رواية كامله بقلم الكتابه إيمان حجازي
المحتويات
بيتي بالليل وعبدالله مش موجود وقلتيلي في موضوع مهم لازم نتكلم فيه وقلقتيني عشان تيجي وتقوليلي اني وحشتكم !! انتي واخده بالك انتي بتقولي ايه ! وبعدين عبدالله ميعرفش ان انا هنا افرض رجع ودور عليا هقوله ايه وانا اصلا مش عارفه هنا بعمل ايه !!
قالت سمر بمكر محاوله تهدئتها عبدالله !! .. عبدالله اساسا هو اللي عايزك تيجي هنا ..
اسرعت سمر بنفس نبرتها الماكره مش بالظبط كده ! بس هو فعلا محتاج انه يرتاح شويه محتاج يبعد عن اي حاجه تتعبه او توجعله دماغه عشان كده ساب كل حاجه ومشي .. مټخافيش لما يرتاح هيرجع..
مرام بحيره اكبر وخوف يعني ايه ! .. يعني انا تاعباه و بۏجع دماغه .. انا مشكله في حياته .. وبعدين ازاي هو كان بيتصل بيا بس انا اللي مردتش !
قالت مرام في ضيق وعدم تصديق هو مين اللي قالك كده !!
لتردف سمر ب براءه مصطنعههو كلم بابا وقاله انه هيبعد كام يوم كده وياريت مرام تفضل عندكم عشان متبقاش لوحدها في البيت .. عشان كده احنا جهزنالك اوضه الضيوف دي اللي جنب المسبح
ثم نهضت الي الغرفه التي اشارت اليها سمر وتركتها وهي تبتسم بخبث محدثه نفسها
ولسه يا مرام انتي وعبدالله .. اصبرو عليا....
وقف الجميع بأنتظاره علي مشرفه منزلهم الكبير بعد ان هاتفهم محمد واخبرهم بقدومه حيث لم يلتقوا به او يهاتفوه منذ 10 اشهر بعد اختفاءه وقراره بعدم اخبار احد الي اين ذهب ..
خرج الكلام من قلب والدته قبل صوتها....
كان قويا متماسكا علي عكس الجميع الذي انخرط في البكاء علي بكاء والدته الشديد وهي تجذب ولدها اليها لتأخذه بين ذراعيها وتضمه بكل قوتها وبكل حبها واشتياقها وحزنها والمها...
ردد عبدالله هذه الكلمات وهو يربت علي ظهر والدته ليشد من ازرها والكل ينظر لهم وعبدالله ما زال يردد متقلقيش.... انا معاكي
هدي الزين ..والده عبدالله .. سيده ذات ال عاما .. عطوفه وكريمه واحيانا حاده الطباع تحب ابنائها بشده ولكن يبقي عبدالله فلذه الكبد عندها وذلك دائما ما كان يسبب غيره اخوته منه حيث والده المټوفي ايضا كان يحبه بشده علي الرغم انه لم يكن مدللا حيث كان حكيما و وقورا منذ صغره ويتعامل مع الامور بحكمه لذلك كان دائما يربح القلوب ويعمل له الجميع الف حساب .. لدي السيده هدي ثلاثه ابناء وفتاه .. يكبرهم محمد والذي تعرفنا عليه مسبقا يمتلك من العمر 33 عاما .. متزوج من ابنه عمته ولديه وليد ذات ال سنوات ..
اما اخر العنقود فهي رشا ذات ال عاما بكليه التربيه الفتاه المدلله المحتشمه والمرحه ايضا يحبها الجميع بخاصه اخواتها حيث كانت تعاملهم جميعا بحب وتتخذ من عبدالله ايضا قدوه لها وصديق لفطنته وتفهمه لها جيدا
جلست عائله عبدالله داخل ردهه المنزل منتظرين قدوم العشاء والتي امرت بتحضيره الحاجه هدي خصيصا لولدها بعد ان رحب
عبدالله بهم .. وقد لاحظ جيدا انتقال اسرته من طائفه الفقراء الي طائفه الاغنياء والذي يتضح جيدا من القصر الكبير الذي بني علي مساحات واسحه من الاراضي والاثاث الفخم حتي وان كان ذو طابع فلاحي قليلا وايضا الخادمات والسيارات فأصبح يعلم جيدا ان كل ذلك من الاموال الكثيره التي تركها لهم قبل رحيله وذلك ما كان يتمناه حقا .. ان تعيش اسرته في جو نقي ونظيف وفي عيشه هنيه ايضا .. لينتبه عبدالله من تفكيره علي صوت أحدهم..
كنت فين يا عبدالله كل ده وليه ټحرق قلبي كده يا ابني .. وابوك اللي مكنش بيعدي ليله واحده من غير ما يسأل عليك .. هنا عليك يا عبدالله تبعد عننا كل ده !
نطقت هدي بهذه الكلمات وهي تبكي شوقا بجوار ولدها والذي اجابها برفق والله يا امي ڠصب عني وانتي عارفه اني عمري ما كنت هبعد الا في الشديد القوي .. انا سبت لكم الفلوس عشان تعملوا اللي انتو عايزينه وتطلعوا من العيشه اللي كنتو فيها دي .. صدقيني يا امي لو كان بأيدي اني ارجع او حتي اعرف اكلمكم
لتردف اخته رشا هي ايضا مكمله حديث والدتها في شوق
طيب احكيلنا يا عبدالله انت كنت فين كل ده وجبت الفلوس دي منين ..!!
ليجيب عبدالله علي عجاله
معلش يا رشا كل حاجه ليها وقتها لكن اتطمنوا هي فلوسي انا ومش حرام وفي الوقت المناسب هقولكم علي حاجه .. لكن دلوقت اهم حاجه اشوف ابويا
أجابته والدته في حنوهنروحله كلنا بكره ان شاء الله لما الدكتور يسمح لنا .. والله لولا ان مرضيش حد يفضل معاه مكنتش سبته ابدا
عبدالله بإيماء بكره الصبح علي طول هروح اشوفه ..
أنتبهت الام الي حمدي قائله يلا يا حمدي اطلع نادي علي رحاب عشان الغدا وتيجي تسلم هي كمان علي عبدالله ..
ألتفت عبدالله الي ذكر اسمها قائلا رحاب عامله ايه دلوقت يا امي !
لتجيبه والدته في حزن يا حبه عيني مبطلتش عياط بقالها يومين من ساعه ما خدوا ابوك علي المستشفي ...
عبدالله بتمني ان شاء الله ربنا يقومه بالسلامه ويرجع ينور البيت من تاني ..
أشاح عبدالله الي الوراء عندما سمع ذلك الصوت الانثوي الضعيف ازيك يا عبدالله عامل ايه !
اجابها عبدالله في ود وترحاب الحمدلله يا رحاب انتي عامله ايه وليه العياط ده كله ..!
اجهشت في البكاء مره اخري قائله خاېفه اوي يا عبدالله .. خاېفه يبعد عني
ثم ارتمت بأحضان الحاجه هدي فهي بمثابه والدتها...
نظر لها الجميع في شفقه وقهر علي حالها وربت عبدالله علي كتفها لتهدئتها قليلا..
ثم التف الجميع الي مائده الطعام منهم من يأكل بشهيه ومنهم بلا شهيه ومنهم من يفكر مع كل لقيمه يأكلها والاخر في دنيا اخري بخياله بعيدا عنهم ينتظر قدوم الغد....
كانت تتحرك ذهابا وايابا بداخل غرفتها وهي لم تستطع تحمل الام قلبها في هذه الليله وهي تري حبيبها .. من تعلمت الحب علي يديه .. من خفق قلبها للمره الاولي من اجله .. وهو يراها مشكله وعقبه في طريق سعادته .. لم تستطع النوم وظلت طوال الليل تحاول التظاهر ان الامر لا يعنيها ولكن دون جدوي علي الاطلاق .. اخر ما يدور بذهنها هو حديث سمر معها حول حبيبها الذي تركها بدون علم ولا تدري ماذا فعلت كي يعاقبها ذلك العقاپ القاسې وبعد ليل طويل لم تستطع النوم ولو قليلا ..فقط البكاء والتفكير .. ومع زقزقات العصافير في صباح اليوم التالي .. اخذت تهزي مع نفسها
لا هو مش كده .. حبيبي مش بيعمل معايا كده هو علي طول صريح معايا اكيد هي كدابه .. هو قالي قبل كده ان مسمعش من اي حد ومصدقش اي حد .. لازم اسمعه واكلمه هو الاول .. هو اكيد عارف اني هفضل قلقانه عليه ..
ثم تناولت هاتفها بيديها ولامت نفسها علي عدم الرد عليه ثم قامت بالاتصال به ولكن لم يأتها رد .. ثم عاودت الاتصال مره اخري ولكنها تفاجئت بأنه يغلق بوجهها الخط رافضا محادثتها .. جنت مرام عند رؤيتها
له يفعل ذلك وقامت بالاتصال مره اخري ولكن وجدت الهاتف بأكمله مغلق ..
اما عند عبدالله فخرج من الحمام وجد الهاتف يرن بأسم ميمتي فأسرع ليجيبها في لهفه وقد دق قلبه سريعا فور رؤيتها ولكن نفذت بطاريه هاتفه قبل ان يجيبها فلام نفسه كثيرا كيف انه نسي ان يشحن هاتفه منذ انذاره له ليله الامس بضعف البطاريه ولكنه انشغل بدوامه اهله وابيه الذي يرقد طريح الفراش بالمشفي فوضع الهاتف علي الشحن وعزم علي محادثتها ولكنه فوجئ بوالدته..
عبدالله يلا عشان خارجين دلوقت رايحين لابوك المستشفي انجز بسرعه
عبدالله حاضر يا امي جاي اهوه
فقال محدثا نفسه الموبايل يشحن واما ارجع ان شاء الله هكلمك يا ميمتي ..
واردف بهيام .. وحشتيني قوي .......
أخذت مرا تهزي مع نفسها مره اخري بدون وعي وپقهر
يعني ايه يا عبدالله .. انت مبتحبنيش وسمر معاها حق انت مش طايقني ولا طايق وجودي معاك وعايز ترتاح مني .. انا مشكله في حياتك....للدرجه دي حابب تبعد عني..معقوله مبتحبنيش ولا حتي طايق تكلمني ولا تكلم حد عشان كده قفلت موبايلك .... !!
ثم شرعت في بكاء مرير علي هجر حبيب قلبها لها الي ان سمعت طرقا علي باب غرقتها ...
لقيتك مبترديش قلقت عليكي وصوت العياط ده جاي منين !
قالها سيف وهو يفتح باب غرفه مرام ليجدها جالسه علي طرف السرير من الناحيه الاخري فأسرع اليها و وجدها هي من تبكي .. فقال في هلع وحب جارف وهو ممسكا يدها
مراام .. حبيبتي مالك بټعيطي ليه .. حصل ايه يا مرام !
لتنتبه اليه مرام والي يدها التي بين يديه وأسرعت تردد في ڠضب وانتفاضه ثائره وهي تسحب يدها
انت مجنوون .. انت ازاااي تمسك ايدي .. انت مين اصلا عشان تمسك ايدي ! محدش ليه حق انه او يمسك ايدي غير عبدالله.. وازاي تدخل كده عليا الاوضه من غير ما تخبط ازاي تسمح لنفسك انك تشوفني بالمنظر ده انا واحده محجبه ومحدش يشوفني كده غيره هو بس ومين سمحلك انك تقول حبيبتي .. انا حبيبتك من امته .. انا حبيبته هو بس ثم انت مالك اعيط ولا معيطش ملكش دعوه بيا ومتكلمنيش تاني مفهوووم !! واتفضل دلوقت اطلع بررررررررررره
صدم سيف من كلماتها وكيف لفتاه مثلها ان تقول علي خالها هذه الكلمات التي لا يردف بها غير
متابعة القراءة