حكاية بغرامها متيم بقلمي فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

 


نستجري نعملوها ياست الناس 
وه ياولد بطني هتاكل بعقلي حلاوة اياك ! نطقتها زينب بنبرة استنكارية نظرا لما تفوه به واستدعائه الجهل الآن وهو يفهم مقصدها وتابعت بسخط 
إنت عارف اني بتكلم عن ايه بالظبط ما تلفش وتدور على زينب ياعمران انت فاهمني زين يابن بطني ليه تح رق قلبي عليك وتخليني كل عشية اقعد ادعي ربنا يعجل بالفرح ليك ولمرتك ولقلبي قبليكم وانت هتخبي علي إن مرتك تعبانة أمك مصعبتش عليك ياعمران وانت هتبلفها كل يوم والتاني بأي كلام علشان تريح راسك انت والحلوة مرتك !

أخذ نفسا عميقا وهو ينظر للجهة الأخرى كي لاترى والدته ملامحه الغير المتقبلة لعتابها كيف سيلاحق من الهموم الآن التى تأتيه من كل صوب وحدب 
لم يعرف أيحزن على حاله هو وزوجته وما قدره الله لهما أم على نفسيتها المدمرة أم على الح رب الضارية التي بدأت والدته الآن بشنها عليهم !
دلوك ساكت ومعرفش ترد علي ياعمران ولا بتشوف لك اي حجة تهدي بيها أمك ... تلك الكلمات الغاض بة التي ألقتها زينب في اذناي ولدها وما كان منه إلا أنه ردد بروح منهكة 
الكلام ممنوش فايدة يا حاجة اللي يخص مرتي وتعبها ليها هي وبس مكانتش حابة تشغل بالكم ولا تقلقكم عليها وخصوصي اللي فيها دي بيد ربنا سبحانه وتعالى مش بيد عباده فالكلام فيه لاهيقدم ولا هيأخر .
انتفضت زينب وقد أصابها الڠضب الشديد من رده اللامبالي عليها وهدرت به 
إنت هتجنني ياواد انت بردودك داي !
اوزن الكلام واعقله قبل ماتقول دي ولية خرفانة هقولها اي هري وخلاص 
إنت ناسي سنك كام ياعمران 
واسترسلت حديثها بصوت غليظ وهي تطيل الكلام بلسانها كي تجعله يتذكر عمره الغافل عنه 
إنت عنديك ٣٦ سنة عارف يعني ايه ! يعني فاضل أربع سنين وتدخل الأربعين هتستني ايه تاني يا عمران وياريت حاجة ليها وقت محدد له دي يابني في علم الغيب .
اندهش عمران من نبرة اليأس التي تتحدث بها ثم سألها بتخوف من حديثها 
سيبك من إن كل حاجة بإيد ربنا وإن العبد ملهش يد في اللي مقدره ربنا عليه وأننا مطالبين بالرضا في الاول وبعدين السعي اني مطلوب مني ايه أعمله يا أم عمران علشان أرضيكي أو في يدي ايه أعمله ومعملتوش 
هو حل واحد مفيش غيره تتجوز ياعمران ... نطقتها زينب
بفم متجبر دون أن تراعي وجعه على زوجته وعلى حالتها دون أن تراعي أنه رجل عاشق متيم بغرام امرأة في عينه أما وأبا وابنة وزوجة وأختا في عينيه بنساء العالم كلهم فنطق لسانه هو الآخر برفض قاطع كي يجعلها تفقد الأمل 
لو مهخلفش خالص يا أمي مهتجوزش على سكون لو هعيش بطولي اني وهي طول العمر وما أرادش
ربنا مهتجوزش ولا هعاشر غيرها أصلك مفهماش حاجة عن ولدك كيف كان وكيف صار مفهماش إنها غير اي ست في الدنيا كلاتها فريحي بالك يستحيل لو اخر يوم في عمر عمران تدخل درة على سكون وأقهرها .
رفعت حاجبها بغيظ شديد ولكن حاولت كظمه وهتفت بحزن عميق لم تستطع تخبئته 
هتعصي امك ياعمران وتقهرني وتم وتني ناقصة عمر علشان عايزة اشيل عوضك على يدي عايزة أحفاد ليا من
صلب ولدي الوحيد 
زفر أنفاسه بحنق شديد من إصرار والدته على ډم اره وزاده عليهم التوقيت ذاته في ذاك الحديث كأنها تريد أن توصل له رسالة واضحة وضوح الشمس في كبد النهار انها لن تتنازل عن حفيد لها فهو الآن يقف بين والدته وبين عشقه الأول والأخير بل والأبدي ثم حاول تهدئة حاله كي لايدخل النقاش منطقة العناد وهو يعلم والدته ومدى إصرارها فهتف محاولا إقناعها 
طب نفترض ياحاجة أن اني بدال.... قبل أن يكمل كلمته التي فهمتها على الفور أشارت بيديها أمام فمه أن يصمت هاتفة بنفي مصاحب للقوة 
متكملش افتراضك طالما مش موجود ومدخلهوش في الحوار من أساسه ولو عايز تفترضه ربنا شرع للراجل يتجوز مرة واتنين وتلاتة طالما قادر واحنا قادرين قوووي الحمد لله وطالما عادل واني سكون هحبها وهعتبرها كيف بناتي وربنا العالم مهسمحلكش تميل بكفتك وهشيلها على راسي من فوق ومهسمحش بإھانتها واصل لحد أخر نفس فيا .
شتتت شمل قوته ودقت عليها بقوة ولكنه سألها 
طب وهي يا أمي ذنبها ايه تتحمل وجود مرة تانية في حضڼ جوزها وانت ذات نفسك متحملتيش اللي عايزاها تتقبله وهديتي الدنيا وقومتيها مقعدتيهاش 
شبكت كفاي يداها في الأخرى وعللت 
اني غير مرتك اني مخلفة الولاد والبنات ربيت وكبرت وعلمت وسندت وياه كتف بكتف معنديش نقص في أي شئ علشان بوك كان يتجوز علي فطبيعي وقتها اني أثور وأقلب الدنيا وارفض اللي أني مستحقهوش .
جبتي القساوة دي كلاتها على سكون منين يا أم العمران كيف جالك قلب تطلبي مني اكده طب حطي رحمة مكانها كنت هترضي عليها اكده تلك التساؤلات والافتراضات التي ألقاها على مسامعها بعتاب قلب متعب فلو سمعت سكون ذاك الحديث أو شعرت به ما بقت وعند تلك النقطة التى وصل لها عقله نقطة فراق سكون للعمران هتف بقوة وهو يقوم من مكانه قاصدا إنهاء ذاك الحوار الذي حتما سيشعل له يبا سيؤدي به وبقلبه وبسكونه إلى ني رانا لن يستطيع إخمادها بعد 
طب يا امي دي حياتي واختياراتي وأني بس المسؤول عنيها ماهو محدش هيت حړق غيري محدش هيتوجع غيري محدش هيدوق مرار الفراق اللي قلب ولدك ميتحملهوش غيري محدش هيجافيه النوم ويهجر لياليه الحرمان من روحه غيري عمران ولدك مهتلاقيهوش وقتها هيوبقى جسد بلا روح فمتحاوليش علشان وقتها هتتحسىري علي والراحة مهتدوقيش طعمها واصل وبدل ماللي انت بتخططي له علشان يسعدك ومفكراه هيسعدني هيوبقى
غميق عليك قبل مايكون علي فكري في كلامي كويس وهتلاقي ان اللي قلته لك عين العقل والراحة لينا كلاتنا يا أم ولدك الموجوع واللي هتزودي وجعه أكتر وهتكملي عليه وهتدوسي بيد
من حديد اني ماشي لشغلي ومتنسيش تطلعي للغلبانة المقهورة اللي فوق داي تطيبي خاطرها .
ألقى كلماته وتحرك من أمامها ويبدو أن القادم سيكن ليس بأفضل على الإطلاق يبدو أنه يحتاج إلى قوة وصبر شديد كصبر أولى العزم كي يستطيع الوقوف بجانب سكونه نبض قلبه كي يخرجها من ظلمات الحزن الشديد ثم تصدي والدته وإكبات محاولة التفرقة بينه وبين سكون بزواجه من غيرها ولكن هي والدته ويحفظها عن ظهر قلب ويعلم مدى قوتها انها لن تستكين مهما كان ومهما سيكون ولكن ماذا إن فقدت الأمل في محاولتها معك عمران وحولت جبهة ح ربها مع سكون واستغلت تأثيرها كأم تريد حفيدا لولدها الوحيد على سكون 
كل تلك الافتراضات التي عصفت بعقل عمران وجعله أمسك رأسه يدلكه وكأنه ينهاه أن يصمت عن فكره المهلك وهو يحدث نفسه وينهرها 
اصمت أيها العقل وكف عن هرائك ذاك

وتفتك ذرات الصبر داخلي 
وأنت ياذاك اللسان دافع ولا تسمح للفراق ان يهزمك ويفقدك الأمل 
وأنت يا ذاك القلب انبض بعشقها وتمسك بقربها وقف وقفة الفرسان في الدفاع عن أمانها 
كل تلك الكلمات والأفكار التي ظلت تتهاوى بعقله ولكن تعب كلها الحياة فما عجب الا في ازدياد فمن منا لم يتألم ومن منا يعيش هانئ البال خال الفكر فكل منا يغنى علي ليلاه .
في منزل ماهر الريان حيث أتى ظهرا الي المنزل كي يأخذ بعض الأشياء الخاصة به ويطمئن على شمس ويخبرها بالخطوات التي فعلها في موضوعها الخاص أرسل إليها رسالة كي تخرج إليه في الحديقة ومعها كوبا من القهوة لشعوره بالصداع النصفي فامتثلت لطلبه وقامت بصنع كوبان من القهوة وخرجت إليه وما إن وصلت إليه حتى زارت الابتسامة وجهها ثم ألقت السلام 
هاللو يا أبيه أنا مبسوطة قووي إنك جيت النهاردة وكمان طلبت مني أعمل لك قهوة .
ابتسم لها برسمية شعرت بها ثم رد سلامها بما أزعجها 
وعليكم السلام ورحمة الله دي تحية الإسلام يا أبلة سيبك بقى من شغل الغرب اللي اتعلمتيه هناك وشغل العيال الصغيرة دي انت خلاص كبرتي وبقيتي آنسة .
بس مهما كبرت هشوفني شمس اللي كانت بتقعد على رجلك وهي في ابتدائي وتشيلها ترفعها للسما وتنزلها وهي كلنا تتشعبط في رجلك ومتسيبكش إلا وأنت مكفيها طيران في السما .
ذكرته بأيام شبابه وأيام جامعته وحياته التي قضاها في منزلهم كصديق لأخيها الذي ټوفي في عامهم الأخير من الجامعة إثر حاډثة سير 
بالفعل كانت ما إن تراه تركض إليه وبالتحديد عندما كان يناولها الشوكولا المحببة إلى قلبها كي تتركهم ينعمون بوقت مذاكرتهم ثم تذكر معها تلك الأيام 
أه وفاكر كمان لما كنت هرشيكي بالشوكولاتة علشان تحلي عن سماي اني وأخوكي الله يرحمه وتسيبينا نذاكر من زمان وانت غاوية تعب ليا يا بنت انت .
ناولته كوب القهوة وهي تبتسم بحالمية لتذكرها أيام الطفولة وراق لها كلماته ثم تعمقت في الحديث معه 
بس البنت كبرت لحد ما دخلت ثانوي وكنت اتجوزت فرح ودخلتوني معاكم في خناقاتكم اللي كانت مبتنتهيش 
ثم ذكرته بشئ ما 
بس انت بصراحة كنت غيور قوووي يا أبيه ماهر وكنت بتقف لها على الواحدة وبصراحة بردو اختي كانت منفتحة شوية وجننتوني معاكم وقتها .
تنهد بأنفاس طويلة وهو يشعر بالاستياء لذكر تلك الفرح في الحديث بينهم ثم نهاها 
طب متجيبيش سيرتها الله يرضى عنك علشان مهحبش أتكلم عنيها خالص ربنا يرحمها ويسامحها .
هزت رأسها للأمام بموافقة ثم سألته عن رحمة 
طب طمني رحمة هديت ولا لسه 
ارتشف القهوة بتلذذ فهي لديها نكهة مميزة بالقهوة منذ صغرها ثم شكرها على صنيعها
لساتك هتعملي القهوة زينة وسفرك لبرة منسكيش عمايلها .
ابتسمت لشكره لها ثم هتفت بنبرة حماسية 
بجد عجبتك ياماهر 
نادته باسمه بتلقائية دون ألقاب فلم يعقب على ذلك ثم أجابها في سؤالها عن رحمة 
كنت بتسأليني عن رحمة هي كويسة الحمدلله بتسألي ليه بقي المفروض انك تزعلي منها ولا ايه
سألها ذاك السؤال بدهاء كي يستشف ماورائها فأجابته 
عادي علشان خاطرك استحمل بس ايه اللي عجبك في رحمة دي بالذات حساها مش لايقة عليك بصراحة ومتزعلش مني .
ابتسامة جانبية زينت ثغره لما قالته ثم ردد مدافعا
مين قال اكده يعني فرح اللي كانت شبهي !
لو بصيتي من جميع النواحي هتلاقي إن أنا ورحمة شبه بعض قوووي علشان اكده قلوبنا اتقابلت وهي اتحدت الصعاب وكس رت حاجز الصد المنيع اللي كنت حاطه على قلبي من عشر سنين ومفيش ست غيرها قدرت تعمل اكده.
ياه ده ايه الحب الكبير قووي ده يامتر .. تلك الجملة التي نطقتها شمس بنبرة أشبه للحسرة وعقبت عليها 
يابختها والله اللي تلاقي راجل يحبها زيك ويتكلم عنها في غيابها كدة
 

 

تم نسخ الرابط