حكاية بغرامها متيم بقلمي فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز

 


طفل صغير ولسه مكمل ... تلك الكلمات التي خرجت من فم الفارس بمرارة يشعر بها أي إنسان يسمعه مما زاد عماد حقدا على عبير ليعقب على كلماته بغل وغيظ 
والله لو اطول أعمل في عبير اكتر من اللي عملته لا هعمل فيها علشان ربت عيل خرع فاشل زيك ومش هيعرف يحافظ على امبراطورية عماد الألفي يا نوغة عبير .

هدر به فارس بغيظ 
متجيبش سيرة ماما على لسانك تاني يا عماد يا ألفي لو لسه باقي على حياتي وحياتك انت كمان علشان معملش حاجة تخليك ټندم أو متلحقش ټندم أصلا 
ثم أكمل تحذيراته لأبيه قبل أن يغلق الهاتف في وجهه 
أه اخر حاجة حابب أعرفها لك علشان متتهورش وتتغشم زي عوايدك لو قربت من فريدة بالذات أو صابها اي أذى هي أو أهلها لههد المعبد عليك وعليا وعلى الدنيا بحالها فريدة خط اح مر وانت عارف الخطوط الحمراء الدموية بالنسبة لي بتمثل ايه وأظنك جربت قبل كدة لما عيونك دمعت من الخۏف فبلاش نوجع بعض وكل واحد يخليه في منطقته يلعب على كيفه وزي ماهو عايز .
انهي كلماته وأغلق الهاتف في وجهه مما أثار غضبه فقڈف الهاتف هو الآخر في الحائط وهو يشعر بالجنون ثم جلس على الأريكة وأشغل الموسيقى ومن ثم المطربة المفضلة لديه ألا وهي كوكب الشرق أم كلثوم وتبدلت حالة الجنون الي الرواق وهو يدندن معها تبدلت الحالة من النقيض إلي النقيض تماما في جزء من الثانية ثم احتسى مشروب الكحول مرة ثانية وهو يجلس على الكرسي الهزاز منسجما بهدوء من يرى
ذاك الشائب ينخدع فيه انخداعا كليا .
في فيلا آدم المنسي حيث بدأ ذاك البث المباشر وهو يطرب فيه بأنشودة للعفاسي بصوت عذب جميييل وما إن اندمج في الأنشودة قرأت عينيه بعض التعليقات التي أثرت في نفسه وجعلته حزن كثيرا وبدأ حماسه يقل روايدا رويدا وبالرغم من أن أكثر التعليقات معجبة وبشدة للأنشودة بصوته إلا أن التعليقات السلبية هبطت من عزيمته ثم أغلق البث وبدأ بفرز التعليقات والتي كانت أغلبها 
جرى ايه يانجم فينك وحشتنا ووحشتنا أغانيك الرومانسية اللي كانت بتطلعنا العالي سيبك من جو المشيخة ده احنا مش في الجامع 
وقرأ تعليقا آخر 
Oh No بقي آدم المنسي النجم اللي كانت البنات هتتجنن عليه وبتطلع له على المسرح يدفن نفسه وموهبته بالحيا كدة علشان مجرد حتة بنت صعيدية فلاحة وهو كان بيترمى تحت رجليه ملكات جمال !
لااا لااا يانجم عود لعهدك ومجدك يانجم وقول وسمعهم وغني ومتعهم .
وتعليقا آخر 
ايه بجد الحاجات المقرفة اللي بتحصل دي يعني انت ضحيت بنجوميتك ومجدك وشهرتك علشان شخص في اي وقت لو حصل اي حاجة ينساك ويسيبك بس بعد مايكون خسرك كل حاجة حلوة في حياتك وفي الاخر هيقولك محدش طلب منك تضحي ووقتها هتكون خسړت نفسك وجمهورك الكبير اللي قعدت سنين تبنيه .
ظل يقرأ المزيد والمزيد وهو يشعر بالټحطم من تلك التعليقات وأحس بأن أنفاسه ضاقت ذرعا فأغلق الهاتف ورماه أرضا حتى انكس رت شاشته ومن ثم كانت مكة تهبط الأدراج بخطوات متمهلة ورأت ما فعله فاندهشت واسرعت خطواتها إليه وهي تجذب الهاتف 
طب ممكن افهم ايه اللي حوصل علشان ترميه وتكسره بالشكل دي واصل 
شعر بالاختناق من استفسارها فقد أثرت التعليقات السلبية عليه بشدة وجعلته الآن غير متزن فكريا ثم أجابها بخفوت وهو يوجه أنظاره ناحية الحديقة بعيدا عن عينيها 
مفيش مخڼوق شوية بس .
طب ممكن نهدى ونستغفر ربنا الاول ونستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ودقيقة ذكر اكده

علشان نطمن قلبنا ونعرف نتكلم بهدوء لان وقتها الشيطان هيكون انطرد .
أخذ نفسا عميقا وهو يمسح وجهه بيديه ولم يفعل ماقالته لينطق برجاء لها 
معلش يا مكة سيبيني لوحدي شوية مش قادر اتكلم في أي حاجة ولا فيا طاقة اني أفتح اي حوار وكمان مش عايز وانا متعصب ومخڼوق نتناقش اصبري لما أهدى شوية علشان أتكلم بأعصاب هادية ولا أنا اضايقك ولا انتي تزعلي مني في اي كلام أقوله لك .
تنهدت بحزن عميق من هيئته التي أوجعت قلبها ثم رددت بطاعة وقد التمع الدمع في عينيها لحالته تلك وطريقته التي لأول مرة يتعامل بها معها
حاضر يا آدم هسيبك لوحدك .
أنهت كلماتها وحملت مصحفها في يدها وخرجت إلى الحديقة كي تقرا وردها اليومي أما هو هاتف هند أخته فور خروجها وبعد السلام والتحية طلب منها أن تقرأ التعليقات التي دونت له على بثه وبالفعل قامت بقرائتها وبعد أن أنهت معظمها سألته بتعجب 
طب إيه بقي اللي في التعليقات مضايقك قوووي كدة ممكن افهم 
أجابها بضيق 
يعني مشفتيش طريقة الناس عاملة ازاي وكلامهم اللي زي السم 
تفهمت وجعه جيدا ثم تحدثت باستجواد 
أه شفت الناس الكتيرة قوووي اللي بتشكر في محتواك وتعليقاتهم مليانة قلوب على القائك للأنشودة وانك أبهرتهم في لونك الجديد.
تنفس بصوت عالي وصل إليها ثم قال بحيرة 
طب والتعليقات التانية ما أخدتيش بالك منها ولا قصدتي تعمي عينك عنها
أجابته بثقة
ياسيدي هو الناس ليها عندك ايه يعني علشان تشغل بالك برأيهم ولا بكلامهم وتعليقاتهم السخيفة 
بص على الحلو الكتيير قووي اللي مالي التعليقات وسيبك من الناس اللي لا هتودي ومبتجيبش من وراها إلا الهم فكأنك مشفتهمش وتنكد على نفسك وطالما الآراء الكتيرة عجبهم اللون ده يبقى نكمل ومنشغلش بالنا بالمحطمين وبعدين ياسيدي طالما مستريح وحابب اللي بتعمله يبقي طظ والف طظ فيهم ولا كأننا شفناهم قدامنا ولا كلامهم يفرق لنا يادومة وبصراحة بقي إنت أنشدت الكلمات حلوة قوووي وأنت عارف إن العفاسي شيخي المفضل علشان كدة هطلب منك كتييير حاجات حلوة للعفاسي بصوتك .
استطاعت شقيقته تهدئته ببراعة فائقة وهو يشعر بالاقتناع فهتف بقلب مطمئن 
من زمان قووي وانتي بتبسطي الأمور وبتحليها بكلامك وتقلبي الۏحش اللي ماليها لحاجة حلوة تطمن القلوب يا هنودة .
ابتسمت شقيقته ورددت بقلب مملوء بالحنان بنبرة تصحبها الدعابة
روق يانجم النجوم الناس مبتتفقش على حد وحتى على نفسهم فكبر الجي يافنان .
قهقه ادم على دعابتها ثم شكرها بامتنان 
حبيبة اخوها منحرمش منك هقفل انا بقي علشان شديت مع موكة هروح اروق عليها .
حبيبي اللي زعلته حقك عليا.
أغلقت المصحف الشريف وقبلته ثم وضعته علي المنضدة الموجودة أمامها وتحدثت إليه بنبرة ملامة وقد رأت التعليقات علي البث المباشر وعرفت سبب ضيقته 
لا اني مخاصماك وقلبي زعلان منك قوووي .
طب متزعليش مني علشان إنتي عارفة مقدرش على زعلك ولا ان قلبك يكون مضايق من حاجة .
تهجمت ملامحها بامتعاض فكفاها تعب حملها الشديد عليها والذي أثر على نفسيتها بشدة وجاء هو وأكمل عليها ولم تدعى لأسفه اهتماما
ليه يا آدم لما نزلت البث وجت لك بعض التعليقات السلبية وشك قلب وزعلت قوووي اكده 
بجد اني اتضايقت من ضيقتك ومش بس اكده له اني زعلانة كمان بسببها مش بسبب انك قلت لي بعدي عني دلوك .
تنهد بضيق من تفكيرها ثم تحدث بنفس تهجمها 
هو دي كل اللي هامك وضايقك علشان نفسك مش علشان زعلانة اني اتضايقت !
بجد أنا مصډوم فيكي دلوقتي وفي طريقة تفكيرك وحاليا حسستيني إن عقلك صغير ومبتعرفيش تحتوي زعلي ولا ضيقتي زي ما أنا بعمل معاكي .
اشتد الاحتدام بينهم وهتفت بحدة 
عقلي صغير ! هو انت هتعايرني انك هتراضيني وتحتويني دي واجب عليك على فكرة انك تراعي أهل بيتك .
قام من مكانه وألقى الكرسي جانبا ثم هدر بها 
لا إنتي اكيد مش طبيعية لأن طريقة كلامك مش مقبولة بالمرة وآدي المكان ليكي ياستي ولا تكلميني ولا اكلمك وخليكي بقي في نكدك ده لما تعرفي تتعاملي إزاي مع جوزك وتتعلمي انك متبقيش حادة معاه في الكلام وتغيري من أسلوبك نبقي نتكلم وقتها
.
ألقى كلماته في وجهها ثم ترك لها المكان فأدمعت عينيها لما حدث بينهم ثم شعرت بالدوار يهاجمها وشعرت انها تريد التقيئ فمعدتها انقلبت بسبب حزنها وجرت ناحية الحمام وأفرغت مافي معدتها 
استمع الى تعبها وهو يهبط الأدراج فنظر إليها من بعيد بأسى وخطى بخطواته إليها كي يقف جانبها ولكنه تذكر كلماتها اللاذعة له فغير اتجاهه وغادر المكان تاركا إياها تنفرد بحالها 
أما هي رأت تقدمه وتراجعه فشعرت بالألم النفسي وأنه تركها دون أن يحنو عليها كعادته فبكت بشدة بعد أن جففت وجهها وخرجت من الحمام وصعدت إلى غرفتها وارتمت على تختها وهي تبكي بأسى لشجارهم الذي لم يكن موجود من الأساس .
في
مكتب جاسر وبالتحديد في الساعة الثامنة مساء أنهى مقابلته مع موكله ثم عاد إلى مكتبه 
ألقى السلام على مها الجالسة المنكبة على الملف الذي بيدها فرددت السلام بخفوت بنبرة حزينة 
وعليكم السلام.
اندهش لنبرتها ثم عاد بخطواته إليها متسائلا إياها بنبرة حنون
مالك يا مها صوتك متغير اكده ليه 
لم تريد رفع وجهها إليه فهتفت وهي تحاول الانشغال بالملف الذي بيدها 
مفيش يامتر أني زينة متقلقش .
اندهش لعدم نظرتها له وبات داخله يتسائل ماذا فعلت بك كي لاتريني وجهك وتتحدثين معي بتلك النبرة الحزينة فسألها 
هو أني ضايقتك في حاجة يامها علشان متبصليش واني هكلمك 
تخبط قلبها داخلها لأجل حزنه وما وصل إليه من نبرتها فهو يتعامل معها برقي وذوق لم تعهده في جنس الرجال من قبل بل إنه يحنو عليها وېخاف على حزنها كأنها كقطعة زجاج رقيقة يخشى عليها الكسر أو الخدش فهو أثبت لها أن الرجال مختلفون متنوعون أنساها كل ماحدث لها من مرار جعل قلبها ينبض بالحب الراقي الحلال لأول مرة في عمرها بأكمل ثم رفعت عينيها المغشيتين بالدموع وأثر الاحمرار الشديد
نابع منهما فانقبض قلبه داخله لأجل حزنها الشديد البائن على ملامحها المنطفئة المملوءة بالقهر 
لا والله يامتر يعلم ربي إني عمري ماشفت منك إلا كل طيب وكل رجولة اني بس اللي نفسيتي تعبانة شوية .
أنهت كلماتها ثم وأدارت وجهها بعيدا عنه وقد التمعت الدموع في عينيها ثانية فخطى تجاهها وهو يشعر بالۏجع لۏجعها ثم اقترب منه وكل ذرة داخله ثائرة فحبيبته حزينة بل عيناها ممتلئة بالدموع التي جعلت القابع بين أضلعه يريد اختطافها بين أحضانه كي يخفف ألمها ثم همس أمام عينيها برقة أذابتها 
مش حرام العيون دي تدمع مالك بس يا ام الزين 
ما إن ناداها بأم الزين حتى شهقت في بكاء مرير جعله واقف أمامها يشعر بالعجز الآن ويود جذبها بين أحضانه كي يشعرها بالأمان الذي جافاها ثم مد يده دون أن يخشى اي شئ وأزاح يدها من على عينيها الباكية ورفع وجهها إليه حتى استقرت عينيها داخل عينيه الزيتونتين مما جعلها تهتز بإثارة من اقترابه وهو يطمئنها 
له مهتحملش بكاكي ولا اني
 

 

تم نسخ الرابط