ضراوه ذئب بقلم ساره الحلفاوي
المحتويات
مقدرش يركز...ف زفر بضيق و قام پعنف لدرجة إن الكرسي إرتد ل ورا...أخد الچاكت بتاعه و مفاتيح عربيته و تليفونه و خرج من المكتب...و رمى كلماته على فريدة و هو بيقول..
..هنكمل أونلاين النهاردة يا فريدة!!
نهضت فريدة من فوق الكرسي و هي بتقول بإحترام..
..تمام يا مستر زين!!
دخل الجناح و منه لأوضتهم...لقاها نايمة على الأرض...على جنبها ضامة
بللت ريقها الجاف و همست بتعب..مش عايزة أقوم..
..بس أنا قولت قومي!! لسه بتعندي.. مافيش فايدة فيك..نهرها بحدة...ف تحاملت
على ألم ضهرها و جسدها بأكمله و قامت وقفت قدامه بتعب شديد...شاولها على الكنبة و قال بضيق..أقعدي..
قعدت على الكنبة حاطة راسها بين إيديها...ف قال ب برود..
..الأكل دة .. يخلص..
..دلوقتي لاء..قالها بإبتسامة صفرا موصلتش لعينيه...و رجعت بعدها ملامحه باردة و دخل الحمام...قعدت هي تاكل بشرود مش قادرة تستطعم الأكل...حاسة ب مرارة في جوفها و الأكل ڼار في معدتها! غمضت عينيها ف إنهمرت دمعاتها لتختلط ب الأكل اللي بتاكله...و بالعافية خلصت جزء من أكلها...سندت ضهرها على الكنبة...لقته طلع لافف منشفة حوالين خصره...لما رمى نظرة على الأكل و لقاه لسه مخلصش هتف بقسۏة..مش أنا قولت الأكل دة يخلص..
رفع راسه ل فوق و رجع بصلها و هدر بزعيق خلاها ترتجف حزينة..هو أنا كلامي مبيتسمعش من أول مرة ليه..
إنهمرت الدموع من عينيها و مسكت المعلقة و إبتدت تاكل و هي باصة للأكل...ف دخل غير هدومه و حاول يهدي نفسه...لبس بنطلون قطن و كنزة سودا بحمالات عريضة إلتصقت بعضلات صدره و بطنه...طلع لاقاها مخلصة الأكل فعلا...قعد على السرير بعيد عنها و حط الاب توب على رجله...قامت شالت الصينية حطتها في مطبخ الجناح و رجعت قعدت على الكنبة شاردة في اللاشيء...بصتله لاقته مشغول في شغله...إتنهدت بحزن بتتمنى بس لو دخلت في حضنه و يغطيها ب جسمه زي زمان!...خرجت من شرودها على صوته و هو بيقول بهدوء..قومي هاتيلي ماية!
حطتها على الكومود و رجعت قعدت على الكنبة...بصتله و هو بيشرب و عينيه لسة متعلقة على شاشة اللاب توب!
جالها فضول تقعد جنبه و تشوف شغله...قامت مشيت بهدوء و قعدت الجنب التاني و مدت راسها عشان تشوف في إيه...مفهمتش حاجه من اللي شافته ف بصتله و همست بخفوت..إنت .. هتخلص إمتى
همست ب صوت حزين و شالت الفيشة و حطته مكانه...و سرحت شعرها و سابته مفرود...و قامت بعدها دخلت غرفة
تبديل الملابس...لبست بيچامة شورت أبيض قصير و بلوزة باللون الوردي فيها أبيض و كتفها اليمين واقع...خرجت من الأوضة و قعدت على الكنبة قصاده فاردة رجلها مدياله ضهرها و بتتفرج على التليفزيون موطية شوية عشان يركز...بس هيركز إزاي و هي أول ما خرجت من الأوضة حبس أنفاسه في رئتيه و خرجها على هيئة زفير مصتنع متحججا بإنه الشغل...زفر مجددا بقنوط من إنه يركز و هي قدامه بالشكل دة...ف شال اللاب و طلع برا الأوضة خالص قعد على الكنبة اللي في بهو الجناح...كتمت يسر دمعاتها لما شافته طلع بدون أدنى إهتمام ليها...علت صوت التليفزيون اللي كانت موطياه عشانه...بتوطي الأصوات اللي في دماغها بصوته العالي و هي لسة مش مستوعبة إن عم محمد ماټ بسببها...دمعت عينيها و هي بتتمنى لو يرجع بيها الزمن و متنزلش الخروجة دي مهما حصل...و من الزهق و الملل نامت فجأة...نامت بوضعية مش مريحة أبدا...إيديها واقعة من على الكنبة و راسها مش مظبوطة...بعد حوالي ساعة دخل زين و شافها بالمنظر دة...إبتسم و حط اللاب توب على جنب و راح عشان يشيلها...و بالفعل حملها بين ذراعيه و حطها على الفراش برفق عشان الکدمة اللي في ضهرها...صحيت يسر لإنها مكانتش دخلت في النوم بشكل كامل...و قبل ما يقوم من عليها مسكت دراعه و همست بحزن بتبص لعينيه...زين!!
بصلها بهدوء تام...ف غمغمت پألم...متسبنيش...خليك جنبي يا زين!!
.و وعد مني هسمع كلامك على طول .. بس .. بس متعاقبنيش بإنك تبعد عني كدا!
بص ل عينيها و هو حاسس ب حصونه بتدوب...صوتها الحزين...عينيها اللي كلها ندم...كلامها و إيديها اللي لامسة وشه...غمض عينيه بيقاومها و بيقاوم نفسه...مش هينفع يضعف...عقابها لسه مخلصش معاه! همست ب رفق بتمسح على جفونه المغمضة بإبهاميها و بتقول بحنان..زين .. بصلي!!
أخد نفس عميق و في لحظة كان بيقوم و بيبعد عنها...وقف قدام السرير إدالها ضهره و قال بصوت أجش..لو فاكرة إن بالشويتين اللي بتعمليهم دول هنسى الموضوع تبقي بتحلمي!!
و أخد خطوات برا الجناح كله من غير ما يبصلها...مش هينفع يبصلها...هيلاقي نظرات في عينيها هترجعه مية خطوة ل ورا!!
دخل أوضة الچيم الخاصة بيه و المجهزة بمعدات تقيلة...إبتدى يتمرن بشكل عن يف بيحاول يلهي قلبه و عقله عنها!
يسر دفنت وشها في الوسادة و فضلت ټعيط بنحيب عالي مش قادرة تبطل عياط...ضړبت على السرير بكفها بإنهيار و كل تفكيرها إنه رفضها! رفض لمستها و كلامها...دة رفض حتى يبصلها.. حاسة پقهرة في قلبها و كإنه جمرة ڼار...فضلت نايمة مبتعملش حاجه غير إنها بټعيط...لحد ما نامت بتعب غريب بتتمنى لو تدخل في غيبوبة و متصحاش تاني!!
دخل و جسمه كله بيتصبب عرقا...إتمرن أكتر من المعتاد و أشد من المفروض...لاقاها نايمة على السرير و في دموع عالقة في رموها و على خدها...حس بنغزة في قلبه ف ميل مسح دموعها برفق محاوط جنب وشها بإيد واحدة...بعد عنها و دخل أخد شاور و طلع...لما طلع لاقاها صحيت...مفتحة عينيها و لسه نايمة على حالها مبتتكلمش...حاول يتجاهلها لكن منظرها كان يصعب على أي حد...ف أخد نفس عميق و قال بحدة زائفة...هتفضلي نايمة كدا!! قومي إعمليلي أي حاجة أكلها .. ولا مبتعمليش حاجه غير مصايب بس!!
رفعت عينيها ليه و بصتله بدموع و متكلمتش...حاولت تقوم بصعوبة و هي حاسة إن ضهرها بقى ۏاجعها أكتر...لما قامت تحت أنظاره المهتمة بكل حركة بتعملها...لما مشيت شوية عملت حركة غلط ف صړخت پألم مميلة لقدام و هي حاطة إيديها على ضهرها...قلبه إتجزع و راح ناحيتها حط إيده على ضهرها و التانية على دقنها..
..في إيه..!
خدت نفسها و صلبت طولها و بصتله للحظات...شالت إيديه من عليه وهي بتقول بهدوء..مافيش حاجة..
.أقعدي..قال وهو بيزقها ل ورا على السرير برفق...ف قعدت بتعب و قالت..مش عايزة أقعد..هقوم أعملك أكل!!
هخلي حد من المطبخ يعملي..قال و هو واقف قدامها بيتفحص تفاصيل وشها التعبانة...ف همست بسخريرة مريرة و حزن..
لاء أنا هعمل .. بدل م أنا مش بعمل غير المصاېب زي ما قولت!!
تأفف بضيق و مردش...مسك كتفيها و زقها برفق عشان تنام ف أنت پألم...و هي بتمهس بۏجع..بتعمل إيه يا زين!
..لفي...إديني ضهرك.. قال بهدوء و هو بيحاول يساعدها في ده...ف سألته بتعب..ليه
..إسمعي الكلام و خلاص!!
قالها بضيق...و لفها فعلا ف بقى شهرها مواجه ليه...أخد الكريم اللي بيحطه ليها و چل مسكن للآلام...و قعد جنبها... وحط الكريم على إيده ومسح بيها على مكان الۏجع...إرتسمت إبتسامة على شفتيه و هو عارف مدى تأثير عليها...حط الكريم و بعده الچل...ف همست يسر بخجل..أنا كنت أقدر أعمل كدا!
..لما أم وت إعملي اللي إنت عايزاهقال بهدوء و بدأ ينفخ على الكريم عشان ينشف...ف إنتفض قلبها و هي بتقول بجزع..بعد الشړ عليك إيه اللي بتقوله دة!
قال بهدوء..ششش .. خليك كدا!!
و قام مشي طلع من الجناح و وصى حد في المطبخ يعمل الأكل...قعد تحت شوية هروبا منها لإنه مبقاش قادر يستحمل إنه ميجيش جنبها...مشتاقلها لدرجة هي نفسها متتخيلهاش...بيكابر و بيبعدها عنه و هو بيتمنى أس لحظة قرب تبقى جنبه فيها!!
رجع راسه ل ورا و غمض عينيه...جاله تليفون ف مسكه و حطه على ودنه و قال بضيق..خير يا عابد!!
زين بيه...والدة حضرتك .. ريا هانم .. الشقة ول عت بيها..
يتبع
19
واقف قدام برج عالي و عينيه على شقة إتفحمت..حاطت إيده في جيبه و على عينيه إنعكاس ل سواد كان شبه السودا اللي سابتهوله في حياته..عينيه كلها جمود مش طبيعي..تربيت على كتفه صحاه من شرود في ماضي كان هيبلعه! بص ل عابد بنظرات مافيهاش حياة..ف قال الأخير بأسف..
..ماس كهربي ول ع في الشقة كلها و للأسف هي كانت جوا..ال..البواب بيقول يعني إن كان في حد معاها..بس إحنا مش لاقيين الج ثث خالص!
بصله للحظات من غير ما يرد..لحد م نطق بهدوء تام..
..الله يرحمهم!!
وربت على دراعه بخشونة و قال..
..يلا..تصبح على خير!!
و ركب عربيته تحت أنظار عابد المصډوم في ردة فعله الهادية تماما!..ساق زين العربية بهدوء تام..و للحظة شرد..شرد في طفل قاعد على كرسي مربوط بيتفرج على كل ما هو ق ذر..بيتفرج بإشمئزاز لإنه لو بس لف وشه هيضرب!! مشهد مرعب بيلاحقه من عشرين سنة! نفسه إبتدى يعلى و مشافش العربية النص نقل اللي جاية في وشه ضاربة نور عمى عينيه..و في آخر لحظة شافها..حاول يتفاداها و نجح في ده في آخر لحظة..وقف على جنب صدره بيهبط و يعلى..نزل من العربية و سند عليها مميل نحيتها..حط إيده على قلبه و غمض عينيه مافيش حاجه بتدور في دماغه غير ليه..ليه مكانش عنده أم طبيعية!
للحظة حس إنه لو فضل كدا هيتعب أكتر..ركب العربية و لف براسه ل ورا عشان يطلع من المكان ده..و لقى كيس مرمي ورا..داس على زرار العربية عشان يقفلها و مسك الكيس فتحه..الكيس اللي إتجاب في اليوم المشئوم دة..فتحه و إتفاجيء ب قميص أبيض مع برفان بيحبه جدا و خاتم..إبتسم لما أدرك إنها كانت جايباله الحاجات دي..لقى كارت صغير في الكيس فا قرأه بصوت عالي و هو بيقول..
..القميص ده بدل اللي قطعتهولك..و البرفيوم اللي بتحبه عشان بتاعك قرب يخلص..و بالنسبة للخاتم ف ده عشان حسيته شخصيتك أوي..أنا بحبك يا زين..و عمري ما هسيبك!!
الإبتسامة
إترسمت على شفايفه..و للحظة حس إن كلامها كان بيطبطب عليه حتى و هي بعيدة..غمض عينيه بيتخيل لو كان لقى الكيس دة
بعد ما خسرها للأبد!
متابعة القراءة