رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


مازالت على وضعها نائمه بقربه.. تبتسم من حين لآخر لا تصدق انها وهبته حتى جسدها بكل رضي وحب وأصبحت امرأته..لمست يدها كانت تحرقه لا يستطيع فتح عيناه فترى فيهما الخواء.. ومرت الدقائق وهم هكذا هي لا تكف عن مطالعته ببتسامه صادقه واعين تلمع بها سعادتها وهو مغمض العينين يصارع أفكاره وقلبه الذي أصبح يريدها بشده ولكن ظلام الماضي مازال داخله...وبسببه ادخلها معه لحياه لا تستحقها

وقرر فتح عيناه اخيرا وتمالك مشاعره ببروده قاسيه
ولكن قبضه قويه اعتصرت قلبه وهو يرى ابتسامتها الحنونه وسؤال واحد يدور داخله هل تستحق منه الألم ليشعرها انه ندم علي تلك الليله التي أتت بسبب ضعفه 
انتظرت منه سماع اي شئ ولكنه كان يطالعها بصمت.. فتبدلت ملامحها وقد فهمت الاجابه.. فهو ندم علي علاقتهما أمس 
وقبل أن تحاول لملمت شتات نفسها حتي لا يرى ضعفها وجدته يبتسم لها 
صباح الخير ياريم.. نمتي كويس
ثلاث كلمات نطقهم بإبتسامه جاهد على رسمها أحيوا قلبها من جديد.. وعاد وجهها يشرق ثانيه.. 
لو أحدا سأله عن معنى الآلم تلك اللحظه.. لكانت الاجابه حاضره 
ان تجده من يحبك بكل ظلامك وعيوبك بل ويقدم لك حياته كلها بوجه مبتسم راضي بالقليل 
فأبتمست وهي تتورد خجلا من تذكرها ماحدث بينهم 
صباح الخير
الكلمات لم تكن تستطيع إخراجها من حلقها من شده خجلها.. تنتظر سماعه ولكن لا شئ قاله الا انه نهض من جانبها متمتما 
اتاخرنا علي الشغل.. حاولي اجهزي بسرعه عشان اوصلك في طريقي 
فتعلقت عيناها به وهو يسير نحو المرحاض.. عمل سيذهبوا إليه بعد اول ليلتهم.. ولكن تلاشى حزنها سريعا متنهده تقنع قلبها 
ما انتوا مأخدتوش اجازه ياريم.. بطلي كسل واقومي اجهزي عشان تحضري ليكم الفطار 
ونهضت بعدها بنشاط.. ليمر الوقت.. ووقفت تعد الفطور سريعا ثم حملته تضعه على المائدة.. فقد صنعته بكل حب اليوم رغم ضيق الوقت ووضعته بحماس الا انه أتاها صوته وهو يحمل مفاتيحه الخاصه
ريم مافيش وقت عندي اجتماع بعد ساعه 
أراد أن يهرب بعيدا عنها لعله يرتب مشاعره..ولا يعرف ان العقل بدء يصور كل تلك اللحظات رغم أن القلب مازال غافي بعشقه 
فنظرت للطعام الذي أعدته.. ثم نظرت نحوه وهو متجه نحو باب الشقه.. لتحسم امرها وتتبعه بعد أن حملت حقيبة يدها 
طيلة الطريق جلست ويداها تتلاعب بحقيبتها بتوتر تسأله إذا كان سيعود مبكرا ام لا وهو يجيبها بعبارات مختصره 
واوقف سيارته أمام الشركه التي تعمل بها.. ثم ألتف إليها
خدي بالك من نفسك
قلبها يرفرف من مجرد كلمات لا تعني شئ في قاموس المحبين.. يلقيها عليها ليرضي ضميره وعندما يرى سعادتها ېصرخ قلبه ويهتف 
راضيه عاشقه محبه بفقر ما تعطيه لها 
وودعته ببتسامه مشرقه تنير وجهها المستدير.. ليظل واقف بسيارته يطالع خطواتها وقلبه راغب بجذبها نحوه.. ريم اتت إليه بالترياق ولكن مايفعله هو كالمړيض الذي لا يرى أملا بنفسه فيلقي بالدواء بعيدا 
وبدأت أنفاسه تتعالا.. ليسند برأسه على عجلة القيادة زافرا أنفاسه 
مش قادر اتحمل حبك ياريم.. بحبك وخاېف عليكي من الماضي اللي مقدرتش اتخلص منه.. حتى السنين مدوتش الۏجع ولا شعوري بالذنب 
اجتمعوا في منزل رقيه فقد أتوا للمباركه لها بعد تأجيل زيارتها اسبوعان من عودتها
مهرة مش معقول بطنك كبرت.. ده انا كنت قربت أشك انه حمل كاذب 
ألقت رقيه مزحتها لتضحك ريم وهي تضع طبق الحلوى علي الطاوله 
فحدقت بهم مهرة بحنق.. فقد تركت العمل بمكتب السيد فؤاد بسبب وضعها هذا الي أن تلد لتعود مجددا لمهنتها التي تعشقها وأشارت إليهم 
عقبال ما افرح فيكم انتوا الاتنين 
فرفعت رقيه يداها عاليا 
أمين.. انا عايزه ابقى بطيخه كده
مرح وسعاده رقيه كان يظهر بوميض مختلف وميض الحب الذي تحياه مع مراد 
الملابس التي كانت تخفيها ولكن ياسر هاتفها واعتذر فهو مع احد أصدقائه بالمشفي 
ليلتها اطفأت الشموع ومعها انطفى شئ بداخلها..ولم يكن الشئ الا حلما جميلا رسمته معه 
ولكن في الصباح ومع إرهاقه نسيت كل شئ وعاد قلبها ينبض بحبه.. واسبوع مضى منذ تلك الليله ولم تعد تراه الا ليلا عندما يحملها من فوق الاريكه التي تغفو عليها بعد ساعات من الانتظار 
لتستيقظ علي قبلته الدافئه التي يلثم بها جبينها وبعدها يمسح على وجهها يخبرها أن تغفو ويترك بعدها الغرفه 
وفاقت على صړاخ رقيه بعد أن قذفتها مهرة بالوساده الخاصه بالاريكه الجالسه عليها 
كفايه تريقه هو انا اخلص من تريقة جاسم وأكرم تتريقي انتي عليا 
فضحكت رقيه وهي تنظر لريم
بقت شرسه اوي 
فأبتمست ريم وهي تشاركهم الحديث 
لاء مهره طيبه وحنينه يارقيه متقوليش عنها كده 
فأسبلت مهرة اهدابها برضى ولكن لم تكتمل لحظه الإطراء 
بس انتي تجنبي تضغطي على زر الشراسه اللي عندها 
وما كان من رقيه الا ان طرقعت بكفها مع كف ريم 
 مكدبتش ولا ريم كدبت 
واتجهوا نحو بعضهم يحدقون بها وهي تطالعهم پشراسه حقيقيه وكادت أن تنهض لتريهم شراستها الا ان عادت تجلس ثانيه 
لاء مش قادره تعبانه.. المره اللي جايه ابقى اعرفكم ازاي تتريقوا عليا 
وألتقطت طبق الحلوى الذي أمامها وأخذت تلتهمه بأستمتاع وهم يطالعوها بأعين متسعه لينفجروا بعدها ضاحكين 
أنهوا طعامهم بصمت ونهض عمار قبلهم متمتما بحمد 
الحمدلله.. الاكل طعمه جميل تسلم أيديكم 
فطالعته رفيف بسعاده 
لقد أعدته بمفردي 
فنظر هو لشقيقته التي نهضت تحمل طبقها.. فحركت رأسها بتأكيد
ايوه ياعمار.. رفيف هي اللي طبخت النهارده وبقت تتعلم بسرعه 
كان عمار سعيدا بما يسمعه فلو أنكر علاقتهما التي بدأت تسير كالازواج لن ينكر قلبه الذي بدء يخفق من تغيرها.. تغيرها أصبح يعطيه مبررا قويا لتصديق مشاعرها نحوه .. وطالعها مبتسما 
تسلم ايدك يارفيف 
فأتسعت أبتسامتها ونهضت هي الأخرى تعاون علياء في توضيب الطاوله.. ليقفوا بالمطبخ علياء تجلي الأطباق ورفيف تعد الشاي ليحتسوه سويا 
رفيف اندمجت مع حياتهم البسيطه.. رغم أن مازالت عيوبها كما هي ولكن مع تلك العائله فهمت معنى الدفئ العائلي 
نشأت في عائله ثريه أموال دلال لكن لا اب ولا ام.. تربت على ايد المربيات تزوج والدها والدتها بعد علاقه غير شرعيه..ثم طلقها ليعود بعدها لزوجته ام أولاده.. والدتها كانت امريكيه مغنيه في احد الملاهي الليله.. وفي صفقه عمل بأمريكا فاز بليله ماجنه ولشعوره بالذنب تزوجه ثم تم الطلاق بينهم.. ف حبه كان لزوجته ام ولاده وابنه وطنه.. ورغم عدم تقبلها لها إلا أنها سمحت لها بأن تتربي بين أولادها فلا مفر من وجودها 
وفاقت علي فوران الشاي.. فنظرت لها علياء بتسأل 
سرحانه في ايه 
فحركت رفيف رأسها بعد أن فاقت من شرودها
لا شئ علياء 
وحملت الصنيه بعد أن وضعت عليها الكؤس.. لتطالعها علياء ثم عادت تكمل مهامها لتلحقها كي ترتشف الشاي معهم فقد اشتاقت لشقيقها وجلساتهم تلك 
............................ 
عادت ريم من زيارتها لرقيه سعيده من تجمعهم الذي بدء يجعلها تخرج من قوقعتها 
لتجد أنوار الشقه مضاءه متعجبه أن ياسر عاد اخيرا مبكرا.. فألقت بحقيبتها علي أقرب شئ قابلها ثم اتجهت نحو الغرفه 
وقبل أن تتفوه بشئ وجدته يعد حقيبة سفر ويضع بها ملابسه 
انت مسافر
تسألت بنبرة مذبذبه.. فألتف نحوها ببطئ.. فرغم وجود بديل لرحله عمله إلا أنه وافق على الفور.. أراد البعد قليلا.. أراد أن يختبر بعدها عنه كما قال له الطبيب النفسي في زيارته له بعد ليلتهم 
إذا أرادت أن ترى مقدار تعلقك بشئ أخفيه من حياتك.. ابتعد.. لحظتها ستعلم هل بعدك انساك ام ما زادك الا شوق 
وجاء الحل سريعا عندما عرض عليه ريان رحله العمل التي من المفترض أن يذهب هو ولكن ياسر وجدها فرصه 
الرحله كانت للجزائر حيث فرع الشركه الجديد لهم هناك.. والمدة اسبوعان 
لازم اسافر ياريم.. هما اسبوعين مش هتأخر 
فتجمدت عيناها عليه ثم على حقيبة ملابسه 
اسبوعين.. دول كتير اوي 
ألم يكفيها ۏجع جفاءه فضاف لۏجعها البعد 
انت بتبعد عني عشان اللي حصل بينا صح.. انت ندمان 
وسقطت دموعها ببطئ 
ليه بتعمل فيا كده 
فأقترب منها سريعا وقلبه يدمي من الآلم واحتضنها بقوه 
هنتكلم في كل حاجه لما ارجع.. تمام 
وبعدها عنه يمسح دموعها 
انا لو ندمت لحظه من عمري فهندم على معاملتي ليكي وألمك 
مع كلماته ولمساته على وجهها.. رضي القلب بما يمنح إليه 
................................ 
ابتسم وهو يري الرسائل التي تبعثها له وهي جالسه جانبه الاريكه ولكن كل منهما يجلس على طرفها 
رساله وراء رساله ترضى بها رجولته وتذبذب ثباته أمام أنوثتها الطاغيه
رفيف أنثى بمعنى الكلمه شكلا وأفعالا احيانا يشعر بالاختناق من تحررها هذا الذي مارسته مع العديد من الرجال وأحيانا أخرى يجد عقله في سبات عميق وقلبه يتقافز بين اضلعه
بعدين بقى في شغل المراهقات اللي بتعمليه ده
هتف بجمود رغم سعادته بالأمر.. لتنظر إليه بعبوس
ما دخلك انت فأنا افعل ذلك مع زوجي
كانت تتحدث بمشاكسها اكتسبتها من طباع علياء
فلم يجد عمار ردا الا انه ابتسم فظهرت غمازتيه
فأقتربت منه رفيف تقبله على كلتاهما.. وهو جلس مدهوشا من فعلتها
اعشقهم بك عماري
صفارات

إنذار من عقله ولكن القلب دفعه ليعود إلى سباته العميق.. وبدء القلب يتراقص 
فوقف علياء تتداري عيناها المختلسه بعيدا عنهم.. لم تقصد التجسس ولكنها كانت ذاهبه نحوهم تشاركهم الحديث ولكن لم يعد وجودها مناسب وآلم انغرز بقلبها فشقيقها لم يعد لها وحدها بل أصبح له زوجه حتي لو كان زواج لم يرغب به
وظلت بالمطبخ تنظف ما نظفته مجددا تخفي حالها منهم فلو اتجهت لغرفتها ستقطع عليهم لحظتهم
أين علياء
وجه عمار سؤاله بعد أن ازاحها عنه
بالمطبخ
فأمتعض منها عمار وعاد إلى رشده
خدي بالك من تصرفاتك قدام علياء يارفيف.. واوعاكي تنسى أن هي اللي جوه وانتي بره
فأتسعت عيناها پغضب
ماذا تقصد.. انت تطردني.. انا احب علياء صدقني ولكن اھانتك تلك المره قاسيه عمار
ودون ألتفافه منها إليها.. نهض متجها للمطبخ ناظرا لظهر شقيقته
انتي لمعتي المطبخ.. كفايه تنضيف
فهتفت وهي تداري عنه ملامحها الحزينه وحاولت أن تعود لطبيعتها المرحه
انت عارفني بحب اعمل كل حاجه بضمير 
 بتحطي ضميرك في كل حاجه الا المذكره
ومع مزاحهم وحضنه الدافئ إليها.. وجدت نفسها تنفض رأسها من وسواس الشيطان لها بأن شقيقها سينساها
...............................
نظرت لنرمين التي صعدت لسيارتها وانصرفت لخارج الفيلا وزوجها يقف ينظر لها فاتحا لها ذراعيه بعد أن وجدها تخرج من السياره.. فتجاوزت عبوسها جانبا واتجهت إليه 
هي نرمين كانت هنا 
فأبتسم وهو يطالعها وأجاب بهدوء 
كان في مشاكل في الأوراق الصفقه والمفروض بكره هنقدم ورقها ومافيش وقت.. فتناقشنا فيها وريان كان موجود
 

تم نسخ الرابط