رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


يعني .. الشقه كانت عايزه تتمسح وتتنفض .. وطبيعي اعطس 
فضاقت عيناه وهو يطالعها بمراوغة 
وطبيعي تبقي حلوه كده النهارده 
فأرتبكت واشاحت عيناها عنه .. ووضعت كفوفها علي وجنتيها تتحسس سخونتهما 
ووجدته يضمها اليه
وحشتيني وبعد الدقايق اللي نرجع فيها البيت و..
وقبل ان يكمل باقي عباراته هتفت 

لاء كفايه كده .. ارجع جاسم اللي بيشخط من تاني 
وصاحت بصوتها عاليا 
انا مش متعوده على الكلام ده 
وانتحبت بطريقة الأطفال ولكن بأصطناع ... فأنفجر ضاحكا 
يامجنونه 
فأبتسمت وهي تتمايل بين ذراعيه 
جاسم انا جعانه أوي 
فتمتم وهو يضبط لها وضع حجابها 
تحبي ناكل بره قبل مانرجع البيت مع أننا هنضيع وقت يعني 
فوكظته برفق علي ذراعه 
بس بقي .. بدل ما أفضل هنا وانت تروح لوحدك
فلمعت عيناه وهو يبتسم
بقي كده .. طب يلا قدامي عشان لسانك بدء يتعوج 
فتشبثت بذراعه واخدت تترجاه كالأطفال 
عايزه اكل كشړي من محل الحج زعتر 
فرفع حاجبيه بأستياء 
زعتر يامهرة ...الصبر يارب
...........................
نظرت ورد إلى كنان الصامت ويتناول طعامه بشرود... وفريدة من حين لآخر تطالعهم بسعاده فهي سعيده ببعدهم عن بعض 
فوضعت ورد يدها بحنو علي يد كنان متسائله
ما بك كنان 
فطالعها كنان بهدوء 
انا بخير ورد لا تقلقي
وعاد يشرد ثانية في الصباح عند لقائه بالفتاه بغرفة مكتبه لم يسألها عن مؤهلاتها بل كل اسألته كانت عن عائلتها وحياتها واصولها حتي ان الفتاه تعجبت من أسئلته ولكن كانت ترد عليه من أجل الا تخسر تلك الوظيفه التي لم تظن ان تحصل عليها بمؤهلاتها البسيطه 
وفاق علي تحريك ورد مقعدها ومغادرتها بحزن ..ليزفر أنفاسه وينهض هو الآخر 
فحدقت بهم فريدة التي فورا اخذت هاتفها تهاتف سيلا 
ما الأمر فريدة خانو
عالم بها سيلا ببرود لتخبرها فريده عن فتور علاقه كنان و ورد
سيلا اسمعيني جيدا هذا هو الوقت المناسب لتعودي لكنان
وضحكت بصخب ثم عادت تتحدث بهمس 
قريبا سيمل منها ويطردها ..كنان بدء يري نواقص زوجته
لتتنهد سيلا بيأس من ذلك الأمر ..فهي قد نست أمر كنان والأن تمنح نفسها فرصة القرب من بشير فالفرصة قد اتت بعد ان تم نقلها ونقل بشير لأحد الأفرع الخاصه بالشركه 
وظلت تستمع لخطط فريده دون مبالاه الي ان انهت فريده المحادثه 
.......................
نظرت ريم إلى هاتفها الذي يدق برقم ياسر .. فشعرت بالأمل ففي الصباح علمت بأمر نقلها نهائيا إلى مكتب ريان ..ريان ذلك الرجل الذي تهابه مثل جاسم وفور ان فتحت الخط سألته
هرجع اشتغل مع حضرتك من تاني صح
فضحك ياسر من قلبه فهي منذ ان علمت بأمر نقلها وهي تترجاه ان تعمل مؤقتا كما امر من قبل مع ريان ثم تعود للعمل معه 
للاسف لاء ياريم ... انا متصل أبلغك تهتمي بتعليم السكرتيرة الجديده لمكتبي نمط الشغل معايا والملفات اللي تم مرجعتها .. عايزك تفهميها الشغل تمام 
فهتفت ريم بحزن وهي تنظر لهاتفها 
حاضر 
وأغلق ياسر بعدها متنهدا وهي يتذكر طلب ريان بأن تعمل ريم معه
.................
كسبت 
فترك جاسم معلقته وهو ينفخ بقوه داخل فمه كي يبرد قليلا 
نافستيني على حاجه للاسف مبحبهاش 
فضحكت بمتعه 
في حد مبيحبش الشطه
فأرتشف الماء لينظر لها بأمتعاض
اه انا 
فأبتسمت وهي تعطي له المنديل ليمسح فمه فسعادتها اليوم لا توصف. 
.................
أغلقت بوجهه الهاتف مبتسمه.. لتجد بعد مدة والدها يعطيها هاتفه 
ردي علي مراد 
لتأخذ منه الهاتف بتأفف وهتفت بضيق مصطنع
نعم ..خير
فتنهد مراد بضيق فهو يود قټلها علي أسلوبها البارد هذا .. وتمني داخله لو تعود قطته الوديعه له
ده رد واحده علي خطيبها 
فأبتعدت عن والدها ولوت شفتيها بأمتعاض
انا موافقتش على خطوبتنا .. ومش هوافق 
فقبض مراد علي يديه بقوه وهمس لنفسه 
أهدي يامراد واصبر عليها 
وهتف بهدوء 
طيب ممكن نتقابل بكرة يارقيه في المطعم 
فصمتت رقية للحظات وهي تفكر 
للاسف مش فاضيه 
فعاد يقترح ميعاد آخر وهي تتعلل بالحجج الي ان صدح صوته پغضب قبل ان يغلق الهاتف
بكره هعدي عليكي الساعه خمسه يارقية ولو مخرجتيش من البيت وقابلتيني هجيب المأذون واتجوزك
لتنظر رقية للهاتف بأعين متسعة.. وابتسمت وفردت ذراعيها بتهلل .. واعين والدها عليها بسعاده فهو يتمنى لها مراد كي يطمئن عليها 
.............................
دخل جاسم للمطبخ فور ان عادوا يطلب من هدي كأس من الحليب

البارد فلم يعد يحتمل ألم معدته 
لتعطيه هدي الكأس متسائله 
أحضر العشا ياجاسم بيه 
فأعطاها الكأس الفارغ بعد ان ارتشفه أملا ان يهدء الم معدته وتذكر ما اكله 
لاء ياهدي ... احنا اتعشينا بره 
وخرج من المطبخ متجها لمكتبه يطالع الملف الذي سيناقشه غدا مع ريان ومنه يتركها تحادث ورد 
فورد هاتفتها وهم عائدون ولكن لم تعرف تتحدث معها فطلبت منها عندما تصل تهاتفها 
............................
نظرت مهرة لهاتفها بحنق فهاتف شقيقتها أصبح مشغول وجلست علي الفراش تبتسم بسعاده 
ونهضت من فوق الفراش نحو المرآه تنظر الي وجهها الذي يلمع لمعان عجيب 
وانتبهت لشرودها واتجهت بعدها نحو المرحاض تنعش جسدها ثم تهاتف ورد 
وبعد خمسه عشر دقيقة كانت تخرج من المرحاض راكضا بثوب الاستحمام وهي تسمع رنين هاتفها يعلو وفتحت الخط سريعا وكان تلك المرة حديثهم صوتا فقط فورد لم ترغب في رؤية مهرة ملامحها الحزينة 
معلش يامهرة كنت بكلم ليليان صاحبتي اللي حكتلك عنها 
فتنهدت مهرة براحه 
 صوتك مش عجبني مالك ياورد ..كنان مزعلك
فتمتمت وهي تزفر أنفاسها 
بالعكس كنان بيعملي كل حاجه نفسي فيها بس انا تعبانه يامهرة عندي ديما احساس بالنقص في شكلي وجسمي 
لتتسأل مهرة بقلق 
حماتك السبب مش كده 
فصمتت ورد .. لتتنهد مهرة بضيق
المهم جوزك ياورد ركزي مع جوزك سمعاني ياحببتي .. واياكي تخلي حد يقلل منك او تحسي بالنقص أبدا .. كنان اختارك وعمل المستحيل عشان ياخدك 
واسترخت مهرة علي الفراش ومدت ساقيها وقد نست انها بثوب الاستحمام .. واخذت تخبر ورد ببعض النصايح 
خليكي ناصحه وواثقه من نفسك سامعه
فلمعت عين ورد بحنين وحب 
حاضر 
فأبتسمت مهرة وهي تلوي خصلات من شعرها على أصابعها 
روحي اتظبطي وألبسي كده حاجه حلوه لكنان ولا اقولك ارقصيله جوزك شكله بيجي بالرقص 
فڼهرتها ورد بخجل لتضحك مهرة على شقيقتها وأغلقت بعدها الهاتف
لتنسي نفسها وتتسطح على الوساده وغفت دون شعور 
وبعد ساعه كان جاسم يردف للغرفة ووقعت عيناه عليها فأبتسم .. وابدل ملابسه ثم أندس جانبها واخذ يتأملها وهى غافية ليعبث بيده علي وجهها ويهمس بأسمها
 مهرة اصحي ..ما هو انا مفضلش صابر طول اليوم وفي الآخر تنامي 
ففتحت عيناها وطالعته ثم طالعت نفسها وشهقت پصدمه 
انا نمت كده ازاي 
وحاولت دفعه ولكنه كان يحاصرها بذراعيه وينظر إليها بنظره عابثة 
الفصل السادس والثلاثون.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
يداه اخذت تتخلل شعرها الرطب ببطئ .. وانتقل من لمس شعرها للمس وجنتيها وهي مازالت ثابتة في وضعها تنظر لعيناه وكأنها كالمنومة ... مشاعر غريبة بدأت تسير داخلها لا تعلم لما تنسي نفسها وهي معه.
جاسم وضع قوانين لعبته بهدوء وتمهل وفي النهايه انتصر ليصل لهدفه ..اضعف خاسر هو القلب 
ومال نحوها أكثر حتي أصبحت أنفاسهم قريبة للغاية.
ليصدح رنين هاتفها جانبها فأنتفضت من أسفله وألتقطت هاتفها سريعا لتنظر لأسم المتصل. 
ده أكرم 
وفجأة وجد يداه انزلقت لينبطح علي الفراش داعيا عليها بحنق 
ربنا يسامحك يامهرة 
فنظرت إليه ثم للهاتف ضاحكة من هيئتة بعد ان انبطح علي الفراش عندما تملصت من قبضتي يديه وردت علي أكرم بقلق
مال صوتك ياأكرم ..انت فيك حاجه 
ليهتف أكرم بحزن وهو ينظر حوله ..فقد كان يسير بأحد الطرق هائما فيما حدث له من والدته في الصباح 
مهرة انا محتاجك 
فشعرت بوجود خطبا ما حدث له وزاد قلقها عليه 
قولي انت فين وانا اجيلك 
فصدح صوت جاسم بحنق فقد كان يتابع الحوار بصمت إلي ان نطقت بعبارتها الأخيره 
قولي لاكرم يجي ..خروج من البيت مافيش 
فطالعته بضيق ووجدت أكرم يهتف 
انا جاي ليكي ده لو مش هيضايق جاسم 
فسريعا اجابت وهي تنظر لجاسم 
اكيد لاء ..هستناك 
وبعدما أغلقت الخط مع أكرم...وقفت تطالع جاسم العاقد ساعديه امام صدره وقد تسطح علي ظهره فوق الفراش وقفزت جانبه بطريقة مضحكه بهيئتها التي أطاحت عقله
وفيها ايه لو خرجت 
فنظر لها بضيق 
أنتي مش واخده بالك الساعه كام دلوقتي 
فهتفت بحنق ولامبالاة
عادي 
فأستفزه حديثها.. ليجذبها من خصلات شعرها
عادي ده لما كنتي عايشه لوحدك ..اما دلوقتي انتي متجوزه الساعه 11 ياهانم 
فتألمت من قبضت يده علي شعرها
اه سيب شعري 
فأقترب منها بعد ان ترك شعرها وحرك خده علي خدها 
لسانك ده حقيقي محتاج ضبط من اول وجديد 
وضمھا إليه بدفئ 
مهرة ياحببتي نعقل كلامنا قبل ما ننطقه ..واوعدك كل ماتسمعي الكلام ليكي هدية عندي 
مشاعر الابوة كانت طاغية عليه في تلك اللحظه ورغم أنها هدأت عندما لمس جزء مفقود داخلها فهي لم تعرف تلك المشاعر من قبل ..وابتعدت عنه تنظر الي عيناه ..فأبتسم وهو يعلم أنها تعقل كلامه داخل عقلها 
وابتعدت عنه وهبطت من فوق الفراش نحو غرفة الملابس لترتدي ملابسها 
لينظر جاسم نحوها زافرا أنفاسه بقوة 
لاء كده كتير 
وهبط برأسه علي الوساده مغمض العينين كي يهدء قليلا متوعدا لها بعد ان ينصرف أكرم 
.............
جلس أكرم بأرهاق والحزن ظاهر علي ملامحه مما فعلته والدته معه .. كان دوما المطيع الهادئ لا يطلب منها شئ والشئ الوحيد الذي طلبه منها ان توافق علي خطبته من حبيبته ولكن الإجابة كانت طرده من عمله فضغطت عليه من أكثر الجوانب قسۏة 
كان جاسم يجلس معهم بهدوء ويستمع إلي مايقصه أكرم ..وعندما شعر بحاجه أكرم الي شقيقته 
نهض معتذرا 
هسيبكم تتكلموا براحتكم 
ونظر الي أكرم الذي وقف علي الفور 
لاء انا همشي خلاص ..واسف أني ازعجتكم
ليقترب منه جاسم رابتا علي كتفه بأخوه 
عيب تعتذر وانت في بيت اختك ياأكرم .. البيت بيتك وتيجي في اي وقت 
فطالعته مهرة بهدوء وسعاده مما فعله مع شقيقها .. ونظرت إليه بأمتنان حقيقي وهتف قبل ان يصعد لاعلي 
بات الليله ديه هنا وارتاح 
وبعدما انصرف نظر نحوه أكرم بحب ثم نظر الي شقيقته 
حقيقي كل يوم بحترم وبتعلم من جوزك يامهرة ... انا بعتبره أخويا الكبير 
فأبتسمت ومدت ذراعيها لشقيقها كي تحتويه بحنو متمتمه 
اوعي تزعل لو علي الشغل امره سهل ..
وهتفت بجمود 
انا اسفه اللي هقولهولك في حق امك بس هتستني ايه من واحده خلت جوزها يرمي بناته ولما يفتكرهم
 

تم نسخ الرابط