتصرف واجبلك الباقى
آسر بابتسامة يغلق يدها على الورقه هبقى اخد بيه مناديل
قالها منطلقا باثر تلك التى أوشك طيفها على الاختفاء من أمامه
مركبة عجل فى رجلك
تلصص من بعيد وهو يراها تستقل إحدى سيارة المواصلات العامه توقف بتردد يصعد ام لا
يعنى ياربى اول ما تشوفى تشوفني فى ميكروباص ده ايه البخت ده!
دقق النظر وجدها تنظر من النافذة إلى جوارها والمقعد الأخير خلفها فارغ ابتسم بانتصار يتقدم باتجاهها بحرص على أن لا يصدر عنه اى صوت أوشك
متابعة القراءة