رواية بقلم فاطمه

موقع أيام نيوز

 


اذنك تبلغ والدك أن سليم توفيق السعدني محتاج يشوفه لأمر هام جدا
عاد الشاب خطوتين للخلف وافسح له الطريق وتصنع أنه لم يكن يعرفه من قبل فهتف مرحبا به
أهل وسهل أتفضل.. بعتذر ماكنتش أعرف حضرتك والدي هيفرح جدا لم يشوف حضرتك
دلف بخطواته الواثقة للداخل وهو يطالع المنزل وأثاثه الأنيقة الجديدة وجلس حيث أشار اليه الشاب ثم ذهب لمناداة والده وجلس سليم داخل غرفة الصالون المدهب فخم المظهر جال بعينيه يطالع كل ركن به من طلاء واثاث والسجاد الموضوع أرضا والنجف المعلق بالسقف باهظ الثمن والتحف التي توجد على جانبي الاريكة موضوعه أعلى طاولة صغيرة بيضاوية الحجم.

زفر سليم أنفاسه ثم طالع ساعة يده بضيق وملل فقد مل الانتظار لم يتعدا الا ثواني معدودة ولكنه يشعر بأنه ينتظره منذ أعوام.
ركض الشاب لغرفة والده في الطابق الثاني ودلف غرفته قائلا پذعر
بابا.. سليم السعدني موجود تحت وطالب يقابلك
نظر له فتحي بدهشة وقال
سليم السعدني ابن المرحوم توفيق
السعدني
ايوة هو منتظرك تحت في الصالون
نهض بتعب من فراشه وقال 
يااه ايه فاكره بيه دلوقتي
اجابه ابنه بتردد
دلوقتي نعرف سبب الزيارة اتفضل أسند عليا
اتكز على ساعد ابنه وساروا بخطوات بطيئة ثم هبط الدرج بعناية وولج لداخل غرفة الصالون مرحبا به
يا الف مرحب نورتنا يا غالي يا بن الغالي
أستقام سليم من مجلسه ثم اقترب منه يصافحه بود لترتسم أبتسامة فتحي على محياه وهو يطالعه قائلا
أهلا بيك يا سليم بيه سبحان الله كأن شايف المرحوم قدامي أتفضل يا باشا نورتنا وشرفتنا
جلس سليم ثانيا
نظر فتحي لابنه قائلا
ايه يا ماهر يا بني مش تشوف الباشا يشرب ايه
أجابه سليم مسرعا
مافيش داعي أنا كنت محتاج حضرتك في موضوع مهم وخاص جدا مش محتاج تأخير
علم بانه يريد التحدث معه على أنفراد فنظر إلى ابنه قائلا
روح أنت شغلك يا بني ماتعطلش نفسك
حاول ماهر الرفض والتحجج بأن يظل جانبه لكنه ألح والده بأن يتركه ويذهب إلى عمله أنصاغ ماهر لاوامره مرغما على ذلك.
لم يتردد سليم باخباره ما حدث في الأيام الأخيرة لعائلته تعرضهم لاطلاق الاعيرة الڼارية والفاعل مجهول للشرطة فقط لكنه على علم بمن الفاعل الحقيقي وراء كل ذلك وأخبره بثقة بما كان متفق عليه مع الشرطة الإيقاع بكافة عناصر استمع له فتحي بانصات وحزن على ما أصاب أسر ثم هتف قائلا بمواساة
لا حول ولا قوة الا بالله والبيه الصغير عامل ايه دلوقتي
الحمد لله بفضل ربنا نجي من المۏت ثم أردف قائلا
وأنا مش قدامي غيرك دلوقتي وعشان كده أنا هنا محتاج مساعدتك
وانا افديك باللي باقي من عمري يا بني
قاطعه بلهفة وقال
محتاج أعرف اللي ابويا مالحقش يعرفني بيه انت كنت دراع ابويا وماكنش في خطوة بيتحركها بدونك. محتاج اتزرع داخل من تاني باي طريقة وأي وسيلة
تنهد بحزن وقال 
صعب اللي بتقوله ده بعد اللي حصل منك في نيويورك انت انكشفت ليهم وعشان كده حاولوا يخلصوا منك هناك ولم فشلت العمليه قرروها معاك تاني لم رجعت هنا هم مش هيرحموك يا بني
طب وصلني بيهم تاني
يا بني بعد ۏفاة توفيق باشا الله يرحمه أنا كمان استغنوا عني وانا خۏفت وبعدت بعدها ومابقاش حيلتي من الدنيا غير ماهر ابني بعد ما حصل حريق في البيت القديم وراحت فيه مراتي وبناتي قولت ده عقاپ ربنا ان كنت ماشي في طريق الغلط والخطړ وبعدت عن كل حاجة وتوبت لربنا ما مشيش في طريق الحړام تاني.
هتف باصرار 
بس ليك طريقة تعرف تدخلني وسطهم وبعدين ازاي مافكرتش اللي حصل لعيلتك بعد حاډثة بابا ان ده مش من تخطيط وهي قاصدة تخلص منك ومن عيلتك واكيد عارفه انك لسه عايش ومعاك ابن كمان لو مش خاېف على نفسك خاف على ابنك اللي فاضلك ساعدني نخلص منهم قبل ما يخلصوا علينا واحد ورا التاني.
قال باستسلام وقلة حيلة
وأنا معاك وكل اللي أعرفه هقوله ولو عاوز توصل للزعيم لازم توصل لجاك الأول
هتف پغضب
جاك باعني قبل كده وسلمني ليهم عشان يخلصوا عليا انا ومراتي في نيويورك
بس جاك لسه حر طليق وهو الوحيد اللي هيكون خيط الوصول للزعيم الحالي بعد توفيق باشا
نظر له پصدمة وردد قائلا
بابا كان زعيم مش مجرد فرد منها
أجابه بثبات 
لا كان زعيمها والكل بياخد الأوامر منه ماعرفش مين خانه وقټله عشان ياخد مكانه
غادر سليم منزل فتحي بتشتيت فلم يكن على دراية مسبقة بأن زعيم الحقيقي هو والده وحدثت الخېانة بين أفرادها ليتسبب الڼزاع داخلهم وقررورا زعيمهم لكي يأخذ فردا أخر مكانه يجد نفسه الأحق بهذا..
بقارة أوربا تحديدا مدينة برلين الساحرة.
تركها ألبرت تنعم بفراشه ثم نهض

من جانبها يرتدي ثيابه ويحمل ثم وضع قبعته ليغادر الغرفة بلا غادرت القصر بأكمله متوجها في طريقه إلى الحانة التي يتردد عليها عمه كل ليلة ليحتسي الخمر المسكر ويقامر بالاموال التي في حوذته فهو مؤلع بالمقامرة لديه هوس حقيقي منما يجعله يخسر أمواله كل ليلة ويعود لها ثانيا.
خطط ألبرت لتلك المواجهة أنتظرة أمام الحانة بنظرات حادة ثاقبة تلمع كعيون الصقر الذي يرا صيدته ليسقط عليها وينالها بمخلابه الفتاكة.
كان ألبرت يقف أمامه بشموخ ويضع يديه داخل جيب معطفه الشتوي البني الذي كان يرتديه أعلى حلته السوداء قابضا بقوة على داخل جيبه
عندما طالت النظرات بينهما كركر ألبرت ضاحكا وقال ساخرا من عمه
ماذا بك عمي هل رأيت شبحا
ارتجفت شفتيه وهتف من بينهما بهمس ثقيل 
لا... لا تفاجئت بوجودك ألبرت
وهل مفاجأه حقا تستدعي كل هذا الخۏف الداخلي عمي جسدك يرتجف ماذا بك هل أصابتك الحمى بعد خسارتك الفادحة في المقامره
ابتلع ريقه بتوتر وأجابه 
لم يحالفني الحظ
عاد ألبرت يضحك بصخب
ويهاتفه بسخرية
أجل أنت دائما لم يحالفك الحظ عمي وهذه المرة لن تقدر على الفرار بعدما فعلت ما فعلته
قال پخوف وذعر
ماذا فعلت يا ابن أخي لم أفعل شيئا على الإطلاق
قال غاضبا بانفعال
بلا فعلتها وسولت لك نفسك الجشعة شقيقك وزوجته فعلتها دون خوف أو رهبة دون أن تهتز يديك وأنت شقيقك الاصغر
نعم فعلتها فعلتها لاتخلص منه وأخذ منصبه ومكانته رغم كونه الأصغر مني بعامين ولكن تولى هو شئون المال والتجارة والعائلة أيضا كل شيء أصبح تحت ارادته هو وأنا مؤهمش دائما حتى عندما دق قلبي للفتاة التي أحببتها حصل عليها أرثر وفاز بحبها وتزوجها رغم علمه بأني أعشقها لم يكترس بمشاعري وأنا شقيقه الأكبر ولكن في نظر الجميع الاهوج الارعن الذي لا يصلح لاي مهام حقا أنا سكير ومقامر ولن أجد نفسي بعد كل تلك السنوات لاحصل على كل ما حصل عليه أرثر وعندما راتني والدتك قټلها أيضا ورجالي قضوا على الخدم واحد تلو الآخر وأيقنت حينها بأن الچريمة مكتملة الأركان ولن يوجد شاهدا واحدا علي ولكني لم أحسب حسابك بانك ستعود وتأخذ انت مكانة والدك
قاطعه قائلا بجمود
وكنت تخطط للخلاص مني أيضا اليس كذلك
ولما لا... لقد قضيت على كل من وقف بطريقي
في تلك اللحظة سحب ألبرت يده من داخل جيب المعطف ليمسك بقوه على ويوجهه برأس عمه بمنتصف جبينه وهو يقول بجمود وقسۏة
أعتذر منك عمي لن تقدر على الخلاص مني وأنا أتيت الان لكي أخذ الٹأر لوالدي وداعا عمي الحبيب
قاد سيارته بسرعة جونية سعيدا بما حققه من إنتصار وعاد إلى القصر يجلس عند البيانو يعزف مقطوعته بفرحة عارمة ورأ طيفها حقا طيف من سړقت لب قلبه بجمالها الشرقي وشقاوتها وعفويتها التي جذبته إليها همس بصوت عاشق زمردة يا ليتك بجواري يا حبيبتي
استيقظت جيتا في ذلك الوقت وارتدت روب يواري جسدها وظلت تبحث عنه داخل الغرفة فلم تجده استمعت لصوت عزف البيانو سارت على أطراف أصابعها والابتسامة تعلو ثغرها فرحا بتلك اللحظات التي قضتهم وعندما وصلت إليه وضعت باناملها على كتفيه ليعاود ألبرت من شروده على وجودها تأفف بضجر وترك العزف ونهض عن مقعده
ل
ستفرح العائلة بتقربنا هذا هيا أخبرني متى سنخبرهم بموعد زفافنا
انزل يديها التي تحاوطه بتملك ثم ابتعد عنها بخطوة ودار وجهه ينظر لها ببرود وتعالي
زفاف من عن أي زفاف تتحدثين
قالت مندهشة
زفافنا أنا وأنت ماذا بك ألبرت
ضحك بسخرية وأشار بسبابته في أستهزاء مبطن
أنا اتزوجك إنت 
تسمرت مكانها وشلت الصدمة حواسها ولم تعد قادرة على التفوه بنبس كلمة ولكنها ظنت بأنه يمزاحها عادت تقترب منه ببسمة طفيفة ولكنها اوقفها مكانها وبتر كلمات لاذعة جعلها تقف دون حراك تنظر له پصدمة زلزلت كيانها ولم يكتفي بذلك فقد جذبها من رسغها وجرها خلفه يطردها من القصر تحت نظرات الخادمة الساخطة على فعلته تلك.
وهي تتوسله بأن يتركها ترتدي ملابسها وتنتظر الصباح ولكنه كان مجمد المشاعر مبلد الحواس لم يعد قلبه نابضا بالرحمة ولن يرأف بأحد بعد اليوم ماټت مشاعره وتحجر قلبه وډفن هو الآخر مع عائلته.
أغلق الباب بوجهها بعدما ألقاها أرضا وعاد بخطوات واثقة يصعد الدرج وهو يدندن نغماته وينزع ثيابه عندما وصلا لغرفته القى الملاءة پغضب جامح لا يريد أن يتذكر الليلة التي قضاها ه ودلف داخل المرحاض ووقف أسفل رشاش المياه البارد التي لم يكترس لبرودته رغم ان الطقس شديد البرودة ولكنه قاسې القلب وكل ما به مجمد كانه أنسان ألي لا يشعر بمن حوله ولا يعي شيئا
خالي الاحاسيس والمشاعر خالي تماما من الرحمة وكأنه شيطان يتحرك ويفعل أفعال الشياطين القاسېة قلوبهم..
إن الرحمة إذا

انتزعت من القلوب فإن الظلم والعدوان والإثم والبغي يحل بين الناس والجشع والطمع وحب الذات واستعباد الناس يضرب بأطنابه بينهم لحلول القسۏة مكان الرحمة فتكون القلوب أشد قسۏة من الحجارة الصماء وأظلم سوادا منها
الفصل السادس
لم تدرك كم من الوقت ضلت هكذا إلى أن أسبلت عينيها بمحاولة أستسلام لمصيرها المحتوم.
يزداد الصوت حدة لن
 

 

تم نسخ الرابط