رواية بقلم فاطمه

موقع أيام نيوز

 


عاتقه وزاد الحمل فلم يعد لديه قدرة على الصمود والثبات كان يود أن يفتح لها قلبه ويخبرها عن كل الاسرار الذي ډفنها بداخله ليجعلها تشاركه احزانه وتخفف عنه فهو بأمس الحاجة إليها ولكن كبريائه يمنعه من الضعف والاستسلام فهو لم يعتاد إلا على إظهار قوته فقط 
أراح رأسه بجانب راسها وهمس بصوت خاڤت 

لو تعرفي حقيقتي هتعذريني نفسي احكيلك على كل اللي تابعني بس لسه ما جاش الوقت المناسب خاېف عليكي من الجاي 
تم نقل نور بسيارة أسعاف ورافقتها خديجة إلى المشفى لكي تطمئن على حالتها 
وعندما وصلت إلى المشفى تم دخولها على الفور لغرفة الطوارئ وفحصها فؤاد بعناية ثم فضل أن تستلقي بغرفة خاصة ومتابعتها بإتقان من أجل سلامتها وسلامة الجنين 
وبعد أن انتهى من عمله كطبيب قرر أن يهاتف رب عمله لكي لا يغضب عليه وبالفعل وضع الهاتف على أذنه يستمع للرنين على الجهة الأخرى 
في ذلك الوقت نهض سليم من جانب حياة لكي لا يقظها ووقف بشرفة الغرفة وهو يجيب على الهاتف بانصات
يستمع للطرف الآخر 
وبعد أن علم بأن وضع الجنين بخطړ زفر أنفاسه بضيق وقال بلهجة صارمة
شوف شغلك يا فؤاد ومدام نور تفضل تحت رعايتك لم وضعها يستقر 
أمرك يا باشا ثم أردف قائلا
بس حابب ابلغ حضرتك أن الحمل ضعيف وممكن نفقده
ضيق حاجبيه بضيق ثم قال بصوت حاد 
هو مش انت دكتور ولا انا بتهيالي شوف محتاجه ايه ووفرهولها اعمل اللي عليك والمطلوب منك وبس تفضل تحت عنيك في المستشفي لم حالتها تستقر ومش هقرر كلامي تاني يا فؤاد
ثم اغلق الهاتف دون أن يستمع لرد فؤاد
فتح حياة عينيها أثر نسمة الهواء التي لفحت بوج هها راقبته وهو يتحدث بالشرفة عبر الهاتف نهضت مسرعا تريد أن تعلم ما الحديث الهام الذي يجعله غاضب بهذا الحد حاولت أن تسترق السمع لتعلم ما هي مخطاطته الجديدة في الأعمال المشبوة
جف حلقها بسبب توترها والام ساك بها ظنت بأنه رآها تحاول أن تنصت لحديثه 
قرر هو التلاعب باعصابها وهي بين احض انه 
عاجبك الوضع ده انا معنديش مانع
ابتعدت عنه وقالت پحده 
وقح 
أعطته ظه رها لتبتعد ولكن جذب رسغها وقبض بقوة عليه عادها إليه ثانيا ونظر لعيناها بثبات قائلا بلهجة واضحة 
مش هقبل بلسانك الحلو ده يتطاول عليه صدقيني مش هتردد لحظة أن أخرسه وبطريقتي
ثم تركها وعاد إلى الفراش متجاهلا نظراتها المشټعلة التي ترمقه إياها تبسم لها بلامبالاة وتسطح الفراش وهو يدندن اغنية مازال لحنها يتردد على مسامعه منما زادها ڠضبا تركت له الغرفة ودلفت داخل المرحاض لكي تتوضا وتنتظر أذان الفجر لكي تصلي فرضها وتتلو سورة البقرة كما اعتادة فعل ذلك في الآونة الأخيرة 
وعندما تطلعت لانعكاس صورتها بمرآة الحمام رأت عينان تتوهج من ڼار مشټعلة تحدجها بنظرات غاضبة صړخت بفزع ووضعت ي دها على مقبض الباب بينما صوت صړاخها وصل لمسامع سليم فز من اعلى الفراش بقلق ووقف أمام
باب المرحاض ووضع ي ده على المقبض يفتحه بتوجس وجدها أمامها وهي تلهث أنفاسها كأنها كانت داخل سباق للركض وخرجت صوتها بصعوبة 
في حد جوة أنا شوفت عنية بتبص عليه 
أهدي ما فيش حاجه دلف لداخل المرحاض لكي يطمئنها بأنه فارغ وليس يوجد

احد ثم عاد اليها وجد يرتجف ومازالت تتحدث بهسترية 
والله عنية ڼار وبتبص عليه بغل 
ربت على ظهرها برفق وأمسك بذراعيها لكي تسير إلي حيث الفراش جلست على أطرافه وعينيها تتلفت هنا وهناك پخوف ثم وضعت كفيها على وجهها وانسابت دموعها تبكي بمرارة وقالت من بين دموعها 
أنا كنت ارتاحت من الکابوس ده ليه أنا تاني أشمعنا أنا 
وقف أمامها عجزا عن تهدأتها ولا يعلم بماذا يفعل لها فهو يصدقها كما أخبره والدها بأنها لم تتعافى تماما من ذلك السحر اللعېن بحث من بين اغراضة عن مصحف ولكن لم يجد فتح الهاتف خاصته وبحث عن تطبيق المصحف المرتل وعندما وجده بدء باشعاله ليصدح سورة البقرة بارجاء الغرفة وجلس بجانب حياة ووضع الهاتف اعلى الفراش لكي ترتاح منما هي تشعر به الآن 
بعد مرور نصف ساعة وجد راسها تميل على كتفه علم بأنها ذهبت في النوم حاوطها من ظه رها وظل جانبها واغلق الهاتف من ترتيل القران وضغط زر الاتصال بشقيقه 
ولكن مازال شقيقه هاتفه مغلق زفر بضيق وألقى الهاتف اعلى الفراش ثم القي بج سده هو الآخر فهو يشعر بالارهاق وجذب حياة لتتوسد ص دره ولازال كتفه محاوطها بتملك وكأنه يخشى فقدانها 
أشرقت شمس الصباح وبد يوم جديد نهض أسر من فراشه بعدما طبع حانية أعلى وجنة ميلانا وبحث عن هاتفه ليجد الساعة الثامنة صباحا وموعد الطائرة الخاصة بشقيقه الساعة العاشرة
نهض مسرعا ينعش ج سده بالماء وابدل ثيابه ثم دنا من زو حته يحاول ايقاظها برفق لكي تستعد هي الأخرى لأنهم سيقيلون شقيقه وزو جته إلى المطار 
دنا من وجهها والآخرى يهمس باسمها 
ميلو قلبي صحي النوم يا روحي 
فتحت عيناها بنعاس على بسمته الجذابة وصوته الهامس 
صباح الخير على أجمل ما رأت عيني
نهضت تعانقه بحب وتجيبه قائلة 
يسعد صباح ها الوجه الحلو 
ولا ما حد حلو غيرك يا قلبي أنا
ثم أردف قائلا 
اجهزي بسرعة عشان هنوصل سليم وحياة المطار 
نهضت مسرعة وهي تعطية في الهواء وهو يبادلها الإبتسامة بسعادة ثم التقط هاتفه واعاد تشغيله ليتفاجئ بعدة اتصالات من والدته أمس ومن شقيقه ايضا شعر بالقلق وعلى الفور تحدث مع شقيقه 
اجابه سليم بهدوء 
صباح الخير يا عريس صبحية مباركة
الله يبارك فيك طمني هو في ايه لاقيت اتصال من ماما امبارح ومنك خير في حاجة حصلت
زفر أنفاسه بهدوء وقال 
نور تعبانة وفي المستشفى من امبارح
ودي خطة منها عشان اقعد جنبها ولا ايه 
لا هي تعبانة فعلا وانا بعت لها عربية
إسعاف والدكتور فؤاد متابع حالتها 
هتف أسر بجمود 
خلاص بعد ما نوصلكم المطار هنطلع على المستشفى نطمن عليها 
تمام وأنا جاهز عشر دقائق ونتحرك
أغلق الهاتف ورفض أن يخبره بأن الجنين من المحتمل أن يفقده 
كانت حياة تستمع له عندما فتحت عيناها ووجدت نفسها نائمة على ص دره نهضت مسرعة وعندما شعرت بايفاقته تصنعت النوم 
اعتدلت في نومتها وتلاقت أعينهم بصمت
قطع سليم ذلك الصمت قائلا بصوت دافئ
عاملة ايه دلوقتي أحسن
تذكرت ما حدث معها فجرا فأومت له برأسها 
الحمد لله
طيب استعدي عشان ميعاد الطيارة وأسر وميلانا هيوصلونا المطار 
نهضت تدلف لداخل المرحاض توضت وغادرت مسرعة وصلت الفجر الذي فاتها ثم صلت الضحى ووقفت أمام المرآة تضبط حجابها بيمنا هو كان ارتدى حلته الرمادي وجلس بمقعدة المتحرك وغادرو الجناح سويا ليلتقون بشقيقه أسر وزو جنه أيضا بالردهة اقتربت الفتيات يعانقون بعضهما بينما الشبان يتهامسان بالذي حدث لنور 
بعد غضون دقائق كان يدلف أسر بسيارته داخل المطار مودعا شقيقه بالاحض ان واوصاه الأخير بالاهتمام بصحته وبوالدته بزو جاته ثم ضحك بصوت عال وبادلة أسر الضحك وقال مازحا 
قدري انتج وز أتنين 
ربت على كتفه
ربنا معاك ثم استرسل قائلا 
أشوف وشك بخير
وودعت حياة ميلانا أيضا ثم سارت بجانب سليم لكي يصعدون على متن الطائرة واستقل كل منهما مقعده وجلست حياة بجانب النافذة تتطلع منها للخارج وعندما أقلعت الطائرة ظلت شاردة بالسحب وفي مصيرها القادم التي لا تعلم عنه شيء أما عن سليم فقد كان منشغلا بأمر هام للغاية وتلك السفرة ستحدد مصيره القادم 
الفصل السابع والعشرون
داخل المشفى
بعدما غادر المطار برفقة زو ج ته قاد سيارته إلى حيث المشفى الخاصة بوالده الراحل 
وبعد مرور نصف ساعة صفا سيارته أمام المشفى وترجل من سيارته وفتح الباب لكي تترجل ميلانا هي الأخرى تشابكت اي ديهم وهم يدلفون لداخل المشفى ووقف أمام الاستقبال يتسال عن وجود زو جته في أي الغرف 
نظرت فتاة الاستقبال لشاشة الحاسوب أمامها
ودقت باناملها الاسم الذي أخبرها به أسر
ثم عادت تنظر له واخبرته برقم الغرفة والطابق التي يوجد به نور 
شكرها أسر بامتنان وسحب كف ميلانا وسارو الي حيث المصعد ثم دلفوا لداخله وضغط زر 4 الطابق الذي يوجد به زو جته نور
وعندما توقف المصعد بالطابق المنشود وترجلا من داخله سار بحثا عن رقم الغرفة وعندما وجده تركت ميلانا ي ده وشعرت بالاحراج فلا تريد أن تغضب نور بوجودها تسمرت مكانها وقالت
أسر فيني

اضل هون
ظل متم سك بي دها رافضا أن تظل وحدها ونتف قائلا بحب
من انهاردة أي دك مش هتسيب أي دي انتي فاهمة
وجودي هلا راح يزعل نور بيكفي شو صار فيها من تعب
ظلت متم سكة باصرارها لا تريد أحزان نور وهي تقدر تلك المشاعر وفضلت ان تنتظره 
نور عاملة ايه
تنهدت بضيق وقالت
والله يا بني ما عارفه امبارح بالليل كانت عمالة تتلوي من بطنها ولم جينا على هنا الدكتور عمل اللازم بس قال تفضل تحت الملاحظة يومين واخدت مسكن وعلقت محلول ولسه نايمه
تنهد بعمق وهو يطالعها وهي ممدة على الفراش بسكون تام وملامح وج هها شاحبة لوهلة دق قلبه متلهفا عليها واقترب منها بهدوء وجلس بالمقعد المجاور لفراشها تفرست عيناه وتوقفت مقليه وهي تعانق احشائها هنا يرقد طفله به يتمنى لو يضع كفه يلام س طفله وهو برحم والدته ابتسم لتلك الأمنية وبالفعل رفع كفه ووضعه برفق على احشائها شعرت نور بملم س يده ابتسمت داخلها بسعادة فهذا الوتر التي ستلعب عليه في الفترة القادمة 
غادرت خديجة الغرفة لكي تترك لهما مجالا للحديث فهي
التقت بميلانا التي ض متها إليها بحب وقررت ان تأخذها لتناول الإفطار معا بكافيتريا المشفى 
اما عن أسر فشعر بنبض خاڤت أسفل كفه ووجد نور تفتح عيناها بذلك الوقت همس بمشاعر متخبطة مزيج من الفرح والتوتر والقلق معا وقال بصوت متلهف سعيد
نور انا ح سيت بنبضه كأنه ح س بيه هو كمان
لاحت ابتسامتها وفضلت اللعب على أعصابه وهمست برقة وهي تضع كفيها أعلى كف أسر 
بابي هنا جنبك يا حبيبي ومش هيسبنا أبدا
ابتلع ريقه بتوتر وقال 
ارتاحي دلوقتي وانا هشوف الدكتور عشان اطمن عليكم
ابعد كفه وهم بالسير ولكن استوقفته قائلا بصوت ناعم 
حبيبي أنا نفسي في الكريز ممكن ادوقه
أوما براسه وهو يغادر الغرفة بحثا عن مكتب الطبيب ليتحدث معه عن وضع زو جته وابنه 
إما هي فظلت تضحك بمكر فهذا الطفل سيجعل أسر يعود إليها وستعاود إشعال الفتيل بين الاخوه وستنجح 
داخل منزل فاروق بالقاهرة 
دب القلق بقلبه وظل جالسا على سجادة الصلاه يدعو لابنته بالسعادة والتوفيق في حياتها الجديدة وحاول تنفيض الأفكار السلبية التي تهاجم راسه بسبب قلقه عليها وعلم بأن ذلك من الشيطان يريد نزع فرحتهم بزواج غاليته وتفاحة قلبه حياة
أتت فريدة تجلس بجواره قائلة
تقبل الله يا روقه
تبسم لها بحب ورد قائلا
منا ومنكم يا نور عين روقه
فركت كفيها بتردد رمقها والدها وهو يضيق جبينه ثم هتف متسألا
عاوزة تقولي
 

 

تم نسخ الرابط