رواية كامله بقلم ندي محمود

موقع أيام نيوز


تتطلع لآدم وتهتف بحزم بسيط 
امشي بقى يا آدم لو تيتا عرفت انك موجود تحت هتبهدلني 
ضحك واتاها صوته في الهاتف متزامنا مع وجه وهي تراه يغمز لها بخبث 
طيب ما تبعتيلي بوسة في الهوا كدا قبل ما امشي 
اتسعت عيناها پصدمة وهتفت پغضب ممزوج بخجلها الشديد 
آدم احترم نفسك وبلاش وقاحة 
كتم ضحكته ورد ببرود ونبرة ازدادت جرأة 

ما أنا مش همشي غير لما اخدها ! 
مهرة بعناد شديد 
متمشيش خليك قاعد كدا وأنا هدخل أنام 
هدر بكلمة سمرتها بأرضها من الذهول 
هطلعلك 
لهجته كانت تملأها الثقة المفرطة مما زعزعت شجاعتها هي لكن رغم ذلك احتفظت بثقتها وردت 
متقدرش 
ابتسم بخبث ورفع حاجة مستنكرا ثقتها بنفسها ثم استطرد بلهجة لا تحمل المزح 
تتحديني ! 
استحوذ عليها السكون بعد سؤاله ولهجته التي تثبت جنون أفعاله فإن أكملت بتلك المجادلة ستخرج منها حتما خاسرة تنفست الصعداء بعدم حيلة ورفعت أناملها لفمها تطبق علي شفتيها وتضمهم للأمام ثم تبعد يدها متزامنة معها أرسلتها له بالهواء وهي تبتسم
بخجل فضحك هو بمشاعر طاغية ثم رد عليها بلؤم 
هعتبرها تصبيرة لغاية الفرح يا مهرتي 
لم يدهشها بوقاحته المعتادة بقدر ما أخجلها حيث أنهت الاتصال معه دون أي كلمة وتابعته بعيناها فقط وهو يستقل بسيارته ويلوح له بيده مودعا إياها ففعلت المثل وراحت عيناها تتحرك مع السيارة حتى غادرت الشارع بأكمله وتوارت عن أنظارها فدخلت غرفتها وهي 
ابتسمت زينة له بحب وسألت برقة تليق بها 
كنت بتقول لمين مبروك 
هشام بنبرة طبيعية وهو يقرب كوب القهوة من فمه يرتشف منه بلطف 
ده آدم بيعزمني على فرحه يوم الخميس 
وكأن الماضي لم يعد لديه أثرا حتى لديها وعلى عكس المتوقع ابتسمت بسعادة دون أي ضغينة أو مرارة والتزمت الصمت للحظة ثم هدرت باسمة 
هروح معاك 
توقفت يده بكوب القهوة في منتصف طريقها لفمه والټفت بنظره ناحيتها يرمقها بتعجب ونظرة مطولة فهزت كتفيها ببساطة وتمتمت 
مالك أنت مش حابب تاخدني معاك ولا إيه ! 
هشام بهدوء تام وأعين دقيقة 
تستغرب ليه أنت عندك شك أن زينة القديمة لسا عايشة !! 
لم تجد إجابة منه وعيناه فقط كانت تستشفي الأسئلة منها التي تطلق إشارات مبهمة
وغامضة فتنهدت بعمق والتصقت به لتهمس أمام وجهه مباشرة 
أنت عارف كويس إني مسحت الماضي من حياتي وآدم مكانته عندي حاليا كأخ ليا مش اكتر من كدا 
سكتت للوهلة ثم تابعت بعينان تلمع بوميض زاهي يظهر بداخله الامتنان والعشق لكل ذرة حب لا تنطفأ بداخلها 
أنا عرفت معنى الحب الحقيقي معاك أنت ياهشام أنت حبي الأول والأخير 
غلبته رغبته وعقله الذي ېصرخ به أن يصنع من تلك اللحظات ذكرى لا تمحى ولا إراديا انحرفت نظراته لتستقر فوق شفتيها فدنى منها يسرق معها لحظات ستوثق
للأبد بذاك
كانت الصغيرة تجوب الغرفة إيابا وذهابا وسط همهماتها الطفولية الغير مسموعة وهي تدندن بفرحة فاليوم هو يوم عودة جدها من المستشفى بعد
غياب ثلاث أيام عن المنزل لم تكن فرحتها فقط بعودة جدها بل أيضا أبيها الذي لم تراه طوال الثلاث أيام سوى مرة واحدة 
بينما هي منشغلة بالتفكير في طريقة تستقبل بها جدها المړيض اقټحمت أمها الغرفة وهي تقول لها باسمة 
يلا ياهنا البسي عشان جدو زمانه على وصول 
انتصبت واقفة وقالت بلهفة 
بابي معاه 
أماءت لها جلنار بالإيجاب وتقدمت نحو خزانتها الصغيرة تخرج لها ثوب طفولي من اللون الأحمر ثم التفتت لها وتمتمت 
يلا ياهنون عشان تلبسي إيه رأيك في الفستان ده 
هنا بحماس وعينان لامعة 
حلو أوي 
اقتربت جلنار وچثت على قدميها أمامها ثم بدأت في مساعدة ابنتها بتبديل ملابسها والصغيرة لا تتوقف عن الغناء بمرح فراحت جلنار تشاركها الغناء وهي تضحك ووسط اللحظات الحافلة بالأجواء الإيجابية الجميلة سألت هنا بنظرة فضولية 
مامي هو أنتي هتلبسي احمر زي 
ضيقت عيناها بتعجب وردت 
أنتي عايزاني البس أحمر ليه 
زمت هنا شفتيها وردت بكل هدوء طفولي جميل 
عشان إنتي زهرة حمراء ولازم تبقى لابسة أحمر زي الزهرة 
اندهشت من رد ابنتها فاستخوذ عليها السكون لبرهة من الوقت قبل أن تبتسم بحيرة وتسألها 
مين قالك إني زهرة حمراء ! 
ابتسمت وسرعان ما تحولت البسمة لضحكة وهي ترفع كفها الصغير تكتم على فمها وتقول برقة ساحرة 
بابي دائما بيقولك كدا وكمان بيقولك يارمانة والرمان لونه أحمر هو بابي بيقولك رمانة ليه يامامي اشمعنى الرمان ! 
انطلقت ضحكة جلنار العالية على سؤال صغيرتها العفوي واجابتها وهي تكمل مساعدتها في ارتداء ملابسها 
عشان اسمي جلنار هو اسم لزهرة حمراء وليها اسم تاني كمان اللي هو زهرة الرمان 
هنا بإشراقة وجه وعينان حماسية 
طيب وأنا معنى اسمى إيه 
احتضنت جلنار يدين ابنتها ودنت منها تلثم وجنتيها بحنان أمومي وتهمس بنبرة تنبع بالحب والدفء 
إنتي الفرحة والسعادة والسرور زي ما كنتي فرحتنا أنا وبابي وسعادتنا لما نورتي حياتنا وكنتي فرحة بابي الأولى 
ثم سكتت وتابعت بغمزة لعوب وهي تضحك بخفة 
عرفتي بقى هو بيقولك هنايا ليه ! 
أماءت الصغيرة بإيجاب وهي
تبتسم باتساع وسرعان ما ارتمت على جسد أمها تعانقها هاتفة 
أنا بحبك أوي إنتي وبابي يامامي 
واحنا كمان ياحبيبة قلبي بنحبك اكتر 
انتفضت بعيدا عن أمها فور سماعها لصوت باب المنزل وراحت تركض لخارج الغرفة وهي تصيح بفرحة غامرة 
بابي وجدو جم بابي وجدو جم 
استقامت جلنار واقفة وعدلت من ملابسها وكذلك شعرها ثم غادرت الغرفة بخطوات هادئة لكن في ثناياها ممتلئة بالشوق واللهفة لرؤية أبيها 
بالأسفل نزلت هنا آخر درجة من درجات الدرج ورأت جدها أمامها فركضت إليه بلهفة تصرخ جدو لينحنى نشأت لمستواها ويحملها فوق ذراعين لاثما وجنتيها بشوق هامسا 
وحشتيني ياحبيبة جدو 
هنا برقة 
وإنت كمان ياجدو وحشتني 
عاد يلثم وجهها من جديد فسألته هي باهتمام 
إنت بقيت كويس دلوقتي ياجدو 
ضحك
بخفة ورد عليها وهو يلتقط كفها يرفعه لشفتيه ويلثمه برفق 
وهو حد يشوف الهنا ويفضل تعبان 
لاحت بسمتها الخجلة على وجهها ولم تدم طويلة حيث صدح صوت جلنار الناعم وهي تتقدم نحو أبيها هامسة 
حمدالله على السلامة يابابا 
انحنى وانزل حفيدته من فوق يديه ليبسط ذراعيه أمامه يستقبل بهم ابنته التي انضمت لحضنه مردفة بشوق 
وحشتني يابابا ونورت بيتك كله 
نشأت وهو يلثم شعر ابنته ويضمها لصدره بحنو 
البيت نور من وقت ما رجعتي ليا ياجلنار إنتي وهنا 
جلنار بحب نقي 
ربنا يخليك لينا يارب 
تعلقت الصغيرة بقدم جدها وأخذت تشد بنطاله
بشكل متكرر حتى ينتبه لها وتهتف في عبوس وعينان منطفئة 
بابي فين ياجدو 
نشأت ببسمة هادئة 
بابا راح يخلص شغل و جاي ياحبيبتي وهو قالي مش هيتأخر 
مطت شفتيها للأمام بحزن وقالت بعينان تلألأت بالدموع وتذمر 
هو قالي هيجي مع جدو أنا زعلانة منه 
أنهت عبارتها الطفولية الحزينة واندفعت للأعلى حيث غرفتها تنوي المكوث بها والانفراد
بحزنها من أبيها بعيدا عن الجميع بينما بالأسفل الټفت نشأت تجاه ابنته وحدثها بلطف 
روحي ياجلنار شوفيها 
جلنار بهدوء وهي تمسك بذراع أبيها تساعده على الحركة 
حاضر يابابا هروح أشوفها بس الاول تعالى اوصلك اوضتك عشان ترتاح شوية 
سار معها ببطء تجاه الدرج يصعد درجاته بكل حذر وهي تساعده حتى انتهى ووصلوا لغرفته ساعدته على الاستلقاء فوق فراشه ودثرته بالغطاء جيدا ثم استدارت ورحلت حتى تقوم بتحضير وجبة الغذاء له وكذلك تطمئن على ابنتها 
بتمام الساعة التاسعة مساءا 
فتحت بدرية باب المنزل واستقبلت عدنان الذي دخل وأرسل لها بسمة بشوشة قبل أن يقود خطواته للطابق العلوى قاصدا غرفة ابنته وبيده
يحمل علبة كبيرة داخلها دمية إحدى أفلام الكرتون المفضلة لديها 
تحرك بخطوات هادئة حتى لا يوقظ أحد بالمنزل وبالأخص نشأت وقف أمام باب غرفتها ومد يده يمسك بالمقبض ويديره لليسار برفق ثم دفع
الباب للداخل بلطف وادخل رأسه أولا يتجول بنظره بين أرجاء الغرفة بحثا عن صغيرته لكن لا أثر لها فعقد حاجبيها باستغراب وقد تلاشت ابتسامته ليدخل ويغلق الباب هاتفا بصوت قلق 
هنا ! 
كانت الصغيرة تقف أمام النافذة تتابع بوابة المنزل منذ وقت طويل تنتظر وصوله وفور رؤيتها لسيارته تدخل لحديقة المنزل أسرعت تبحث بغرفتها عن مخبأ حتى تختبأ منه كتعبير طفولي لطيف عن ڠضبها وانزعاجها منه 
ظلت تستمع لصوته وخطوات قدمه وهو يبحث عنها بالغرفة بينما هي تختبأ في خزانة الملابس ورغم ڠضبها منه إلا أن عدم استطاعته في العثور عليها اشعرتها بالنشوة وجعلتها تضحك بصمت وحماس وبعفويتها الطفولية راحت تعتدل في جلستها داخل الخزانة ودون أن تنتبه أصدرت ضجة جعلته يتسمى بأرضه ويلتفت برأسه تجاه مصدر الصوت تحديدا إلى الخزانة ورفع حاجبه بباديء الأمر مستغربا لكن سرعان ما تحرك متريثا نحو الخزانة ووقف أمامها ينحنى برأسه ويضع أذنه فوق الباب فاقټحمت أذنه صوت أنفاسها المتسارعة وتلقائيا شقت بسمته العريضة ثغره ولمعت عيناه بخبث يفوق ذكائها الطفولي ليهتف بصوت قوى يتصنع الحزن 
ده أنا كنت جايب لهنون العروسة اللي بتحبها ياترى راحت فين دلوقتي !!! 
سكت لبرهة يستشعر وجود أي حركة منها لكنها حافظت على ثباتها المزيف فكتم ضحكته وتابع بمكر يعني جيدا ما يقوله 
أنا هسيب العروسة هنا بقى وأروح ادور عليها برا 
انهى عبارته وتحرك بخطواته تجاه الباب مصدرا صوت بقدمه متعمدا حتى يؤكد لها أنه يغادر وعند الباب فتحه ثم أغلقه مجددا واسرع بعدها يتحرك بخطا حذرة نحو أحد أركان الغرفة يتخفي خلفها وبالفعل كما توقع لم تكن سوى ثواني معدودة حتى رأى باب الخزانة ينفتح وتخرج منه ببطء تتلفت حولها برأسها لتتأكد من رحيله وعندما لم تجد أحد غيرها بالغرفة خرجت بكل اطمئنان واسرعت ركضا نحو الفراش حيث توجد فوقه علبة دميتها المفضلة وراحت تخرجها من علبتها وتمسكها بين يديها وهي تضحك بسعادة غامرة وتقفز فرحا 
خرج هو وتسلسل ببطء من خلفها وعلى
حين غرة انحنى وحملها فوق ذراعه وهو يقول ضاحكا 
مسكتك يا مكارة بتستخبي مني !
أصدرت هي صړخة عالية مڤزوعة وسرعان ما تحولت لضحكة عالية لكن لم تدم ضحكتها كثيرا حيث زمت شفتيها بحزن وقالت 
لا أنا زعلانة منك يابابي عشان قولتلي هتيجي مع جدو الصبح ومجيتش 
دنى منها ولثم شعرها ووجنتها بلطف هامسا في اعتذار حقيقي 
عقدت ذراعيها أمام صدرها ومطت شفتيها للأمام ثم اشاحت بوجهها بعيدا عنها كإشارة على رفضها لأعتذاره فضحك هو ورد غامزا بعيناه البندقية 
طيب اوعدك مش هتتكرر تاني 
التفتت له وقالت بنظرة قوية تماما كنظرة أمها 
وعد !
أماء لها بالإيجاب وهو يبتسم فسكنت قليلا ثم ابتسمت هي الأخرى بدورها وراحت ترتمي عليه تعانقه وهي تهمس بنبرة تسلب العقول 
أنا بحبك يابابي ومقدرش ازعل منك خلاص 
وأنا بعشقك ياهنايا وفرحة وسعادة بابي ربنا يخليكي ليا ويقدرني واسعدك دايما إنتي وماما 
دامت عناقها لأبيها للحظات طويلة حتى ابتعدت عنه ونزلت من فوق ذراعيه لتبدأ في إخراج دميتها من الكيس الشفاف الذي يحاوطها وهي تضحك بحماس لكن سرعان ما عبس وجهها عندما راحت تبحث عن بطل الكرتون وحبيب الدمية رابونزل لتقول بحزن 
فين يوجين يا بابي ! 
غضن حاجبيه باستغراب ورد بجهل 
مين يوجين ده !! 
ردت بكل براءة وحزن 
ده الولد اللي بتحبه رابونزل 
استحوذ عليه
السكون الممزوج بدهشته من ردها لكن ما ابتسم بزيف ورد محاولا تخطي الأمر 
بتحبه !!! لا هي حلوة وحدها كدا 
لم تنتبه لعبارة والدها وكانت منشغلة بشعر الدمية الطويل وقالت بتلقائية وهي تبتسم 
عارف يابابى دي شعرها سحري أول ما تغنيله بينور اوريك 
هز لها بالإيجاب فراحت هي تمسك بالفرشاة الصغيرة الخاصة پالدمية وأخذت تسرح لها شعرها كما
كانت تشاهدها في الكرتون وبدأ صوتها الجميل يظهر وهي تغني برقة 
ياوردة المعي خلي القوة يرجع اللي كان اللي ضاع زمان خففي الچروح رجعي اللي فات يرجع اللي كان يرجع اللي ضاع ضاع من زمان
توقفت بعد انتهاء الأغنية ولم
تجد شعرها يضيء فراحت تصيح وتبكي بحزن 
شعرها مش بينور ليه !!! 
قهقه عاليا واجابها من بين ضحكه محاولا تهدأتها 
ياحبيبتي دي عروسة مش حقيقية شعرها هينور ازاي لما تغنيلها بس 
هنا پبكاء حقيقي 
طيب إيه رأيك اغنيلك أنا لغاية ما تنامي 
هنا باعتراض وحزن 
لا أنا شعري مش سحري زيها ومش هينور 
رفع أنامله وراح يغلغلها بين خصلات شعرها الكستنائية الحريرية وهو يبتسم ويقول
بحب 
إنتي شعرك أحلى منها ياحبيبتي وأجمل شعر شفته في حياتي 
اختفى حزنها وتطلعت إلى أبيها تهمس باسمة 
بجد يابابي ! 
طبعا ياروح بابي 
عانقته بحب ودفنت وجهها بين ثنايا صدره بينما هو فأخذ يمرر أنامله بين خصلات شعرها ويدندن
لها بأغنتيها المفضلة ولم تدم طويلا حتى وجدها غطت في سبات عميق بين ذراعيه ! 
دخل غرفة جلنار وأغلق الباب خلفه ببطء ثم تلفت برأسه حوله بحثا عنها ولم يلبث ثواني حتى سمع صوت رذاذ المياه داخل الحمام فابتسم بلؤم وتقدم إلى الحمام بتريث حتى وقف أمامه وسكن تماما للحظات ثم رفع يده وطرق بخفة فوق الباب فسمع صوتها الناعم من الداخل وهو تقول بنبرة قوية 
نعم يا هنا إنتي لسا صاحية ياحبيبتي مش قولتلك روحي نامي وبابي ممكن يتأخر
سكت للحظة ثم هدر بصوته الرجولي المميز 
طيب وياترى ماما مطولة في الحمام ولا لا عشان بابي بيزهق 
لو هتزهق امشي 
رفع حاجبه مستنكرا ردها وأجابها بخبث ولهجة تقصد كل حرف جيدا 
طيب وامشي ليه وأنا ممكن ادخل عادي جدا 
اتسعت عيناها مذهولة ولم تلبث ثواني لتفق من دهشتها جراء جملته الجريئة حتى وجدت مقبض الباب يلتف وهو يقول من الخارج بلهجة لعوب كلها استمتاع ومكر 
هااا ادخل ! 
صړخت من الداخل بفزع وهي تهنيه بتحذير وخجل شديد 
لااااا خلاص طالعة أهو 
ضحك بخبث ورد بمتعة 
هعد لخمسة لو مطلعتيش أنا مش مسئول بقى 
جلنار سائحة به بغيظ 
عدنان بلاش وقاحة !
تجاهل عباراتها وقال ببرود وهو يضحك 
الخمسة قربت تخلص وده مش في صالحك يا رمانتي 
ياخسارة كنت خليتها لغاية تلاتة 
طالعته مبتسمة بغيظ واندفعت نحوه تلكزه في كتفه بخفة هاتفة 
شعرت بالبرودة تسري فوق جلدها تزامنا مع حركة أنامله المتمرسة وارتجفت بخجل عند وقوف يده فوق عقدة المنشفة فهتفت مسرعة
حتى تنقذ خجلها تقول بفرحة 
عدنان النهارده حسيت بأبننا بيتحرك أول مرة 
انخفضت يده تلقائيا واجفل نظره إلى بطنها يقول بلهفة وسعادة 
إنتي خلتيني اسعد راجل في الدنيا ياجلنار ادتيني أجمل بنوتة ودلوقتي شايلة ابني وولي العهد 
ابتسمت له بغرام وهمست وهي تقترب بوجهها منه أكثر حتى تلفح أنفاسها الساخنة صفحة وجهه 
لا مش معقول هنا ده أنا لسا سايبها نايمة قبل ما آجيلك !
ضحكت رغما عنها ثم صدح صوت الخادمة بدرية من خلف الباب وهي تقول بأدب 
جلنار هانم أنا آسفة لو ضايقتك بس نشأت بيه كان بيسأل عليكي وبيقول عايزك 
ضيقت عيناها وردت في قلق 
هو كويس يا بدرية 
كويس الحمدلله متقلقيش هو تقريبا عايز يتكلم معاكي في حاجة 
جلنار 
طيب يابدرية روحي إنتي وأنا جاية وراكي 
يعني أنا هلاقيها من هنا ولا من نشأت
بعد مرور نصف ساعة تقريبا خرج عدنان من غرفة نشأت ينوى الرحيل تحرك بخطواته السريعة تجاه الدرج وقبل أن يخطو أولى خطواته فوق الدرج سمع صوتها من الخلف تقول 
مالت شفتيه لليسار ببسمة ماكرة ثم استطرد 
ليه ! 
وحشتني وعايزة أنام في حضنك الليلة دي 
ابتسم باتساع ومال عليها يتمتم بنظرة فاقت وقاحته منذ قليل 
إنتي متأكدة من طلبك ده يارمانتي !
ضحكت برقة وهزت بالإيجاب تقول بجرأة ودلال أكثر لا تليق بتلك المرأة التي كانت ترتجف من خجلها منذ قليل 
متأكدة جدا كمان 
رفع حاجبه بمكر ضاحكا ثم أجابها باسما 
طيب روحي وأنا هكلم آدم أقوله على كام حاجة بخصوص الشغل وجاي وراكي 
تحركت من أمامه وسارت تجاه الغرفة ثم التفتت برأسها له عند الباب وقالت باسمة بنعومة جعلت لعابه يسيل على أثرها 
متتأخرش !
ثم فتحت الباب واختفت داخل الغرفة عن أنظاره بقى هو مكانه متسمرا لم يفيق من تأثير نبرتها ولا نظرتها السحرية اخفض نظره بهاتفه
الذي بيده وسرعان ما وضعه بجيبه وقال بلهفة 
يتحرق الشغل كله بلا شغل بلا قرف ! 
ثم اندفع مسرعا نحو غرفة زوجته وفتح الباب ودخل
ثم اغلفه خلفه ومد يده يغلقه بالمفتاح فضيقت عيناه وسألته بحيرة 
بتقفل بالمفتاح ليه ! 
رد غامزا بلؤم 
تحسبا لأي هجوم من أطراف العدو والبيت هنا مليان أعداء 
قهقهت عاليا وماهي إلا لحظات حتى انغمسوا معا يقضون ليلتهم الخاصة وسط أجواء العشق والسعادة التي تغمرهم ! 
بصباح اليوم التالي داخل منزل حاتم 
معقول الجمال ده كله ليا لوحدي 
ابتسمت بخجل ولم تجيبه فقط بسمتها الساحرة كانت تجيب بدلا عنها لكن خرج صوتها بعد لحظات معدودة وهي تسأله بحيرة 
أنت مش رايح الشغل ! 
حاتم باسما 
تؤتؤ حابب النهارده اقضى اليوم معاكي 
استدارت ودنت منه
تلثم وجنته برقة دون حرف واحد بينما هو فمد يده بجيبه وأخرج كارتين عبارة عن تذاكر طائرة لمدينة كاليفورنيا
وقال بحنان 
ده تذاكر الطيارة عشان نرجع كاليفورنيا زي ما
كنتي عايزة وبما إن المشروع خلاص انتهى فمفيش مانع نرجع تاني لشغلنا هنا 
هدأت بسمتها قليلا وجذبت الكروت من يده ثم تطلعت بعينها وقال في رزانة وحب 
بس إنت كنت بتقول إنك راح تنقل كل شيء لهون وإنك حابب تضل بمصر وما ترجع لكاليفورنيا شو اللي غير رأيك هلأ ! 
حاتم بنبرة جادة 
سعادتك أهم عندي يانادين وطالما إنتي حابة ترجعي هناك مفيش مشكلة 
ابتسمت وأظهرت عن أسنانها البيضاء ثم ألقت بتذاكر الطائرة فوق الفراش بأهمال واحتضنت كفيه بدفء متمتمة 
وأنا كمان بتهمني سعادتك وبدي ياك تعرف إن سعادتي مرتبطة بوجودي جمبك مش بالمكان اللي راح ضل فيه وأنا هلأ خلاص اتعودت على مصر وحابة كتير إني ضل هون وما بدي ارجع على كاليفورنيا 
حاتم بصوت رجولي قوي 
نادين لو بتقولي كدا عشان ااااا 
كتمت على فمه بكفها تمنعه من استرسال الحديث وتقول باسمة بنظرة ثاقبة 
مشان أنا بحبك وقولتلك ما عاد يفرق معي المكان أهم شيء تكون إنت جمبي وهاي هي أكبر سعادة لإلي وإذا ما بدك ياني اتضايق عنجد لا تفتح هاي الموضوع مرة تاني لإني حتى أنا ما راح اقدر سافر واترك الخالة فاطمة بعد ما اتعلقت فيها بهاي الدرجة
رفعت نظرها له فوجدته نائم في سبات تام وأنفاسه منتظمة شعره الأسود الكثيف مشعث مما جعله أكثر جاذبية ابتسمت وهي تتذكر ليلة الأمس كيف كانت تعبث بشعره باستمتاع وسط مزاحهم وضحكهم ولحظاتهم الرومانسية لا تصدق
تلك الجرأة التي كانت تستحوذها بالأمس والآن هي تتلون بالأحمر خجلا ! 
عدنان اصحى يلا كفاية آدم بيرن عليك من بدري 
أجابها بصوت ناعس 
اعملي التلفون سايلنت وسيبك منه 
يلا بقى قوم بلاش كسل احسن اجبلك هنا وهي بتعرف تصحيك كويس أوي 
دوري بقى 
اعتدل بظرف لحظة وغار عليها يكبلها بيديه حتى لا تفر هاربة منه ولم تجد هي أمامها مفر سوى أن تصيح منادية على ابنتها فهي الوحيدة التي ستنقذها منه لكنه كان أسرع منها وكتم على فمها بيده ضاحكا ويقول 
هشششش يعني لما ربنا هاديها عليا ومبوظتش علينا الليلة عايزة تندهيها 
ابعدت يده عن فمها وقالت بضحكة مغلوبة 
طيب ابعد عني بقى 
هدر بعناد مبتسما 
مش قبل ما اخد دوري 
مال عليها وكان على وشك أن ينل منها وسط ضحكها ومحاولاتها للتملص من بين يديه لكن صوت طرق الباب والعبرة الطفولية وهي تقول بكل براءة 
مامي بابي يلا اصحوا 
الټفت برأسه تجاه الباب وهو يتنهد بعدم حيلة بينما جلنار فاڼفجرت ضاحكة وقالت بخبث لكي تثير غيظه أكثر 
حبيبة مامتها جات 
عدنان جازا على أسنانه بغيظ 
ماشي ياجلنار هسيبك بس عشان هاخدك مشوار 
مشوار إيه ! 
عدنان بغمزة جذابة 
مفاجأة
بعد مرور ساعات طويلة نسبيا 
تلفتت جلنار حولها باستغراب بعدما توقفت السيارة وقالت بعدم فهم 
احنا جينا بيتنا ياعدنان !!! 
أجابها وهو يفتح الباب وينزل من السيارة 
ماهي المفاجأة هنا ياحبيبتي يلا انزلي 
قادت خطواتها خلفه بعدما خرجت من السيارة وفور دخولها للمنزل توقفت متسمرة بدهشة وهي ترى كم التغيرات التي أحدثها بالمنزل لتقول له بانبهار 
الله ياعدنان البيت شكل بقى جميل أوي 
ضمھا إليه وقبل شعرها متمتما
الحمدلله إنه عجبك بس مش دي المفاجأة تعالي معايا فوق وبعدين نبقى نكمل وافرجك على بقية التغيرات اللي عملتها في البيت 
سارت معه مبتسمة يصعدون الدرج حتى وجدته يتحرك بها لإحدى الغرف المغلقة والتي من المفترض أنها ستكون لطفلهم الثاني فتسمرت مكانها بذهول فور تخيلها لشكل المفاجأة لكنه ابتسم وحثها على استمرار السير معه وعند الباب تركها وابتعد عنها ليفتح الباب ثم يتقهقهر للخلف لكي يترك لها أسبقية الدخول 
تملكها الذهول وهي تتنقل بنظرها بين أرجاء الغرفة الصغيرة أصبحت مكتملة من كل شيء ذلك الفراش الصغير لابنهم وأيضا يوجد
مهد صغير وخزانة عصرية من اللونين الأبيض والأسود معا والوان الحوائط ملائمة تماما لصبي حتى أن الغرفة امتلأت بالالعاب من قبل قدومه كل شيء كان كما تمنت بالضبط وأثاث الغرفة على ذوقها تماما 
اغروقت عيناها بالعبارات واستدارت له لا إراديا ترتمي بين ذراعيه هاتفة من بين دموعها بصوت مبحوح 
الأوضة لو فيها أي حاجة مش عجباكي وعايزة تغييرها براحتك 
هزت رأسها بالنفي واردفت بسعادة غامرة 
تؤتؤ كل حاجة حلوة أوي وأجمل مفاجأة بجد ياعدونتي 
ضحك
ورد بشوق وحماس 
طيب جهزي نفسك إنتي وهنا بقى بليل عشان نرجع البيت 
عبست قليلا وقالت برقة ونظرة كلها حنو 
طيب خليها بعد يومين يعني مثلا بعد فرح آدم يكون بابا بقى كويس وبعدين نرجع لأني مش هقدر اسيبه دلوقتي 
تنفس الصعداء بحنق وأجابها في عدم صبر 
زهقت ياجلنار ووحشتيني أوي إنتي وهنا ده أنا ما صدقت خلصت البيت عشان اخدك وترجعي 
عشان خاطرك بس يارمانتي هستحمل شوية 
بتمام الساعة السابعة مساءا 
انفتح الباب ودخل عدنان ليقابل صوت أخيه وهو يقول لأمه مازحا 
أهو الباشا شرف أخيرا يا أسمهان هانم 
ابتسمت أسمهان وهتفت بحنو 
ليه اتأخرت كدا ياحبيبي 
تقدم منها وانحنى عليها يقبل رأسها بدفء متمتما 
معلش ياماما كان معايا شوية حجات
خلصتهم وجيت علطول والله 
أردف آدم بمرح 
احنا لينا ساعتين مستنينك عشان العشا المفروض تراعي إني عريس ولازم اتغذى كويس
رمقه بحاجب مرتفع ثم هدر باسما بنبرة ذات معنى 
اه طبعا اهم حاجة تتغذى ما أنت داخل على ملحمة بقى مش كدا ولا إيه يا عريس ! 
قهقه عاليا وأجاب بلؤم وهو يوجه الحديث لأمه 
عندما
 

تم نسخ الرابط