رواية كامله بقلم ندي محمود
المحتويات
الباب وطرقت بخفة لتسمع صوته وهو يسمح للطارق بالدخول
فتحت الباب ودخلت ثم أغلقته خلفها رفع هو عيناه عن الورق الذي أمامه ظنا منه أنها الخادمة الخاصة بمنزله لكن لجمت الدهشة لسانه عندما وجد جلنار أمامه خصوصا أنها المرة الأولى لها التي تخطو فيها منزله الخاص استقام واقفا وهتف باستغراب
جلنار !
ليه عملت كدا يا حاتم !!
أجابها بثبات انفعالي وباستنكار واضعا كفيه في جيبي بنطاله
مضايقة عليه !!!
جلنار باندفاع
مهما كان اللي بيني وبين عدنان ومشاكلنا ورغبتي في الطلاق لا يمكن أقبل أن يتسجن ياحاتم هيفضل أبو بنتي وأكيد مش هكون حابة إن بنتي تشوف أبوها في الموقف والوضع ده
رفع أنامله لذقنه الخفيفة يحكها بغيظ ثم هتف في نظرات مشټعلة
متتحججيش بهنا ياجلنار إنتي اللي مش قادرة تتقبلي الفكرة عشان للأسف بتحبيه
قولتلك مليون مرة مش بحبه ثم إن حتى لو بحبه إنت إيه مشكلتك مش فاهمة !! إنت عايز تساعدني ولا
قبض على رسغها الذي ضړبته به على صدره وفي عيناه نظرة رجولية صارمة وقوية ولم يتردد للحظة في البوح بما يضمره لها في قلبه فلا مجال للإخفاء أكثر من ذلك
أنا بحبك !
عضلات يدها وكذلك وجهها الذي تحول من الڠضب إلى الجمود الممتزج بالصدمة من الذي تفوه به أبدا لم تكن تتوقع أنه يكن
لها مشاعر كهذه وإلا كانت وضعت الحدود بينهم منذ قدومها إلى أمريكا هنا
انتشلت يدها من بين قبضته بقوة وتراجعت خطوة للخلف وهي ترمقه بذهول بينما هو فاستكمل بجراءة لم تعهدها منه من قبل
انهمرت دمعة حاړقة موجوعة على وجنتيها ثم تمتمت پألم
ولما أنت بتحبني كدا ومن زمان كنت فين ياحاتم قبل ما يحصلي كل ده كنت فين قبل ما بابا يستغلني كورقة رابحة ليه عشان شغله وفلوسه قولي كنت فين قبل ما اتجوز عدنان مكنتش موجود مش كدا
ومكنتش هتكون لولا إني أنا اللي طلبت مساعدتك ياريتك قولت الكلام ده في وقت غير الوقت ومكان غير المكان بس للأسف ملوش لزمة دلوقتي أنا فعلا هطلق من عدنان ومش بحبه بس لسا مراته وأنا مش خاېنة عشان ادخل في علاقة وأنا على ذمة راجل
ثم استدارت وهمت بالرحيل لكنها توقفت عند الباب وتمتمت دون أن تلتفت برأسها له في نبرة عادت لقوتها من جديد
مش هقولك لو بتحبني هقولك لو بتحب هنا ويهمك مصلحتها اسحب شكوتك
ولم تنتظر رده حيث اندفعت إلى خارج المكتب فورا واتجهت إلى ابنتها التي وجدتها تقف أمام النافذة تتابع الحديقة من الداخل أمسكت بكفها وهتفت
يلا ياهنا
ذهبت مع أمها التي تسحبها خلفها والتفتت برأسها إلى حاتم الذي وقف عند باب مكتبه ولوحت له بكفها الصغير وعلى وجهها ابتسامة عريضة صافية ليبادلها هو بابتسامة بسيطة وآخر ماتفوهت به جلنار قبل رحيلها بتردد في ذهنه دون توقف
تجلس على الأريكة أمام التلفاز تشاهد أحد الأفلام الأجنبية وتمسك بيدها صحن ممتلئ بالفشار وكل ثانية والأخرى تلتقط حبة وتلقيها في فمها وهي لا تحيد بنظرها عن شاشة التلفاز
حتى أنها لم تلاحظ انضمام أمها معها على الأريكة وجلست تشاهد معها حتى هتفت بعد لحظات طويلة من الصمت
مقولتيش صحيح يازينة إيه رأيك في رائد
كانت تمسك بحبة فشار وتسير بها في طريقها لفمها لكنها توقفت بيدها في منتصف الطريق ونظرت لأمها پصدمة وغمغمت
رائد !! إيه السؤال الغريب ده ياماما ده إنتي عمرك ماعملتيها
ميرفت بابتسامة جانبية خبيثة
يعني أصل شوفتكم اندمجتوا مع بعض وكمان في خبر تاني كدا
خبر إيه !!
اعتدلت ميرفت في جلستها وقالت بسعادة واشراقة وجه جميلة
نيرمين كلمتني الصبح وقالتلي إن رائد طالب إيدك
وضعت زينة صحن الفشار على الطاولة پعنف وصاحت بدهشة
نعم وهو شافني إمتى غير إمبارح أصلا عشان يطلب إيدي
ثم استكملت بحزم ووجه مخټنق
مش موافقة طبعا
ميرفت بسخط
هو إيه اللي مش موافقة هو كل ما يجيلك عريس ترفضي كدا في إيه !! ليكون في حد وهو اللي مخليكي
ترفضي العرسان كدا
علت معالم وجهها الارتباك وظهر الاضطراب في صوتها وهي تجيب على أمها بعصبية محاولة إخفاء اضطرابها
حد مين يعني ! مفيش حد طبعا ياماما كل ما في الموضوع إني مش حابة ارتبط واتجوز دلوقتي وبعدين رائد ده محبتهوش خالص ومستريحتلهوش
قبضت ميرفت على ذراعها بقوة وقالت بحدة
نعم ياختي مش حابة ارتبط واتجوز اتكلمي يازينة بالذوق بدل ما اتصل بأبوكي واخليه هو يتصرف معاكي بطريقته
افلتت ذراعها من قبضة أمها بصعوبة ووثبت واقفة وهي تهتف بتذمر وخنق ممتزج بتوترها
اووووف ياماما قولتلك مفيش حد طبعا أنا داخلة انام تصبحي على خير
ثم اندفعت نحو غرفتها فورا بسرعة البرق وأغلقت الباب
عليها و استندت بظهرها عليه مصدرة تنهيدة حارة بارتياح فلو كان استمر جدالها مع أمها لفترة طويلة كانت اعترفت بكل شيء لكنها تمكنت من الهرب منها قبل أن ينفضح الأمر
طيب والأشكال النضيفة دي بتعمل إيه في المنطقة عندنا !!
كان سؤال عشوائي دون تفكير من صديقتها المقربة وهي تسألها فنظرت لها مهرة باستنكار وهتفت
يعني بالعقل كدا يا اذكى اخواتك هعرف منين الأشكال النضيفة دي بتعمل إيه في المنطقة !! بعدين قولتلك متفكرنيش بالولا الاخضريكا ده لاحسن ارزعك بالطبق اللي في إيدي اخلي وشك زي قفاكي
انتصبت صديقتها في جلستها وضړبتها على ذراعها بخفة وهي تجيب بغيظ
لمي لسانك اللي عايز قطعه ده وبعدين إيه اخضريكا دي !!
مهرة بهيام وابتسامة رسمت بتلقائية على شفتيها
أصل عيونه خضرا وحلوة أوي يابت أهو ده اللي يتقاله مراد بيك لا تتركني هيك كل ما افتكر اتحسر واقول بت يامهرة ما كان عندك البنطلون الاصفر والبلوزة البيضة ملبستهمش ليه الهي تنشكي كان زمانا دلوقتي بنغني أنا والولا الاخضريكا كان يوم حبك اجمل صدفة
نعم ياختي يوم حبك هو انتي لحقتي !!
مهرة بنظرة مشټعلة وبغيظ
بتخيل إيه متخيلش ! بس هو تقريبا كان قرفان مني معرفش ليه هو أنا فيا حاجة تقرف !!
نظرت لها صديقتها بنظرة متفحصة تحمل الاستهزاء ثم قالت بوجه مبتسم ببرود
أه لبسك يقرف والبسي زي البنات بقى ياشيخة قرفتيني
طالعتها مهرة بأعين مريبة ثم نظرت إلى ملابسها ببؤس وسرعان ما رسمت ابتسامة متغطرسة على ثغرها ورجعت بظهرها على الأريكة وبسطت ذراعيها على أعلى الأريكة ووضعت ساق فوق الأخرى هاتفة بغرور
اللي منعجبهوش بطبيعتنا ميلزمناش
قهقهت الأخرى وأجابت ضاحكة
لا والله لا يبقى هتفضلي قاعدة جمبك جدتك كتير
مهرة بمرح
زوزا دي روحي فكرك يعني إني لو اتجوزت هسيبها ده أنا هاخدها معايا وانومها وسطنا كمان
رفعت صديقتها
حاجبها بدهشة وتمتمت تجيب عليها بسخرية
وسطكم !!
جاتك هطل على هطلك أنا هقوم اطمن على خالتي فوزية وبعدين همشي وخليكي إنتي في الاخضريكا بتاعك
ثم استقامت واتجهت إلى الغرفة الداخلية حيث تجلس فوزية
ثم قلدت طريقة صديقتها بطريقة كوميدية ورسمت معالم وجهها بشكل مضحك لتهتف بقرف
أه لبسك يقرف بنت رزلة بصحيح
تجلس في الشرفة الخارجية على مقعد واسع ومريح وعيناها معلقة على بوابة المنزل منذ الصباح لا تعرف أي أخبار عنه ولا تدري هل حاتم تراجع عن شكوته أم أنه أصر عليها رغم طلبها لكنها تنتظر على أمل عودته ولا تعرف كيف
ظلت هنا مستيقظة لوقت طويل ترفض النوم إلا عندما يعود والدها حتى يسرد لها قصتها المعتادة قبل النوم وينام بجوارها ووسط محاولات جلنار الكثيرة معها حتى تجعلها تخلد للنوم موضحة لها أن والدها سيتأخر بالخارج ولن يعود الآن لكن الصغيرة صممت على قرارها وبقت جالسة على الأريكة بالصالون بانتظار والدها ومرت ساعة وأكثر حتى بدأ النوم يصعد لعيناها وسيطر عليها تماما فلم تتمكن من مقاومته وخلدت للنوم مكانها على الأريكة فحملتها جلنار وذهبت بها إلى الغرفة الصغيرة ووضعتها على الفراش برفق ثم دثرتها بالغطاء
جلست بإريحية أكثر ورفعت قدماها على المقعد لتغير وضيعة جلستها إلى الجانب الآخر مستندة على ذراعها الأيسر وعيناها تتجول بكل مكان وبالأخص على البوابة لفت ذراعيها حول قدماها وضمتها لصدرها كنوع من بث الدفء لجسدها وبقت على وضعيتها هذه لما يقارب الساعة حتى وجدت عيناها تغلق رغما عنها ودون أن تشعر ڠرقت بالنوم
وصل أخيرا إلى المنزل فتح الباب ودخل ثم نزع حذائه ودار بنظره في الأرجاء يبحث عن وجودها هي
أو ابنته ولوهلة ظن أنها هربت مرة أخرى فاندفع إلى الداخل يبحث عنها بالغرف لكن لا أثر لها حين فتح باب الغرفة الصغيرة ووجد ابنته نائمة في فراشها هدأت نفسه الثائرة وزفر بقوة ببعض الراحة ثم دخل واقترب من
فراشها قبل أن ينتصب في وقفته ويغادر بحذر شديد حتى لا يوقظها اندفع يبحث عن جلنار بكل جزء في المنزل فإذا به يجدها بالشرفة جالسة على مقعد بوضيعة الجنين وشعرها تلفحه نسمات الهواء
الباردة فيغطي وجهها كله تقدم إليها في خطوات هادئة جدا حتى وصل إليها ثم انحنى عليها بنصف جسده ومد أنامله يزيح خصلات شعرها بوداعة من على وجهها ليظهر جمال وجهها وملامحها الساحرة وهي غارقة بالنوم وانفاسها الدافئة لفحت باطن كفه اطال التأمل بها للحظات في عينان تحمل لمعة مختلفة ثم حرك ظهر أنامله برقة شديدة بداية من وجنتها نزولا إلى تحركت برأسها بعدما ازعجتها لمساته وفتحت عيناها ببطء وبمجرد ما وقعت عيناها عليه انتفضت في جلستها فورا
متابعة القراءة