رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


حبيب أمك يا حبيبي 
أصبح يجلس معهم بالجناح يتابع أعماله كانت تسمعه وهي يتحدث في هاتفه بحزم فأدركت حقيقة كانت غافلة عنها كنان رجلا ذا أسم قوي في وطنه 
ومستثمر له وضعه في بلدها لا تعلم لما شعرت بحړقة بقلبها وعينيها وهي تجد عقلها يخبرها بأن لا تنجذب لهذا الرجل 
وتابعت أهتمامها بجواد وهي تعلمه القراءة بالعربيه 

ولم تدرك بنظرات كنان لها بعد ان أنهي مكالمته 
وعاد يجلس علي الأريكة مجددا يضع حاسوبه علي قدميه وأندمج في أعماله ليرفع وجهه
بعد برهة نحوهم علي صړاخ ورد بآلم فجواد دون قصد منه قد طرف عيناها بأصبعه 
فترك حاسوبه وتقدم منها بقلق
مابكي ورد أرفعي وجهك 
وجثي علي ركبتيه امامها منتظرا ان ترفع عيناها ولكنها نهضت سريعا من أمامه وهي تضع بيدها علي عينها المتروفه
انا بخير
ونظرت إلي الصغير مطمئنه
لا تقلق جواد لا يوجد شئ 
فطالعها الصغير بأعين دامعه من خجله ليجد كنان نفسه مازال جاثي علي ركبتيه وقد نهضت من أمامه وكأنها تنفر أقترابه 
هذا الشعور الذي وصله ولكن هي تفعل ذلك كما تربت فهو الي الآن لم يركز انها محجبه 
وأعتدل في وقفته يطالعها بملامح جامده لينصرف بعدها دون كلمه 
لتحدق هي في خطاه بصمت 
جلست مهرة علي أحد المقاعد المريحه تحتسي كأس الشاي منتظره إنهاء جاسم مطالعة وتدقيق الأوراق
ونهضت من فوق مقعدها بملل وهي تنظر لساعة يدها فجاسم يجلس امامها مركزا علي الأوراق يسعل ويضع منديلا ورقيا علي انفه 
أشفقت علي هيئته ولكن حتي وهو مريض ذو هيبه 
ورفع جاسم عيناه عن الأوراق 
في حاجه يامهرة 
فأجابته بتلقائية 
زهقت من القاعده الصامته ديه 
فأبتسم بيأس من لسانها الذي لا يراعي مع من يتحدث
وعاد لمطالعة أوراقه فأخذت تدور حولها بالمكان تزفر أنفاسها بحنق
مهرة الفيلا عندك كبيره أتسلي مع نفسك لحد ما اخلص الورق 
لتنظر إليه بتبرم وأنصرفت من أمامه تبحث عن أي شئ يسليها الي ينتهي من مطالعة الأوراق وترحل 
ومرت ساعه ولكنها وجدت متعتها في المطبخ مع الخدم جلست علي أحد المقاعد تثرثر معهم وتأكل من طبق الفاكهة الذي وضعوه أمامها 
بس انتي لازم تطلقي منه يافوزيه بقي كل يوم علقة وبتصرفي علي البيت ويعمل فيكي كده ده ميتحسبش في سوق الرجاله بنكله
ليمتقع وجه المدعوة فوزية وقد أرتسمت علي ملامحها اليأس من حال زوجها 
بحبه ياست الأستاذه 
وضړبت علي موضع قلبها
قلبي ده مش عارفه اعمل في ايه
لتحرك مهرة شفتيها بأمتعاض وهي تقضم ثمرة التفاح 
يبقي تستهلي اللي انتي فيه يافوزيه خليه يضربك بقي 
ونظرت إلي مدبرة المنزل السيدة هدي 
انتي ايه رأيك يامدام هدي 
فنظرت إليها هدي التي لم تشاركهم الحديث 
معلش يابنتي أصلي سرحت شويه
فشعرت بأن تلك سيدة تعاني من خطب ما وحدقت هدي بمهرة طويلا 
انتي فعلا محامية يابنتي 
فأبتسمت مهرة لها وهي تحرك رأسها
منظري مايدلش انا عارفه 
وضحكت لتضحك فوزية معها 
وأنقضي الوقت سريعا لتسمع صوت جاسم يهتف بأسم أحدي الخادمات 
لتركض إليه الخادمه وعادت تنظر لمهرة 
جاسم بيه بيسأل عنك ياأستاذه  
لتلقط مهرة أحدي الجزرات وتخرج اليه وهي تقضمها لتجده يحمل الأوراق التي دققها
ونظر لها وهي تقضم الجزره 
الورق خلص خلاص 
ليعطيها جاسم الأوراق وهو يكتم ضحكته بصعوبه علي هيئتها
خلص يافندم
لتحدق به وهي تعلم بسخريته 
وأنصرفت حانقة ومازالت تقضم ماتأكل ولكن پشراسه
السواق بره منتظر يوصلك الشركه 
وعندما ألتفت لتخبره أنها لا تريد خدماته وجدته صعد نحو الطابق العلوي بخطوات رشيقه 
وقفت أمامه تطالبه بأن تعمل فقد ملت من وجودها هنا 
كريم انا زهقت انا عايزه أشتغل لأرجع مصر انا وولادي 
لتضيق عين كريم وهو يسمع ټهديدها 
ولو قولت لاء يامرام 
فلم تتمالك نفسها فالغربة أصبحت قاسېة عليها 
يبقي هنزل مصر انا خلاص زهقت من حياتنا
وضحكت پألم 
حياة أتبنت غلط حياة أتبنت عشان تمنع ڤضيحة عيلة الشرقاوي 
ودمعت عيناها وهي تطالع الرجل الذي أحبته ومازالت تحبه ولكنها مع حبها کرهت نفسها فأصبحت لا تشعر بشئ جميل بينهم يفعله
وأقترب منها ليضمها اليه ولكنها فجأته بأبتعادها عنه
وقف يطالعها والصداع يضرب رأسه بقوه فيبدو وجوده مع مهندسي المشروع اليوم في الشمس الحاړقة التي لا تشبه حرارة موطنه قد أثرت عليه 
كان معاذ يقف معها وجواد يسمك بيدها يعلم ان معاذ سيأخذهم ليتجولوا قليلا في المنتجع 
وعندما لمحها تبتسم بخجل لشئ قد قاله معاذ
ذهب نحو المصعد ليصعد لجناحه 
وهتف معاذ بمرح 
مستعدين نتمشي شويه في المنتجع جو العصاري دلوقتي حلو اووي 
فرحبت ورد بالفكره اما جواد كالعاده متحمس لفعل أي شئ
وتذكرت ورد أنها لم تجلب حقيبتها من أعلي فهي فور إنهاء تجولهم ستغادر فلم يتبقي علي انهاء عملها الا ساعتين
أستاذ معاذ ثواني هطلع أجيب شنطتي من فوق وراجعه 
فهتف معاذ من أجل ان يريحها 
استني هبعت حد من الموظفين يجبهالك
فأبتسمت ورد بأمتنان
انا هطلع أجيبها متتعبش حد 
وأنصرفت من أمامه لتصعد لأعلي 
وما ان وصلت للجناح وجدت كنان مسترخي علي الأريكة مغمض العينين 
فأرتبكت من وجوده وجالت بعينيها تبحث عن حقيبتها فوجدتها كما تركتها وتنحنحت بخجل
سيد كنان
ففتح كنان عيناه بأرهاق 
هل أنت بخير 
ليحرك كنان رأسه وهو يتحاشا النظر اليها 
ليجدها تقترب منه بقلق 
لا تبدو انك بخير 
فتمتم بتعب 
انا بخير ورد اعاني فقط من الصداع
فأشفقت عليه فهو يبدو بالفعل متعب
وألتقطت حقيبتها لتخرج منها قرص مسكن للصداع الذي تعجله دوما في حقيبتها
وأخذت كأس الماء الموضوع علي الطاوله هاتفة بأسمه مجددا
سيد كنان
ففتح كنان عيناه ثانية ونظر الي يدها الممدوده لتخبره بأبتسامتها الهادئه
مسكن للصداع 
فتناول منها كأس الماء والمسكن وابتلعه
شكرا ورد
فأرتسمت شفتيها بأبتسامه ودوده
العفو لم أفعل شئ لأشكر عليه 
فأبتسم كنان وهو يطالع ملامحها التي تشع خجلا لم
يراه من قبل في من عرفهن 
وأنصرفت من أمامه بفستانها البسيط المحتشم
كل شئ بها يجعله يفتن وعاد يغمض عيناه 
يبدو ان قلبي اصبح يريدك ورد
أنعشت مهرة جسدها بالماء الدافئ كي تزيل عنها أعباء اليوم فاليوم كان لديها جلسة بالمحكمة من أجل قضية خلع أنتهت بمصالحة الزوج للزوجه ثم ذهبت لعملها الأخر بعد ان كان لدي مني علم بتغطية تأخيرها وعندما جاءت للعمل كانت مهمتها ان تذهب لجاسم اليوم أيضا بأوراق احدي المناقصات يومان علي التوالي تذهب لمنزله لأنه اراد الراحه بالمنزل 
وتنهدت ساخرة 
ماهو صاحب الشركه  
وتابعت بحالمية 
امتي ارجع صاحبة عمل من تاني واشتغل حرة نفسي 
ووجدت يد ورد علي كتفها تكتم صوت ضحكاتها
بتكلمي نفسك يامهرة
فطالعتها مهرة بأستياء 
ديما مطلعاني من أحلامي 
ودفعتها بيدها
تعالي معايا اودي ملف الصفقة ديه واوعدك نتمشي شويه في الهواء الطلق 
فضحكت ورد وهي تفرد ذراعيها بأرهاق 
متحاوليش تقنعيني عرضك مرفوض 
فأحتقن وجه مهرة وهي تجد ورد تتسطح علي الفراش فعلمت انا لا مفر من الذهاب بمفردها
وأرتدت ملابسها سريعا وأنصرفت تحمل الملف متوعده لمني لما تضعه عليها من مهام 
وأخيرا وصلت لوجهتها ودون جدال كالعاده مع الحارس دلفت تتباطئ بخطواتها 
تستمتع بالهواء المنبعث من الحديقه المصفوفة بعناية
وفتحت لها مدبرة المنزل السيدة
هدي بأبتسامه دافئه مرحبة بها ووجدت جاسم يهبط الدرج ويتحدث بهاتفه بطريقة عملية 
وأنتظرت ان ينهي مكالمته ولكن يبدو ان المكالمة طويله فأشار إليها ان تستريح وتنتظره 
ودلفت لغرفة مكتبه فتأففت مهرة بحنق فهي تريد ان تعطيه ملف المناقصه وتخبره بالتعديلات التي تمت في الأوراق وتنصرف فالظلام قد حل 
ووضعت ملف المناقصة علي الطاولة التي أمامها
وخرجت من الشرفه التي تطل علي المسبح والحديقة 
لتستنشق الهواء بمتعه 
وفجأة انصدح صوت المفرقعات عاليا فألتفت تتأمل الأضواء في الظلام فيبدو يوجد حفله في أحدي الفلل القريبه 
كانت تتابع انطلاق المفرقات بأشكالها ولم تدرك ان كلما تحركت قدميها للخلف اقتربت من المسبح 
وأنزلقت قدماها لتهوي في ماء المسبح  
الفصل الثالث عشر 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
شهقت شهقات متتالية وهي ترفع رأسها من أسفل الماء ولخبرتها القليلة بالسباحة ولحظها ان حمام السباحه لم يكن ممتلئ بالكامل تحاول ان تخرج دون مساعدة  
لتجد جاسم متسع العينين وقد خرج للتو من الشرفة مصډوما
بتعملي ايه هنا 
سؤال كان عبقريا فالمواقف تظهر أحيانا عبقرية عقولنا الخارقة
وبدء عقله يستعب الموقف فأنفجر ضاحكا وهو يقترب من حوض السباحه كي يلتقط يدها ولكنها نفرت يده الممدوده وصعدت بمفردها بملابسها المبتله صاړخة بوجه 
انت بتضحك علي ايه 
فما زاد من صړاخها الا ازدياده بالضحك فمهرة تقف أمامه يقطر الماء منها ونظارتها في يدها وتمسح عيناها 
لو سامحت بطل ضحك 
هتفت بنرة ممتعضه ليتوقف جاسم عن الضحك متسائلا بجديه 
اوعي تقوليلي كنتي نازله حمام السباحه تعومي بهدومك 
ليتهكم وجهها من سخافة الموقف 
رجلي اتزحلقت ووقعت 
فعاد يضحك مجددا وهو يتخيل الموقف 
انت ماصدقت تلاقي حاجه تضحك عليها 
ونظرت إلي ملابسها بيأس فكيف ستعود لمنزلها هكذا 
انا هروح كده ازاي 
وعطسة فجأه ليدرك ان الموقف بات سخيفا وأنها إذا ظلت هكذا ستمرض وزفر أنفاسه بقوه وهو يهتف 
ياهدي 
لتأتي هدي اليه مصدومه من هيئة مهرة ولكن سريعا ماتجاوزت صډمتها 
خدي مهرة أوضتي فوق وشوفيلها اي حاجه تلبسها 
وسارت من امامه تعصر ملابسها الغارقة بالمياة تتحاشا نظراته 
ووقف يطالعها يضرب كفوفه ببعضهم 
البنت ديه مواقفها فظيعه 
وعاد يتذكر هيئتها فأبتسم 
صعدت إلي غرفته مع هدي التي ذهبت تجلب لها شئ من ملابسها
نظرت لغرفته الواسعه ثم ركضت للمرحاض كي تزيل عنها ملابسها المبتله 
وبعد مرور عشر دقائق كانت جالسه في المرحاض الفسيح تقلب في أنواع الزيوت العطرية والشامبوهات التي لأول مره تراها
أعجبها الحمام بكل مافيه 
الفلوس حلوه برضوه 
وأمسكت أحدي علب الشامبوه تشم رائحته 
ريحته حلوه اووي اما اسأل مدام هدي علي سعره عشان اجيبه ليا انا و ورد 
وطرقت هدي باب المرحاض 
الهدوم قدام الباب هنزل اعملك حاجه سخنه وأطلعلك تاني
وفور مغادرة هدي ألتقطت الملابس الموضوعه أرض وأغلقت باب المرحاض لتنظر للملابس فتجدها واسعة بعض الشئ فالسيدة هدي ذات جسد ممتلئ قليلا ولكن طولها قريب منها لا يتعدي الفارق ثلاث سنتي 
كانت الملابس عباره عن بلوزة قطنية بأكمام وبنطال قطني يبدو أنها ملابس خاصه بالنوم 
ونظرت لوسع الملابس عليها وخرجت بعد ان جففت شعرها وعقدته كما كان 
لتجد هدي تدلف للغرفة بكوب من الليمون الدافئ 
تناوله لها 
اشربي ياحببتي عشان متتعبيش
فتناولته منها ليأتي دور سؤال كيف سقطت فأخبرتها وهي ترتشف من كوب الليمون 
لتضحك هدي فتنظر إليها مهرة بأمتعاض فالكل يضحك عليها 
حتي انتي يامدام هدي 
فتمتمت هدي بأعتذار 
أسفه يابنتي بس الموقف فعلا مضحك 
وجاهدت علي كتم ضحكتها لتضحك مهرة هي الأخرى 
يعني هي جات عليكي يامدام هدي ما السيد جاسم ماصدق
فأبتسمت هدي وهي تربت علي ذراعيها بحنو
كلنا معرضين لمواقف زي ديه واسوء كمان وكله بيتنسي
وأنهت مهرة احتساء الليمون متذكرة ماكانت ترغب في السؤال عنه وسألت هدي بالفعل لتبتسم هدي وهي تجيب
ديه كلها حاجات مستورده وبلاش اقولك علي السعر 
فطالعتها مهرة بفضول 
ليه يعني قولي يامدام هدي
أصل ريحته عجبتني
وفتحت فاها كالبلهاء بعد ان أخبرتها هدي عن سعره 
يارتني ماكنت سألت 
وناولت هدي الكأس الفارغ
شكرا يامدام هدي 
وتابعت برجاء 
ياريت تحاولي تنشفي هدومي بسرعه 
فتذكرت هدي أمر ملابسها ونهضت كي تأخذها
 

تم نسخ الرابط