رواية بقلم لولا نور
المحتويات
تتحدث في هذا الموضوع مره اخري...
بس يا ولدي....
رفع بده منهيا الحوار لا بس ولا غيره ... انا داخل المكتب انا وعدي عاوز فنجان قهوه علشان دماغي هتتفرتك من الصداع..
يالله يا عدي...
قالها وهو يدلف الي غرفه مكتبه ناهيا اي حوار حول الحاډث.. تاركا عدي وام ابراهيم خلفه يطالعونه بنظرات يأسه من راسه اليابس وطبعه العنيد.....
تحدث عدي باحباط اووووف موصلناش لحاجه .. الموتوسيكل من غير ارقام واللي سايق واللي ضړب الڼار مغطيين وشهم مش باين منهم حاجه ده غير انهم ظهروا فجأة وكانهم عارفين انك خارج في الوقت ده....
مش عارف يا عاصم .. بس الواد اللي ضړب الڼار مش مدرب لانه كان بيضرب ڼار وخلاص مش بينشن علي هدف محدد وده بان لما انت وطيت علشان تجيب الشنطه من علي الارض ايده اتهزت والطلقه جت في كتفك...
عاصم يعني ممكن يكونوا عيال عاوزه تسرق وكانوا عاوزين يثبتونا وياخدوا العربيه او اي حاجه من اللي بنسمع عنها ..خصوصا وان الشارع هنا هادي بس لما لقوا ان في حراسه هربوا...
عموما الفتره اللي جايه هتبان لو الحوار ده اتكرر تاني واحنا زودنا الحراسه علي البيت والشركه وعلي سوار ....
اوماأ عاصم موافقا بالرغم من عدم اقتناعه بكلام عدي الا انه اضطر الموافقة عليه مؤقتا فليس لديه اي دليل واضح يثبت عكس كلامه ...
أسند ظهره علي ظهر الفراش خلفه وهو يمسك بهاتفه يطلب سوار....وضع الهاتف علي اذنه يستمع لرنينه حتي آتاه صوتها الناعم وهو تنطق اسمه برقه شديده اذابته..
سوار عاصم ..لسه كنت بجيب التليفون علشان اكلمك .. طمني عليك يا حبيبي عامل ايه دلوقتي احسن...
عضت علي شفتيها بخجل ودقات قلبها تهدر داخل صدرها ..
وانت كمان وحشتني اوي..
عاصم سوار انا خلاص تعبت من بعدك عني مش قادر استحمل اكثر من كده .. انا محتاج لك جنبي عاوز انام وانتي في حضڼي عاوز ابقي مطمن عليكي مش
عاوز اعيش في قلق وانت بعيد عني
عاصم لا مش كده .اصلا الي عمل كده شكلهم حراميه وكانوا عاوزين يسرقوا فضربوا ڼار علشان يخوفونا بس لما لقوا الحراسه هربوا..اطمني مفيش حاجه انا بس عاوزك معايا مش قادر ابعد عنك اكتر من كده...
سوار بعد ان اطمئنت من كلامه وانا كمان يا عاصم عاوزه ابقي معاك علي طول ..انت خاليتني احبك واتعلق بيك بطريقه غريبة قدرت تحتلني وتملك قلبي بكل سهولة..انت بقيت كل حياتي يا عاصم .. ربنا يخاليك ليا...
ضحكت وهمست بدلال احسن علشان قلت لك اروح معاك وانت رفضت علي الاقل كنت هقولك الكلام ده في وشك مش في التليفون
عاصم بغيظ انت
بتردهالي يعني ماشي خلاص ربع ساعه وهكون قدامك وانت تفوليلي كل اللي في نفسك وانا كمان اعمل اللي في نفسي لما اسمع منك الكلام ده...
سوار بخضة اعقل يا مچنون تيجي فين وانت تعبان.. خلاص هسكت ومش هقولك حاجه واوعدك لما اجي لك الصبح هقولك اللي انت عاوزه...
عاصم بشك يا سلام انتي بتسكتيني بس لكن انتي مش هتعملي حاجه لما تبقي قدامي....
سوار وهي تهاوده حتي لا يتهور وحياتك عندي هعمل لك اي حاجه انت هتقول عليها
عاصم بمكراي حاجه ..اي حاجه
سوار وقد فهمت مغذي كلامه اه اي حاجه بس من غير قله الادب بتاعتك ...
ضحك عاصم بصخب علي جملتها وظلوا طوال الليل يتحدثون وتواعدوا علي اللقاء غدا واستمروا في حديثهم الذي لا يخلوا من غزل عاصم الوقح حتي غلبهم النوم .....
الفصل التاسع عشر .....
مضي أسبوع وسوار لا تفارق عاصم تهتم به وترعاه تقضي اليوم برفقته تذهب اليه قبل استيقاذه وتتركه ليلا لتعود لمنزلها وبعدها يظلوا يتحدثون في الهاتف حتي يغفوا ..وساعدها علي ذلك سفر شقيقها واسرته واولادها ....
كانوا في غرفه المكتب يراجعون بعض الاعمال نظرا لعدم ذهابهم الي الشركه
منذ الحاډث واسند عاصم مهمه اداره الشركه لعدي ومتابعته له من المنزل...
سوار كفايه شغل بقي يا عاصم انت من ساعه الفطار وانت قاعد بتشتغل ودلوقتي لازم تتغدي علشان تاخد الدواء...
عاصم وهو يعمل علي حاسوبه الشخصي دون ان يرفع راسه لها حاضر يا حبيبتي هبعت الميل ده وافضي لك علي طول...
سوار بتذمر وهي تتوجه ناحيته وتغلق الحاسوب لا معلش سمعت الكلام ده من ساعتين خلاص اسمع الكلام بقي...
انت اټجننت يا عاصم ازاي تعمل كده ....اوعي سيبني خاليني اقوم احسن حد يدخل هيقول علينا ايه...
نظرت له بغيظ وقالت ياسلام ايه الثقه اللي انت فيها دي يعني ايه محدش يقدر يمنعك ولا حتي انا افرض ام ابراهيم ولا عدي دخلوا علينا هتقول ايه ...
عاصم بثقه تحبي انادي علي ام ابراهيم علشان تعرفي هعمل ايه..ده لو ابويا الحج سليم ابو هيبه بذات نفسه دخل علينا برضه مش هتخرجك بره ..
نظرت له وتحدثت بيأس من عناده انا عارفه اني مش هاخد منك لاحق ولا باطل انت هتعمل اللي في دماغك وبس...
كويس انك عارفه كفايه بقي رغي في كلام مالوش لازمه خالينا في المهم ...
اممممم وايه بقي المهم ....
ده المهم ...
بعشقك يا سوار ومش قادر علي بعدك اكتر من كده ... انتي بتاعتي انا ملكي انا انتي اللي حركتي قلبي وخالتيه ينبض تاني علشانك انتي وبس....
...صوته وكلماته ورائحه عطره كل هذه الاشياء لا تساعدها اطلاقا علي استعاده انفاسها المسلوبه...
قطع استرساله في الحديث صوت احد الحراس من امام مدخل الفيلا يحدثه علي جهاز اللاسلكي ...
الحارس عاصم باشا في واحد عاوز يقابل سعادتك اسمه هشام الناجي....
تبادل عاصم الي سوار باستغراب من زياره شقيقها الغريبه ثم اجاب الحارس بحزم خاليه يدخل بسرعه طبعا واي وقت يجي هنا يدخل من غير استئذان..
الحارس باحترام تحت امرك يا باشا..
انتفضت سوار فزعه .. ابتعدت عن المكتب ووقفت في وسط الغرفه تهندم ملابسها وتعدل شعرها .. يا لهوي هشام هيطين عيشتي لما يشوفني وبعدين هو رجع امتي من السفر ده انل بكلمهم كل يوم ومقالش انه راجع انهارده....
نظر لها عاصم باستغراب انت مالك مرتبكه كده ليه وايه يطين عيشتك دي انتي ناسيه انك مديره مكتبي يعني طبيعي وجودك معايا في اي مكان...وبعدين قوليلي هو هشام بيضايقك او بيعاملك بطريقه مش كويسه...
نفت سوار برأسها رافضة حديثه عن شقيقها لا طبعا هشام عمره ما عاملني بطريقه مش كويسة بالعكس طول عمره طيب وحنين بس انا مش هاىزه يضايق مني لما يلاقيني معاك في البيت...
صوت طرق علي باب غرفه المكتب منعهم من الحديث...
صاح عاصم بصوت قوي وهو يعتدل في جلسته خلف مكتبه ادخل.
دلف هشام الي مكتب عاصم وعلي وجهه ابتسامه واسعه سرعان ما تلاشت عندما لمح سوار جالسه علي اخد المقاعد اماما مكتب عاصم....
سالها مستغربا وجودها في منزل عاصم سوار بتعملي ايه هنا
كادت ان تجيبه
ولكن صوت عاصم القوي من خلفها جعلها تلتزم الصمت مجبره ...
عاصم بابتسامه مرحبا اهلا وسهلا اتفضل يا هشام بيه نورت بيتي المتواضع..قالها وهو يشير له بالجلوس علي المقعد المقابل لسوار
ثم اضاف بعد جلوسه خلف مكتبه يا تري ايه سبب الزياره السعيده دي
بادله هشام التحيه وهو لايزال علي ملامحه الجامده اهلا بيك يا عاصم بيه ...حمد الله علي سلامتك
نظر هشام لسوار المخفضه راسها وتفرك يديها بتوتر واضاف بصراحه انا لسه راجع انها ده من السفر وقلت اول حاجه لازم اعملها اني آجي اطمن عليك بعد ما سوار قالت لي انك وقعت من علي الحصان ودراعك اتكسر....
فعديت عليك في الشركه بس عرفت انك مش بتروح !!!
ثم نظر الي سوار وهو يرمقها بنظرات مشتعله واضاف بس سوار مقالتش انك من
يوم الحاډثه مروحتش الشركه لا انت ولا هي !!!
نظرت له سوار بارتباك وقالت بتلعثم ماااا ما هو عاصم قصدي عاصم بيه من ساعه الحاډثه والدكتور آمره بالراحه وانه ما يجهدش نفسه فعلشان كده مش بيروح الشركه...
طاب وانت سالها هشام پحده!!!
اجفلت سوار من سؤاله وكادت ان تجيبه الا ان عاصم قاطعه بقوه وهو يكتم غيظه منه في ايه يا هشام مالك داخل سخن كده ليه!!!
ويعدين طبيعي ان سوار تكون معايا في اي مكان اكون فيه لانها مديره مكتبي وبما اني مش بروح الشركه وبشتغل من البيت فالطبيعي آنها هتكون معايا هنا ...
رد هشام پحده وهي مقالتش ليه انها بتشتغل معاك من البيت وانا لما بكلمها بتقول انها في الشغل...
عاصم بمكر طاب ما هي في الشغل امال هي فين ..ثم نظر له رافعا حاجبه الايسر بتحدي ولا انت مش واثق فيه ومش مآمن علي سوار
معايا ...
شعر هشام بالاحراج منه ورد نافيا لا طبعا يا عاصم انت عارف ان انا بثق فيك والا ما كنتش وافقت علي شغلها معاك من الاول ..
كل ما في الموضوع اني استغربت لما عرفت انكم مش بتروحوا الشركه واني جيت ولاقيتها معاك هنا في البيت..
انت عارف سوار ام لطفلين ومطلقه والناس كلامها ما بيرحمش لما يشوفوها كل يوم داخله خارجه عندك في البيت هيقولوا ايه وانا في الاول وفي الاخر يهمني اختي وسمعتها...
تحدث عاصم بثقه محدش يقدر يتكلم ولا يجيب سيره حرم عاصم ابو هيبه علي لسانه واللي يفكر بس انه يتكلم يبقي هو الجاني علي روحه...
وان شاء الله قريب اوي سوار هتبقي في بيتي .. اخلص بس من فرح عاليا وبعدها علي طول هاجي انا والحج سليم نطلب ايد سوار منك...
ثم مد يده وفتح احد ادراج مكتبه واخرج منها ظرف كبير ووضعه امام هشام اتفضل دي تذاكر الطياره الحج سليم حجز لكم معايا علشان نسافر الصعيد سوا علشان تحضروا فرح عاليا اختي بعد اسبوع ان شاء الله..
انتفض قلب سوار وتظرت له وعلي وجهها ابتسامه عاشقه وفاض قلبها عشقا لهذا الرجل المهيب الذي تملك قلبها وتربع علي عرشه ليتها قابلته من زمان ..ليته هو اول رجل في حياتها ..
يا ليت كان لها قلبين لتعشقه عشقا فوق عشقها له لتوفيه حقه...
تحدث هشام يلومه ليه بس كده يا عاصم الحج سليم بيكلف نفسه اوي هو انا يعني هتاخر عنكم في حاجه .. دي عاليا في مقام سوار
صمت لثواني واضاف بعاطفه اخويه عاصم انا بعتبرك زي اخويا والحج سليم في مقام والدي وعلشان كده مش عاوزك تفهم كلامي غلط.. ..
انا مش ضد انك تتجوز سوار بالعكس انت رجل يتشرف بيك اكبر عائلات البلد وتتجوز ست البنات كمان .بس انا كل اللي يهمني مصلحه اختي وان محدش يتكلم عليها نص كلمه فعلشان كده من هنا لحد معاد السفر لو انت هتكمل شغلك من البيت فانا اسف يا عاصم سوار اختي مش هتدخل بيتك تاني غير وهي مراتك وقدام الناس غير كده لا .. اما لو انت هترجع الشركه فسوار هترجع شغلها عادي لكن غير كده لا..
وضع عاصم يده علي طرف ذقنه يفركها وهو ينظر لهشام بنظرات مبهمه لا تعبر عن النيران المشتعله داخل صدره منه ومن كلماته الحمقاء...
ماذا يقول هذا الاحمق هل يطلب منه ان يظل اسبوع دون ان يراها او ينعم بقربها !!!
سخر في نفسه من غباء هشام وحماقته هل يعتقد انه حتي اذا ظل يعمل من منزله ومنع سوار عن المجيء لهنا انه لم يراها ولم يقضي وقته معها!!!! واهم ...
علي الرغم من انه يعذره ويقدر مخاوفه علي اخته الا ان هذا لا بعطيه الحق في منعه عنها ...ولكنه سوف يجاريه في اوهامه ويوافقه من اجلها فقط...
انا فاهمك كويس يا هشام ومقدر موقفك كويس وانا مرضاش ان سوار تتحط في موقف مش كويس...وعلي العموم هظبط اموري واعرفك هنزل الشركه امتي..
شعر هشام بالامتنان الشديد نحو عاصم وايقن انه يحب شقيقته ويحرص عليها ده
العشم يا عاصم انت رجل شهم وابن اصول طول عمرك وربنا يكتب لكم الخير ..ثم نظر الي سوار وسالها
لو خلصتي شغلك يالله علشان اروحك معايا...
نظرت سوار الي عاصم تساله بعينها ماذا تجيب شقيقها
فأومأ لها عاصم براسه انه موافق علي ذهابها معه ..
رحلت سوار برفقه شقيقها وظل يتابع سيرهم من خلف زجاج مكتبه حتي اختفواعن انظاره...
اخرجه من شروده رنين هاتفه ... اخرج الهاتف ووجد صديقه ادهم مدير الشركه التي يعمل بها طليق سوار...
عاصم ادهوم واحشني اخبارك ايه
ادهم الحمد الله يا عاصم انت ايه الاخبار طمني عليك..
عاصم الحمد الله..مقولتليش اخبار ايمن الحديدي ايه
ادهم تمام زي ما انت طلبت بالظبط وسافر واستلم الشغل وكله تمام...
عاصم سافر امتي بالظبط
ادهم سافر من عشر ايام بالظبط ...
عاصم انت متاكد!!!
ادهم ايوه طبعا متاكد.. انا بنفسي اللي
حجزت له تذاكر الطياره..
في حاجه حصلت يا عاصم
عاصم لا يا ادهم تسلم .. هبقي اكلمك تاني علشان عندي اجتماع دلوقتي سلام ....
اغلق الهاتف وهو ينظر امامه بشرود ...فادهم اكد له معاد سفر ايمن ...اذن لم يكن ايمن من اطلق الڼار عليه.. فمن يكون
.........
بعد اسبوع ...
وصل عاصم الي بلده في الصعيد بمفرده بدون سوار !!!!
خرج من المطار واستقل سيارته الخاصه وخلفه سياره الخرس متجها نجو نجع الهيباويه....!!
كانت دماؤه تغلي كالمرجل من شقيقها الاحمق ..فقد استغل ذلك الحقېر مرضه وعدم ذهابه الي الشركه وبالتالي عدم ذهاب سوار حسب ما اتفق معه واخذها وسافر الي بيته في احد المدن الساحليه بحجه ان تطمئن علي اولادها وتعود في اليوم التالي ...
ولكنه فوجئ بمكوثها طوال الاسبوع هناك
متابعة القراءة