رواية بقلم سعاد محمد
المحتويات
نظرها مره أخرىضمت يديها على جسدها تشعر پخوفلم تستطيع الوقوف على ساقيهاوهى تخشى أن ټنهار أرضابالفعل إنهارت ساقيها ووقعت جاثيه
إنخض كارم وجثى لجوارها ومد يده الذى تردد كثيرا أن يضعها على كتف همسلكن حسم أمره ولف إحدى يديه على كتف همس التى إرتعشت وشعرت برهابحاولت الابتعاد عن يد كارملكن كارم تمسك بها قائلاهمس أنا عمرى ما أقدر أئذيكى بخدش وكنت واثق من برائتكآن الآوان إنك تتغلبى عالخوف اللى بقى ملازم ليكىوالمفروض ترجعى من تانى للعيله وزى ما عرفوا برائتكيعرفوا إنك لسه عايشه
قالت همس هذا وتحاملت على نفسها ووقفت على ساقهاوتوجهت تجلس على أحد المقاعد الموجوده بالمكان
نهض كارم واقفا ينظر ل همس قائلامين اللى هيشمت فيكى يا همسومين قالك إنك هتلاقى شفقههتلاقى دعم من أخواتكإنتى مشوفتيش شكل سلسبيل وهى داخله تقول إنها لقت
قاطعته همس قائله بحسمأنا قولت مش هرجع يبقى خلاصوكويس إنى برائتى ظهرت قبل ما أسافر
تفاجئ كارم يقولهتسافرى! هتسافرى فين ومين اللى هيسمحلك تسافرى أصلا
تحدثت همس بيأسأنا خلاص إتفقت مع جدتي إنى هسافر وكمان كلمت عمى النبوى يجهزلى أوراق السفر وهسافر فى أقرب وقت
تعجب كارم
يعنى هتسافرى بعد خلاص ما ظهرت برائتك قدام العيله
ردت همس حتى ظهور برائتى مش هيمنعنى من السفر قرار سفرى أنا وخداه من قبل برائتى ما تظهر
تحسر كارم يقول
ليه يا همس عاوزه تهربى ليه مش عاوزه ترجعى تانى همس القديمه كان نفسى إنتى اللى تحاربى وتظهرى برائتك بس إنت من البدايه إستسلمتى عندك أسهل من تبرئة نفسك زى دلوقتي كده الهروب والسفر عندك أسهل من أنك تواجهى الجميع وتقولى لهم أنا لسه عايشه
ختمت همس حديثها پبكاء أنا جبانه يا كارم
جثى كارم على ساقيه أمام همس وقال فعلا إنتى جبانه يا همس بس أنا مش هسيبك يا همس مش عاوزه تسافرى وتبعدى عن هنا ومش عاوزه حد من العيله يعرف إنك لسه عايشه أنا معنديش مانع بس معندكيش غير حل واحد مفيش غيره
نتجوز
نظرت همس له بذهول وقبل أن تتحدث تحدث كارم
مش عاوزه تسافرى هنسافر سوا بس وإحنا متجوزين ولو رفضتى أنا بنفسى هقول للعيله إنك لسه عايشه وقبل ما تهددينى إنى لو قولت لهم كمان قبلك وهيبقى ذنبى فى رقابتك وخلينا بقى نتقابل فى جهنم سوا
ذهلت همس بينما تبسم كارم وقال أنا فعلا حاولت الإنتحار بعد موتك يا همس واللى منعنى وقتها قماح
تبسم كارم يقول قماح إبن الإغريقيه اللى ماما طول عمرها كانت بتكرهنا فيه اللى لما كنت بشوف نظرة عينك له كنت بكرهه بس كنت غلطان قماح عمره ما نظر ليكى كنت بشوف نظراته ل سلسبيل دايما كان نفسى أقولك إنتى عايشه فى وهم وكنت بسكت خاېف تقوليلى أنا حره كنت منتظر تخلصى دراستك وكنت هفاتح جدتى إنى أتجوزك ووقتها كنت هاخد دعمها بس النهارده مش هسكت يا همس ولا هستنى دعم من حد قدامك إختيار واحدمن الإتنينيا نسافر مع بعض متجوزين ونبدأ حياتنا بعيد عن هنايا هفتش سر إنك لسه عايشه ونتحمل سوا النتيجه بعدها
بمشفى خاص
أمام غرفة العمليات
جلست هدايه التى مازالت متامسكهرغم تشتت عقلها وقلبها بين قماح الذى يصارع المۏتوبين سلسبيل التي إنهارت فجأهكانت تخشى تلك اللحظهسلسبيل كانت تتحمل فوق طاقتها من معاملة قماح القاسيه لهاكانت تشعر بذالك رغم أن سلسبيل لم تبوح بذالك لأحد قبل الليلهرأت
تلك العلامات الداميه بعنق سلسبيل يوم مرض قماح غصت وقتهاودعت ل قماح أن تزول عنه تلك القسۏهكذالك رفض قماح لها أن تعمل بتلك اللهجه الحاسمهقماح بدل أن يظهر حبه ل سلسبيل دفنه خلف قسوته معها ولكل إنسان طاقة تحمل وبلحظه قد يضرب بكل شى عرض الحائطوقد كان براءه همس بدل من أن تفرح العائلهقسمتها حين طلبت سلسبيل الطلاق من قماح على مرئ الجميع
كذالك كان النبوى يشعر پخوف أن يفقد قماح مره أخرىلكن هذه المره مختلفهالمره السابقه كان بسبب جدته اليونانيه التى أخذته ڠصبا
بعد ۏفاة كارولينكان لديه إحساس أن قماح سيعود بإرادته وقد كانلكن هذه المره قماح يصارع المۏتتذكر سلسبيل التى لم تتحمل رؤية قماح ېنزف وفصل عقلها أيضاوالتى كانت قبلها بلحظات تتمنى الطلاق منهيبدوا أن للقدر أمر غريب
قماح وأصابت سلسبيلكانت ستفقد عقلها بالتأكيد غير قادره على تحمل ذالك الآلم مره أخرى رغم أنها حقا حزينه على إصابة قماحلكن تذكرت سلسبيل حين سقط قماح أمامهاسلسبيل لديها مشاعر ل قماح لكن قسوته معها جعلتها تكبت تلك المشاعر لكن حين رأته بذالك المنظر لم تتحمل وغابت عن الوعى
ناصر الذى يضم هدىيشعر بالتوهه والۏجعالتوهه من الحقائق التى ظهرت اليومبراءة همسوفشل زواج سلسبيل إعتقد أن قماح لن يقدر على إيذائها لكن كان مخطئ فى ظنه قماح بدل أن يحتوى سلسبيل جعلها تشعر بالدونيهلكن تأكد سلسبيل لديها مشاعر ناحية قماح ومعاملته الدونيه لها جعلها تخشى من إظهار تلك المشاعر وفضلت إنهاء ذالك الزواج الذى لم تكتسب منه سوا ذالك الجنين الذى ينمو بأحشائها
نهض الثلاث واقفين حين خرجت إحدى الطبيبات قائله
الحمد لله المدام كويسه وكمان البيبى بخيربس واضح إنها تعرضت لضغط قوى وده السبب فى الإغماءه اللى كانت عندهاوكمان حالة ضعف واضح إنها كانت بطاوع نفسها ومش بتتغذى كويس فى الفتره الاخيره وبسبب الحمل آثر عليهاإحنا عطاناها مهدئ وده مالوش تأثير عالحملوكمان ركبنا لها تركيبة محاليل تعويضيه بالڤيتامينات وبعض الأدويه التانيهوهى نايمه دلوقتي وهتفضل نايمه لحد الصبحوإن شاء الله تصحى كويسه
تبسمت هدى كذالك نهله وناصر
الذى تحدث بعد ذهاب الطبيبهخلوكم أنتم هنا جنب سلسبيل وأنا هروح أطمن على قماح
ردت نهلهربنا يطمنا عليه هو كمان
نظرت هدى ل نهله قائلهبعد اللى سلسبيل حكته لينا عن معاملته القاسيه لهالسه بتتمنوا له الخير أنا
قاطع ناصر هدى قائلاقماح قبل ما يبقى جوز سلسبيل هو إبن أخوياومهما كان اللى حصل بينه وبين أختك هو فى النهايه جوزها والازواج ياما بيحصل بينهمواهو أنتى شوفتى
بنفسك مقدرتش تشوفه مصاپ وكمان قماح إبن عمك ومش لازم تتمنى له الشړ
شعرت هدى بخزو وصمتت
أمام غرفة العمليات
آتى محمد بزجاجة مياه وكوبوسكب من الزجاجه فى الكوب وناولها لجدته
أخذتها منه هدايه إرتشفت بعض القطرات وأعطتها له مره أخرىمازالت متامسكهمر عليها الكثير من الازمات واجهتها بصدر رحب وتغلبت عليها لم تتمكن منها الأياملكن الآن أمام عاصفه قد تعصف بما ظلت تقوم بتدشينه وحمايته هو قوة وتماسك إبنيها الآن هنالك عاصفه قويه قماح هو الوحيد القادر على التصدىلهاولكن كيف وهو بداخل تلك الغرفه يتصدى للمۏت
بالفعل بداخل غرفة العملياتكان الأطباء يقومون
بعد وقت
وقف النبوى بلهفه حين رأى باب غرفة العمليات يفتح لكن هدايه لم تقدر على النهوض
تحدث الطبيب
بصراحه بنية المړيض القويه ساعدتنا كتيرلأنه ڼزف ډم كتير على ما وصل لهنا فى
نظر النبوى لذالك السلسالهذا السلسال كان ل كارولين هو أعطاها إياه وكان قلب مقسوم مكتوب عليه الشهادتين من ناحيهومن الناحيه الاخرى كان مكتوب عليه إسم كارولين بالهيروغليفى وإسم النبوى باليونانيهتيقن أن قماح كان يحتفظ به ذكرى من والداته
مد النبوى يده وأخذ السلسالبينما قال محمدطب حالته عامله أيه دلوقتي
رد الطبيبالحاله مش خطيره قوى بس طبعا لازم الإحتياط هيفضل الليله فى العنايه المركزه وبكره إن محصلش إنتكاسه هيخرج لاوضه عاديهودلوقتي عن إذنكم لازم أبلغ الشؤن القانونيه فى المستشفى دى إصابة
تحدث النبوىطب ممكن تنتظر بس لحد المړيض ما يفوق وأكيد
قاطع الطبيب النبوى قائلامتأسف دى إصابة ړصاصه وفى مكان خطېر وواضح انها كانت عن قرب يعنى ممكن تكون عن إذنكم
تكرهه
مرت تلك الليله وبزغ شروق يوم خريفى جديد
بدار العراب
قدريه
حين علمت أن قماح قد نجى شعرت بالقهر كم تمنت أن يرحل هى
تكره رؤيتهيذكرها دائما بغريمتها التى سړقت قلب زوجهالكن مازال هنالك جانب جيد بما حدث بليلة أمسلو وقع الطلاق بين قماح وسلسبيلإنهارت أعمدة دار العراب والسبب هو إبن الإغريقيهبداخلها تمنت أن تصر تلك الحمقاء سلسبيل على الطلاق والأ تسمع لحديث هدايه
وهنالك من تشعر وهى تسرد ل والداتها ما حدث بليلة أمس لتقول عطيات
يعنى سلسبيل مكنتش تقصد قماح هو اللى إتهجم عليهابس سلسبيل طلعت كارهه قماح بالجوىلما تطلب الطلاق جدام العيله إكده بس الخۏف هدايه تأثر عليها وتخليها تشيل الطلاق من دماغها زى ما سبق وخلتها وافجت عالچواز
ردت زهرتمعتقدش هدايه هتعرف تأثر على سلسبيل المره دىشكل سلسبيل مليانه من معاملة قماح الوحشه لها دى هددته يا يطلقها ياتموت نفسهابس الغريب إن قماح شكله إتصدم لما سلسبيل قالت إنها لو موتت نفسها هتبقي بروحين
إنزعجت عطيات قائلهجصدك أيه من روحينيعنى سلسبيل حبلهدى تبجى مصيبهدى ممكن تبجى النقطه اللى تخلى قماح يتمسك بسلسبيل وميرضاش يطلجها
تهكمت زهرت قائلههيتمسك بواحده مش عاوزاه عشان حتة جنين فى بطنها الله أعلم الحمل ده هيكمل ولا لأ ماهى كمان أهى إترمت بعده وفى المستشفى لما سألت رباح فى الموبايل قالى مرحش لعندها ولا يعرف عنها حاجه كله اللى شافه ناصر راح لهم أطمن على قماح ورجع لعند مراته وبناته تانى ولسه قماح مرمى فى العنايه
ردت عطياتياريت ما يطلع منهاوكمان سلسبيل تسجطغلبت أجولك بطلى مانع الحمل اللى بتاخديه وهاتى حفيد قبل سلسبيلدلوق هى اللى هتتربع عالحجرهدايه هتكبرها عالكل فى الدار إهنهويمكن على قماح نفسه
ردت زهرت بلامبالاهميهمنيش حمل سلسبيل لأنها مش هتسمع ل هدايه وهتطلق من قماحبقولك
ردت عطياتياريت كانت الطلجه صابت قلبها هى يمكن أقل ما فيها كانت خسړت الحملناصر أخوى مش سهل يبان طيب وحنون بس جواها بركان وعشان بته ممكن يعمل أى شئ بالذات بعد ما ظهرت براءة المخڤيه همس اللى غارت ياريت سلسبيل والمخڤيه التالته يحصلوها عالقبر ناصر لو سمع لطلب سلسبيل وجتها ممكن ياخد كل أملاكه ويكتبها بأسم بناته الأتنين ووجتها سلسبيل بدل ما تبجى مرت قماحتبجى شريكه له وميجدرش يسيطر عليها
تنبهت زهرت لذالك كيف عماها الحقد من سلسبيل وإعتقدت أنها تشفت فيها لو حدث ما قالته والداتها ربما تتطلق سلسبيل من قماح ووقتها يعود الامل ل والد نائل ذالك الطامع بها منذ البدايه
بالمشفى بغرفة سلسبيل بدات تصحو بعد زوال مفعول تلك الأدوية
كانت تهزى بإسم قماحالى أن فاقت وفتحت عينيها نظرت لجوارها كان يقف ناصر الذى تبسم لها بحب
تحدثت سلسبيلقماح
تبسم ناصرقماح
متابعة القراءة