رواية جوزي وشاهين بقلم مريم محمد

موقع أيام نيوز


انا هسيبك ترتاحي والساعة 5 تنزلي عشان تتعرفي على كاريمان هانم
أومأت هاله برأسها و تابعت سامية بعينيها و هي تغلق الباب خلفها نظرت هاله الى غرفتها الأنيقة و سريرها الكبير المحاط بالستائر البيضاء و طاولة الزينة بمرآتها الكبيرة و اتجهت هاله الى دولاب الملابس و فتحته و قامت بتعليق ملابسها البسيطة ثم توجهت الى باب مغلق داخل الغرفة وفتحته لتجد حمام خاص بها به حوض استحمام مستدير لونه أبيض و حوله العديد من الرفوف الممتلئة بكل أنواع الشامبوهات و الكريمات و العطور الغالية الثمن و كان هناك دولابا أبيض به العديد من المناشف البيضاء متعددة الأحجام ابتسمت هاله و ملأت حوض الاستحمام بالرغوة المنعشه و دخلت لتسترخي في هذا الماء الدافئ و أغمضت عينيها و

استمتعت بهذه الفخامة التي لم تجربها من قبل ففي قريتها كانت تستحم في حمام بسيط و في بيت الطالبات كانت تستحم في دقائق معدودة حتى تدخل زميلاتها خرجت هاله و لفت جسدها الجميل بمنشفة بيضاء كبيرة و جلست على الكرسي أمام المرآة لتجفف شعرها بمجفف الشعر و بعد ذلك وقفت أمام الدولاب لتختار قميصها الوردي اللون و بنطالها الجينز وحذائها الوردي و جمعت شعرها الأسود الطويل في ضفيرة واحدة للخلف وانتظرت الى ان دقت الساعة الخامسة ثم خرجت لتبحث عن السيدة سامية لتقدمها الى السيدة كاريمان والدة باسل و التي ستكون مرافقتها منذ الليلة 
لم تجد هاله السيدة سامية في القاعة فقررت البحث عنها وجدت بابا اعتقدت أنه ربما يؤدي بها الى المطبخ فطرقت الباب ثم دخلت لتفاجأ بأنهها دخلت الى غرفة واسعة يوجد بها مكتبة ضخمة من الكتب و يوجد بجوار النافذة مكتب عليه الكثير من الأوراق و عليه جهاز كومبيوتر حديث فأحست هاله انها ربما تكون غرفة المكتب الخاصة بباسل فقررت الخروج بسرعة و لكنها اصطدمت بصدر عريض تفوح منه رائحة عطر فرنسي و عندما رفعت عينيها رأت عينان تنظران اليها بغموض و سمعت صوته يقول باسل كنت عايزة حاجه
هاله و وجهها مكسو بحمرة الخجل أنا أنا كنت بدور على مدام سامية
باسل أفسح لها الطريق لتمر قائلا هتلاقيها في الأنترية مع والدتي الباب التاني على الشمال
انطلقت هاله مسرعة و هي تشعر بضربات قلبها تدق پعنف شديد و عندما وصلت الى الباب طرقته و أخذت نفسا عميقا و فتحته لتجد نفسها في غرفة جميلة بها العيدي من الأرائك والكراسي و هناك الكثير من الوسائد المطرزة بخيوط ملونة بألوان زاهية للغاية و رأت السيدة سامية تجلس و بجوارها امرأة ترتدي نظارة سوداء أنيقة وملابس كلاسيكية و عرفتها هاله على الفور انها السيدة كاريمان والدة باسل قطع الصمت الذي عقب دخول هاله صوت السيدة سامية 
سامية تعالي يا هاله اقدملك كاريمان هانم
هاله بصوت خجول اتشرفت بحضرتك يا فندم
قالت كاريمان بصوت رقيق و حنون ازيك يا هاله صوتك بيقول أنك صغيرة في السن هاله و قد خشيت ان ترفض السيدة كاريمان توظيفها لصغر سنها 
هاله انا قربت اكمل 20 سنة يا فندم
كاريمان وهي تبتسم و كأنها قد فهمت ما يدور في عقل هاله يااااااااه ده انت كبيره اوي
هاله محاولة الظهور بمظهر الواثقة من نفسها يسعدني أكون مع حضرتك من انهارده
كاريمان و هي تشعر بالحزن على نفسها بس يا ريت متزهقيش من القعدة مع ست كبيرة وعميا
هاله لا يا فندم ده انا والله حبيت حضرتك من ساعة ما شوفت صورتك الجميلة
كاريمان وقد عادت الابتسامة الى وجهها المتعلقة على السلالم
هاله و هي تبتسم بحب حقيقي ايوة فعلا
كاريمان ده كان زمان بقى
هاله و الله حضرتك لسه زي القمر
كاريمان انا هفرجك على كل الالبومات بتاعتي وتقوليلي رأيك
هاله و هي تضحك يا ريت يا فندم
كاريمان طيب يلا تعالي نتمشى في الجنينة شوية
اقتربت هاله وهي لا تعرف هل من المفترض أن تمسك بيدها لتساعده أم تتركها تتحرك بمفردها فنظرت للسيدة سامية تسألها بعينيها فقالت سامية على الفور 
سامية على فكرة كاريمان هانم بتعرف تمشي في الجنينة لوحدها ده حافظاها أكتر مننا كلنا
تنفست هاله الصعداء و ابتسمت للسيدة سامية تشكرها واقتربت من السيدة كاريمان وقالت 
هاله يا ريت تفرجيني الجنينة بتاعت حضرتك
قامت كاريمان من مكانها و اتجهت ناحية الحديقة ومشت هاله بجوارها و هي صامته لا تعلم ماذا ينبغي أن تقول 
كانت هناك عينان تتابعان هاله من النافذة لتطمئن على كاريمان معها يا رب يا ماما تحبيها و متطرديهاش زي اللي قبليها  
ظلت كاريمان تمشي و بجوارها هاله احست كاريمان بالراحه فهاله لا تتكلم كثيرا مثل من سبقوها لهذه الوظيفة فقالت كاريمان 
كاريمان انتي بتدرسي ولا خلصتي
هاله أنا آخر
سنة كلية آداب
كاريمان قسم ايه
هاله English
كاريمان و الله تعرفي ان انا كل دراستي كانت انجليزي
هاله ما شاء الله
كاريمان ممكن تقريلي بالليل قصص من بتوعي
هاله طبعا يا فندم تحت أمرك
ابتسمت كاريمان و استمرت تمشي ببطء في الحديقة مع هاله 
صعدت هاله إلى غرفتها بعد أن طلبت منها السيدة كاريمان ذلك حتى تستريح و تذهب الى كليتها في الصباح شعرت هاله بالسعاده فقد وافق كلا من كاريمان وباسل على استمرارها في حضور محاضراتها ارتدت قميصا قطنيا ازرق اللون رقيق و محتشم و دخلت الى فراشها الوثير و شعرت أنها لم تشعر بمثل هذه الراحة من قبل فسريرها في بيت الطالبات كان قديما و يصدر أصواتا عالية كلما تحركت ابتسمت هاله و سرعان ما استسلمت للنوم و حلمت بوالدتها الحبيبة فتساقطت دموعها و هي نائمة 
الساعة 9
باسل بس كده بدري قوي
هاله و هي تريد أن تضحك فبالطبع هو لا يعرف شيئا عن المواصلات
العامة و لم يجرب من قبل السير لمدة قد تزيد عن الساعتين حتى يصل الى مكان ما فأجابت 
هاله اصلي بحب اوصل بدري
باسل طيب اتفضلي أوصلك
هاله لا متشكرة مفيش داعي تعطل حضرتك
باسل بلهجة آمرة يلا يا هاله انا اصلا مكتبي في شارع مراد يعني انتي في طريقي
هاله وهي لا تريد احراج نفسها بالركوب معه بجد مش عايزة اتعبك
باسل يلا بقى كده هنتأخر
تبعته هاله و هي تشعر بالخجل الشديد فهي لم تركب سيارة برفقة أي شخص من قبل و فوجئت بسيارته الفارهه حمراء اللون ذات البابين فقط فركبت و أحست بجسدها يغوص في مقعد السيارة الوثير فقررت الاستمتاع بتلك السيارة و تخيلت نفسها تمتلك مثلها في يوم من الايام 
أخرجها صوت باسل من احلامها قائلا هتخلصي الساعه كام
هاله الساعة 4
باسل خلاص هبعتلك السواق يستناكي
هاله مفيش داعي انا هعرف ارجع لوحدي
باسل بصي يا هاله عشان مش بحب الكلام الكتير انت دلوقتي بتشتغلي عندي يعني لازم اطمن انك ترجعي في مواعيدك مضبوطة و ميبقاش عندك مبررات للتأخير فالسواق هيرجعك كل يوم
نظرت هاله و هي تشعر بأنه يعاملها كأنها خادمة لديه و أرادت أن تجيبه بطريقة حادة لكنها تذكرت أمها المړيضة فقرر التزام الصمت توقفت السيارة الفارهة أمام الباب الرئيسي و قد رآها بعض زملائها وهي تخرج من السيارة وتشير لباسل و تدخل الى الحرم الجامعي فاستقبلها بعضهم ساخرين 
ايه العربيات الجامدة ده يا لولو
بس عامله فيها دحيحة وانتي طلعتي جامده موووووت
صاحبك ده يا لولو
نظرت اليهم هاله بكبرياء و اتجهت الى المبنى الذي به محاضرتها الاولى لكنها شعرت بدموع ساخنة ټحرق وجنتيها الرقيقتين 
انهت هاله محاضراتها و خرجت ن الباب الرئيسي للجامعة لتجد السائق الخاص بباسل منتظرا اياها
صعدت الى السيارة وهي تشعر بالحزن الشديد فقد ظن زملائها بها السوء و هي لا تريد التحدث عن مرض والدتها فهي لا تريد الشفقة من احد صعدت هاله الى غرفتها و قررت الاستحمام حتى تحاول تهدئة نفسها و بعد ان انتهت نزلت لتجد السيدة كاريمان في انتظارها 
كاريمان ازيك يا هاله ها عملتي ايه انهارده في الكلية
هاله الحمد لله
كاريمان باسل قالي ان السواق هيوصلك بعد كده
هاله آه فعلا
كاريمان صوتك ماله
نظرت هاله اليها و هي تشعر بالدموع تملأ عينيها لا ابدا مفيش حاجه
كاريمان على فكره انا يمكن مش بشوف بعيني بس بشوف بقلبي وقلبي بيقول انك زعلانة
هاله صدقيني مفيش تحبي اقرا لحضرتك قصة
كاريمان على راحتك بس لما تحبي تتكلمي هتلاقيني موجودة هاتي قصة جين أير عشان بحبها اوي
جلست هاله على الكرسي المقابل للسيدة كاريمان و بدأت تقرأ لها تلك القصة الحزينة و الرومانسية في ذات الوقت و ظلت هاله تقرأ بصوتها الرقيق ولغتها الانجليزية الممتازة و فجأة سمعت كلا منهما صوتا أنثويا مرتفعا يقول 
طنط انتي لقيتي شغالة جديدة 
أدرات هاله رأسها لتجد فتاة شابة ترتدي ملابس ضيقة للغاية و شعرها بني اللون و ناعم يصل الى كتفيها و كانت تنظر الى هاله باحتقار شديد فخفضت هاله نظرها و صمتت بينما أجابت كاريمان پحده 
كاريمان ايه اللي بتقولي ده يا لي لي ايه شغاله ده 
لي لي سوري يا طنط مش قصدي
كاريمان اعرفك بهاله المرافقة بتاعتي و على فكرة ده في ليسانس آداب english
لي لي و هي تنظر لهاله بغيظ شديد اهلا
هاله بصوت حزين اهلا بيك يا فندم
كاريمان ده لي لي خطيبة باسل
نظرت هاله الى لي لي و هي لا تصدق ان هذه الفتاة المغرورة ستكون زوجة لباسل فهو انسان ذو شخصية مميزة و متواضع للغاية و أحست هاله أنها لا يمكنها أن تحب لي لي ذات يوم لكنها تذكرت أنها يجب أن تتقبل الجميع و تطيع الجميع من أجل والدتها المړيضة 
جلست لي لي بجوار كاريمان و ظلت تتحدث اليها متجاهله هاله تماما و بعد مرور ساعة دخل باسل اليهم قائلا 
باسل انتي جيتي امتى يا لي لي
لي لي و هي تقترب منه جيت من ساعة يا بيبي وقلت اتكلم مع طنط عشان اسليها لغاية ما تيجي
باسل ازيك يا ماما عاملة ايه
كاريمان الحمد لله
نظر باسل الى هاله و شعر أنها حزينة ازيك يا هاله 
لي لي ايه ده هي عايشة في القصر !!!!!!!
باسل ايوة يا لي لي عشان تكون مع ماما علطول
لي لي بخبث ايوة طبعا معاك حق
هاله خرجت من الغرفة مسرعة وهي تبكي لماذا يحدث لها كل هذا ياااااااااااا رب لقد تعبت ساعدني حتى أكمل علاج والدتي 
مر شهرا منذ وصول هاله للعمل في القصرو قد استمرت في حضور محاضراتها و العودة لمرافقة السيدة كاريمان و بدأت هاله تحب تلك السيدة الرقيقة القلب و التي أحبتها بدورها و أصبحتا صديقتان و طوال اليوم يتحدثان في شتى المواضيع السياسية و الاقتصادية و كانت هاله تستمتع بالنقاش مع كاريمان و تتعلم منها
 

تم نسخ الرابط