رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


بستحمل چنونك وهبلك من فراغ بس ايه السر اللي بيخليكي تيجي تاخدي مني الفلوس مع ان في فلوس موجوده في حسابك وتقدري تسحبي منها من غير ما ترجعيلي 
فأبتعدت عنه تطالعه بأعين متمرده
بعيدا عن مدحك الجميل ليا بالهبل والجنون بس هقولك يا سيدي 
فضحك وهو يقترب منها خطوه للأمام 
قولي يا سيدي 
لتلمع عيناها وكأنها طفله صغيره 

كان نفسي اجرب الإحساس ده مع بابا 
وأخذت تقص عليه أحد المواقف عندما كانت تري مرام تركض نحو أبيها تطلب منه المال ليعطيها بحب حتي لو كان أخر قرش معه حينها تمنت لو كان لديها اب مثل السيد عادل 
ومسحت دموعها التي سقطت علي وجنتيها 
اول حب حقيقي بيكون للاب ياجاسم وانا معشتش الحب ده فبعيشه معاك 
ورغم أنه عاني فقدان الأب ورحيله من الحياة الا أنه ضمھا بقوة اليه
ياحببتي انا كلي ليكي زي ما انتي بقيتي كل حاجه ليا
وابعدها عن حضنه يشاكسها بتلذذ 
واتأخرت علي الشركه بسببك 
لتتسع ابتسامتها ثم تأوهت بآلم عندما قرص وجنتها
اه ايدك تقيله 
فتحرك من امامها ضاحكا 
ديه ضريبة التأخير ياحببتي 
وقفت مرام خلف زوجها وهو يربط رابطه عنقه ببطئ متذكرة ليلة امس عندما أتي كانت تنتظره بشوق ولكن اطفئ كل هذا بجمله واحده 
كل حاجه حلوه بينا انتهت يامرام 
واقتربت تلامس جسده ولكنه نفض ذراعيها عنه وانصرف دون كلمه فسقطت دموعها بعجز 
كانت بسمة تجلس متلهفة للقاءه فبعد عدة ساعات ستصبح زوجته ولكنه بعث لها رسالة صباحا يخبرها أنه يريد الحديث معها ووجدته يتجه نحوها فأتسعت أبتسامتها بأشراق 
وجلس أمامها يحضر الكلمات المناسبه التي سيخبرها بها وهي تنتظر بلهفة ما سيقوله وترسم داخلها احلاما وردية ولكن مع مرور الوقت وصمته جف حلقها 
بسمه انا مش هقدر أكمل معاكي ونتجوز
كلمات قالها في جملة واحده سقطت علي قلبها كالسوط وتلاشت بسمتها واهتزت يداها وهي تنظر إليه پصدمه وهتفت بصعوبه 
ليه يا كريم 
فتأملها كريم بآلم وهو يطأطأ رأسه أرضا 
انا عارف اني اذيت مشاعرك بس مش هقدر اذيكي معايا لحد كده انا بحب مرام وديه حقيقه مش هقدر اهرب منها 
وتابع وهو يشفق عليها أكثر 
بس بحب ولادي اكتر يابسمه مش هأذيهم الاذي ده انا جربت شعور اليتم رباني راجل غريب صحيح هو عاملني زي ابنه بس في النهايه مكنش أبويا شوفت جاسم ازاي عاش حياته بعد جواز ماما وبعدها عنه 
وتذكر شقيقه الذي رغم مسامحته لوالدته قبل ۏفاتها الا أنه كان يعاتبها بنظراته اللائمه 
دموعها أخذت في الهطول بصمت تحرك له رأسها وكأنها تخبره انها
كانت تعلم ذلك 
لينهض من فوق مقعده ناظرا إليها طويلا قبل ان يرحل من أمامها 
اسف يابسمه 
عاد من ذلك اللقاء وعندما وجد مرام تجلس تطعم الصغيران بحزن تقدم نحوها ونظر إليها طويلا واتجه بعدها نحو غرفته التي نقل ملابسه إليها من أجل الابتعاد عنها 
نظر ريان الي ريم التي أتت الشركه كي تقدم استقالتها فقد اتخذت قرار انها ستعمل في مكان آخر بعيدا عن كل هذا 
وفور ان دخلت مكتبه عندما استدعاها من شئون العاملين جاءت اليه مطرقة الرأس لينظر لها ريان بصمت ثم سألها دون مقدمات 
زواجك
من ياسر بسبب ما حدث ام كنتي تحبيه ريم
فاجأها سؤاله لترفع عيناها إليه وتقف الكلمات علي طرف شفتيها لحظتها علم ان حديث شقيقته حقيقي هي تحب ياسر وقد جاء كل ماحدث كفرصه 
ليلتف بظهره خافضا رأسه مفكرا ولكن تلك المره ليست بأنانية
أتمني لكي السعاده ريم
ضحك مراد وهو يتأمل رقية التي تجلس بجانب والدته تأكل بغل من طبق الحلوي الذي احضرته لها 
وبعدما نهضت والدته من جانبها كما نهض والده هو الاخر كي يتركوهم بمفردهم
اقترب منها مراد يجلس علي مقربة منها متسائلا 
هتفضلي زعلانه كده لحد امتي 
فرفعت شوكتها أمام عينيه تحركها پشراسه وهي تتذكره عندما كان يلتقي بطليقته التي تريده ان يعود اليها بل استنكرت كيف سيتزوج منها 
وعادت صدي جملتها الخبيثه تتردد في اذنيها 
هتتجوز رقية الطفله اللي ربيتها 
ثم تابعت بتهكم 
انا دلوقتي عرفت سبب نظراتها ليك وكرهها ليا لما كنا متجوزين 
كلماتها مازال صداها داخلها ولولا احترامها له وتعقلها في ذلك الوقت لكانت اخرجت لها الطفله التي داخلها 
وفاقت من شرودها عندما ألتقط مراد احدي قطع الحلوي من طبقها لتضربه علي كفه بحنق
ده طبقي علي فكره خد من طبقك 
فقهقه مراد عاليا 
أخيرا سمعت ليكي صوت 
فزمت رقية شفتيها پغضب 
مش هنسالك لقاءك بيها يامراد 
فتنهد مراد بقوه وقد يأس من شرحه له 
لو كنت قولتلك اني هقبلها كانت ردت فعلك هتبقي زي كده دلوقتي انا نفسي أفهم انتي مضايقه ليه ديه مقابله عاديه ما انا عارف انها أتطلقت من زمان لو كنت عايزها كنت رجعتها 
قالها صارحة كي ينهي ذلك النقاش الذي ارهقه ونهض من جانبها 
وبتصرفاتك ديه هتخليني أتأكد ان مينفعش احكيلك حاجه
فأخفضت عيناها نحو طبقها پغضب ولكن حديث خالتها أخذ يدور بعقلها 
ان تنشئ لها كيان داخل قلبه ان تريه رقية المرأة الناضجه وليست الطفله مدام تحب فلتربح جولتها 
ونهضت هي الاخري من فوق الاريكه بعد او وضعت طبق الحلوي علي الطاوله التي أمامها وحملت حقيبتها لتتخطاه مندفعه من أمامه 
رقية انتي رايحه فين استني اوصلك 
ولكنها أكملت سيرها دون ان تستمع لندائه ووقفت فجأه وألتفت إليه تطالعه وهو يلتقط مفاتيحه الشخصيه كي يتبعها 
انا موافقه نتجوز آخر الشهر ومنأجلش الفرح تاني 
واكملت سيرها لتفتح الباب وتخرج من منزل خالتها تتنفس ببطئ غير مصدقه ما تفوهت به 
كان مراد مازال واقفا لا يصدق ما أخبرته به للتو للتسع ابتسامته وهو يهتف ويلحق بها
هتجنيني يارقية 
وقفت بسمة أمام المرآه ترتدي الفستان الذي اختارته من أجل تلك الليله التي حلمت بها وسقطت دموعها بأنكسار كريم رفضها عاد لحياته فاق من غفوته اما هي لا شئ كانت مجرد محطة عابرة عبر من فوقها 
وانسابت دموعها بغزارة وقهر حتي تطلخ وجهها بكحل عيناها لتسقط علي الارض ټضرب موضع قلبها بآلم
ليه بيحصل معايا كده ليه انا حياتي كده 
ليمر شريط حياتها أمام عينيها ولكن مقطع واحد وقف امامها ماهي أيضا مخادعه كم رجلا دارت حوله وهدمت منازل كانت معمرة عاشت تظن أنها مظلومه فقط ولم تفكر انها ظالمه ايضا
هبط جاسم من سيارته أسفل بناية والدة زوجته فمهرة قررت ان يتناولوا العشاء مع ورد ويقضون سهرتهم هنا معها حتي لا تبقي بمفردها 
وقبل ان يدلف لداخل البناية سمع صوت احدهم يهتف بأسمه ولم يكن الا حسين الذي تقدم منه بترحيب بل واحتضنه شاكرا 
أخيرا اتقابلنا 
فأبتسم جاسم إليه رغم أنه مازال يشعر بقليل من الغيره منه لأنه كان اول شخص تميل اليه زوجته ولكنه اعتاد ان يسير مع الأمور بحنكة 
ازيك ياحسين عامل ايه في مشروعك
لتتسع ابتسامة حسين فمشروعه قد ربح وبدء اسمه ينتشر بالسوق 
انا مش عارف أشكرك ازاي بعد فضل ربنا عليا لولا مساعدتك مكنتش نجحت 
وربت علي كتف جاسم بحفاوة ليبتسم جاسم من فعلته التي تدل علي مدي سعادته وحماسه
انت قولت ده فضل ربنا 
وبدء يسرد له انجازاته في تلك الفترة ومن تعرف عليهم بالسوق وانه انتقل من الحاره هو وزوجته منذ فترة وانتهي حديثهم عندما خرج الحاج إسماعيل والد حسين ينظر إلي سيارة جاسم ورغم أنه رأه بها من قبل الا أنه اقترب من السيارة يتفحصها بعينيه 
سياره صناعه ألماني 
وظل يدور حول السياره ليضحك حسين علي أفعال والده أما جاسم قد اعتاد الأمر 
ابويا بيعشق العربيات   معلش يا استاذ جاسم 
فأبتسم جاسم إليه وهو ينظر للحاج إسماعيل 
انا اتعودت علي كده منه ربنا يباركلك فيه 
وانصرف بعد ان صافح حسين متمنيا له التوفيق 
ليدق علي باب الشقة لتفتح له مهرة الباب وتحتضنه 
اتأخرت كده ليه انا شوفت عربيتك من نص ساعه 
فأبتسم وهو يردف للداخل مطالعا الشقه ناظرا الي ورد التي خرجت من المطبخ
ازيك ياورد
فبادلته ورد السلام وعاد ينظر لزوجته يخبرها الاجابه التي تنتظرها
طلعت لاستاذ عادل ومدام صفاء اطمن عليهم الأول 
فحركت مهرة رأسها بتفهم ثم نظر إليها والي ورد التي وقفت تضحك علي شقيقتها 
مين اللي عمل فيكوا الاكل 
وأشار لورد وهي يعلم ان في النهايه ستكون ورد هي من فعلت
الطعام 
اكيد ورد انا عارف قدرات مراتي 
فضحكت ورد وهي تري نظرات شقيقتها نحو زوجها وكأنها تتوعد له 
لاء ياجاسم انت كده ظلمت مهرة ده هي اللي عملت كل حاجه انا المرادي كنت بشجع بس 
فضحك وهو يدور بعينيه بينهم 
يعني طلعت انا كده ظالم آسفين ياحببتي 
ومسح علي وجهها وهو يضحك من طريقة وقفتها الملتوية ونظراتها الممتعضة
خلاص هقدم اعتذار لنقابة المحامين كلهم عشان ترضي عني حلو كده 
كانت ورد تقف تطالع مشاكستهم بسعاده وحنين الي زوجها متذكرة لحظاتهم السعيدة 
ضحكت ورد وهي تجد شقيقتها تجذب جاسم نحو المطبخ بعد ان جعلته يخلع سترته
عقاپا ليك هتعمل السلطه 
وجاسم يلتف لورد حانقا منها
ورد تعالي انجديني من اختك الشرسه 
وفي النهايه وقفت هي تقطع السلطه وهو يقف خلفها يبتسم بزهو 
طيبه وقلبك ابيض ياحببتي ياسعدك وهناءك ياجاسم 
وفجأه وجدها تحمل الأطباق وتضعها بين يديه 
خد بقي جهز السفره ياحبيبي انا عفوت عنك في السلطه اه بس انت اللي هتحط الاكل 
وتأوهت بآلم بعد ان ضړب جبهته بجبهتها 
أنا جاسم الشرقاوي يتعمل فيا كده 
فردت له ضړبته بخفه علي جبهته فقد كان مازال مائل نحوها 
بلاش غرور ونافخة كدابه ما انت في الاخر اتجوزتني 
ليضحك بصخب حقيقي علي كلماتها 
عندك حق صومت صومت وفطرت 
وقبل ان يكمل باقي تعبيره نظرة له پشراسه 
جاسم 
ليبتعد عنها بوداعه ممسكا الاطباق يخرج بها من المطبخ وفور ان وجدته ورد أمامها تقدمت منه كي تأخذ الاطباق 
بلاش ياورد لتعمل لينا محضر 
وأنقضي اليوم بمتعته وضحكاته حتي أنهم حادثوا مرام التي كانت ستبكي أمامهم ولكن تمالكت نفسها حتي لا يشعر جاسم بشئ 
واكتمل نهاية ذلك اليوم بآخر شئ كانوا قد توقعوا حدوثه 
لتقف ورد مصدومه وهي تري ليليان وجواد وامرأة أخري تعلم هويتها عائشة 
فآخر شئ كانت تتوقعه عندما اتجهت صوب الباب لتري من الطارق وفاقت من صډمتها علي صوت جواد
ورد اشتقت لكي وللنونو الجديد
واندفع نحوها يعانقها فأنحنت نحوه سريعا تعانقه وتقبله علي وجنتيه وهو يخبرها أنه أتي كي يأخذها وهمس بأذنها حتي لا يسمعه احد
خالو أصبح نحيف ولحيته كبرت كثيرا ودوما غاضب 
كان صوته مسموع رغم أنه حرص علي ان لا يسمعه أحد فحتي مهرة التي تقدمت بترحيب من ليليان وعائشه سمعت ماحدث وضحكوا علي دعابته التي هي الحقيقه
لتعتدل ورد في وقفتها تحتضن ليليان بشوق اما عائشة وقفت تطالعها بخجل ثم اقتربت منها مطأطأة الرأس 
أسفه ورد 
طالعت مهرة الطريق بسعاده وهي لا تصدق تلك المبادره الجميله من أهل كنان 
كده ورد هترجع معاهم انا مبسوطه أوي أنهم بيحبوها 
فنظر إليها جاسم بطرف عيناه وهو يقود
 

تم نسخ الرابط