رواية قطه في عرين الأسد شيقة بقلم سمره
المحتويات
عارفه انى أخوه .. ليه ما قولتليش ان ماما عايشه
هتفت بإستنكار
أيوة عارفه انك أخوه بس معرفش انك توأمه .. افتكرت انكوا اخوات بالأب بس .. لو كنت أعرف أكيد كنت قولتلك .. بس متخيلتش أبدا انكوا تكونوا توأم
صمتت قليلا ثم قالت بإهتمام
وطنط ناهد عارفه انك مش ابنها
قال مراد وقد بدأ يفيق من صډمته
الى الدولاب وقال بلهفه
البسى بسرعة .. عايز أروحلها حالا
خرجا معا وذهبا الى دار المسنين .. قالت له مريم وهى تقف خارج الغرفة
مراد خليني أدخلها الأول لوحدى .. ماما زهرة تعبانه .. صدمة مۏت ماجد كانت كبيرة أوى عليها .. وانت نسخة منه .. سيبنى أتكلم بس معاها الأول
أومأ مراد برأسه ايجابا وقال بصوت متهدج
شعرت مريم بلهفته عينينه تعبيرات وجهه لملاقاة أمه .. أمه التى حرم منها سنين طويلة .. دخلت مريم الى
غرفة زهرة .. لتجدها جالسه فى فراشها والمرافقة تطعمها بيدها ..وقالت
حبيبتى ماما زهرة عاملة ايه دلوقتى
التفتت اليها زهرة مبتسمه وهى تتطلع اليها .. جلست مريم أمامها على الفراش واتسعت ابتسامتها قائله
أومأت زهرة برأسها ايجابا وهى مازالت محتفظة بإبتسامتها .. قالت لها مريم وهى تمسح على شعرها فى حنان
ماما فى عندى ليكي مفاجأة .. مفاجأة مكنتيش تتوقعيها
نظرت اليها زهرة بإستغراب تحاول تخمين المفاجأة .. فقالت مريم بحماس وهى ترقب تعبيرات وجهها
ماجد كان له أخ توأم مش كده .. مراد
تحبي تشوفيه .. تشوفى مراد ابنك
اتسعت عينا زهرة ونطقت ملامحها باللهفة .. وهى تتطلع على مريم .. ابتسمت مريم والعبرات فى عينيها وهى تقول
هو معايا بره .. أدخلهولك تشوفيه
تعالى
شعر مراد بقلبه يخفق پجنون .. من الغرفة شيئا فشيئا وتوقف أمام الباب .. أخذ ينظر الى تلك المرأة النحيلة التى تتوسط الفراش .. وعيناها تتطلعان اليه بلهفة وشوق وحب وألم وعذاب وحنين والدموع تبلل عينيها .. أخذ يلهث وهو يتطلع اليها ..
أبعدت رأسها لتنظر اليه بلهفه وهى تسمعه لأول مرة ينطق بكلمة ماما .. ثم تعالت شهقاتها مرة أخرى وهى تحتضن وجهه بكفيها وعيونها تنظر الى كل ملمح من ملامحه بشوق ولهفة .. هو الآخر وجهها بين كفيه وقبل جبينها مرات عدة وقال بصوت مرتجف
مش مصدق انى شوفتك .. مش مصدق انك عايشه
ثم صاح پألم
يااااه اشتقتلك أوى .. كنتى بتيجي فى أحلامى كتير .. كان نفسي أشوفك وأتكلم معاكى وأرمى نفسى فى .. كان نفسي أشوفك أوى يا أمى
ابتسمت زهرة من بين دموعها وحاولت التحدث فلم تستطع .. الټفت مراد الى مريميمسح العبرات التى تساقطت على وجهه وقال لها بلهفه
هى مبتتكلمش
قالت مريم من بين دموعها بصوت مرتجف
لأ .. من يوم ما عرفت ان ماجد مريض وهى مبتتكلمش
ثم قالت بحماس
بس أنا واثقة ان صحتها هتتحسن
التفتت لتجلس أمام زهرة على الفراش من الجهة الأخرى وقالت لها مبتسمه بحماس
مش كده يا ماما .. مش انتى هتتحسنى بعد ما شوفتى مراد
ابتسمت لها زهرة وأومأت برأسها .. فعلت مريم المثل قائله
ربنا يخليكى لينا يا ماما وميحرمناش منك أبدا
نظر مراد مبتسما الى العلاقة التى تجمع مريم بأمه .. والټفت الإثنتان تنظران اليه مبتسمتان .. شعر وهو ينظر اليهما بأنهما أغلى امرأتين فى حياته .. قام مراد وقال بلهفه
عايز أقابل مديرة الدار .. لازم أنقل ماما عندى فى الفيلا مستحيل أسيبها هنا أبدا
ابتسمت زهرة وهى تنظر اليه بتأثر وقد اغرورقت عيناها بالعبرات مرة أخرى
خرج مراد ليتحدث مع مديرة الدار التى اشترطت وجود مرافقه مع والدته لتلبية طلباتها وعلاجها .. عاد مراد الى أمه بلهفه وجلس أمامها قائلا بإبتسامه واسعة
أمى حبيبتى .. خلاص اتكلمت مع مديرة الدار وهاخدك من هنا النهاردة .. بس هروح الأول أرتب مكان اقامتك وأجيب عربية اسعاف تنقلك من هنا .. مش هتأخر عليكي .. ماشى
ابتسمت زهرة وهى تجذبه لها لتحت ضنه مرة أخرى .. قبل رأسها والټفت الى مريم قائلا بحماس
مريم تعالى معايا
قالت مريم ل زهرة قبل أن تنهض
ماما متقلقيش هنرجعلك تانى
ابتسمت لها زهرة .. فغادر الإثنان الغرفة .. خرجا من الدار .. توقفت مريم تراقب السيارات ليعبرا الطريق الى سيارة مراد التى أوقفها على الجانب الآخر .. فجأة شعرت بيده وهى تتلمس الطريق الى يدها .. التفتت تنظر اليه بسرعة .. رأت فى عينيه نظرة حانية .. و .. نظرة حب .. خفق لها قلبها بقوة .. شبك أصابعه بين أصابع يدها و احكم قبضته عليها يحتضن كفها فى كفه بقوة وكأنه يعدها بأن يظلا متلازمين طيلة العمر
.. وكأنه يعدها بحياة مشتركة بينهما لا يستطيع أن يفرقهما أحد .. ورغما عنها .. بادلته نظرة بنظرة .. ووعد بوعد .. ابتسم مراد لها وابتسمت له .. عبرا الطريق بأيدى متشابكة الى أن أوصلها للسيارة وفتح لها الباب جلست ومازالت أيديهما متشابكة وقف أمامها وكأنه لا يريد ترك يدها .. نظر حوله يتفقد ان كان يراهما أحد . ورمقها بنظرة حانيه قبل
أن يترك يدها ويغلق الباب .. شعرت مريم بقلبها يقفز فرحا .. جلس بجوارها فى السيارة كانت تبتسم لا اراديا وهى لا تستطيع النظر اليه خجلا .. امتدت يده لتمسك يدها الاخرى .. وانطلق بسيارته وهو يشعر بسعادة كبيرة تغمر قلبه.
استقبل الجميع خير وجود زهرة على قيد الحياة پصدمة شديدة .. واضطر مراد الى اخبار أختاه بأن مريم كانت خطيبة أخوه التوأم الذى لم يكن يعلم أنه مازال على قيد الحياة .. انفرد مراد ب ناهد وسألها قائلا وهو يمعن النظر اليها
ماما .. انا عارف ان ممكن الموضوع يكون صعب عليكي .. بس أنا مستحيل أسيب أمى مرميه فى دار مسنين .. إما انى أجيبها تعيش معانا هنا .. وإما انى أسكنها فى مكان تانى
صمت قليلا ثم قال
بس مش هقدر اسيبها عايشة لوحده .. وهعيش معاها هناك
كانت ناهد تستمع اليه صامته ..قائلا
انتى أمى .. اللى ربتنى وكبرتى وعلمتى لحد ما بقيت راجل .. وأفضالك عليا ملهاش حصر .. عمرك ما حسستيني انك مش أمى اللى ولدتنى .. عمرك ما فرقتى فى المعاملة بيني وبين اخواتى البنات .. عمرى ما حسيت للحظة انك مراة أب .. كنتى فعلا أمى ومازلتى أمى وهتفضلى أمى على طول
اغرورقت عينا ناهد بالعبرات وهى تنظر اليه .. ثم أجهشت فى البكاء ثم نظر اليها قائلا
اللى هتقولى عليه هعمله .. شوفى ايه اللى يريحك وأنا هعمله يا ماما .. بس مقدرش أسيب أمى فى دار مسنين .. مستحيل مبقاش راجل لو عملت كده
كفكفت ناهد دموعها وقالت وهى تنظر اليه
لو مكنتش قولت كده مكنتش هتبقى مراد اللى ربيته وكبرته وعلمته لحد ما بقى راجل .. دى أمك يا ابنى .. ليها حق فيك زى ما أنا ليا حق فيك .. هى اللى ولدت وأنا اللى ربيت .. ومش ممكن أبدا أحطك فى اختيار بيني وبينها
أخذت نفسا عميقا ثم قالت
هاتها تعيش معانا هنا .. كفاية اللى شافته فى حياتها .. وانها اتحرمت منك طول السنين دى .. من حقها تعيش مع ابنها اللى اتحرمت منه
مراد وابتسم بسعادة قائلا
ربنا يخليكي ليا يا ماما كنت واثق ان قلبك كبير
ابتسمت ناهد وهى تشعر بالسعادة لسعادة ابنها .. فمضى الكثير من الوقت الذى لم ترى فيه مراد سعيدا بهذا الشكل.
بعد منتصف الليل وبعدما نام الجميع وقفت تناجى ربها وتتساقط دموعها على سجادة الصلاة وهى ساجدة .. تبكى بحړقة وينتفض جسدها ألما وندما .. أخذت تلهج بالدعاء وبالاستغفار .. ترجوه ولا ترجو سواه .. وقفت بين يداه الى أن شعرت بالآلام تشتد فى قدميها .. لكنها كانت آلام لذيذة لأنها فى سبيل طاعة .. شعرت وكأنها تغسل من ذنوبها و من آلامها ومن عڈابها .. شعرت وكأنها تولد من جديد .. فتاة أخرى .. بقلب آخر .. بروح أخرى .. بجسد آخر .. شعرت بأن اليوم هو يوم ميلادها .. وكأنها لم تعش قط .. وكأنها لم تحيا قط .. وكأنها اليوم فقط .. علمت معنى الحياة .. أنهت سهى صلاتها وأمسكت مصحفها وظلت تتلو من كتاب الله .. كلما قرأت آيات العڈاب استعاذت منها وبكت .. وكلمها قرأت آيات النعيم استبشرت بها ودعت .. أغلقت مصحفها عندما سمعت آذان الفجر يتردد فى المسجد القريب .. أغمضت عينيها وهى تسمع ذلك النداء الذى كانت تصم آذانها عنه طيلة أعوام طويلة .. ها هى الآن تسمعه بقلبها قبل أذنها .. وتستشعره بكل حواسها .. فتحت عينيها عندما انتهى المؤذن وقفت لتصلى بلهفة وشوق .. وأخذ قلبها ينبض بقوة وكأنها على ميعاد يقفز قلبها لهفه له .. رفعت كفيها وقالت من أعماق قلبها
الله أكبر.
استيقظت مريم فجرا لتجد الأريكة فارغة .. خرجت وتوجهت الى الغرفة التى خصصها مراد ل زهرة فسمعت صوته بالداخل .. طرقت الباب برفق .. فتح الباب مبتسما لها .. ابتسمت له قائله
جيت أطمن عليها
أفسح
لها مراد المجال للدخول .. دخلت مريم لتجد زهرة جالسه على الفراش ووجهها يشع نورا وسعادة .. فتحت .. مسحت زهرة على شعرها وهى تنظر الى مراد مبتسما .. فقال بمرح
أنا بصراحة بدأت أشك أنا اللى ابنك ولا
متابعة القراءة