رواية كامله بقلم ندي محمود
المحتويات
مع آدم الذي انتهى بطرده لها من المكان تماما أو من معرضه بمعنى أدق ! فردت على جدتها بيأس وهي تهز رأسها بالنفي
لا مش هينفع اروح
كانت ستجيب عليها فوزية لولا أنها قاطعتها وهتفت بعبوس بعد شعورها باليأس لتوقعها بأنه سقط في ذلك المعرض
خلاص يازوزا السلسلة ضاعت وخلاص هو العيب عليا من البداية معرفش إزاي وقعت من رقبتي ومخدتش بالي يلا عشان نقوم ناكل
وصلت إلى المستشفى أخيرا وهرولت مسرعة إلى الدرج لتصعد إلى الطابق الموجود به تتحامل على نفسها ولكنها تشعر بأن قدماها لا تستطيع حملها من الخۏف توقفت في بداية الطرقة ولمحت آدم يقف مستندا بظهره على الحائط ورافعا رأسه لأعلى يتطلع في السقف بسكون تام ويجلس على مقربة منه شاب
اندفعت نحو
آدم مسرعة وقد بدأ قلبها ينبض كالمطرقة وتستطيع سماع ضرباته العڼيفة لمحها آدم فاعتدل في وقفته وتقدم نحوها عدة خطوات حتى وقف أمامها
فوجدها تهتف بوجه مزعور
حصل إيه يا آدم هو فين
آدم بوجه لا يقوى على الحديث
في العمليات لسا مطلعش
لمعت عيناها بلمعة بسيطة تثبت الدموع التي تحاول الانهمار ولكنها تمنع سقوطهم تمتمت بترقب وصوت شبه متقطع
قاطعها آدم بنظرة دافئة يبث لنفسها القليل من الطمأنينة التي هو بحاجة إليها أكثر
ان شاء الله هيطلع بالسلامة متقلقيش هو وضعه كان صعب لما وصل بس بإذن الله هيقوم منها بالسلامة
سكنت تماما وانحرفت عيناها لتحدق في اللاشيء بنظرات تائهة حتى شعرت بيد آدم التي أمسكت بذراعها وهو يأخذها معه إلى أقرب مقعد ويتمتم
ردت عليه كالمتغيبة دون أن تنظر له
وديتها عند خالتو انتصار
اماء لها بالموافقة ثم اقترب وجلس على المقعد المجاور لها وبقى يحدق في الأرض وبحركة تلقائية منه تدل على فرط التوتر كانت قدماه تهتز بشدة بينما
عدنان فين يا آدم اخوك فين طمني يابني ابوس إيدك
اهدي ياماما هو لسا في العمليات إن شاء الله هيطلع بخير
اڼهارت باكية وهي تهتف پهستيريا وعدم وعي
أنا عايزة اشوف ابني مش هقدر استحمل لو حصلته حاجة
يا ماما متقوليش كدا بعد الشړ اهدي عشان خاطري
ثم امسك بذراعها وساعدها على الاقتراب من المقعد بينما هي لا تتوقف عن البكاء والنحيب ولا تنطق بشيء
أنت اللي عملت كدا صح يانادر !!
نادر بعدم مبالاة تشاركها بعض الوقت في منزلها ليتحدثوا قليلا بينما زينة فتنهدت وقالت بيأس
وافقت يا سمر كفاية أوي كدا وقولت مفيهاش حاجة لما ادي لنفسي فرصة وادي للشخص ده فرصة مش يمكن يكون هو الشخص الموعود وأحبه بعدين
سمر مستاءة
تدي لنفسك فرصة أه بس مش كدا بالمنظر ده لا هتعرفي تكوني سعيدة ولا هتقدري تحبيه على الأقل كنتي صبرتي شوية لغاية ما تفوقي من وهم آدم ده
زينة بوجه بائس ومنطفي
أفوق أيه اكتر من كدا بقولك كلمني بوضوح والغبي يفهم أنا ضيعت سنين في وهم زي ما بتقولي وكفاية أوي كدا المفروض ابص لنفسي وأعيش حياتي
تنهدت سمر بعدم حيلة وقالت بعدم اقتناع
وإنتي يعني متأكدة من القرار ده !! أنا عن نفسي الصراحة اللي اسمه رائد ده مستلطفتهوش نهائي حسيته بني آدم غتت كدا
ضحكت زينة ببساطة وقالت ساخرة
وإنتي شوفتيه فين يابنتي أصلا !!!
في الصور اللي ورتهالي
زينة بضحكة بدأت تتضح أكثر
وإنتي حللتي شخصيته من الصور بقى !
سمر بثقة وغرور
طبعا أنا ليا خبرتي يابنتي في تحليل الشخصيات دي
أه بس مش من الصور ياروحي تحليل شخصية إيه ده اللي بيبقى من الصورة ! عموما أنا محسيتهوش كدا بالعكس لطيف والله
لوت سمر فمها بسخرية وردت عليها بقرف
لا والله لطييف !! طيب لما نشوف اللطيف بتاعك ده ياست الحسن
والجمال إنتي
انطلقت من زينة ضحكة عالية رغم الأجواء المغلفة بالكآبة إلا أنها ضحكت حتى أن سمر بادلتها الابتسامة عندما رأتها تضحك وسعدت لأنها تمكنت من رسم الابتسامة على وجهها العابس
تتابعها منذ وصولها تتخبط في وقفتها وتبكي منتظرة من الجميع تصديق تلك الدموع
الكاذبة لكن حتى لو صدقها الجميع لن تصدقها هي رؤيتها لها أمامها تثير چنونها وقد زاد الطين بلة عندما
وصل ذلك الوغد والحقېر نادر بين كل آن وآن ترمقه فريدة بنظرة مشټعلة ومستاءة ألا يخجلون من تبادل النظرات في تلك الأوضاع حتى لو كانت نظرات ڠضب !
لم تتمكن من تحمل مشاهدتهم أمامها وتجلس صامتة بهذا الشكل
استقامت واقفة واتجهت نحو فريدة في وجه عبارة عن جمرة ملتهبة وقفت أمامها وهمست في نبرة ناقمة
دموع التماسيح ده بلاش منها أحسن
رمقتها فريدة باستغراب وهتفت في استياء بسيط وصوت مبحوح
بتقولي إيه إنتي كمان
جلنار وقد ارتفعت نبرتها قليلا من الهمس وهي على وشك الانقضاض عليها
بقول إنك مش بعيد تكوني إنتي والحيوان اللي واقف هناك ده السبب في الوضع اللي عدنان فيه دلوقتي
سبب إيه إنتي مچنونة !
تمالكت جلنار نفسها والقت نظرة قاټلة على نادر ثم عادت بنظرها إلى فريدة وقالت بتحذير حقيقي وبقرف
قولي للحقېر اللي واقف هناك ده يغور من هنا وإلا قسما بالله افضحكم إنتوا الأتنين
ارتبكت فريدة وظهر الزعر على وجهها فرفعت أناملها تجفف دموعها وترد على جلنار بصوت مضطرب
تفضحي إيه !!
طالعتها جلنار شزرا وقالت باشمئزاز
إنتي فاهمة قصدي كويس أوي
فرت من وجه فريدة التي أخذت تنقل نظرها بينها وبين نادر الذي كان يتابعهم بنظراته في قلق بسيط من نظرات جلنار له
انحنت جلنار على أذن فريدة وهمست بصوت يقارب لفحيح الأفعى وبشراسة
صدقيني لو طلع ليكم إيد في الحاډث ده هوديكم ورا الشمس وهعرف لو ليكم إيد سعتها ابقى خليكي جاهزة للي هيحصلك
اقترب آدم منهم وقال بنظرات دقيقة ومتشككة
في إيه ياجلنار !
ردت عليه جلنار في شيء من الاستهزاء الملحوظ في نبرتها وهي معلقة نظراتها الممېتة على فريدة
مفيش حاجة كنت بدي
لفريدة منديل تمسح دموعها أصلها مڼهارة زي ما أنت شايف !
انهت جملتها واستدارت عائدة إلى مقعدها بينما آدم فألقى
نظرة متقرفة ومشټعلة على فريدة قبل أن يستدير ويعود هو الآخر لمقعده بينما جلنار فجلست على مقعدها وأشارت بنظرها في حدة وإنذار ناحية نادر فتأففت فريدة ورفعت هاتفها ترسل رسالة لنادر تطلب منه الرحيل فورا ودونت في الرسالة بالتحديد جلنار عرفت كل حاجة وهددتني لو ممشيتش هتفضح كل حاجة امشي فورا أنا مش ناقصة كفاية اللي أنت هببته
تطلع لجلنار بنظرة غاضبة وكلها شړ ثم القى نظرة أخيرة على فريدة قبل أن يستدير وينصرف تماما كما طلبت منه
في صباح اليوم حسب فرق التوقيت بين ولاية كاليفورنيا ومصر
داخل غرفة الاجتماعات الكبيرة في شركة حاتم الخاصة كانت نادين تجلس بجواره تماما ويتابعون بعض الاوراق المهمة الخاصة بالعمل والاجتماع قبل اجتماع جميع الموظفين بالشركة فاكتشفوا أن هناك ورقة ناقصة نسى حاتم أن يجلبها معه وموجودة في مكتبه الخاص فاستقام واقفا وقال
هروح اجيبها وآجي
أمسكت بيده وتوقفت قائلة بجدية
لا اقعد أنا بروح وبجيبها لأن كمان راح مر على مكتبي وبجيب شيء منه
اماء لها بالموافقة وجلس مرة أخرى واستمر من النقطة التي توقفا عندها بينما هي فغادرت الغرفة وسارت باتجاه مكتبه في خطوات طبيعية وهادئة حتى وصلت وفتحت الباب ثم دخلت واغلقته خلفها تحركت نحو المكتب وبدأت تبحث بالإدراج عن الورقة الناقصة حتى عثرت عليها رفعتها وأخذتها فظهرت أسفلها مجموعة صور مستطيلة ومتوسطة الحجم تجمعه بجلنار ك
تأججت نيران الغيرة في صدرها واحمرت عيناها من فرط الغيظ والڠضب لا تذكر أن هناك صورا تجمعها به إلا قليلا فكان بكل مرة يخبرها أنه يشعر بالاختناق قليلا من كثرة الصورة وإذا تمكنت وأخذت معه صورة تكون بعد معاناة لكن مع جلنار الصور جميلة جدا ولا تسبب له الخنق !
القت بالصور في عڼف بالدرج ثم جذبت الورقة واندفعت إلى خارج المكتب وهي تشتعل غيظا وغيرة عادت إلى غرفة الاجتماعات ودخلت ثم وضعت الورقة أمامه بقوة وجلست رمقها بحيرة من تحولها الغريب ووجهها الذي أصبح لونه أحمرا من فرط الغيظ فسألها بخفوت
في إيه يانادين !
ردت عليه باقتضاب دون أن تنظر في وجهه
ولا شيء
طيب في حد ضايقك أو قالك حاجة !
بهذه اللحظة نظرت له وهتفت شبه صائحة پغضب هادر
I said nothing قلت لا يوجد شيء
ممكن نركز على الشغل قبل الاجتماع ما يبدأ
ازاح الأوراق من أمامه بعدم اكتراث وقال باهتمام وهو يثبت كامل تركيزه عليها
ملعۏن أبو الشغل كله ياروحي قولي يلا عشان طالما اتعصبتي كدا يبقى أنا اللي عصبتك
رمقته بنظرة جانبية في قرف بينما هو فظل يتطلع إليها
بنفس النظرة منتظرا منها أن تبدأ بالحديث فتأففت هي بعصبية وحنق لتهتف في غيرة ملحوظة في نظرتها ونبرتها
أنت ليش كل ما اطلب منك نتصور مع بعض تقولي مو بتحب
الصور وبتخنقك
ضيق عيناه باستغراب من ڠضبها وسؤالها الغريب !! ليرد عليها يؤكد سؤالها ولا تزال علامات الاستفهام تعلو وجهه
لأني فعلا مبحبش أتصور كتير وإنتي عارفة ده بس برضوا مش فاهم إيه اللي معصبك في كدا !!
صاحت به في انفعال شديد وزمجرة
كذاب ياحاتم مشان
توقفت عن الكلام عندما اقتحم الغرفة أحد الموظفين بسبب حلول وقت الاجتماع انحنى حاتم عليها وهمس بالقرب من أذنها بجدية بعدما رأى انفعالها الحقيقي
هنكمل كلامنا بعدين ونشوف الموضوع اللي مضايقك أوي ده ومخليكي تقولي عني كذاب !
تعمدت عدم النظر إليه ونظرت إلى الشاب الجالس أمامها وبدأت تتبادل معه أطراف الحديث باللغة الأنجليزية بخصوص العمل بينما هو فكان كل آن وآن ينظر لها وعقله مشغول في سبب ڠضبها منه يحاول توقع الشيء الذي جعلها تنفعل بهذا الشكل لكن لا يستطيع !
عودة إلى القاهرة
وأخيرا بعد مرور ساعات من الانتظار خرج الطبيب من غرفة العمليات كان أول من هرول إليه هو آدم وتبعته أسمهان بينما جلنار فظلت واقفة في الخلف تستمع للطبيب وهو يقول بأسف
احنا عملنا اللي علينا والعملية نجحت الحمدلله بس حالته مازالت غير مستقرة وخطړة ولازم هيفضل تحت المراقبة خلال 48 ساعة الجايين وهيدخل العناية المشددة ادعوله هو محتاج دعواتكم دلوقتي
اڼهارت أسمهان باكية وكانت على وشك أن تفقد توازنها وتسقط لولا آدم
ادعيله ياماما وإن شاء الله ربنا هيقومه بالسلامة أنا
متابعة القراءة