حكاية بغرامها متيم بقلمي فاطيما يوسف
المحتويات
عقلها
طب وهو ذنبه ايه ياولدي في اليتامى اللي هيربيهم وبعدين دول لسه حتة لحمة حمرا ومها تعتبرهم مكان ولادها وتربيهم وتكسب فيهم ثواب وهي هتحب العيال زي عينيها فالمشكلة دلوك مش في العيال خالص.
تحدث جاسر بتعقل ولم يستطيع الصمت أكثر من ذاك وهو يستدعي الهدوء بأعجوبة
طب لما هو بيقول إنه أولى بيها ياخالة ليه سابها سنتين بحالهم وراح اتجوز وخلف وعاش حياته يعني لو كانت مرته مراحتش للي خالقها كان هيريدها بردو وياجي ينفش ريشه ويقول اني اولى بيها من الغريب !
يابني هو اتجوز مرته بعد مۏت اخوه بشهرين علطول مكانتش مها تنفعه وقتها وبعدين اللي حوصل حوصل إحنا في الأمر الواقع دلوك يعني متآخذنيش ياولدي هو انسب ليها منك وظروفهم مناسبة لبعض اكتر أما أنت بنات الناس كلاتها تتمناك أما مها اني شايفاها لأخو المرحوم .
بكف من إصرار حماته ثم هتف باستنكار
يعني يا امي هي مها بيعة وشروة للمرحوم ولما ماټ اخوه يورثها اي عقل بيقول اكده !
واسترسل حديثه باستجواد
انت مش يهمك في الموضوع دي كلاته ان مها تتستر زيها زي اخواتها مع راجل يحبها وېخاف عليها ويقدرها يوبقى العقل هيقول اللي تختاره ام الزين هو اللي يوبقى من حدها ونصيبها يعني احنا دلوك عمالين نقول عامر ولا جاسر وناسيين ان هي صاحبة الشأن وهي اللي ليها القرار الأول والأخير في حياتها اللي جاية وما ينفعش انك تقرري عنيها زمن اجبار البنت او الست على الجواز عشان العادات والتقاليد او العقل والمنطق خلص من زمان يا أمي .
اللي تقول عليه عمران يا ولدي وشايفه صح اني هعمله اني معتبراك دلوك ابني البكري اللي ما خلفتوش خلاص هستشير مها وهتحدت وياها واللي هي عايزاه هو اللي هيمشي داي يا حبة عيني ما شافتش يوم راحه في حياتها مع المرحوم ومش عايزه أشيل ذنبها اللي باقي من عمري وانت يا جاسر يا ولدي ما تزعلش مني ان كان بان ان طريقتي ناشفة وياك بس لازم اعرض عليكم الأمر كله لأن الموضوع كبير مش صغير ومش عايزه حد يلوم علي ولا ياكل وشي وان شاء الله هبلغ عمران بردنا بعد ما اتحدت وياه وانت زينة الشباب وما فيش حاجة تعيبك ابدا والله لولا ظروفها انا ما كنت رجعتك ابدا الا وانت مجبور الخاطر بس الموضوع والحوار كلاته محتاج حبة صبر هبابة ولو هي وافقت على بركة الله وربنا يبختها لك .
طب بعد اذنك يا أمي هدخل اني لام الزين واخد رايها ما اني اخوها الكبير برده وخير البر عاجله لو وافقت نتمم الموضوع ونتفق على كل حاجة دلوك خليها تفرح وتشوف حياتها وتعيشها بدل التأجيل اللي ما لهوش عازه دي .
معلش يا عمران يا
ولدي اني رايدة اتحدت وياها الاول اني وهي لحالنا وبعدين اقعد معاها على كيفك وشوف رأيها بس آني عايزة اتكلم معاها في حاجات هي ما وعياش ليها وبعدين في التأني السلامة ومش هتصبر كتير دي كلاتهم يومين تلاتة اتكى على الصبر يا ولدي .
فهتف برضا كي ينهي الموضوع فوالدتها لديها تصميم أن تتحدث معها أولا ومهما حاول عمران اقناعها لن تجدي محاولته نفعا فالصح والمعقول أن يهدأ ولكن سيفعل ما جال بخاطره كي يبتعد ذاك العامر عن أنثاه التي عشقها ولم يسمح له بالاقتراب منها وبداخله ني رانا مش تعلة من ذاك العامر
خلاص اللي تشوفيه يا امي بعد اذنك يعني تسمحي لي اقول لك يا أمي
مش هنضغط عليكي بس عايزك تعرفي اني شاري أم الزين بالقووي ومش شايف ولا عايز غيرها واوعدك بردو اني عمري ما هزعلها في يوم من الأيام ولا هشيلها الهم وهحطها جوة عيوني وهستنى منك الرد بكرة بالكتيير معلش مش هقدر استنى في تعب الأعصاب دي كتير .
أعجبت ماجدة بكلامه ولباقته في الحديث وتأدبه معها ورضوخه لأمرها ثم قالت بموافقة
منحرمش منك ولا من كلامك الزين اللي هينقط ادب واخلاق عالية يابن الطيبين حاضر ياولدي بكرة بالليل إن شاء الله....
قبل أن تكمل هتف هو بثقة مصاحبة للدعابة
هتقولي لي تعالى ياجاسر نبل الشربات مش هلاقي زيك عريس لبتي وخليكي فاكرة ياحاجة الكلمتين دول علشان هتقوليهم لي بالنص اكده.
ضحكت على طريقته وأعجبها ثقته بحاله ثم هتفت بدعابة مماثلة
حاضر ياولدي حفظتهم خلاص وطالما انت واثق اكده ربنا يفرح قلبك ويسعدك يارب.
انهي مناقشتهم ثم استأذن جاسر في المغادرة وهو يشعر بالحزن داخله فقد كان آتيا بقلب عطشان لتلك الحورية التي خط فت قلبه والآن خرج بقلب ظمآن فنزل معه عمران الذي ربت على ظهره وهتف مطمئنا إياه
ما تقلقش يا جاسر بإذن الله هتحدت مع خالتي ماجدة لحالنا مش قدامك يعني وهتكلم مع مها وهحاول اخليها ما تأثرش عليها عايزك تروح تسترخي وتهدي اعصابك وان شاء الله كل حاجة هتوبقى تمام وخليك واثق ان طالما قلبك رايدها ومتمسك بيها هتكون ليك بإذن الله .
التوي ثغره بحسرة
كل اللي غايظني البني ادم ده طلع لي منين وامتى مش عارف !
لا وكلمها قبل ما اجي شوف يا اخي الصدف لما توجب مع الانسان قوي .
ضحك عمران بخفوت كي لا يثير حنقه فهو الآن مهدم مما حدث ثم حاول
تهدئته
حظك نحس يا جاسر يا ابن عمي مش عارف والله رجع لنا عامر دي منين !
بس وعهد الله ما هخليه يطولها وما فيش غيرك هيتجوزها وابقى قول عمران قال يلا يا جدع روح نام واستريح وشوف شغلك وبإذن الله على بكرة هخليك تقعد معاها قعدة الخطيب وخطيبته اللي كنت ھتموت عليها دلوك واني فاهمك زين .
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا
والله ما عارف ايه النحس ده دي الواحد عمال من الصبح يعيد ويزيد ويقول في عقل باله هيعمل ايه وهيلبس ايه ولا البرفان والبدلة الجديدة اللي منه لله اللي اسمه عامر دي خلى الواحد يومه قفل واكتئب ربنا يسد نفسه البعيد .
ضحكا كلتاهما على كلمات جاسر ثم ودعه وصعد عمران الى الأعلى كي يرى ذاك الموضوع وبداخله تصميم أن يحضر جلسة ماجدة ومها ولن يتركهم وحدهم الا بعد ان يجعل الأمور مستقرة لصالح ابن عمه فهو يرى انه يستحقها وعلم منه أيضا أنها تنجذب له وتريده وطالما الموضوع كذلك فلن يصمت ذاك الفارس عمران .
سألت زينب شمس وهي تطمئن عليها
عاملة ايه يابتي وصحتك اخبارها ايه يارب تكوني زينة
ابتسمت لها شمس وأجابتها
الحمدلله يا خالة أنا
كويسة قووي بفضل ربنا ثم إنتي إللي مسبتنيش لحظة من ساعة ما خرجت من المستشفى والله ما عارفة اقول لك ايه على اللي بتعمليه
معايا ده ولا هرد لك جميلك ده ازاي .
ربتت زينب على ظهرها بحنو
ما تقوليش اكده يا غالية انتي كيف رحمة بتي اللي لو كانت في ظروفك لا قدر الله كنت هعمل وياها اكده واكتر كماني .
تنهدت
شمس وهي تشعر باليتم الشديد وفي حالتها تلك تشعر بأنها شريدة لا مأوى لها ثم تذكرت امر عمران الفارس الذي انقذها من هؤلاء الأوغاد المختطفين لها لتقول باستفسار عنه
والله يا طنط انا ما شفتش ناس زيكم طيبين من زمان ودلوقتي انا بقيت معرضة للخطړ قوي وحسيت في بيتكم بالأمان اللي انا افتقدته حسيت بإن عمي الحاج سلطان زي بابا بالظبط وانتي امي التانية من اللي عملتيه معايا في اليومين دول ولولا الأستاذ عمران المتربي تربية ما بقتش موجودة في الزمن ده دلوقتي كان زماني في خبر كان بجد انا شايفاه دلوقتي في نظري فارس وشجاع مش موجود كتير اللي هو فين يا طنط ما شفتهوش خالص من ساعة ما جيت البيت .
ابتسمت زينب لكلامها وشعرت انها على مطاف جبران ولدها وان تلك الكلمات التي نطقتها شمس ستسهل عليها مهمتها القادمة فهي لمحت لمعة عينيها وهي تسأل عن عمران فأجابتها على الفور
عمران مع مرته عند امها بيزوروها وهيجوا طوالي وهبقى اخليه يدخل يطمن عليكي .
انصعقت شمس وشعرت بأنها سقطت من جبل مرتفع الهاويه وألقى بها في أسفل الأراضين وهي تسألها
هو عمران متجوز
انتهي_البارت
البارت_الخامس_عشر
اقتربت منها زينب في جلستها عندما لاحظت حزنها وهي تؤكد لها وقد تبدلت معالم وجهها إلى الحزن الصادق النابع من قلبها المول ع بحفيد لولدها وهو على مشارف الأربعين
وه هو انتي مكنتيش تعرفي
أه يابتي متجوز الدكتورة سكون اللي كانت معانا في المستشفى بس ياحبة عيني مخلفش لحد دلوك وحالته تصعب على الكافر .
شعرت شمس بالشفقة والعطف عليهما
كنت بحسبها بنتك وأخت رحمة بس ياحبيبتي صعبوا عليا قوووي
واسترسلت باستفسار
هو العيب من مين ياطنط
لم تجيبها زينب على استفسارها بالإجابة الصحيحة مراعاة لحرمة ولدها وكما أن سكون لا تستحق منها ذلك
أمر الله يا بتي لاهو فيه عيب ولا هي اسم الله عليها فيها حاجة الاتنين عفايا الحمدلله بس حكم ربنا كل شي له معاد بس مخبيش عليكي قلبي متشحتف على حفيد من صلب ولدي ومتحملاش الانتظار .
ضمت شمس حاجبيها بحزن صادق ودعت لهما
ربنا يفرح قلبك بيهم يا حبيبتي ويرزقهم يارب ويجيبولك الحفيد اللي بتتمنيه عمران راجل قوووي وباين إن الدكتورة سكون محترمة وطيبة وجدعة وبنت ناس علشان كدة يا خالتوا خلي عندك ثقة في ربنا كبيرة إنه هيرزقهم بالخير كله
متابعة القراءة