رواية قطه في عرين الأسد شيقة بقلم سمره

موقع أيام نيوز


لا كله تمام .. متشكر يا طارق .. سلام
أنهى مراد المكالمة وهى ينظر الى مريم بإمعان قائلا 
انتى اتصلتى بيه لما تهتى
قالت مريم بسرعة 
لا اتصلت ب مى صحبتى وهى زميلتى فى الشركة .. قولتلها تتصل بيه
صمت مراد ثم عاد يتفرس فيها قائلا 
رقمك معاه من زمان
قالت مريم وهى تنظر اليه 
لأ أنا مدتهوش رقمى اصلا .. ومبديهوش لأى عميل .. ممكن يكون خده من مى

أومأ مراد برأسه .. تلاقت أنظارهما فى صمت .. كل منهما ينظر الى عين الآخر بحذر وقلق وخوف .. كانت نظرات كل منهما تصرخ فى الآخر قائله .. ابتعد عنى لن اسمح لك بإختراق أسوار قلبي .. لكن نفس السؤال أخذ يتردد فى أعماق كل منهما .. ترى هل سأستطيع حقا الصمود 
الحلقة العشرون.
أنا كنت شاكك فيها من الأول
قال مراد هذه العبارة بعصبية .. فقال طارق 
وايه مصلحتها فى كدة
قال مراد پغضب 
الهانم أكيد كانت بتاخد منه فلوس .. ماهى مش هتعمل كده لله فى لله
قال طارق پحده 
حسبي الله ونعم الوكيل فيها .. انسانه معندهاش ضمير
قال مراد بحنق 
لولا التسجيل اللى حطيته فى المكتب مكنتش اكتشفت ان سكرتيرتى عميلة عند حامد وبتنقله كل تحركاتى
قال طارق بحنق 
بس يا مراد مكنش المفروض تكتفى بطردها .. كان المفروض توديها فى ستين داهية بالتسجيل اللى معاك
قال مراد 
هى بنت برده .. صحيح تتساهل قطم رقابتها عشان خاېنة للأمانة بس بردة بنت مينفعش أبلغ عنها وأدخلها اقسام
قال طارق وهو ينهض 
طيب هروح أشوف مكتب توظيف محترم يبعتلنا سكرتيرة محترمة
زفر مراد بضيق .. فأكثر ما يكرهه فى حياته .. الخېانة .. بكل أشكالها وأنواعها
دخل جمال منزله وعلامات الضيق على وجهه فإستقبلته صباح قائله 
كنت فين يا جمال
قال جمال بضيق 
كنت بشم هوا يا صباح
قالت بعتاب 
فى عريس يسيب مرته فى البيت ويخرج ولسه مفاتيش اسبوع على جوازهم
هتف جمال پغضب 
كانت جوازه ما يعلم بيها الا ربنا
هتفت صباح بحنق 
ليه بجه ان شاء الله .. مش انت اللى كنت بتجولى انك نفسك فى اليوم اللى تتجوزنى فيه يا جمال نسيت كلامك الحلو اللى كنت بتسمعهولى
قال جمال بتهكم 
كنت مغفل يا صباح .. ياريتنى كنت انشكيت فى لسانى جبل ما أجول كلمة واحدة منه يا صباح
قال
ذلك ثم زفر بضيق ودخل حجرة النوم يشاهد التلفاز تحت نظرات صباح الغاضبة
أمسكت سهى هاتفها الذى لم يفارق يديها الا نادرا طيلة اليومين الماضيين .. لكن كالعادة رفض سامر الإجابة على أى من اتصالاتها .. كآخر حيلة لديها اتصلت بمكتبه فأخبرتها السكرتيرة أنه منشغل ولديه اجتماع .. فقالت سهى بصوت كمن أوشك على البكاء 
طيب لو سمحتى لما يخلص اجتماع قوليله سهى اتصلت بيك وعايزاك ضرورى
حاضر يا فندم
أنهت السكرتيرة المكالمة وتوجهت الى مكتب سامر قائله 
الآنسه سهى اتصلت يا فندم وقولتلها زى ما حضرتك قولتلى
قال سامر بلامبالاة 
طيب لو اتصلت تانى قوليلها سافر يومين ولو سألتك فين قوليلها متعرفيش
حاضر يا فندم
عاد مراد الى البيت فى المساء ليجده ساكنا .. توجه الى غرفة المعيشة ليجدها فارغة .. صعد الى غرفته وطرق الباب
ليجد مريم جالسه على الأريكة تتطلع الى حاسوبها الموضوع على قدميها 
السلام عليكم
نظرت اليه قائله 
وعليكم السلام
أغلق الباب وهو يتطلع اليها قائلا 
أمال فين ماما واخواتى 
قالت مريم بهدوء 
راحوا لخالتك .. هما كلموك أدامى انت نسيت
قال مراد وقد بدا عليه التذكر 
أيوة أيوة .. معلش نسيت
عادت مريم الى عملها مرة أخرى أمام الحاسوب .. دخل مراد الحمام وأخذ دشا واستبدل ملابسه ثم نظر اليها قائلا 
اتغديتي
قالت 
أيوة
أخرج هاتفه يتفحصه .. فنظرت اليه مريم قائله 
لو مكنتش اتغديت أقول لدادة أمينة تحضرلك الغدا
نظر اليها مبتسما 
مبحبش آكل لوحدى .. لو هتاكل معايا ماشى
قالت بحرج 
انا اتغديت
قال وهو يغادر الغرفة 
أنا نازل المكتب
توجه مراد الى مكتبه .. بعد ما من ساعة ذهبت اليه مريم وطرقت الباب أذن لها بالدخول .. وقفت أمامه قائلا 
خلصت تصميم اللوجو ياريت تشوفه عشان لو محتاج تعديل أعدله قبل ما أحطه على البروشورز وباقى التصميمات
أشار مراد الى المنضدة أمام الأريكة فوضعت عليها حاسوبها وجلس مراد ينظر الى التصميم .. تابعت تعبيرات وجهه بإهتمام وقالت 
لو محتاج أى تعديل مفيش مشكلة قولى وأنا أعدله
قال مراد دون أن ينظر اليها 
لا ممتاز .. بجد ممتاز
ابتسمت مريم وقد أسعدها اطراءه ..رفع رأسه ونظر اليها مبتسما 
شكلى هستغلك وأعمل تجديد لكل تصميمات الشركة والمصنع
قالت بحماس 
ما فيش مشكلة ... أصلا أنا بحب شغلى جدا وبعتبره هواية مش حاجة مفروضة عليا
سألتها مراد 
اتعملتى فين 
قالت مريم وقد اختفت ابتسامتها 
جوزى الله يرحمه هو اللى علمنى
اختفت ابتسامة مراد هو الآخر وأشاح بوجهه عنها .. لاحظت مريم التغير الذى طرأ عليه واستغربت من ذلك .. حملت الحاسوب قائله بتوتر 
هبتدى فى البروشورز من النهاردة ان شاء الله وما أخلصها هوريهالك
قال مراد دون أن ينظر اليها 
ارتباطكوا استمر أد ايه 
بلعت مريم ريقها بصعوبة وقالت بصوت خاڤت 
سنتين
نظر مراد اليها متفرسا فيها وقال 
وليه متجوزتوش .. ليه استنيتوا ده كله 
قالت مريم بشئ من الضيق 
حصلت ظروف خلتنا نضطر نأجل جوازنا
هربت من نظراته المتفحصه قائله 
بعد اذنك
غادرت مريم غرفة المكتب لتترك مراد غارقا فى التفكير .. ترى الى أى مدى أحبته .. أأحبته الى درجة أن تخلص له حتى بعد مۏته .. ترى لماذا أحبته .. كيف جعلها تحبه لدرجة ألا تستطيع رؤية رجلا غيره .. لم ينسى ما أخبره اياه طارق من رفضها الزواج بسبب حبها لخطيبها الراحل .. ترى هل من الممكن أن يدق قلبها للحب مرة أخرى .. هل من الممكن أن تقبل العيش مع رجل ...... !! .. عند هذه النقطة أرغم عقله على التوقف عن الإسترسال و قام الى مكتبه وجلس يطالع أوراقه وملفاته ليصرف عقله عن التفكير فيها وفيما يخصها .
صعدت مريم الى غرفة مراد وجلست على الأريكة وهى غارقة فى التفكير هى الأخرى .. ترى لماذا حدث الطلاق بينه وبين زوجته .. ترى كيف كان شكلها .. أأحبها .. لماذا اذن انفصلا .. هل مازال يتذكرها .. أيتمنى العودة اليها .. كم دام زواجهما .. ومنذ متى انفصلا .. ظلت الأسئلة تتقافز على عقلها الى أن أرغمت عقلها عن الإنشغال بعملها الذى بين يديها.
عاد الجميع الى البيت والتفوا حول طاولة الطعام .. قالت نرمين بمرح 
كانت أعدة حلوة أوى يا ريتك كنتى جيتي معانا يا مريم
قالت مريم مبتسمه 
معلش كان عندى شغل
قالت سارة ل مراد 
خالتو عزمتنا كلنا يا أبيه آخر الاسبوع .. حاول تفضى نفسك
قالت سارة بحماس 
وأنا يا أبيه حاول تفضيلي نفسك عايزه أشترى لبس جديد وشوية حاجات كدة عشان الكلية
قال مراد 
خلاص نخرج بكرة ان شاء الله تشترى انتى حاجتك وكمان سارة و مريم يخرجوا ويغيروا جو
قالت سارة
بحماس 
تمام أوى .. بس خلى بالك يا أبيه أنا ليا زى ما نرمين هتشترى بالظبط .. مش معنى انى خلصت كلية انى مش هشترى لبس جديد
ابتسم مراد قائلا 
ماشى يا سارة عنيا ليكي
ابتسمت مريم وهى تراقبهم .. سعدت كثيرا للعلاقة الودودة بينهم .. قالت ناهد مبتسمة 
أنا بأه بتخنق من اللف كتير سيبونى بأه أنعم بيوم من الراحة والإستجمام
قالت نرمين ضاحكة 
تقصدى يا ماما ان احنا عملينلك ازعاج يعني .. ده احنا التلاته قطط صغننه
ضحكت ناهد قائله 
مريم آه قطة .. أما انتى و سارة لما بتتجمعوا مع بعض بتقلبوا بغبغانات وبتصدعولى دماغى
قال مراد لأمه 
متيجي معانا يا ماما
قالت ناهد 
لا يا حبيبى اخرجوا انتوا واتبسطوا
دخلت صباح غرفة النوم وجلست بجوار جمال الذى بدا مندمجا فى مشاهدة أحد الأفلام .. وقد تزينت وتعطرت .. قالت له 
متجفل البتاع ده يا جمال وتيجى نجعد نتكلم شويه
قال جمال وهى ينظر اليا شذرا 
هتكلم في اييه يعني .. خلينى مع الفيلم أحسن
قالت صباح بحنق 
يجطع الفيلم على بيتفرجوا عليه .. آنى عروسة يا جمال المفروض تهتم بيا أكتر من اكده
صاح جمال 
يجطع الجواز على البيتجوزوا .. آنى دماغى مش فيا يا صباح روحى شوفيلك حاجة تشغلك بعيد عنى أحسن العفاريت بتتنطط أدام عيني السعادى
قالت صباح پغضب 
ماشى يا جمال بكرة ټندم وتجول آنى
معرفتش أجدر جيمتها
قام جمال من مكانه ووقف بجوار الفراش قائلا بتهكم 
حوش حوش .. ليه ان شاء الله فاكره نفسك مين يا صباح السفيرة عزيزة .. ده لولا انى اتنازلت عن المحضر وجفلنا على الجضية كان زمانك دلوجيت نايمة فى البورش يا صباح والبراغيت بتشغى فى جتتك
وقفت صباح بمواجهته قائله پغضب 
ماهو لو مكنتش انت ناجص وجليل الأصل مكنش ده كله حوصل .. جولتلك يا جمال مش صباح اللى يدحك عليها .. ده آنى ألففك البحر كعب داير وأرجعك عطشان
دفعها بيدها الى الفراش قائلا 
طيب اكتمى .. اكتمى أحسن أديكى كف يكتمك للأبد يا صباح
فى اليوم التالى خرج مراد مع الفتيات الى أحد المولات التجارية .. تقدمت الفتاتان فالتفتت مريم قائله ل مراد بحرج 
آسفه انك اضطريت تاخدنى معاك
قال مراد وهو ينظر اليها 
مين قالك انى واخدك معايا ڠصب عنى
قالت بإرتباك 
يعني .. المفروض كنت تخرج مع اخواتك بس .. لولا انهم الصبح أصروا انى أخرج معاهم
قال مراد ببرود 
أظن انا من بالليل وأنا قايل انك هتخرجى معانا
أشار بيده قائلا 
اتفضلى
أخذت الفتاتان وقتا طويلا فى المشاهدة والشراء توجه مراد الى الملابس المعروضة وانتقى بعضها بيده ثم توجه الى مريم قائلا 
ادخلى قيسيهم
نظرت مريم اليه بدهشة وحرج قائله 
لا شكرا أنا مش عايزة أشترى حاجه
قال مراد بحزم 
مبحبش أكرر كلامى مرتين
قالت مريم بحنق 
و أنا مش عايزة أقيسهم
قال بعند 
هتقيسيهم
زفرت بضيق .. لاحظت أن البائعة تقف بجوار مراد فلم ترد التمادى أكثر فى هذا النقاش فأخذتهم من يده وتوجهت الى أحد الكبائن المخصصه للبروفة وبمجرد أن أغلقت الستارة فتحها مراد فنظرت اليه بدهشة .. فقال بحزم 
قيسيهم فوق هدومك.. متقلعيش هدومك لأن فى ناس معندهاش ضمير بتحط فى البروفة كاميرات مراقبة
أومأت برأسها وهى تشعر بشعور غريب يسيطر عليا وهى ترى هذا الحرص والإهتمام منه .. أغلقت الستارة مرة أخرى ونفذت ما قال .. خرجت بعد عدة دقائق قائله 
أيوة مظبوطين .. بس لو سمحت أنا اللى هدفع تمنهم
نظر اليها پحده وأخذهم منها وأعطاهم للبائعة قائلا 
هناخد دول كمان
شعرت مريم بالضيق فلا ينقصها الا أن يدفع ثمن ملابسها أيضا .. وقف الجميع فى الخارج يتفقون على المكان التالى الذى سيذهبون اليه .. كانت مريم شارده فلم تتابع حديثهم .. مر من خلف مريم بعض الشباب الذين كانوا يتحدثون ويمزحون معا .. فرجع أحد الشباب الى الخلف وهو يضحك مع أصدقائه ولم ينتبه الى أنه سيصطدم ب مريم التى توليه ظهرها .. فجأة وجدت مريم مراد فإرتطمت بصدره وهى تشعر بالدهشة مما فعل .. وبيده الأخرى دفع الشاب
 

تم نسخ الرابط