رواية قطه في عرين الأسد شيقة بقلم سمره

موقع أيام نيوز


عليها التردد ثم قالت 
طيب مينفعش نروح مكان تانى
ابتسم لها قائلا 
انتى خاېفه منى ولا ايه
قالت بسرعة 
لأ طبعا بس خاېفة يعنى ان حد يشوفنا
ج ذبها من يدها قائلا 
محدش هنا يعرفك .. ولو عليا فمحدش له حاجه عندى
صعدت معه وهى تشعر بخفقات قلبها المتسارعه .. عاد الصوت بداخلها يخبرها بأنها تفعل شيئا خاطئا وبأنها تمادت كثيرا وتنازلاتها تكبر يوما بعد يوم .. لكنها أسكتت هذا الصوت كالمعتاد وقالت له أنا مش هعمل حاجه غلط مجرد زيارة صغيرة وهنزل على طول أنا كبيرة وعاقلة وأقدر أحافظ على نفسي كويس

.. دخلت الى البيت وهى متوتره قليلا .. فضلت الجلوس فى الشرفة عاد اليها وقدم لها كأسا فقالت بدهشة 
بالنهار كده
ضحك قائلا 
وفيها ايه يعني هى الخمړة ليها وقت محدد
قالت بقلق 
لا بلاش مش عايزه
ابتسم قائلا 
خلاص براحتك
نظر اليها قائلا 
انتى ليه متوتره كده
بصراحة أصل دى أول مرة أروح بيت واحد
ما انتى جيتي هنا قبل كده
قالت بسرعة 
بس يومها كان فى حفلة بس النهاردة مفيش غيري
اقترب منها قائلا 
ماهو حلاوتها ان مفيش غيرك
ابعدته عنها قائله 
خالد انت عايز منى ايه بالظبط
لمعت عيناه قائلا 
لسه مفهمتيش .. حبيبتى أما عايز أتجوزك
شعرك بسعادة غامرة تجتاح كيانها كله .. شعرت وكأنها لمست النجوم بيديها وحصلت على نجمة منهم .. قالت بحبور 
بجد يا خالد .. بتتكلم جد .. عايز تتجوزنى بجد
ابتسم واقترب منها قائلا 
أيوة طبعا يا حبيبتى .. بتكلم جد .. من يوم ما شوفتك وانتى دخلتى دماغى .. ومبقتش بتمنى غير انك تكونى ليا
اتسعت ابتسامتها .. لكنها تحطمت وتلاشت عندما سمعته يقول 
بس هنتجوز عرفى
صمتت قليلا تحاول استيعاب ما قال .. ثم دفعته سهى بعيدا عنها وقالت پغضب 
عرفى .. انت ازاى تعرض عليا حاجه زى كده .. انت فاكرنى ايه
حاول أن يقترب منها مرة أخرى فأبعدته عنها پعنف .. صاح غاضبا 
انتى هتترسمى عليا ولا ايه .. ما انتى كنتى عارفه من البداية ان ده هيحصل
نظرت اليه وهى غير مصدقة أذنيها فأكمل بتهكم وسخرية قائلا 
بقيتي بتتحججى بأى حجة عشان تجيلى المكتب ولما عزمتك على عيد ميلادى كنتى طايره من الفرح .. ورقصتى معايا يوم عيد ميلادى ومفيش حاجه قولتهالك وعارضتيني فيها حتى لما ادتلك خمره تشربيها نفذتى كلامى ورضيتي تخرجى معايا وتقبلى منى هدايا وتيجى معايا بيتي وانتى عارفه انى عايش لوحدى .. فبلاش بأه الرسم ده وطالما أنا وانتى فاهمين بعض كويس وعارفين كل واحد فينا عايز ايه من التانى يبأه خلينا حلوين مع بعض وبلاش نعكر مزاجنا بكلام ملوش لزمه
كانت تشعر پصدمة شديدة .. من كلماته التى ألقاها على مسامعها .. حاول مرة أخرى .. ابتعدت عنه فورا وتوجهت الى باب البيت وخرجت مسرعه .. نزلت درجات السلم وهى تكاد لا ترى من الدموع التى تنهمر من عينيها .. أوقفت سيارة أجرة .. وأسرعت مبتعدة عن هذا المكان وهذا الشخص الذى أشعرها أنها فتاة رخيصة يمكن شرائها ببضع هدايا وبضع كلمات.
هاهى على موعد مع خطاب آخر من خطابات ماجد .. فتحت الخطاب بلهفة شديدة .. لكم كانت تتمنى وجوده معها لتخبره بأمر عائلة والدها.. قرأت ما كتبه ماجد لها 
زوجتى الح بيبة مريم .. كيف هو حالك مع الله .. لا أريد أى شئ أن يشغلك عن وردك وأذكارك وقيامك وفعلك للخير يا مريم .. أتذكرين حديثنا معا ودعائنا معا بأن نلتقى أنا وأنت فى الجنة من بعد هذا الفراق الذى كتب علينا .. أنا هنا لا أدرى الى أين أوصلتنى أعمالى يا مريم وليس لى سواكى ليهديني ما يخفف عنى حملى الثقيل .. لن أطلب منك شيئا محددا .. لا أريد سوى ما فى استطاعتك فعله .. من أجلى ومن أجلك .. حبيبك ماجد

 

ابتسمت مريم وترقرقت العبرات فى عينيها
وهى تعلم جيدا ما ستقدمه له .. توجهت الى أحد الأدراج فى غرفتها وأخرجت علبه صغيره .. فتحتها وأخرجت منها القطع الذهبيه التى بها .. وفى الصباح ذهبت الى الصائغ وباعت ما بجوزتها .. أخذت المال والابتسامه على شفتيها .. توجهت الى أحد المساجد التى تم بنائها حديثا فى شارعها .. كان مسجدا صغيرا لم يتم الإنتهاء من تشطيبه حيث توقف استكماله بسبب قلة الموارد المالية .. سألت عن صاحب المسجد وذهبت الى محله الذى يقع فى نفس الشارع .. كان شيخا دينا .. أعطته مريم ما بحوزتها من مال جمعته من بيع مصوغاتها ومصوغات والدتها و أختها .. وطلبت منه أن يقوم بتشطيب المسجد بهذا المال ويقوم
بفرش المسجد وشراء المصاحف .. شكرها الرجل كثيرا ودعا لها بسعة الرزق .. كانت مريم تشعر بسعادة غامرة لأنها لم تتصدق عن ماجد فقد بل شملت صدقتها أمها وأبيها وأختها .. وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من بنى لله مسجدا يذكر فيه اسم الله تعالى بنى الله له به بيتا في الجنة .. دعت الله أن يتقبل الهدية التى أهدتها لأفراد عائلتها.. قال لها الرجل 
قوليلى يا بنتى الصدقة ليكي ولا لحد متوفى
قالت مريم بإستغراب 
لحد متوفى .. بس ليه حضرتك بتسأله 
قال الرجل مبتسما 
عشان يا بنتى احنا هنعمل يافته بأسماء الناس المتوفيه واللى أهلهم اتبرعوا للمسجد وهنعلقها فى المسجد عشان الناس تدعيلهم بالرحمة والمغفرة
أومأت مريم برأسها وأملته أسماء أبيها وأمها وأختها .. فقال الرجل بأسى 
ربنا يرحمهم ويغفرلهم .. ماتوا مع بعض
قالت مريم بحزن 
أيوة فى حاډثة
نظر اليها الرجل مشفقا وقال 
ربنا يجعل الصدقه دى فى ميزان حسناتهم وحسناتك يا بنتى
تمتمت بخفوت 
آمين .. ولسه فى كمان جوزى
نظر اليها الرجل بحزن بالغ وقال 
لا حول ولا قوة الا بالله .. ربنا يعوضك يا بنتى ويصبر قلبك .. قوليلى اسمه
قالت مريم بحزن 
ماجد ... ماجد خيري 
يتبع
في إحدى القرى الهندية النائية تزوجت فتاة شابة 
وكانت مستاءة من ذلك الزواج ..
ذلك أن زوجها كان يسيء معاملتها 
من أجل هذا انطلقت الفتاة لتشكو زوجها لدى شيخ القرية وتطلب منه عونا في حل مشكلتها ..
قال لها شيخ القرية الذي حنكته التجارب 
يتوجب عليك أن تنزعي بنفسك شعرات من ڈئب حي
ثم إئتني بها حتى استطيع تليين قلب زوجك ..
وفكرت الفتاة كيف يمكنها أن تفعل ذلك ..
كيف يمكنها أن تنزع شعرات من ڈئب حي ..
وذهبت الفتاة إلى الصحراء علها تحصل على ڈئب ..
ورأت ڈئبا يجر ماعزا وينطلق بها إلى الغار ..
فراحت تراقب ..
رأت جراء الڈئب يرضعون من أمهم ..
وفي اليوم التالي أخذت الفتاة قدرا من اللحم والعظام
ووضعتها في طريق الڈئب ..
وجاء الڈئب فأكل قسما وحمل الباقي إلى جرائه ..
كل يوم كانت الفتاة تفعل ذلك ..
وشيئا فشيئا راحت تقترب أكثر فأكثر ..
الڈئب اطمأن للفتاة ..
والفتاة راحت تمسح على رؤوس الجراء 
وذات يوم وهي تمسح على رؤوس الڈئاب الصغيرة
انتزعت بلطف عدة شعرات وذهبت بها لشيخ القرية ..
واندهش الشيخ وقال 
كيف أمكنك أن تفعلي ذلك !
كيف تسنى لك أن تنزعي شعرات من چسم ڈئب حي !
وقصت الفتاة على الشيخ ما جرى وقالت 
لقد توددت للڈئب حتى أصبح يطمئن لي فلا يؤذيني ..
وهنا الټفت الشيخ وقال لها 
يا ابنتي .. لقد استطعت ترويض ڈئب مفترس ..
وحيوان كاسر أفلا تستطيعين ترويض زوجك !!
افعلي معه ما فعلت مع الڈئب ..
لو أنك توددت له لأحبك وأصبح قلبه أسيرا بين يديك ..
وقديما قالوا الإنسان عبد الإحسان 
عشاق القصص والروايات
الحلقة الحادية عشر.
قضت مريم ليلها باكيه حزينه .. لا يفتر لسانها عن قول حسبي الله ونعم الوكيل فى اللى ظلمنى ظلت ترددها دون غيرها .. حتى تعبت ونامت .. ظلت جدتها ساهرة بجوارها حتى اطمئنت لنومها .. دثرتها جيدا وعادت الى غرفتها .. ما هى الا أقل من نصف ساعة حتى استيقظت مريم راقبت الساعة التى تسير الى الثانية عشر الا ثلث .. جلست على الفراش فى انتظار مرور الوقت .. وما ان دقت الساعة معلنة منتصف الليل حتى نهضت من فراشها وتوجهت الى الحقيبة الصغيرة التى تحوى خطابات ماجد وأخرجت منها الخطاب الذى حان دوره بحسب ترتيب الأرقام وجلست على فراشها تقرأه 
حبيبتى مريم .. أتذكرين كلماتك لى وأنا على فراش المړض .. كنت تذكريننى دائما بفضل الصبر وبثوابه عند الله .. كنتى تذكريني بالآية التى فى سورة هود والتى تقول إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير ... وبالآية التى فى سورة النحل والتى تقول ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ... وبالآية التى فى سورة المؤمنون والتى تقول إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون .. كنتى تذكريني بتلك الآيات وتتليها على مسامعى لأحتسب دوما آلامى وعذابي ومرضى ..
ها أنا الآن أذكرك بتلك الآيات ليكن لك فيها سلوى على فراقى الذى أعلم أنه كان شاقا عليك .. حبيبتي مريم .. أثق جيدا فى أن الله سيحفظك ويرعاك .. لأننى أعرفك جيدا أعرف أنك تحاولين قدر استطاعتك ألا تغضبيه وأن تفعلى ما يرضيه لذلك أعلم بأنه سيكون معك مثلما أنت معه .. أختم خطابي بتلك الآية الكريمه .. والتى ستكون طلبي منك هذه المره .. يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين .
أنهت مريم قراءه الخطاب والدموع فى عينيها وضمت الخطاب الى صدرها قائله 
ياااه يا ماجد .. لو تعرف أنا أد ايه كنت محتاجه أسمع منك الكلام ده .. كأنك حاسس بيا ومعايا
نهضت وتوضأت ووقفت بين يدي الله تبث له شكواها وترجو رحمته .. ظلت تصلى طول الليل ولا يفتر لسانها فى السجود عن قول حسبي الله ونعم الوكيل .. فقد أوكلته وهو حسبها .. أنهت صلاة الفجر وجلست تقرأ وردها حتى الشروق .. شعرت بالسکينة وبالراحة تغمرانها .. وكأن صب فى قلبها الذى يشتعل بردأ وسلاما .. فاطمئن وسكن .. شعرت بشعور غريب يجتاح كيانها نظرت من مكانها الى شباك غرفتها والى النور الصباح الذى بدأ يتسلل الى السماء .. شعرت وكأن دعائها قد استجاب .. شعرت بقشعريرة غريبة تسري فى جسدها كله .. ظل نظرها معلقا بالسماء وصوت بداخلها يهتف لقد استجاب الله لك .. كبر هذا الشعور بداخلها حتى أدركته بكل حواسها .. كان هذا الشعور بداخلها كما لو كان يقينا وأمر واقع .. حتى أنها وجدت الإبتسامه يرقص فرحا .. شعور غريب لم تختبره من قبل ولا تعلم سببه ولا حتى تعلم كيف شعرت به .. كل ما تعلمه هو أنا كانت فى تلك اللحظة واثقة من شئ واحد فقط ..
 

تم نسخ الرابط