رواية بقلم فاطمه

موقع أيام نيوز

 


يبدو على ملامحها الحزن الذي تخفيه عن عيون الجميع تنعي حال ابنتها ولكنها تسر ذلك في نفسها تخشى الإفصاح عنها فداخلها نيران لن تخمد ابدا كلما تذكرت ما فعلته زوجة عمها المصون الذين لم ياخذون من تلك العائلة الا الشقاء والتعاسة فمنذ ان خطت بقدميها داخل عائلة الألفي وترا الحقد والغل يطل من عينين زوجة الابن الأكبر للعائلة كانت دائما تسخر منها كونها أنجبت الفتيات وهي التي أنجبت الصبيا للعائلة ولكن أين توجد هذه الصبيا الآن نجحت بسحرها على تفرقة ابناءها وأصبحت اليوم وحيدة طريحة الفراش تواجهه مصيرها وما فعلته من ذنوب أخطاء بحق الآخرين ابتعدت لمتها وفرحتها بالصبيان وتشتت كل منهما ببلد لكي يبتعدا باقصى ما يمكن عن أذاء والدتهم.. 

لن تخمد نيران دلال كلما نظرت لشرود صغيرتها فرحة عمرها وشبابها ماذا أصابها أثر السحر الملعۏن تدعي من كل قلبها أن لن يسامحها الله ولن يغفر لها بسبب ما مر على ابنتها من صراع وحزن داخلها غل بأن تنال عقابها التي تستحقه فهي أم مكلومة قلبها ملتاع على رؤية طفلتها تتحطم أمامها وتطن بأن السحر اصاب زوجها وفسد حياتهم الزوجية السعيدة لذلك قررت أن تحادث عمتها في ذلك الأمر فهي تريد عودة البسمة على وجهه حياتها وقرة عينيها حياة..
غادروا البناية متوجهين إلى وجهتهم ليراهم ضابط الحراسة زين المكلف بحمايتهم اخرج الهاتف اللاسلكي وحدث الرائد ريان عن تحرك زوجة سليم بصحبة سيدة ما تبدو بأنها والدتها أخبره الأخيرة بملاحقتهم وتأمين كافة السبل لهم دون لفت انتباه او شكوك. 
استقل زين سيارته وقادها مسرعا ليصفها أمامهم وهو يهبط من زجاج النافذة ويطلع لهم قائلا بجدية
أوبر يا مدام 
اوقفته دلال متلهفة
بأن ينتظرهم وبالفعل استقلت حياة دلال المقعد الخلفي حدثها زين بهدوء عن المعيشة الصعبة وأنه رغم دراسته الهندسة الا انه لم يجد فرصة عمل لذلك أراد العمل كسائق أوبر ولديه والديه المسنين وخمسة من الأشقاء الفتيات مسئولا عن رعايتهم نجحت خطته في كسب تعاطف السيدة دلال وبادلته أطراف الحديث والدعاء له بصلاح الحال وطلبت منه رقم هاتفه لكي تتواصل معه لكي يصلها او يصل احد من أفراد عائلتها تبسم لها بود واملئ عليها برقم هاتفه. 
اقلهم لوجهتهم عند منزل الجدة سناء وطلب منها ان تهاتفة في اي وقت ودعته دلال وهي تترجل من داخل سيارته وتلحق بها حياة التي كانت تنظر من خلف زجاج السيارة ولا تعي بكل ما يدور حولها

ولا تصغى لسماع حديثهم. 
أعطته المال ودلفت داخل البناية ام عنه فصف السيارة جانبا وابتعد عن الانظار يدور بمقلتيه الحادتين كنظرات الصقر الثاقبة يتطلع هنا وهناك يأمن المكان بكل جدية ومهارة عمل..
استقبلتهم سناء بشوق جارف فلم ترا حياة منذ اليوم المشئوم يوم الحاډث الذي اصاب الجميع بالذعر والخۏف والارتجاف الذي اصاب اوصالهم جميعا. 
ظلت تربت على ظهرها بحنو واجلستها بجوارها ترمقها بتفحص ثم دارت عينيها تطالع دلال هاتفة بقلق 
حصل ايه تاني للبنت يا دلال حياة مش هي حياة اللي اعرفها مش الشيخ عبدالله طمنكم 
لاحت شبح ابتسامة أعلى ثغر حياة وردت هي قائلة بكلمات مقتضبة لم يفهمها أحد منهما
ليتا الحزن الذي سكن القلب كان أصله تعويذة قادرين على صرفه يا ليتنا ظللنا أطفال نلهو ونمرح ولن نصل لكل ما وصلنا إليه الآن.
كلمات هي من الداخل وجعلتهما تنسل من مقلتيهما الدموع حسرة على ما تشعر به الفتاة التي انطفى بريق عينيها وحل محله وميض مخيف جسد هزل وضعف ووهن روحها المعذبة وهل يعقل بأن السعادة تبدل حياتهم بين عشية وضحاها. 
حقا مهما بلغت بك السعادة فاعلم بأن السعادة لا تدوم كم الحزن أيضا لم يدوم 
هاتفه وعلم بوجوده داخل الشركة وابلغ سليم سكرتيرته الخاصة بأن عندما يصل السيد فاروق تدعه يدلف مكتبه على الفور وظل سليم قابعا خلف مكتبه يعلم سبب الزيارة المتوقعة فهو لم يتفاجئ بخبر قدومه كان يظن قدومه بين لحظة وأخرى منذ أن تركت حياة منزله بصحبة والدته وهو لم يعنيه الأمر شيئا يتمثل الجمود والبرود ولكن هذا أفضل بكثير من ان يضعهم في خطړ جلي يلحق بهم أثر ما فعله والده بالماضي فكم من روح فارقت جسد صاحبها غدر من جلبه والده جلب المۏت والدمار والخړاب لأهل بلدته كم من روح لاقت حتفها غدرا كم من أسرة هدمت وترملت نساءها وفقدت زهرة شبابها كم من أم مكلومة بكت نحيبا على فراق فلذة كبدها وزهرة عملها كم من طفلا تيتم وخسر سنده وأمانه في الحياة هذا حقا هو عدل الله فيما اقترفه والده من سكف دماء وارواح الأبرياء كما أيضا فعل بسړقة البشرية من فقير مكلوب غير قادر على الصړاخ والمطالبة بحقه كلما تذكر ما فعله والده تزرف عينيه دماء لا دمع ېنزف قلبه وجرحه غائرا لم يشفى منه ولا يدمي ابدا مهما حيي وفعل لن يكفر عن ما فعله والده هذا القلب الذي ينبض بصدره ليس من حقه ان ينبض بسعادة وان يفرح ويحب مثل باقي البشر وهو يعاقب نفسه بذلك ليس من حقه ان يعيش حياة سعيدة واخرين سلب والده حقهم في العيش بسلام وأمان وحرمهم كل متع الحياة يتقبل بعدها من أجل الٹأر والاڼتقام من نفسه لن يتحمل خسارتها يتحمل فراقها وبعدها خوفا منما لم يتحمل عليه قلبه بعد.. 
قلبه محطم مهشم ينتفض كالذبيح الذي ذبح غدرا على يد من ظنهم يوما أقرب الناس إليه.. 
أخرجه من شرودة المعذب صوت طرقات أعلى باب مكتبه تنهد بعمق ثم صوب أنظاره ناحية الباب وأذن بالدخول لتدلف الفتاة وهي تتقدم بخطواتها ووالد زوجته يقف بجوارها قائلة بترحاب 
أتفضل حضرتك سليم بيه في انتظارك 
نهض سليم عن مقعده وسار بخطوات واسعة وهو يمد يده لمصافحة 
أهلا يا عمي الشركة نورت
طالعه فاروق بنظرة عتاب فهمها سليم ثم رد على ترحيبه بفتور
منوره بصاحبها
ازدر ريقه بصعوبه وقال مشيرا إليه بالجلوس
أتفضل ياعمي استريح تحب تشرب ايه
خرجت منه تنهيدة حاړقة وقال
اقعد يا بني هم كلمتين اللي جاي فيهم مش محتاج أضايف
جلس سليم أعلى مقعده وطالعه باهتمام فهو يعلم بسبب الزيارة.
استطرد الاخير حديثه قائلا
من غير لف ولا دوران انت عارف إن صريح معاك وقت لم جيت تطلب مني ايد بنتي حياة فاكر أنت أنا طلبت مهرها يكون أيه
ساد الصمت لدقيقة ثم عاد فاروق حديثه
لو ناسي هفكرك قولت محتاج مهر بنتي السعادة والفرحة مش تفارقها مطلوب منك ماتنزلش دمعة تكون أنت سببها
انسلت من عينيه دمعة خائڼة واكمل كلماته بقلب منفطر
ليه يا بني مصونتش الأمانة اللي سلمتهالك وأنا على
ثقة تامة انك هتحفظها وتحافظ عليها هل بنتي قصرت في حقك هل ذنب بنتي أن السحر صابها
دي كانت محڼة وبلاء وكنت أولى الناس بالصبر على مراتك تقف جنبها تدعمها في مصابها خذلتها يا بني وجرحت كرامتها وكسرت قلبها ودوست عليه ولسه مكمل تدوس أسمع يا سليم انا مش جاي ارخص من بنتي أنا بنتي عندي ملكة واللي ما يقدرش يكون ليها ملك يبقى يسيبها ملكة متوجة في بيت ابوها وقلب ابوها اللي هيصونها ويساعها العمر كله
قاطعه سليم بخجل 
يا عمي أنا مااقدرش أخذل حياة كل ما في الأمر أن عاوز ابعدها عن البيت الفترة دي عشان سلامتها اقسم لحضرتك إن في وضع صعب من يوم الحاډث اللي حصل يوم عودتنا عمي انا بعتذر لحضرتك بس

مش هقدر أوضح اسباب أكتر من كده وده عشان سلامة حياة
قال بوجه محتقن مثل الډماء
تبعد مراتك عنك عشان سلامتها باي حق تقول كده بص يا بني زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف
يعني اية
نهض فاروق عن مقعده استقام واقفا ينظر له بجمود 
تطلقها يا بني والجواب باين من عنوانه أنت مش شريها أنت من الاول كنت محتاج ممرضة معاك في مرضك وتتحمل تعبك واخترت حياة عشان هي بنت أصول بس وخلاص بقيت بسم الله ماشاء واقف على رجلك ورجعت زي الاول مابقتش محتاج لممرضة تسلم يا ابن الأصول بنتي في بيتي ورقتها توصلها وانتهى الكلام ما بينا
غادر المكتب بلا غادر الشركة بأكملها بدماء تغلى في عروقه لم يتوقع منه الخذلان هو الآخر لذلك بتر كلماته بقلب غاضب ملتاع على أبنته صغيرته الرقيقة كعصفور الكناري الذي كان يكسو منزلهم بذقذقته ونغماته التي تنشد بأرق الألحان هكذا يكون مصيرها الا تستحق ل حياة أن تعيش الحياة..
الفصل الثالث عشر
هبطت الطائرة القادمة من مدينة نيويورك التي كانت على متن رحلتها للقدوم إلى القاهرة من أجل الحفاظ على سليم وعائلته بعدما اتتها أخبار جميعا دون شفقة أو رحمة.
كان في انتظارها إحدى الضباط لتلك المهام الخاصة في أستقبالها بعدما تواصلت بما عرفته مع الشرطة المصرية..
أنهت أجراءات خروجها من المطار بسلاسة ثم سحبت متعلقاتها وجرت العربة أمامها وهي تتلفت حولها تترقب المتواجدون داخل صالة المطار من خلف نظارتها السوداء التي تغطي نصف وجهها.
تقدم الضابط من احد ضباط أمن المطار لكي يستعلم منه عن وصول الفتاة التي أت من أجلها أشار إليه الاخير بوجود الفتاة.
تقدم بخطواته الواثقة وبنيان جسده العريض فارع الطول مفتول العضلات بشړة قمحاوية وجبين عريض يمتلك شعر أسود قصير ناعم أملس يعقد حاجبيه الكثيفين ومقلتيه سوداويتين ذات اهداب طويله وانف مستقيم وشفتي واسعة يحاوطها شارب وذقن خفيفة تزيد من وقار طلته. 
وقف في مقابلتها يطالع هيئة الفتاة من رأسها إلى اخمص قدميها فقد كانت ترتدي حلة سوداء أسفلها قميصا أبيض بارز منحنيات ص درها وملامح وجهها تتوارى خلف تلك النظارة التي وضعتها تحجب رؤيتها عن الجميع وقف في حبور يهتف بأسمها باللغة الإنجليزية
كرستين..
قطعت تطالعه وتحديقه وهي تهتف بلهجتها الجادة المقتضبة
رائد كرستين جابي
رفع كفه يصافحه في رزانة وهو يخبرها عن أسمه هو الآخر 
رائد باسل سلامة مرحبا بك في بلدك الثاني
تبسمت له في ود وأشار هو إليها بأن ترافقه ليغادرون المطار سويا متجهين إلى الفندق التي ستقام به خلال فترة تواجدها ب مصر ريثما تنهي المهمة السرية التي جاءت من أجلها..
داخل شركة السعدني..
ظل سليم في حالة من الصدمة والذهول بعدما غادر والد حياة مكتبه داخله يشتعل ڠضبا بكل ما يمر به من أحداث تتصاعد
 

 

تم نسخ الرابط