رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


اشرفك في مجتمعك كنان أليس كذلك 
وتابعت بآلم
اذا اردت ان تطلقني فأنا ...
ولم يترك لها تكمله الاجابه فقد ضمھا إليه پعنف 
لا أريد ان أسمع منك تلك الكلمه مجددا ورد 
وابعدها عنه قليلا ومسح علي وجهها وغمز لها بوقاحة
كنتي رائعه حقا ورد ليلة امس .. 
فأتسعت عين ورد وعقلها يسير أمامه مقاطع لا تجمعها ..وحدقت به وهي تتسأل 

ماذا فعلت أمس كنان 
فمال نحوها وهمس 
رقصتي ليه... قبلتني كثيرا وكثيرا .. قولتى لي إني وسيم ..
ومع كل كلمه ينطقها كانت تفتح فاها كالبلهاء وحدقتي عيناها تتسع پصدمه 
وهتفت بتعلثم
ماذا .. انا .. فعلت هذا ..وقولت هذا
فلم يتمالك كنان ضحكاته ..واڼفجر ضاحكا 
وارتديتي لي بدلة رقص حمراء ورد
وتعالت ضحكاته وهو يجدها ټنفجر في نوبة بكاء كالأطفال 
....................
تسطحت مهرة على الفراش وهي لا تصدق أنه سافر دون ان يخبرها بهذا ..فقد علمت بسفره من هدي بعد ان أخبرتها أنها لن تتناول طعامها الا عندما يعود 
ليكون رد هدي المتعجب
لكن جاسم بيه سافر يابنتي 
وأخذت تتقلب على الفراش وهاتفها بجانبها تنظر من حين لآخر له لعله يهاتفه او يبعث لها برساله وهتفت لنفسها 
انسي انه يفتكرك يامهرة ... انتي منسية من كل اللي حواليكي
ودمعت عيناها إلى ان غفت تردد اسمه علي شفتيها 
.................
مر يومان على سافره شعرت خلالهم بالوحده وافتقاده .. 
قررت اليوم ان تذهب لريم بعد ان علمت بمرض والدتها 
وقفت أمام شقة ريم المتواضعه وطرقت الباب ليفتح لها رجل بعمر والدها ويبدو أنه هو والد ريم لتشابه ملامحهم
ازيك ياعمي ..أنا مهرة صديقة ريم 
فأتسعت أبتسامة الرجل البسيط ورحب بحب
اتفضلي يابنتي يا اهلا وسهلا ..انتي متعرفيش ريم بتحكيلنا ايه عنك 
فخرجت ريم من حجرة والدتها غير مصدقه ان مهرة قد أتت لزيارتها ..ونظرت لعبائتها المنزليه القديمه بخجل 
فأقتربت منها مهرة ټحتضنها 
تصدقي عندي منها واحده شبها بالظبط ... 
فأبتعدت عنها ريم ضاحكه 
تقريبا كان موديل ونازل السوق 
فضحكت كل منهم .. لينظر والد ريم لمهرة 
تعالي يابنتي اقعدي ..معلشي البيت مش قد المقام 
فتقدمت مهرة وجلست علي أحد المقاعد هاتفه بلطف
مش قد المقام ايه بس ياعمي... علي فكره انا من السيدة زينب 
فأبتسم الرجل وأخذ يخبرها عن الأشخاص الذين يعرفهم وعن القهوة التي بحيهم ..واندمج والد ريم بالحديث معها .. لتخرج من الغرفة والدة ريم تتحرك ببطئ وعندما رأته مهرة نهضت من مقعدها نحوه تمسك يدها 
تعبتي نفسك ليه .. ألف سلامه عليكي 
فربتت والده ريم علي وجهها بحنو 
كان لازم اطلعلك وأشكرك علي كل حاجه عملتيها مع ريم
لتخرج ريم من المطبخ تحمل كوب العصير 
انا مش مصدقه نفسي انك هنا 
فأبتسمت مهرة بود وهي سعيده بوجودها بينهم وهتف والد ريم 
عصير ايه ياريم.. حضري الغدا يابنتي 
فأرتبكت ريم فغدائهم اليوم لن يكون الا عدس 
اصل يابابا
ففهم والدها الأمر 
انا هنزل اشتري سمك مشوي ..وانتي اعملي الرز
فأعترضت مهرة ..لتجد والده ريم تخبر زوجها 
ايوه ياحج أنزل اشتري السمك 
وقبل ان يتجه والد ريم نحو الباب ..اندفعت مهرة هاتفه 
انا هاكل من اللي انتوا عملينه في البيت وكنتوا هتتغدوا منه غير كده ابدا والله وهمشي 
ومع اصرارها ..حدث ما اصرت عليه فهي لم تأتي لتكلفهم 
وبعد ساعه قد أتي الشقيق الاصغر لريم وألتفوا حول الطاولة ذات الأرجل القصيرة وتناولوا الطعام مع أحاديث مرحه وكانت والدة ريم تجلس بينهم تأكل من شربة الخضار الموصي بها الطبيب 
ألفة أسرية هادئه والدة ريم ذكرتها بوالدتها ووالدة مرام اما والد ريم لم يذكرها الا بالسيد عادل بل وأكثر منه طبية...فهو رجلا بسيط للغاية 
وانقضت الجلسة وقد اندمجت مهرة مع علي شقيق ريم .. وفي النهايه وضعت لهم ظرف به مال 
لتهتف والده ريم بعزة نفس
ايه ده يابنتي 
فأبتسمت مهرة بحب لتلك السيدة 
انا مجبتش عصير ولا فاكهه

وانا جايه .. ده واجب الزيارة ولا ايه 
فأبتسمت لها المرأة ولم تستطع النطق 
متقلقيش ديه حاجه بسيطه خالص 
وانصرفت بعدما ودعتها ريم وشكرتها .. وهبط معها علي ليوصلها لأسفل بنايتهم 
لتنظر ريم لوالدها الذي تمتم 
بنت حلال وطيبه اوى البنت ديه 
.......................
خرجت مهرة من الحي الذي تسكنه ريم ..فرن هاتفها لتظن بأنه جاسم فقد هاتفته صباح لتخبره بأمر ذهابها لريم واحتياجها لبعض المال... وكان رده مقتضبا فعذرته لتوتره فاليوم سيصدر قرار اما خروج كريم او استمرار حپسه 
ووجدت رقم مرام ففتحت الخط سريعا 
طمنيني يامرام ..بجد خرج بالسلامه 
فهتفت مرام بسعاده 
ايوه يامهرة خرج الحمدلله ..انا مضطريه اقفل هكلمك بعدين 
وأغلقت معها الهاتف .. وفور ان وضعت الهاتف بحقيبتها .. دفعها أحدهم بقوة أرضا بعد ان اخذ منها حقيبة يدها .. كانوا رجلان يقودوا دراجه هوائية وبعدما أخذوا المال والهاتف قذقوا بها 
ليقف الناس حولها يساعدوها بأن تنهض .. ذراعها قد چرح وركبتها اليمني أيضا .. وجاء إليها أحدهم بحقيبتها يخبرها بأسف
 للآسف سرقوا الفلوس والتليفون يابنتي ..بس اوراقك الشخصية موجوده 
فأخذت الحقيبة منه وهي تتآلم وتنهدت بأرتياح وهي تري متعلقاتها الشخصية موجوده 
وسمعت صوت إحداهن 
عوضك على الله بقي يابنتي 
وانصرف البعض والبعض الآخر وقف يضرب كفوفه ببعضهم مما حدث 
وبعدما استطاعت الوقوف قليلا ..اوقفت سيارة اجرة .. كان رجلا كبيرا بالسن وعندما رأها تتآلم 
اوديكي على المستشفي يابنتي 
لم يتركها السائق وظل معها إلى ان اوصلها 
لتهبط من سيارة الاجرة بعد ان دخلت من بوابة الفيلا 
هجيبلك الفلوس ورجعالك
ورغم الم ركبتها صعدت الدرج سريعا وهبطت بالمال فشهقت هدي من رؤية ذراعها ملفوف وتعرج قليلا 
وعادت للداخل بعدما حاسبت السائق وراضته بالمال ووقوفه جانبها 
وتسألت هدي بقلق
مالك يامهرة ايه اللي حصل يابنتي 
فقصت لها ما حدث 
 الحمد لله جات علي أد كده 
وساعدته هدى للصعود لغرفتها بل ودللتها .. وانتهى اليوم بمساؤه 
وفي اليوم التالي 
كانت نائمه تحلم بجاسم وهي تعاتبه لعدم اهتمامه بها وسؤاله عنها 
وهي تظن أنها بحلم وهمست بعتاب وهي تفتح عيناها وقد تخيلت جاسم أمامها 
سافرت ومسألتش عني .. انا زعلانه منك 
كان يجلس جانبها .... يحزن علي رؤية چروحها فندم أشد الندم لتجاهله لها 
ومال نحو جبينها يلثمه مجددا 
انا أسف يامهرة 
لتبتسم له وهي تظن أنها مازالت بالحلم 
خلاص سامحتك ... انت طيب اوي في الحلم
فضحك ف الحمقاء مازالت تعتقد انها تحلم 
واغمضت عيناها وفتحتهم ببطئ ..
الفصل الواحد والثلاثون.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
ابتسمت وهي مازالت بين الغفوة واليقظه ..تظن بأنها بحلم جميل تري فيه جاسم الحنون الذي تريده وترى نفسها دون مشاعر مقيدة خائفه 
فمدت يداها نحو وجهه تتحسه ثم رفعت جسدها نحوه كي تحتضنه 
الحلم ده جميل اوي .. وانت حلو اوي فيه 
فكتم ضحكاته بصعوبه وضمھا إليه أكثر هامسا 
فعلا حلم جميل يامهرة .. ياريت تفضلي تحلمي كده علطوول
فأبتعدت عنه قليلا وأتسعت عيناها فالوضع به شئ عجيب ... ووضعت يديها علي ذراعيه ثم وجهه 
بسم الله الرحمن الرحيم 
وهنا لم يقدر علي كتم صوت ضحكاته التي صدحت عاليا وطالعته وقد تيقنت انه ليس حلما بل حقيقة وصړخت بكل قوتها
اكدب عليا وقول انه حلم 
وأغمضت إحدى عيناها تنتظر منه ان يخبرها ما ترغب في سماعه ولكن املها قد خاب 
للأسف حقيقه يامهرة 
وضحك بقوة وهو يطالعها ثم غمز لها بمكر 
كنت أتمني اكدب عليكى 
فضاقت عيناها پصدمه مما تفوهت به فيبدو ان هذا تأثير المسكن الذي تناولته قبل ان تغفو وتمتمت بأرتباك وتعلثم
انا .. يعني... اصلا .. آه هو الدوا السبب خلاني مش حاسه بنفسي 
وحركت رأسها كي يتفهم الأمر ... فأبتسم بحنو 
خلاص يامهرة انا نسيت اللي حصل ..اعتبريني حلم 
فتنهدت براحه وكأنها اقتنعت وعندما لمحت المكر في عينيه علمت أنه يجاريها وكأنها طفله 
وانتفضت من فوق الفراش 
أنت بتاخدني على اد عقلي مش كده
فتنهد بيأس منها 
مهرة انا جاي من السفر تعبان وحقيقي مش فايق ولا فاكر اي حاجه قولتيها ارتحتي كده 
فطالعته بصمت إلي ان وجدته ينظر إلى ذراعها متسائلا 
حصلك ده إزاي 
فحركت رأسها وهي تتحاشا نظراته الثاقبة نحوها 
متاخدش في بالك ..ديه حدثه بسيطه 
فزفر أنفاسه بحنق واقترب منها يحاوطها بذراعيه 
لاما بتروحي للمصايب برجليكي او هي اللي بتجيلك 
فضحكت رغما عنها 
مقدرات كونية 
فضحك علي مشاغبتها وتمتم بهدوء
سلامتك 
كلمه واحده منه حانية جعلتها كالضائعه وكأن قلبها كان مشتاق لمجرد كلمه تسعده 
وطأطأت رأسها عندما شعرت بأن قواها خارت 
ووجدت يده ترفع وجهها كي تعود لمطالعته .فأرتبكت وهي تتمتم
هو انت متأكد أننا مش في الحلم 
فأبتعد جاسم عنها ضاحكا بقوه لتهتف بحنق 
أنت بتضحك علي ايه
فتنهد وهو يتسطح على فراشها بعد ان خلع سترته 
بضحك علي غلطة عمري 
لم تفهم مغزي كلماته في البدايه وأتسعت حدقتي عيناها بعدما فهمت مايقصد واندفعت جانبه علي الفراش 
انت تقصدني انا 
ولينهي هذا الجدال سريعا تمتم بأرهاق 
مهرة ارجوكي انا جاي من السفر تعبان ومحتاج انام 
فأشفقت على حاله فالارهاق ظاهر علي ملامحه
خلاص مش هتكلم أه 
ووضعت بيدها علي فاها تطالعه وهو يغمض عيناه علي وسادتها
جاسم 
ففتح عيناه لتنظر

إلى إليه ثم الفراش 
انت هتنام هنا 
فحرك رأسه بنعم وأشار اليه بأن تقترب ..فأقتربت منه ببطئ
تعالى جنبي يامهرة 
فوقعت عيناها علي المكان الذي يشير له 
لاء هنا كويس 
فتعالا صوته بضيق 
مهرة ممكن بلاش عند النهارده 
وانصاعت لامره بهدوء .. وجلست بالقرب منه لتجده يعتدل في نومته هاتفا 
عايز انام في حضنك 
ولم يمهلها الرد ..لتجده يجذبها له .. وتملصت من ذراعيه فتمتم بنعاس
اهدي يامهرة ونامي 
فهتفت بتذمر
طب انا مش عايزه انام 
ولكي يلهيها قليلا بدء يتجاذب معها الحديث 
احكيلي ايه اللي حصلك في غيابي 
فأخبرته عما حدث من سړقة ليهتف پغضب 
بعد كده تاخدي السواق معاكي ... ربنا ستر المره ديه وعدت على الخير
فزفرت أنفاسها ببطئ ثم تسألت
كريم اخباره ايه وايه اللي حصل في القضيه 
فتنهد بأرتياح 
القاټل أعترف بكل حاجه ..كان سکړان وحكي لعامل في الملهي الليلي اللي كان سهران فيه والعامل راح بلغ عنه 
فحدقت به مهرة غير مصدقه 
سبحان الله ..كويس ان خرج من الحكايه ديه بالسلامه 
ونست وضعها هذا بين ذراعيه ورفعت كفها تداعب خصلات شعره بشرود غير منتبها لاستسلامها هذا 
كان يغمض عيناه ويفتحهما متعجبا من هدوئها بل وأيضا الدفئ الذي يشعر به بين ذراعيها ووجد نفسه يسألها دون وعي
مهرة ايه رأيك نسافر نغير جو
اعجبتها الفكره بشده ... فالأول مره تسمع تلك العباره وأحد يخصها بها 
نسافر 
وابتسمت بحماس 
موافقه بس فين 
فضحك علي تعبيرات وجهها التي تتغير بتلقائية في دقائق 
اختاري انتي ايه رأيك
فأسترخت في جلستها ومازالت تحرك يدها علي خصلات شعره 
اقترح انا 
وسألت نفسها 
عايزه تروحي فين يامهرة
انا عايزه
 

تم نسخ الرابط