من نبض الۏجع عيشت غرامي بقلم فاطميا يوسف

موقع أيام نيوز


وبابا هيرضوا يتحملوني وميشفوش عوض ابنهم اللي مستنينة بقى لهم سنين وسنين 
أشاح عيناه عنها ثم زفر أنفاسه بقوة وتحدث بنبرة ملامة لها 
كد اكده مشيفاش عمران راجل يقدر يدافع عن وجودك في حياته ياسكون 
وأكمل راجيا إياها
ممكن متفكريش في أي حاجة ولا تشغلي بالك بأي حد حوالينا وحطي في بالك إن كل تاخيرة وفيها خيرة وان اللي احنا شايفينه صعب ومستحيل بيوبقى مفيش احسن منه 

سألته بتيهة 
يعني انت مش زعلان مني دلوك إني خبيت عليك 
تنفس بضيق عندما ذكرته وأجابها 
هكدب عليك لو قلت إني
مش زعلان لكن أني زعلان منك قوووي قوووي 
وأكمل وهو يبين سبب ضيقه منها 
زعلان
علشان اتحملتي الألم لواحدك وداريتي عني حاجة متتدراش واصل مصير مهم في حياتنا وكنت عايزة تمشيه لحالك 
مفكرتيش ان ممكن في مرة من اللي طلبت فيهم الطلاق أنطقها مثلا وتنتهي حياتنا فعلا !
مفكرتيش حالتك وحالتي كانوا هيبقوا عاملين كيف واحنا بنت دمر من ۏجع البعاد !
مكانش ينفع تخبي عني يا سكون أبدا وزي ماعشنا الحلو مع بعض نتشارك بردو في الۏجع علشان توبقى قسمة الحق 
ارتاحت سكون الآن بعد عدة أيام قضتها في كابوس فتك بقلبها بل وكل كيانها كابوس فراق العمران عشق السنين 
ثم تحدثت بنبرة متأسفة عن مابدر منها وجعله يحزن منها 
حقك علي ياعمران واوعدك إني مهخبيش عنك حاجة واصل من النهاردة 
واسترسلت حديثها وهي تبتلع أنفاسها بصعوبة
بس والله العظيم كل اللي كان في بالي وقتها اني خاېفة عليك من الانتظار وخاېفة عليك من الۏجع ومن اللي حوالينا مكنتش عايزة اشيلك حاجة فوق طاقتك ولا أضيع عمرك 
احتضن وجنتيها بين كفاي يداه ثم بدا شبح ابتسامة خفيفة على ثغره ولكنها سرعان ماختفت في بحر لهفته لها وهو يردد بمشاغبة اعتاد عليها عمران مع سكونه 
سكوني بيقولوا اللي اتجوزت ومخلفتش علطول بتفضل عروسة وتروق على عريسها لحد ماتخلف 
وأكمل بغمزة من عينيه
يوبقى أني هفضل عريس والعريس محتاج يتدلع ولا ايه 
بس داي آخر مرة هغفر لك تصرف زي اللي عميلتيه دي ياسكون ممنوع تخبي عني أي حاجة واصل من النهاردة ودايما تكوني حاطة في اعتبارك ان كل مشكلة هتواجهنا ليها ألف حل إلا الفراق ياحبيبي 
عمران مهيفارقش إلا بالم وت ياقلب عمران 
ما إن ذكر كلمة الم وت حتى شعرت بالخۏف من تلك الكلمة فشددت من احتضانه لتقول برغبة
بعد الش ر عنك ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدا اني من
غيرك معرفش اعيش ابدا 
ما إن قالتها حتى أصبح لم يتحمل هو ذاك الابتعاد أكثر من ذلك وجس ده يطالبه بأخذها الي عالمهم الخاص الذي حرموا منه طيلة الأيام الماضية والتى تعد بالنسبة لهم عمرا بأكمله 
عيناكي كبحور العسل الصافي الذي لم يتذوق طعمه عاشق إلا وخفق قلبه بشدة وهام بهما عشقا
في عيناكى سحر يقتحم داخلي ويأثرنى كمثل عاشق لقهوته ومسحور بدفئها في ليلة شتاء شديدة البرودة ولكنه حينما يحتضن قهوته يسبح في عالم عيناكى 
فالعين قد أثرت والقلب قد غلقت أبوابه والروح أصبحت بين يداكى فافعلي بها ماشئتي برضاكى 
خاطرة عمران المهدي
بقلمي فاطيما يوسف
من نبض الۏجع عشت غرامي
والى هنا سكنت السندريلا قلب الأمير من جديد وعادت المياه لمجراها والسفن لمرساها وهدأت العواصف 
وفي نفس الوقت في جزر المالديف حيث يسكن عاشقان آخران وهم يبدأون طريقهم وكل منهم أصبح متمسكا بالآخر رغم معاندة الظروف 
كانوا يجلسون أمام البحيرة ذات المياه الزرقاء الصافية ومكة بجوارها ذاك الباجور وعليه الإناء وتصنع مشروب الشاي المفضل لها 
وهم يتناولون أطراف الحديث مع بعضهم بصفاء ذهني و رقي فهما الآن في هدنة من مشاق الحياة 
بدأت بوضع السكر القليل في الأكواب الزجاجية المحتوية على أوراق النعناع الأخضر والشاي ثم غلت المياه وقمت بسكب محتواه داخل الاكواب وصوت ارتطام المياه بالشاي جعلها تبتسم فذاك مشروبها المفضل 
ناولته الكوب بابتسامة زينت ثغرها وهي تسأله 
مالك
بتبص لي قووي اكده ليه 
أجابها بمشاغبة وهو مازالت عيناه متصنمة عليها
مش عايزاني أبص لك ولا ايه 
ضمت شفتاها بعبث ثم أردفت وهي ترتشف مشروبها المفضل
له بس بحسك دايما خاېف اهرب منك وشايفني طفلة صغيرة وانت باباها اللي خاېف عليها من الهوا الطاير وخاېف عليها من الفقدان
وضع الكوب من يده ثم جذب يداها واحتضنها بين يديه وضغط عليها بشدة وكأن تلك اليد هي سجن العشق لكلاهما ثم تحدث بنبرة عشق صادقة 
من وأنا صغير دايما كنت الحاجة اللي بتعلق بيها عمري مافرط فيها بسهولة ولحد ما كبرت وفي ذكريات طفولة محتفظ
بيها لحد دلوقتي مفارقتهاش لما بحب بحب بعمق ولما بتعلق بشئ بتعلق قووي لدرجة ان لو بديل يستحيل ارضى بيه بصي شكل مايكون بعمل عشرة مع الحاجة دي وبعتبرها جزء مني 
وأكمل وهو مازال يطيل النظر بعينيها ويداه تضغط على يدها 
شوفي بقى لما يكون اللي متعلق بيه بقى حتة من روحي وجزء مني التنازل بيبقى في الوقت ده حاجة مستحيلة كأني بتنازل عن روحي بالظبط 
ما كان بها إلا أنها شددت هي الأخرى على احتضان يداه وعيناهم متعلقة ببعضهم 
ثم رمشت بأهدابها بحنو وهي تؤكد له 
واني خلاص مهتخلاش عنك ولا روحي هتفارق روحك 
ثم أكملت بحنو 
اني اخدتك تحدي العمر يا آدم وعندي ثقة إن جواك نضيف وجميل ومش هترضى غير بأنك تريحنا علشان نعيش راضيين مع بعض وكل واحد فينا مكمل تاني وساحبه لطريق الحق 
تنهد بتعب مما ترمي إليه ثم سألها 
طب لو كان على الفيديو كليب والبنات هطلب من المونتاج اللي معايا ممنوع ولا بنات ولا عري خالص في الأغاني بتاعتي وتبقي من وحي الطبيعة في التصوير 
ابتسمت بتشجيع لقراره ثم عرضت عليه
طب والموسيقى ماهي مزامير الشيطان اللي الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عنها 
صدقني لو استغليت موهبتك اللي ربنا ادهالك صح هتنجح بردو وهيفضل اسمك آدم المنسي 
كاد أن يجيبها ولكنها رفضت تكملة الحديث في ذاك الموضوع فهي قررت التعامل معه بذكاء دون ضغط ستستخدم اسلوب المح ارب الماكر كي تفوز في مع ركة جذب ذاك الآدم إلى الطريق الهادئ البعيد عن الصخب والضوضاء طريقه المكلل بأش واك الحړام لتقول بنبرة مشاغبة وهي تنظر إلى كوب الشاي 
ايه رأيك في كوباية الشاي بالنعناع القمررر حجي 
طبعا جميلة ولذيذة زي صاحبتها بالظبط اللي مفيش اجمل منها في الدنيا بحالها 
نظرت داخل عيناه وتاهت بهما فهو يمتلك رقي وحنان لم تراهم في حكوى النساء عن أزواجهن من قبل 
وهو الآخر تاه في جمال عينها التي عاش ليال طويلة ساهرا يحلم بهم فقط 
وأثناء تيهته في عيناها وجدها تجذبه من يده وتحسه على القيام وهو تقترح عليها 
بقول لك ايه رأيك ندخل المطبخ دلوك ونعمل بيتزا مع بعض كان نفسي قوووي اللي اتجوزه يشاركني اللحظة دي 
رفع حاجبه مرددا باستنكار مغلف بالدعابة 
ايه بيتزا مين بقى انت عايزة آدم المنسي المطرب المشهور اللي دوب نص بنات مصر يقف يعجن ويخبز ويق طع طماطم وبصل !
وأكمل وهو يرفع قامته لأعلى بشموخ مصطنع 
oh no ده إنت كده بتطمعي فيا بالجامد ياموكة وعايزاني أتنازل عن برستيح ممنوع اللمس والاقتراب 
رفعت حاجبها هي الأخرى باستنكار وهي تردد 
برستيج مين دي ! مسمعتش عنيه في طبق اليوم يانجم 
وأكملت وهي تسحبه من يداه تجاه المطبخ
يالا يالا بلاش كسل واعمل حسابك إني مهحبش شغل مديرة المنزل والحوارات داي كل حاجة في بيتنا الصغير هنعملها سوا وهنتشارك فيها مع بعضنا ياحبيبي 
اندهش ثانيا وهو يهتف بنبرة متعجبة
ايه ايه بقى عايزاني كمان أمسك المكنسة وبالمرة اغسل الأطباق كمان ياحظي 
أومأت له وهي تربت على وجنته 
وماله ياحبيبي كله نشاط للجسم وتغيير روتين حياتك الممل وشعور بالاكتفاء الذاتي كمان 
واسترسلت حديثه وهي تؤكد أن مساعدتها في أعمال المنزل واجبة عليه معها
وبعدين انت هتاجي أعظم من سيد الخلق اجمعين عليه افضل الصلوات وأتم التسليم كان بيساعد زوجاته في أعمال المنزل وينظف نعله وكان رحيم ودود بيهم داي حتى في خطبته الوداع الأخيرة قال رفقا بالقوارير واستوصوا بالنساء خيرا 
التوي ثغره بحسرة ثم هتف بنفس مشاغبتها 
أهو دي جزاء واحد يتجوز واحدة من بتوع قال الله والفتوى والتدين واخدين حقهم معاكي وزيادة 
وأكمل وهو يجذبها لصدره عنوة حتى ارتطمت بعظامه القوية وهو يغمز لها بشقاوة
طب ماهو الرسول عليه الصلاة والسلام بردو قال الست لازم تطيع جوزها ومترفضش طلباته ولا ترفض احتياجاته 
وأكمل وهو يتكئ بلسانه على كلمته الأخيرة
ها احتياجاته وانت طبعا فهماني ياموكتي 
فهمت مايرمي إليه ثم أخفضت بصرها للأسفل ورددت وهي تصطنع عدم الفهم 
انت تقصد ايه بكلامك دي هو أني مقصرة معاك في احتياجاتك 
عليها معها 
مع أنهم بيقولوا المنتقبات دول اشقيا قووي وبيحبوا الدلع وبيحبوا يدلعوا الراجل اللي معاهم ومش بيرفضو اي طلب لأزواجهم 
تعلقت عيناها به بنظرة هائمة خجلة أرجفت ذلك القابع بين أضلعه من كلماته التى أثرت بها وجعلت جس دها وكأنه مشت علا بن يران اقترابه وهمساته ثم تمتمت بخفوت
ايه الكلام دي اول مرة اسمع عنيه المنتقبة زييها زي اي ست انت سمعك غلط وبيتهيألك 
ضغط بأسنانه على شفاه وهو يحرك رأسه برفض لنفيها 
لا طبعا زي ما بقول لك كده بس انت اللي ناكرة وعارفة كمان اعرف عنهم ايه ياموكتي 
رمشت بأهدابها بخجل وهي تومئ برأسها للأمام في دعوة منها أن يكمل فهي خجلة في اقترابه وغير قادرة على النطق فعقب هو بنفس دعابته 
أعرف عنهم أنهم بيعرفو يرقصوا رقص جامد مهلك وهما بيتمايلوا يوقعوا قلب اجدعها راجل هما مش كدة بردو ولا انت من عالم اخر 
أجابته وهي تحاول الفكاك من يده
له اني مليش في حوار الرقص دي خالص معرفاش بيعملوه ازاي ومجربتش قبل اكده من الأساس 
تركها وقام بإشغال الموسيقى واقترب منها وخلع ذاك الرداء الذي يخبئ ذراعيها وساقيها من الاسفل تحت اعتراضها وقام بتطويق خصرها بذاك الحجاب وهو يأمرها 
طب يالا ياقمر جربي التجربة الأولى وخليني انول شرف اختبارك وإن شاء الله مع كل تجربة هديكي درجة لحد ماتوصلي للتوب
ووقتها هيبقي لينا جلسة فرفشة كل أسبوع ياقمر انت 
اتسعت مقلتيها بذهول ثم أردفت بتمنع 
وه انت عايزني ارقص وكمان شغلت لي الموسيقى ! دي لايمكن يوحصل ابدا 
اصطنع الحزن وبدا على علامات وجهه الضيق ثم قال 
طب اكده هتدخلي تحت بند عصيان الست لجوزها وربنا مش هيسامحك علشان هشتكيكي ليه 
استجمعت قواها وتحركت بداخلها روح الأنثي المتمردة ثم نفضت يده من عليها وابتعدت عنه وهي تتجه ناحية المذياع كي تغلق الموسيقى ولكنه لحقها واحتضنها من الخلف هامسا في أذنها مما جعل جس دها أصيب بالقشعريرة من همسه ولمسه المحترف لها 
طب تعالى بقى علشان عندك ساعة أشغال شقة وبعدين نشوف حوار البيتزا ده 
فالحب أطلس كبير فيه خرائط القلوب ليبين أماكن السعادة والسرور فهو أسطورة تناقلتها القلوب على مر العصور وأريج رائع
 

تم نسخ الرابط