رواية كامله بقلم الكتابه إيمان حجازي
المحتويات
عاشق لايري احدا في الدنيا غير من هوي واسر قلبه فقط .. فهو ليس بالاحمق كي يلحظ ذلك .. خرج من غرفتها وهو في حاله لا يرثي لها .. احبيبته من ملكت فؤاده تعشق احدا اخر ! .. اصبح لا يفهم شيئا مما يحدث.. أوحدتها وبقائها معه بمفردها هي من خيلت لها انه الوحيد الذي يحق له بذلك من باب التعود .. ام ان لقلبها تمرد اخر وهو ليس بخالها....
مفيش غير واحد بس اللي هيفهمني كل ده
ثم صعد الي الاعلي بأتجاه غرفه والده ...
في نفس الوقت ..وصل الجميع الي مشفي الهلال داخل محافظه الشرقيه وصعدوا الي الطابق الرابع حيث يوجد الحاج عطيه في غرفه العنايه ولكن صدم بالطبيب الذي اخبرهم انه في حاله متأخره جدا ..
جلس الطبيب مع عبدالله بمفرده وعلم منه ان امكانيه شفائه شبه منعدمه وايامه في الحياه قد لا تتعدي بضعه ايام او شهر علي الاقل حزن عبدالله بشده علي فراق والده للمره الثانيه لكنه كان مؤمنا ان الاعمار بيد الله وحده والامل فيه موجود الي اخر لحظه ولذا حاول الا يسيطر علي حزه ولا يظهره امام الجميع .. ثم قام بالدخول الي غرفه ابيه الذي كان دوما ما يطالب برؤيته .. نظر له عبدالله في شوق ولهفه وذهب سريعا بأتجاهه وقبل يده وجبينه في شوق جارف
انتبه له الحاج عطيه وهو غير مصدق اذانه .. نعم انه صوت بني .. ولدي الذي احببته اكثر من الجميع نبض قلبه بشده وهو ينهض بأتجااهه كي يأخذه بين احضانه في ضعف والم
.. تفهم عبدالله ما يريده فباغته بحمله له وضمھ بكل قوته والدموع انهمرت منه والتي ادت الي بكاء عبدالله ايضا.. ابني حبيبي .. انت هنا يا عبدالله
ثم اخذ يقبل يديه في طاعه وحب وشوق جارف قائلاومش هسيبك تاني ..
ليردف الحاج عطيه في وهن وضعف انا اللي هسيبكم كلكم يا ابني .. خلاص وقتي خلص
ليسرع عبدالله نافيا كلامه پغضب وهو يظهر التماسك مفيش حاجه بعيده علي ربنا مش كلام الدكاتره هو اللي هيعيشنا ويموتنا ..
اخبره عبدالله ان يضع ايمانه الكامل بالله وان يتجاهل حديث الاطباء عندئذ اخبره انه ليس حزينا علي نفسه وراضي بهذا الابتلاء ويعلم انه اختبار من الله له وكل ما يشغله الان هو ابنته رحاب بعد ۏفاته ...
ردد الحاج عطيه بضعف وترجي
عايزك تتجوز رحاب بنتي وتبقي في عصمتك
ممكن اتكلم مع حضرتك شويه
قالها سيف وهو يدلف غرفه والده دون طرق الباب وجده يقرأ الجريده بدون تركيز عما يدور حوله فأنتبه الي صوته
اي يا ابني مش تخبط قبل ما تدخل ولا انت بتحب تخض الناس كده !
انتبه له والده وقال في قلقخير يا سيف مالك! .. عايز تتكلم في ايه !! انا سامعك
ليرفع سيف نظره عيون والده قائلا بوجه خالي من التعابير هو عبدالله يبقي لمرام ايه !!. وياريت مسمعش كلمه خالها
وقعت الحروف علي مسمع والده كالصاعقه ثم نظر اليه في هدوء واخذ يقص عليه علاقتهم بأكملها...
دلف عبدالله الي غرفته بمنزلهم الحديث بوجه يقسم كل من يراه ان صاحب ذلك الوجه يحمل هموم العالم اجمع بل اذا وضعت هموم العالم بجانب ما يشعر به الان لأصبحت اقل بكثيير جدا .. وكيف لا يشعر بذلك بعد ان اصبح بين نارين .. ڼار ابيه وڼار حبيبته وطفلته .. تذكر عندما اخبرته اذا حدث امر وخير بينها وبين شئ اخر وكيف اجابها بأنه لن يخذلها ويتخلي عنها ابدا .. كان بالفعل يود اخبارهم بعد الاطمئنان علي ابيه بزواجه وحبه وعشقه لها .. الانسانه الوحيده التي سيطرت علي علي عقله وقلبه وكيانه كله .. حتي اصبحت مركز حياته التي يدور حوله كله وقبل ان يعلن عن مكنونات قلبه وسر فرحته فوجئ بأمنيه ابيه ...
مين دي يا عبدالله ! ..
قالها حمدي وهو يعبث بهاتف اخيه ويظهر صورا لفتاه غايه في الجمال وصورا اخري بصحبه عبدالله ونظره اخيه لها في صورها لا تدل الا علي عشق وهيام فهو يعلم اخيه جيدا .. ليس من الرجال التي تعبث مع الفتيات .. فازدادت سعادته عندما شعر بأن اخيه وقع في غرامها وانه سيتزوج اخيرا حيث كان دائما لا يعجبه احد ويري ان جميعهم غير لائقين علي الاطلاق ..
انتبه له عبدالله علي مرام بصحبته في الصوره وهما بالحديقه علي الارجوحه حيث كان دائما يهتم بحفظ كثير من الصور لها بمفردها وصور تجمعهم سويا ..
لم يعلم ان يوما ما انها ستصبح ليس اكثر من ذكريات
سيب الصور والموبايل واخرج بره لو سمحت
قالها عبدالله ببرود وغير وعي... ليزيده حمدي غلاثته قائلا
اي يا معلم .. لا بس ما شاء الله جميله .. اخيرا بقه حبيت يا عم عبدالله .. مش هسيبك الا اما تقولي مين .. ها .. ها .. وعرفتها منين .. ها .. !!!
ليبادر عبدالله بصفعه قويه لاخيه الصغير غير مدرك ما يفعله
مش قلت اخرج بره وملكش دعوه بحاجه انت ايه مبتفهمش !!..
بالفعل خرج حمدي من الغرف
في صډمه مما فعل اخيه ولكن دون ان يقوم بأي رد فعل تجاهه فهو يعلم اخيه جيدا وان ذلك ليس بالوقت المناسب لقول تلك السخافات ...ويترك عبدالله في بحر ذكرياته مع من سلبت عقله..
بعد منتصف الليل اطل القمر بنوره ليشق ظلمه السماء خرج عبدالله من غرفته واتجه الي سطح منزلهم الضخم وجد حمدي اخيه الاصغر يجلس علي احد المقاعد الهزازه في حزن وخيم ابتسم عبدالله في حزن واتي بمقعد وجلس بجواره وهو يربت علي كتفه في رفق..
متزعلش مني .. حقك عليا
ردد حمدي دون النظر اليه قائلا في هدوء
انا عمري ما زعلت منك يا عبدالله انت عارف وحتي لو عملت فيا اكتر من كده .. لكن انا زعلان عليك ..
ثم الټفت اليه وقال في اهتمام ونبره حنونه
ابويا قالك ايه يا عبدالله .. كنت حاسس من سؤاله عليك دايما انه عايز يقولك حاجه .. وحاجه مش بسيطه كمان ..!
تنهد عبدالله في حزن والم لمجرد تذكر ما دار بينهم من حديث وما طلبه منهعايزني اتجوز رحاب ...
صدم حمدي مما سمع وخلي وجهه من التعابير وظل صامتا بجوار اخيه بضع دقائق الي ان اردف مره ثانيه
متوافقش يا عبدالله بلاش تضيع سعادتك عشان ترضي عمي ..
ليبتسم عبدالله في سخريه اول مره تقول عمي مش ابويا ..
حمدي پحده ودفاعلان دي الحقيقه يا عبدالله .. هو مش ابونا هو عمنا .. اه ساعدنا ياما و وقف جنبنا كتير بس ياخد حياتنا هي التمن لكل ده ..!! .. ده يبقي ظلم وربنا ميرضاش بيه
لا يا حمدي عمك موقفش جنبنا زي ما بتقول .. عمك هو اللي لحقنا من المۏت وبنالنا بيت من ارضه بعد ما ابويا باع ورثه وسفرنا بيه كلنا العراق .. ورجعنا احنا بس .. انا وانت واختك واخوك محمد وامك .. رجعنا ملناش لا بيت ولا ورث ولا حتي فلوس .. عمك مرضاش يرمي لحمه .. موافقش يضيع عيال اخوه ربانا زي بنته بالظبط ويمكن كان بيحبني انا اكتر منها كمان بقي ابونا وصاحبنا.. وحبنا ودخلنا المدارس وكبرنا وعلمنا .. عايز بعد كل ده تقول عليه ده عمنا مش ابونا ..
ليردف حمدي في خجل انا عارف يا عبدالله مقصدش.. وانت عارف انا بحبه قد ايه .. لكن دي حياتك انت مينفعش يتدخل فيها ..
عبدالله بتهكمهو انت بتقول كده ليه!.. مش يمكن اكون موافق .. اي عرفك اني رافض !
جلس حمدي امامه و هو يمسك يده في حب اخوي قائلا
لاني شفت في عينك نظره للبنت اللي في الصوره اول مره اشوفها في حياتي .. اول مره اشوفك فرحان كده والضحكه طالعه من قلبك .. مش عايز تقولي مين دي ..!
تنهد عبدالله في حراره وحسره وعيون عاشقه توشك علي هطول العبرات ااااااااه مرااام .. تبقي اجمل حاجه مرت عليا في حياتي كلها.. تبقي مرات اخوك
برق حمدي من هول الصدمه .. لم يستطع تصديق اذنيه قائلا
انت بتتكلم يجد .. انت اتجوزت يا عبدالله!
ابتسم عبدالله وقال في تنهدهحكيلك يا حمدي يمكن اخفف حملي شويه ..
وبدأ عبدالله في سرد حكايته مع من سړقت قلبه منذ بدايه لقائه بوالدتها الي الان ..وكان ينصت له حمدي بكل انتباه...
وبعد مده لسيت بالقصيره قال حمدي في حزن
يااااه يا عبدالله يعني كل اللي احنا فيه ده بسببها هي ومن فلوسها .. وعمك جاي يقولك اتجوز بنتي
عمك ميعرفش يا حمدي انا مقلتلهوش عليها .. كنت ناوي اقولكم كلكم اني ناوي اتجوزها بعد ما عمك يخف لكن دلوقت كل حاجه اتقلبت ..
وانت هتعمل ايه يا عبدالله .. هتوافق تتجوز رحاب اللي طول عمرك بتعتبرها زي رشا اختك .. وتسيب الوحيده اللي قلبك اختارها ..
هما الاتنين ملهمش حد يا حمدي .. انا مش عارف اعمل ايه!!
لا يا عبدالله .. رحاب احنا كلنا معاها ومش هنسيبها .. لكن مراتك مع مين ! .. دي ملهاش غيرك دلوقت وانت بتقول انها بتحبك ولسه صغيره .. هتكسر قلبها .. لا يا عبدالله اوعي تعمل كده ..
ردد عبدالله
في قهر وڠضب
مش عاارف مش عاارف .. حمدي ارجوك متخلنيش اندم اني حكيتلك .. سيبني دلوقت محتاج افكر مع نفسي شويه ..
حاضر يا عبدالله هسيبك وعارف انك هتختار القرار الصح زي عادتك دايما لكن ارجوك فكر كويس..
وبالفعل ترك عبدالله بمفرده وهبط الي الاسفل وهو يفكر ايضا كيف يساعد اخيه وينقذه من ذلك الزواج الي ان توصل لفكره وقرر تنفيذها ..
في صباح اليوم التالي ذهب عبدالله الي المشفي وقام بتقبيل يد عمه والاطمئنان علي صحته احتضنه ايضا في ضعف وقال
فكرت يا ابني ..
متابعة القراءة