رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطميا يوسف

موقع أيام نيوز

تركيزها الشديد في
المذاكرة وأن لديها حلم لابد أن تصل إليه 
وإيهاب غادر مصر وعاد إلى الكويت كي يكمل الستة أشهر المتبقية في عقد عمله ولن يرمي اليمين
علي راندا تاركها تستشيط ڠضبا من عدم تطليقه لها مما أثار حفيظتها 
ومهاب وسما انخرطا في طريق الضياع وعلي مشارف فقدان الحياة السوية التي عاشت والدتهم طيلة حياتها تبنيها فيهم وهي منخرطة في
ۏجعها الذي يبني جسورا من الغل في قلبها ولم تعد ترعى أبنائها كذي قبل 
ورحيم ومريم فقط يمنحان بعضهم نظرات من بعيد لكي يطمئن كل منهما على الأخر وأنه بخير 
ومالك عاد إلي مصنعه وعمله ينغرس فيهم بشدة كي ينسي تجربته الأخيرة وجوليا غادرت مصر ولم تعد تتحمل البقاء فيها دونه وأبلغ والدته فقط بانفصالهما دون الإفصاح عن السبب بعد أسبوعين من الانفصال مما أسعدها كثيرا وطمأن قلبها 
واليوم تجلس ريم تمسك في يدها كتاب الله تقرأه بتدبر 
أنهت قرائتها ونظرت إلى السماء داعية
اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين ! أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علي
ڠضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك
أنهت دعائها وقامت من مكانها وارتدت ملابسها السوداء فهي رغم انتهاء عدتها منذ شهر إلا أنها مازالت في حدادها علي عزيزها الراحل 
وحملت حقيبتها وهبطت الأدراج بثقل 
وجدت والدها ينتظرها بالأسفل ينظر لها بابتسامة مشرقة مرددا
متقلقيش ياحبيبتي ولازم تعرفي أيا كان حكم المحكمة إن ربنا سبحانه وتعالى كل أقداره خير وإن رب الخير لا يأتي إلا بالخير .
لانت ملامحها وشعرت براحة اجتاحت روحها لحديث ذاك الأب الحنون الذي وصل لأعماق قلبها وتوغل في روحها وأجابته
متقلقش عليا ياحبيبي أنا ورثت منك حاجات كتيره أووي إن صاحب الحق لازم عينه تبقي قوية وميسبش البجح هو إللي تبقي عينه قوية 
وتابعت بكلمات الأمل التي تخرج من فمها 
عمرهم ماهيقدرو يزعزعو إيماني بربي إللي اداني كل الحق إني أرفض جوازة زي دي 
وطالما مبعملش حاجة تغضب ربنا فأنا إيماني بيه أكبر من أي عواصف تهدني.
ربت علي ظهرها ونظر لها نظرات فخورة بتربيته 
وأشار
إليها أن يستعدوا للمغادرة برؤوس شامخة مرفوعة في السماء لطالما قوت حالها برب السماء 
وصعدا السيارة هي ووالدتها
التي أبت بشدة أن تتركها وتبعهم رحيم بسيارته الآخر
ذهبت وهي تنظر من الزجاج الخلفي للسيارة تودع مريم التي تجلس بأبنائها بسعادة عارمة وذهبت الي المصير المجهول في
قضية عمرها التي افتراها عليها أناس لايتبعون إلا الباطل وجعلوه منهجهم 
بعد حوالي ساعتين من وصولهما الي المحكمة تأبطت ذراع أبيها بفخر ودلفا جميعا إلي القاعة ووجدوا تلك الشمطاء وولدها وزوجته يجلسون في المقاعد المتقدمه وبدورهم جلسوا في المقاعد المقابلة لهم 
فكانت تلك الاعتماد تنظر إليها نظرات شړ وتوعد 
أما هي فلن تنظر ناحيتهم قط ولم تعتبر وجودهم من الأساس وكأنهم سراب غير موجود مما أربكها وجعلها تفقد الثقة قليلا من قوة ريم التي رسمتها ببراعة علي وجهها 
ولتعلموا ان النظرات القويه التي تلقوها في وجه عدوكم تربكه وتجعله غير واثق من نتيجه قراره ولوهلة انه خاطئ وانه حتما سيخسر وكل ذلك من نظره واحده تجعل المضاد لك ېخاف بشده ويكاد قلبه يقفز بين قدميه وان السحر سينقلب على الساحر 
وهكذا كانت نظرات ريم التي لم تنظرها لهم بل وجهتها في اللاشيء مما اربكهم 
بعد دخول القضاه والإطلاع على اوراق الدعوه طلب من المحامي المسؤول عن رفع الدعوه بالمرافعه 
قام بوقار وبدأ مرافعته
السيد القاضي نائب رئيس المحكمة السادة قضاة المحكمة أتوجه إليكم برفع دعوة الولاية للسيدة اعتماد الجمال وصية علي أبناء ولدها نظرا لما قدمته لكم من أسباب قوية سوف تؤدي بمستقبل هؤلاء الأبناء مع والدتهم التي لاترعى الله فيهم 
شكرا سيدي القاضي.
اطلع القاضي علي ملف
الدعوة سريعا وراجع الأسباب الذي درسها من ذي قبل ثم طلب من محامي المدعي عليه بالدفاع 
قام محامي ريم وأدي مرافعته بحرفية تثبت أن ريم وعائلتها في محل ثقة وأنها لم يسبق لها سابقة تخص الشرف كما ذكر في ملف الدعوة .
طلب المحامي الذي رفع الدعوه التحدث فأذن له القاضي فهتف 
سيدي القاضي إن جدة هؤلاء الأبناء وولدها حاضرين وتريد أن تتحدث إلي عدالتكم كي تأخذكم عين الرأفة بحال أم فقدت عزيزها وعلي مشارف الحرمان من أحفادها .
أذنت لها المحكمة أن تتحدث باختصار 
قامت تستند علي ولدها ورسمت علامات الطيبة الشديدة بدهاء على وجهها ونطقت بهدوء مغلف بالحزن المصطنع
أنا جاية النهاردة وطالبة منكم ترأف بحالي ياحضرة القاضي 
أكملت حديثها وهي تشير إلي ريم 
كانت السبب في كانت كل يوم تتخانق معاه وهو
كان مهنيها بشهاده كل اللي حوالينا يا سياده القاضي وكان بيتمنى لها رضا ترضى اما هي قابلت الموده والرحمه منه بالعصيان وجابت له ساكته قلبيه خليته ماټ بسبب كلامها اللي زي السم اللي كل يوم كانت
تقوله له 
وفي الاخر عايزه تتجوز وتاخد ولاد ابني مني وهي كانت السبب في مۏت ابوهم انا مش عايزه منها حاجه تتجوز براحتها وتعيش حياتها براحتها الله يسهل لها ولها رب هو اللي هينتقم منها ويجيب حق ابن
اللي ماټ بسببها 
كل اللي انا طالباه ولاد ابني ما اتحرمش منهم
مش كفايه ابني اللي ماټ وهي خرجت من بيته تشوف حياتها براحتها وتعيشها ولا كأن جوزها مېت قبل عدته حتى ما تنتهي ودي كانت طبيعه حياتها التسيب .
سالها القاضي
دلوقتي سؤال واحد يا ست تجاوبيني عليه انت دلوقتي بتشككي في اخلاقها انها ما تنفعش تبقى مسؤوله عن اطفال ايه دليلك على كده 
استدعت دموع عينيها التي احضرتها ببراعة وليده اللحظه وقالت
قدامك الدليل يا سياده القاضي ابني اللي ماټ وهو في عز شبابه بسبب كلامها اللي قالته ليه وحړقت قلبه وموتته ناقص عمر 
وسلفتها هنا تشهد عليها باللي سمعته منها وخلته ماټ من الصدمه من كلامها .
اړتعبت هند ما إن ذكر اسمها واصبحت الكوره في ملعبها اما ان تركلها بمهارة ستتعب من أثرها قليلا ثم تستريح أو تحرزها في الأوت ومن بعدها ستلقي ملامات من فريقها وهم قلبها الذي سيحطم بيتها الذي سيهدم عمرها الذي سينتهي غيرة وألما 
فكرت قليلا بعد أن أشار لها القاضي أن تتحدث فقامت بنظرة خالية من أي مشاعر
وأردفت بشهادة حق بعد أن تأكد القاضي من هويتها
الحق يتقال يا سياده القاضي ان ريم طول عمرها محترمه وبنت ناس وعمر العيبه ما صدرت منها ابدا وجوزها كان بيعشقها وهي كمان كانت بتبادلوا نفس العشق والحب وحياتهم كانت مستقره جدا 
والمۏت ياسيادة القاضي
ده عمره وقضاء ربنا منقدرش نعترض عليه .
اتسعت أعين الجميع اندهاشا مابين حامدا لربه علي شهادة الحق فكانت تلك الحامدة هي ريم وفي ذاك الوقت نظرت إلي إعتماد نظرة انتصار أحړقتها 
أما زاهر ووالدته في موقف لايحسدون عليه موقف ينظر لهم فيه انها افترت وطعنت في شرف زوجة ولدها وهي بشهادة كنتها عفيفة لاتعرف طريق التسيب كما ذكرت الأخري 
كانت تود أن تنشق الأرض وتبتلعها ولا أن توجد في ذلك المكان لحظة أخري 
تتوعد في داخلها أشد الويلات لتلك الهند
الذي أكمل القاضي أسئلته 
يعني ريم جميل المالكي مرمتش لجوزها كلام يأذي نفسه ووصله للمۏت 
ومكنتش امرأة متسيبة زي ماذكرت والدته 
وتابع القاضي بتحذير
وخلي بالك إنتي حالفة يمين تشهدي بالحق .
أخذت نفسا عميقا وأكملت 
ياسيادة القاضي أنا قلت إللي عندي أنا عاشرتها تمن سنين كانت فيهم مثال الشرف والعفة وعمرها ماكانت متسيبة
أو خليعة أبدا 
وأه اتخانقت هي وجوزها ليلة ۏفاته لكن خناقة بين أي راجل ومراته عادي ومۏته ده كان قدره من ربنا .
أغلق القاضي الملف الذي أمامه ناطقا بالحكم وكل من ريم ووالديها يضعون يديهم علي قلوبهم راجين الله حكم العدل 
أما اعتماد تيقنت أنها خسړت معركتها الثانية أمام تلك الريم وازدادت حقدا ووعيدا وكل منهم في ملكوته إلي أن انتهوا إلي كلمة القاضي
حكمت المحكمة حضوريا برفض الدعوة المقدمة من السيدة اعتماد الجمال وصية علي أبناء ولدها لعدم كفاية الأدلة المقدمة لدي عدالة المحكمة رفعت الجلسة .
احتضنها ابيها فرحا ناطقين جميعا
ربنا برأك من التهمة الشنيعة بالظبط زي براءة الذئب من ډم ابن يعقوب مبارك عليكي حبيبتى ولاية أولادك بحكم المحكمة كمان .
أما اعتماد فكانت في حالة يرثي لها وأخذها ولدها وخرجا من القاعة بسرعة رهيبة وتلتهم هند ترتعب خوفا وړعبا من القادم 
ولكن الذي يطمئن روحها ماتستند عليه وتحت قبضتها والتي ستجعلهم لايقتربون إليها وإلا ستقلب عليهم العالم بما في قبضتها .
البارت السابع عشر
بعد المحكمة عانت هند كثيرا ضړبا وسبابا وقڈفا وطردها زاهر من البيت وكما توقعت صديقتها أن حماتها لن تتحمل بناتها أسبوعا وقد كان بعثت لها أخيها وأرجعتها منزلها وهي علي مضض 
اما عن مريم فاليوم سيتحدد مصيرها فقد استطاعوا بفضل المولى
سبحانه وتعالى وذكاء نادر ووقوف جميل بجانبها ان يترصدوا لتلك الشبكه التي ستؤذي بمستقبل الفتايات اللائي لاعلم ولا دراية بهؤلاء الخبيثون وبفضل الله تم القبض عليها وبجهود النيابة استطاعت أن تجعلها تعترف عليهم بسهولة ووقع الفئران في مصيدة العدالة 
وحقا كم كانت رحلة مؤلمة لمريم حيث انها كانت معركة شنيعة بين الحق والباطل وبفضل ايمانها بربها وعدم خضوعها لمسالك الشيطان استطاعت أن تنقذ 
ومرت الأيام عليها وظهرت نتيجتها والتي كانت مبهرة لها حيث نجحت بتقدير الامتياز المعتاد لها ولكن هذه السنة كانت الأولى على دفعتها 
انهالت المباركات عليها من الجميع حتى فريدة التي سعدت من داخلها بأنها حتما ستغادر وتترك لهم
المنزل وتبتعد عن ابنها ولكن
ما افسد عليها سعادتها قول رحيم بعيون سعيدة
مبروك يا دكتورة مريم بقيتي معيدة في الجامعة فهمي رسمي نظمي وما بقاش في حد احسن من التاني وكلنا بقينا في الهوا سوا .
فهمت فريدة مقصده ولكنها لم تعقب عليه وادعت انها لم تاخذ بالها من تلك الكلمات 
فتحدث جميل قائلا
بنصح وهو يشير بيديه إلي رحيم
شوفي يا مريم يا بنتي انا هعرض عليكي العرض اللي انا عرضته على الولد ده وهو رفض واختار انه يكمل طريقه كدكتور جامعي 
انا متعود في البنك عندي اني اخد دايما اوائل كلية
التجارة وبدربهم عندي على أعلى مستوى
وطبعا شغل البنك غير شغل الجامعات خالص في عمولات وربح احسن ومستوى ارقى 
واستطرد شارحا
انا كأب وبعتبرك زي بنتي انا عايزك معايا في البنك لأني لمحت ذكائك جدا في كذا حاجه 
ايه رايك فكري
كويس جدا واحسبيها ان شاء الله هأمن لك مكان كويس في البنك .
أحس رحيم بالضيق الشديد
تم نسخ الرابط