رواية قطه في عرين الأسد شيقة بقلم سمره
المحتويات
كان ينقصه .. مريم وجدت فيه الآمان الذى افتقدته .. ومراد وجد فيها الحنان الذى افتقده .. فشعر كل منهما أنه يكمل الآخر
فى المساء اجتمع سامر و حامد معا فى منزله ومعهما فتاتان ولم يخلو الأمر من الخمر لتكتمل سهرتهما .. وتعالت أصوات الموسيقى لتتمايل الفتاتان بالرقص الخليع .. كانت سهرة ككل السهرات التى تجمعهما .. فالطيور على اشكالها تقع .. ولم يكن سامر الا وجه فى عملة حامد .. انتهت السهرة ليخرج سامر بصحبة صديقته التى لم يحتج الى ورقة زواج عرفى ليأخذ منها ما يريد .. بل كانت ممن تستبيح عرضها لكائن من كان .. بإسم الحب أو المتعة أو الصحوبية .. فلا
نظر اليها سامر بدهشة محاولا استيعاب ما تقول .. أخذت أمه ټضرب صدره بقوه وتصرخ قائله
اطلع بره بيتي مش عايزة أشوفك فى بيتى تانى وبكرة هكلم المحامى يسحب منك التوكيل بتاع ادارة الشركة
بدأ سامر يفيق بعدما سمع كلماتها فصاح قائلا
هو ايه ده .. ايه اللى اطلع بره وهسحب منك التوكيل .. هو يمزاجك
أيوة بمزاجى بمزاجى يا تيييييييي ييييييييييت
دفعها سامر يديه وصاح پغضب
انتى في ايه .. مالك طايحه فيا كده
قالت أمه وهى تصرخ پغضب
أختك يا سامر
نزل الخبر على رأس سامر كالصاعقه وقال
ايه .. بتقولى ايه
صړخت أمه پعنف قائله
كما تدين تدان يا سامر كنت مستنى ربنا يحفظ اختك ازاى وانت مضيع بنات الناس .. كنت مستنى ايه غير كده
بنتك تستاهل أكتر من كدة .. ممشياها بلبس متلبسوش واحدة محترمة .. ماشية تعرض جسمها على كل الرجالة اللى ماشية فى شارع .. ده أنا كان صحابي بيعاكسوها أدامى وبيقولوا عليها كلام زى الزفت وكنت بستعر أقولهم انها اختى .. كان لازم يحصلها كده
أخذت أمه تبكى بحرقه وتقول
حسبي الله ونعم الوكيل فيكوا انتوا الاتنين .. ربنا ينتقم منكوا انتوا الاتنين
وفيكي انتى كمان لانك معرفتيش تربي
فى اليوم التالى .. كان مراد جالسا فى مكتبه بالبيت يطالع أحد الملفات عندما طرقت مريم الباب ودخلت بهدوء مبتسمه .. تقدمت من المكتب ووضعت عليه صنية الشاى والكيك التى تحملها .. وابتسم لها قائلا
تسلم ايدك يا حبيبتى
قالت مبتسمه بخجل
دوقه وقولى رأيك بصراحه أنا اللى عملاه
طالما انتى اللى عملاه يبقى أكيد هيعجبنى
فتح مراد الخزينه بجواره وأخرج منها علبة قطيفة صغيرة .. فتحها وأخرج منها دبلة ذهبية وأخرى فضية .. نظرت مريم اليهما بخجل وسعادة .. أمسك يدها اليسرى ونزع منها الدبلة التى تزينه وألبسها الدبلة التى تحمل اسمه .. أخذت مريم الدبلة الفضية التى تحمل اسمها وألبسته اياها .. وكلاهما ينظر الى الآخر بسعادة
حانت منها التفاته الى الملف الموضوع على المكتب أمامه لمحت صور دماء ورجل ملقى على الأرض قالت بدهشه
ايه ده يا مراد
نظر مراد الى الملف والصور قائلا
ده ملف چريمة القټل اللى كانت حصلت فى الصعيد .. لقيته فى أوراق بابا اللى كانت فى الخزنة
أمسكت مريم الصور لتطلع اليها فأخذها منها مراد بسرعة قائلا
لا متشوفيهاش .. مصورين الچثة على الأرض هيتعبك المنظر ده
قالت مريم
طيب عايزة أشوف الصورة اللى كان مكتوب فيها پالدم
بحث مراد فى الصور الى أن أخرج الصورة وأراها اياها .. مسكتها مريم تتأملها .. فقال مراد وهو يمسك احدى الأوراق بيده
تقرير الطبيب الشرعى بيقول ان الړصاصة اخترقت قلبه وماټ .. وكمان الحړق اللى كان مكان الړصاصة على صدره معناه ان الړصاصة اضربت من مكان قريب جدا
نظرت اليه مريم قائله
يعني ايه
قال مراد بإستغراب
يعني اللى ضړب عليه الڼار كان واقف قريب منه جدا .. التقرير بيقول أقل من متر .. ودى حاجة غريبة جدا
قالت مريم بإستغراب
ليه غريبة
قال مراد وهو ينظر اليها
لأن كان فى مشاكل بين بابايا وباباكى و ابن حسن المنفلوطى .. والمشاكل دى كانت بتوصل لرفع السلاح .. دلوقتى ايه اللى يخلى ابن حسن يآمن انه يقف قريب أوى من واحد المفروض انه عدوه .. مخفش ېقتله .. ازاى يقف ادامه والمسافة بنيهم أقل من متر من غير ما ېخاف
قالت مريم وهى تزم شفتيها
مش عارفه .. طيب السلاح اللى اتضرب بيه لقوه ولا لاء
قال مراد بإستغراب
مش هتصدقى
.. السلاح كان جمب الچثة واللى أغرب من كده ان السلاح كان مرخص بإسم القتيل
قالت مريم بدهشة
وبابايا أو باباك ايه اللى هيوصلهم لسلاح القتيل
قال مراد شاردا
يمكن كان القتيل عايز ېتهجم على خيري اى ان كان بابايا ولا باباكى .. وخيري خده منه ودافع عن نفسه وضړب عليه الڼار .. وعشان كده الڼار اضربت من المسافة الصغيرة دى
قالت مريم بحماس
أيوة صح أكيد هو ده اللى حصل لأن انت بتقول ان باباك مستحيل ېقتل وأنا كمان بقول نفس الكلام عن بابا .. يبأه القټل كان دفاع عن النفس
قال مراد بحيرة
مش عارف برده حاسس ان فى حاجه غلط .. لو هو قتل دفاع عن النفس ايه يخلى خيري اللى قتل ينكر ده .. السلاح
اللى اضرب منه الڼار سلاح القتيل .. وده كافى انه يثبت ان القتيل هو اللى اټهجم عليه وهو اضطر ياخد منه السلام يضرب عليه الڼار عشان يدافع عن نفسه .. ايه اللى يخليه ينكر انه ضړب عليه اصلا
سألته مريم قائله
طيب مش يمكن فعلا اللى قټله واحد تانى غير بابا وباباك .. والكلمة اللى تكتبت پالدم القاټل هو اللى كتبها
قال مراد وهو ينظر الى الأوراق
تقرير المعمل الجنائي بيقول ان البصمات الى على الكلمة اللى اتكتبت هى بصمات القتيل نفسه .. يعني هو اللى كتبها بنفسه
قالت مريم وهى تمعن النظر الى الصورة من مراد
مراد انت مش شايف حاجة غريبة هنا
أخذ مراد الصورة منها ونظر اليها قائلا
لأ مش واخد بالى
قالت مريم بحماس
اسم خيري مكتوب بطريقة غريبة
تأمل مراد الصورة جيدا ورفع حاجبيه دهشة وقال
فعلا مكتوب بطريقة غريبة
قالت مريم بإستغراب
لو كان القتيل هو اللى كتب اسم خيري ايه اللى يخليه يكتبه بالطريقة دى .. ولو كان القاټل هو اللى كتبها واستخدم فيها صوابع القتيل عشان تظهر بصماته برده ايه اللى يخليه يكتبها بالطريقة الغريبة دى
فجأة قفزت فى رأس مراد فكرة .. أخذ يقلب بين الأوراق التى أمامه بلهفه شديده .. قالت مريم بإهتمام
في ايه يا مراد .. اكتشفت حاجة
أخرج مراد احدى الورقات ونظر اليها لتتسع ابتسامته لتملأ وجهه كله .. قالت مريم بلهفه شديدة
مراد قولى
نظر اليها مراد قائلا بسعادة وثقه
لا بابايا ولا باباكى اللى قتل
اتسعت عينا مريم لتنظر اليه قائله بلهفه
بجد انت متأكد
وقال بسعادة
أيوة متأكد يا حبيبتى
قالت بلهفه
عرفت ازاى يا مراد
أمسك الورقة التى كانت فى يده منذ قليل ووضعها أمامها ووضع اصبعه على احدى الجمل وقال مبتسما
اقرى الجملة دى
قرأت مريم الجملة لتتسع عيناها دهشة وهتفت قائله
مش ممكن .. معقول ده
قال مراد وهو ينظر الى الورقة
مراته اللى قټلته
قالت مريم وهى تعاود النظر الى الصورة
كان عايز يكتب خيريه مش خيري بس ماټ قبل ما يكملها .. ملحقش يكتب الحرف الأخير
أخرج مراد هاتفه فقالت مريم بإهتمام
هتعمل ايه
قال
هتصل بعمى أشوف يعرف ايه عن خيريه دى
تحدث مراد مع عمه سباعى قرابة النصف ساعة .. ثم أنهى المكالمة .. قالت مريم بحزن
ربنا يرحمها ويغرفلها بأه .. ماټت وسابت العيلتين كل واحد فيهم شاكك فى التانى
تنهد مراد بأسى قائلا
بسببها بابا اضطر يسيب بلده وأهله
ثم نظر الى مريم قائلا
وباباكى كمان اتحرم من بلده وأهله
قالت مريم بحزن
خلاص يا مراد اللى فات ماټ .. مش هيفيد بحاجه نتحسر عليه دلوقتى .. وبعدين لو مكنش ده كله حصل يمكن مكناش أنا وانت بقينا لبعض
وهو يقول بحنان
الحمد لله
تم زفاف طارق و مى فى قاعتين منفصلتين .. حضر الجميع داعيين لهما بالبركة وأن يجمع الله بينهما فى خير ..
حبيبة قلبي طالعه زى القمر
ابتسمت مى قائله
بجد يا مريم
عانقتها مريم قائله
طبعا بجد .. حبيبتى ربنا يوفقك فى حياتك ويباركلك فيها
شدت مى على أيدي مريم وهى تقول بسعادة
وانتى كمان يا مريم ربنا يسعدك دايما
التفتت مريم لتنظر الى سارة الجالسه على احدى الطاولات .. منها وجلست بجوارها قائله
ايه يا بنتى أعده لوحدك ليه
ضحكت سارة قائله
مليش فى الرقص
قالت مريم بمرح
يعني أنا اللى ليا .. اهو الواحد بيعمل أهى حركات وخلاص
التفتت حولها قائله
فين نرمين
أشارت سارة الى المنصة وضحكت قائله
بتأدى النمرة بتاعتها
نظرت اليها مريم واڼفجرت ضاحكة .. ثم التفتت الى سارة قائله
انتى واثقة ان نرمين أختك انتى و مراد .. أنا شكه انكوا لقيتوها على باب جامع وهى صغيرة
ضحكت سارة قائله
أنا كمان يا بنتى شكه فى كده .. شكلها هتطلع فى الآخر بنت دادة أمينة
اڼفجرت الفتاتان فى الضحك والمزاح
فى قاعة الرجال .. وقف طارق محاطا بأصدقائه .. قال أحدهم
مبروك يا عريس .. أخيرا شوفناكى فى الكوشة يا بيضه
صاح آخر بمرح
مكنش يومك يا طارق .. كان مستخبيلك ده كله فين يا ضنايا
صاح طارق قائلا
ايه العالم المحبطة دى .. طيب حد يقولى كلمة تشجعنى يا جماعة بدل الكلام اللى يجيب ورا ده
قال أحد أصدقائه ضاحكا
مكنش انعذر واتباع جذر .. نجبلك كلام مشجع منين .. انت واقف فى بركة شباب متجوزة .. روح فى آخر القاعة يمكن تلاقى شلة شباب زى الورد لسه متجوزوش هيدوك دفعه تمام
الټفت طارق الى مراد وهو يقول بمرح
طيب انت يا مراد قولى كلمة تطمن قلبي طيب بدل العالم التعبانه دى
ابتسم مراد قائلا
بص يا طارق يا حبيبى .. اللى عايز العسل يتحمل قرص النحل
صاح طارق قائلا
هى فيها قرص ولا ايه .. يا مراد أنا بقولك طمنى مش ارعبنى
شعرت مريم بالتوعك فى بطنها .. فالتفتت الى سارة قائله
سارة متيجى معايا عايزة أروح الحمام
قامت سارة معها وخرجا من القاعة وتوجها الى حمام السيدات .. خرجت مريم وهى مازالت تشعر بالألم فى بطنها حاولت تجاهله .. لكن ظهرت تعبيرات الألم على وجهها .. قالت سارة بلهفه
انتى كويسة يا مريم
قالت مريم وهى تجاهل الألم
أيوة كويس
متشغليش بالك
توجهتا الى
متابعة القراءة