حصونه المهلكه بقلم شيماء الجندي

موقع أيام نيوز


حق أنا مقدرتش أنسي اتعالج وأنه كان مريض بس دي أسيف يافرح كنت هسامح ازاي بس ..
دمعات من مقلتيها وهي تهمس له بحزن 
أسيف ياتيم مش مهم اللي فات ياتيم أنت لسه في فرصه تقوله أنك سامحته ربنا عمل كده عشان ولأنه يستاهل فرصه تاني ...
حدق بها بابتسامه هادئه وعينيه تسير علي ملامحها بهدوء تام وابتسامه ثم وقفت متوترة تقول بصوت 

اناا غير ده أشوف أسيف ..
بهدوء يهز رأسه بابتسامه ه بعض الوقت ..
كان نائل بعيد ليهمس اخيرا وقد عادت إليه نبرته المازحه بعض الشيئ 
يعني كان لازم ابن عمي يشوف عشان بنت خالتك !!
رفعت روان حاجبها تقول باندهاش فجأة وهي منذ وقت غضبه لينظر إليها باندهاش لصمتها وهو يقول بابتسامه بشوش 
مصدومه من الكلام صح .. اصل انا نسيت اقولك احنا عيله واحد عشان كده حاولي تتعايشي معانا ...
حدقت به بذهول وقالت پصدمه 
أنت اكيد بتهزر ده انت كنت بټعيط بقالك ساعه ...
رفع حاجبه يجيبها باندهاش 
الله ماقولتلك .. وبعدين تعالي هنا شاايفه بنت خالتك ساعه قصادك ..
اجابته پصدمه 
مش فاهمه اعمل ايه وبعدين أنت ايه ده تهزر وابن عمك وبنت عمك في الحاله دي !! 
مرت الساعات ثقيله على الجميع و كلا منهم بعالم حيث جلس العم و العمه بعد أن اصرا على صرف الجد إلى المنزل ليرتاح قليلا و هما ينتاقشا بصوت خفيض هادئ يهمس مراد بحزن 
و بعدين ياسمر شويه عيال و حياتهم باظت بالشكل ده حقيقي ما يفعله الآباء يدفع ثمنه الأبناء دايما ...
أغمضت عينيها وهي تعود بجسدها للخلف تمسح دموعها بأناملها وتهمس له بصوت متحشرج 
الله يرحمه أخوك و احنا غلطنا بسكوتنا كان لازم نتوقع أن قعده فهد مع أبوه و هو مريض هتخرجه أسوأ من كده ..
هز رأسه بالإيجاب بخزى يقول بحزن بالغ 
و فهد كمان قوى على رأى نائل تخيلى لو كان أضعف من كده أو مش معترف بمرضه زى ندى و أبوه شوفتي تعبنا مع ندي إزاى !!
أيدته تلوم حالها بحزن 
أيوه ! كلنا غلطنا كان لازم نتعامل بحذر مع البنتين بس أحنا كنا شايفين ندى قويه و قولت أسيف دايما محتاجه دعم عنها .. كل الغلطات بتطلع من الأهل الأول يا مراد لو كنا نجحنا فى المساواة بين ندى و أسيف كانت ندى هتبقى سويه و أسيف كمان مكنتش هتبقي ضعيفه حمايه تيم الزياده ليها و خوفه عليها المبالغ فيه كان غلط كان لازم يعلمها مواجهة العالم و انه عالم سيئ براءه أسيف فيه غلط .. 
تنهد يفرك وجهه بارهاق ثم حل رابطه عنقه يقول پاختناق 
عندك حق كلنا غلطنا و اللى دفع التمن كان هيروح مننا الحمدلله انها جت على قد كده نخرج من هنا على خير بس و كل أمورنا هتتحسن ...
توقفت الكلمات على شفتيه حين لمح ابنه أخيه تفتح باب غرفتها و فرح تجاور ذراعها تحسبا لأى شيئ رباه هل تلك جميلتهم !! لقد شحبت ملامحها و كأنها جسد بلا روح تسير بشرود ليقف متجها إليها على الفور يتبعه ابنه فور أن لاحظها سندها بهدوء و يهمس لها بلطف 
أسيف أنت بخير !!
لم تجيبه بينما راحت تطالع بعيونها من حولها تتفقد وجود شقيقها ليبتسم لها نائل مشيرا إلى غرفه بنهايه الممر يقول 
لو بتدورى على تيم هو فى أوضه فهد بقاله فتره بس لازم تستني شويه لأن الظابط لسه سائل عليك و محتاجين ياخدوا اقولك عشان اللى حصل ده .. 
عقدت حاجبيها بحزن و عدم استيعاب ليبتسم لها بلطف قائلا 
طيب تعالى ندخلهم و بعدها ارجعى كده كده الظابط معاه مكالمه تقريبا ...
هزت رأسها أخيرا بالإيجاب ليصطحبها عمه بهدوء إلى هناك بالفعل ..
دلفت إلى الغرفه بهدوء تغلق الباب خلفها استقام أخيها واقفا حين رآها و اتجه إليها يراقب تعبيراتها الواجمه حين وقعت عينيها على جسده المسطح بالفراش يتصل بالأجهزة و تلك الكدمات الناتجة عن ذاك الذى تعرض له تغطى جميع أنحاء ما ظهر من جزعه العلوى و ملامحه هبطت دموعها على الفور تسير نحوه بخطوات متوتره و سيطرت عليها حاله من عدم التصديق لقد كان يقف أمامها صباحا يمارس طقوس مشاكسته لها كيف يصل بهم الأمر لهكذا !
وصلت أخيرا إليه لتسمع صوت إغلاق الباب بهدوء من الواضح أن أخيها ترك لها مساحه من الخصوصية معه ! 
بتعيطى ليه يابيبى لسه عايش ..
اندفعت الدموع من مقلتيها و تلك الابتسامه ترتسم علي فمها تحاول السيطره على أنفاسها المتهدجه بصعوبه تحدق لحظات برماديتيه المنهكه هامسه بسعادة يخالطها بكاء عدم التصديق 
حمدلله على السلامه ياقلب البيبى !!!
لم تعطيه فرصه لاستيعاب ما قالته للتو فى حين أنه يحاول من
الأساس استيعاب عودته للحياه مره أخرى هو أفاق منذ قليل و تحدث قليلا إلي ابن عمه الذى لأول مره يمدح صنيعه و يثنى عليه بكلمات لم يستعب أغلبها بسبب حالته لكن ما اشعره بالصدمه حقا استشعره منها جيدا و ذلك دفعه للتبسم لاعنا تلك الچروح و القيود التى تمنعه عن دس البريئه المتوترة لأول مرة ثم دست وجهها بخجل بالغ .. صډمته بل كانت أشد الصدمات عليه تلك الفعله الجريئة من فتاته البريئة !!!!! 
لكل منا حصونه المهلكه التي يصنعها بنا أحدهم بكلمه .. ذكري .. موقف لا ينسى و لا يغتفر تلك الحصون قد تهوى بنا من قمه الهاويه إن لم نضع لها حدا و نتركها تقود مشاعرنا و أفكارنا بلا هوادة و الهلاك الحقيقي يحدث حين تدفعنا تلك الحصون أحيانا لأفعال لا تمت لأخلاقنا بصلة و لكل منا رفيق درب يهدم تلك الحصون ليعيد تأهيل قلوبنا المنهكه و أرواحنا الغارقه ... فهنيئا لمن قابل الرفيق و هنيئا لمن صنع رفيقه من بقايا تلك الحصون المهلكه !!!!
نظر إليها بسخريه ثم قال وهو برأسه 
الله مش عيطت شويه وخلصنا و حالته كويسه
رفعت حاجبها وهي تصيح به 
ابن عمك يااابني ادم وانا اقول يعيني الواد بيحصل فيه كل ده ليه طلعت أنت !!
أشار إلى نفسه باستنكار لكلماتها وقال پصدمه 
انااا ده فكراه بجد ! ... بقولك أنت هنا عيطي يااختي ..

 

تم نسخ الرابط