رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


بسأم 
ناريمان لست بمزاج يسمح لاي شئ لدي طائرة غدا 
فدفعته ناريمان برفق للداخل وضحكت بدلال 
جأت من أجل توديعك حبييي 
وأغلقت الباب خلفها وتعلقت بعنقه 
انا أيضا راحله لباريس 
وأخذت بعبث بأزرار قمصه ودفعها نحوه 
انتهي كل ما بيننا ناريمان افهمتي 
فتقدمت منه بهدوء ووقفت أمامه مجددا 

ليله واحده ريان 
ولم تتركه ينطق بعدها فقد اطبقت شفتيها علي شفتيه
لتنتهي تلك الليله كما أرادت 
واستقظت صباحا لتضم جسدها بالغطاء وهي تستمع لصوت المياه فقد استيقظ قبلها نافرا منها ومن نفسه 
وتمطئت بسعاده لما حدث ومدت يدها نحو أحد الادراج تبحث عن علبة سجائره لتقع عيناها علي علبة زرقاء فألتقطتها لتعلم اجابه لم ترغب في تصديقها 
ريان سيتزوج ومن غيرها فبالتأكيد تلك الفتاه التي جعلت إحداهن تراقبها بالشركه التي يديرها هو حاليا 
نظر كرم للسېجارة التي يعطيها له نادر
ليتذكر كرم الخلاف الذي نشئ مع شقيقته بسبب استهتاره
ما انت عارف يانادر مقدرش اساعدك جوزها مش بيطقني غير آخر خلاف بينا ضيع الدنيا 
وزفر أنفاسه من الدخان وضحك بأستمتاع 
لفيلي سجارة تانيه وكله بحسابه 
دار كريم بمقعده بعد ان سمع طرقات علي باب مكتبه لتقع عيناه علي بسمه التي اقتربت منه تتسأل بجديه 
كنت عايزني في حاجه يابشمهندش 
فطالعها كريم ومازال كل شئ يمر أمامه كالفيلم
متذكرا تلك الليلة التي اجهضت فيها مرام وعاد لمنزله كي يجلب لها ملابس كان هاتفها لا يتوقف عن الرنين ليفتح الخط وقبل ان يعلم هوية المتصل لم يصدق ماسمع 
احداهن تسأل زوجته لماذا لم تأتي للموعد في البدايه لم يكن مايسمعه شئ غريب الا عندما سألتها تلك المرأة اذا كانت غيرت رأيها بأمر الإچهاض 
وانتبه علي صوت بسمه 
بشمهندس 
فوقف كريم واقترب منها وخرجت آخر كلمه كانت تتوقع سماعها 
تتجوزيني يابسمة 
ضحكت بأستمتاع وهو يدغدغها بلطف 
جاسم أبعد انت بتعمل ايه 
فأبتسم بمشاكسه 
سيبي ورق القضية اللي في ايدك واهتمي بيا شويه 
فأبتسمت وهي تشعر وكأنه طفل صغير ووضعت الأوراق جانبا بعد ان رتبتها
نعم يا سيدي 
فقربها منه غامزا 
بتحلوي كده ليه 
فدفعته برفق علي صدره 
قصدك بتتخني كده ليه
وأشارت لجسدها بتذمر
أنا اټخنت اوي صح قولي ان ديه تهيأت
فضخك علي هيئتها 
يعني شويه 
فلمعت عيناها وهي تنظر له
طب شيلني ونشوف
فتعالت صوت ضحكاته 
هو انا ميزان ياحببتي 
فتعلقت بعنقه وهي تهتف بحنق 
شيلني ياجاسم ياحبيبي لاحسن هفضل ازن للصبح 
فأبتسم وهو يحملها واخذ يشاكسها بمكر
لاء وزنك زاد يامهرة 
وعندما شعر بأسنانها علي كتفه 
آه ياعضاضه اومال لو مجوعك هتعملي ايه 
فضحكت وهو مازال يحملها
هاكلك ده انت بقيت حلو اوي 
وسألته برقه 
هو انت بتحلو ولا ده من اثر الحمل ياحبيبي 
فضخك على ظرافتها التي ستقتله يوما
وده سؤال يتسأل طبعا أنا اللي حلو 
فأبتسمت بعدما وضعها على الفراش ثم هتف متسائلا
محدش هيخبط علينا صح 
وقبل ان يستمع لردها جذب هاتفه وهاتفها واغلقهما وأبتسم بأرتياح 
تعرفي لو اللحظه ديه انقطعت هخنقك يامهرة
كانت تكتم ضحكاتها بصعوبه ولكن لم تعد تحتمل فأنفجرت ضاحكه 
وانا ذنبي ايه 
ودقائق مرت وهو يبثها مشاعره بكلمات رقيقه ولكن كما المعتاد طرقات علي باب غرفتهم وصوت ورد تلك المرة يهتف قبل ان تتحرك من أمام الباب وتهبط لاسفل
مهرة كنان تحت 
لم يجد الا الوساده فډفن وجهها بها 
الفصل الخامس والأربعون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
وقفت في منتصف الحجرة ټضرب اسداس بأخماس وهي ېقتلها الفضول فيما تتحدث به شقيقتها مع زوجها فعندما هبطوا للاسفل رحب جاسم بكنان ثم أخذها من يدها قبل ان تفتح فاها نحو غرفة المكتب وتنهدت بضيق من هدوئه فقد كان يجلس علي المقعد أمام مكتبه ويطالع بعض الأوراق 
ليه خلتنا نسيبهم لوحدهم 
فنظر لها بعدما رفع عيناه عما يطالع 
عشان يتكلموا براحتهم يامهرة هما ناضجين كفايه إنهم يحلوا مشاكلهم
وتابع وهو يشير لها 
ياريت تقعدي وتهدي كده واشغلي نفسك بأي حاجه 
بروده مازادها الا حانقا فهي لا تعلم كيف يتحول هذا الرجل واقتربت منه ونفخت فمها بأنفاسها ثم زفرت بقوة وكأنها تخلص رئتيها من حنقها 
وعادت تبتعد عنه فأبتسم علي ما فعلته 
سلامتك من الفرقعه ياحببتي 
فحدقت به بقوة ثم خطت نحو باب الغرفة تضع اذنيها لعلها تسمع حديثهم وألتفت نحو جاسم تخبره بعينيها بأستياء فلا حديث يصلها منهم 
فحرك جاسم رأسه بيأس منها ونهض من فوق مقعده واتجها نحوها 
اخرجيهلم يامهرة أحسن واقعدي معاهم
هتف ساخرا ولكن هي ظنت انه جادا بالأمر
وأتسعت أبتسامتها ونظرت إليه
انا بقول كده لاحسن فضولي هيموتني
وكادت ان تمسك مقبض الباب الا أنه حاصرها بذراعيه
ساعات بحسك انك خارقة الذكاء ياحببتي 
فطالعته ممتعضه واشاحت عيناها بعيدا عنه متذمرة 
ما انا لازم اخرج الوضع ده مش عاجبني انت متعرفش ورد ديه هابله ممكن يصالحها بكلمه 
فأبتسم بخبث وهو يميل نحوها أكثر ولكي يلهيها عن فضولها الذي سيقتلها
وانتي ياحببتي لو في يوم زعلتك ممكن اصالحك بأيه 
فنظرت إليه وهي تفكر وقد لهي فكرها قليلا فهو يعلم إذا خرجت لكنان سيندفع لسانها بكل ما بداخلها 
كانت تتحدث بصوت باكي كلما تذكرت ماعانته وصفت له كل مشاعر الخۏف والقلق التي عاشتها حكت وحكت بداية من سماعها لنزواته السابقه قبل زواجه منها الي بعده المفاجئ عنها كان يسمعها بأنصات وقلب يملئه الآلم لما عاشته بسببه  فلو كان صارحها بكل شئ ماكانوا وصلوا لتلك الحاله يوم رحيلها اكتشف انه لا يستطيع العيش بدونها حتي لو لم تكن تحمل في احشائها طفله 
يوم سفرك
كان نفس يوم خطوبه أكرم انا مزعلتش اني مسافرتش ليهم بس قلبي وجعني وانا لوحدي بتفرج علي صورهم وانت بعيد عني 
ومسحت دموعها بقوة
قولت لنفسي بلاش هبل ياورد اكيد ورا شغل مهم عايزاه يسيب شغله ويفضل قاعد جنبك
قلبه ازداد آلما وهو يسمعها فنهض من فوق مقعده ليضمها إليه ولكن لم يجد منها الا يدها أمامه تصده عن لمسها وهمس بأسمها 
ورد أعلم خطأي عائشة شقيقتي ونزواتي كانت بالماضي ورد 
فضحكت بآلم وهي تتذكر لو لم تكن عائشة شقيقته هل كان سيحبها وهتفت بلكنته
متي علمت انها شقيقتك كنان متي أخبرني 
كانت الاجابه بالنسبه له ليست هينه فكيف سيفسر لها المده التي عاشها مضطربا وهو لا يعلم سر انجذابه لها هل حقا كان سيظل عالقا بين حبه لزوجته وانجذابه لمرأة تشبه شقيقته 
وسمع صوت ضحكاتها المؤلمھ 
لو لم تكن عائشة شقيقتك كنان لكنت الأن غارق بحبها 
ونظرت له بآلم 
حقيقه لن أكذب بها علي عقلي حتى لو لم يقتنع بها قلبي كنان 
جلس يستمع إلي قائمة مصالحتها لو اغضبها في شئ يوما وزفر أنفاسه نادما علي اللحظه التي قرر ان يسألها فيها هذه هي زوجته كتلة من الوداعه تجلس جانبه وبعدما انهت كل ما يمكن ان يصالحها
به هتفت بسماجه تكاد تقتله
بس انت متزعلنيش خالص ومش هتضطر تعمل حاجه تصالحني 
فتناول رأسها بين كفيه نحو صدره بقوه 
لاء ياشيخه قولي كلام غير ده
فتمصلت من بين ذراعيه وضحكت بدلال فعاد يجذبها إليه ضاحكا 
انتي زوجه مظلومه وانا زوج ظالم ياحببتي وديما مزعلك وديما قاطع لحظاتنا الرومانسية 
فأبتسمت وقد وصلت لها رسالته 
ايوه انا مظلومه وانت ظالم أوي حتي حابسني في الاوضة ومسبتنيش اقعد مع كنان و ورد 
كان ينظر إليها بعمق وبرغبة متدفقه فهي بين ذراعيه وتتحدث معه بدلال ووداعة تعرف اجادتها رغم أنه يعلم أنها عفوية بكل شئ ومال نحو شفتيها هامسا 
انسي كنان و ورد وفضولك ده وركزي معايا ياحببتي 
فأسبلت جفنيها وعانقته 
مركزة معاك آه 
لاء كده كتير 
لم يتمالك رؤيتها هكذا حاول ضمھا ولكن نفضت ذراعيه عنها 
أصبحت اشك بحبك لي كنان انت نسيتني في زحام حياتك 
فسارع في تبرئة نفسه 
لا ورد انتي المرأة الوحيده التي رأيت داخلها حنان ودفئ لم اراه من قبل 
لم يفهم مقصد كلامها الا بعدما اتمت جملتها 
انت تحتاج لفترة تتأكد فيها من مشاعرك وانا أيضا 
فلم يعد يتحمل ماقالته وانتهى هدوئه ليتحول إلى بركان ڠضب 
فترة ماذا ورد فترة ماذا وانتي في احشائك طفلنا 
وجذبها اليه بقوة وقد ارتفع صوته 
لن ارحل لتركيا الا بكي ورد 
وانصرف بعدها وهو لا يري شئ أمامه حتى أنه لم يستمع لصوت جاسم الذي هتف بأسمه بعدما خرج من غرفة مكتبه 
واندفعت مهرة نحو شقيقتها التى وقفت تتنفس ببطئ فكل هذا الثبات الذي كانت فيه كان يأخذ من روحها لا القوه من طبيعة شخصيتها ولا هي تستطيع العيش دونه 
ووقف جاسم يحدق بالفراغ الذي أمامه متنهدا من تلك الليالي التي أصبح يعيش فيها 
دلفت لغرفتهم متنهده بعدما جلست قليلا مع شقيقتها تفهم منها كل مادار بينها وبين زوجها رغم ان قرار شقيقتها اسعدها الا أنها كانت تشعر بأن شقيقتها ليست سعيده بهذا ولكن تريد ان تعلم مكانتها أكثر داخل حياة زوجها خوفا من ان يقعوا في نفس تلك الدائرة يوما ويجد نفسه نادما 
ونظرت لجاسم الغافي بأرهاق من كل ما يحدث معه بسببها فأقتربت منه تجلس في تلك المنطقه الفارغه جانبه علي الفراش وأخذت تمسح علي شعره برفق وتبتسم متذكرة كل ماتفعله معه من جنون وهو يتحمل كل ذلك بصدر رحب 
وانحنت تطبع بقبلة على جبينه وشهقت بفزع وهو يجذبها للجها الاخري فقد كانت تظن أنه نائم 
خضتني ياجاسم في حد يعمل كده 
فضحك ثم ضحكت هي 
انتي اللي صحتيني 
فأبتسمت وهي تعلق يديها بعنقه 
انا صحيتك من حركه أيدي علي شعرك 
فمال علي عنقها يهمس بدفئ 
تعرفي أنك لأول مرة تعملي الحركه ديه 
وتذكر ذكريات بعيده عندما كان يفعلها والده له ومن ثم والدته قبل ان تتركه وتتزوج 
أخبرها بتلك الذكريات بنبرة منكسرة شعرت بها ومن أجل ان تجعله يضحك وينسي الأمر شاكسته بمزاح ارادت به ان يبتسم
لاء انا فاكره اني عملتها قبل كده انت مش بتركز ياجيمي 
فأبتعد عنها ناظرا لها بنظرات متسائله
مين جيمي ده 
فضحكت وهي تعانقه مرة أخري 
واحد كده مالناش دعوه 
فتنهد بأستياء منها 
ديما مخرجاني من حالة الهدوء الاسترخاء اللي بكون فيها معاكي 
فوجدت ان سخافتها لم تكن بوقتها فضمته إليه ثم اخذت تمسح علي شعره مثلما فعلت 
امتي متابعتك مع الدكتوره 
هتف بهدوء فتمتمت 
بكره 
فأبتسم وهو يتمني اليوم الذي سيحمل طفله بين يديه 
تمام هنروح سوا 
فتذكرت شقيقتها وشعورها
بلاش ياجاسم عشان ورد انت ناسي أنها كمان حامل وكنان مش معاها 
تفهم الأمر بسهوله وابتعد عن أحضانها مبتسما ثم عاد لروحه المشاغبه
هو أحنا كنا بنقول ايه قبل ما كنان يجي 
نظر كنان للغرفة التي دمرها ليلة أمس بالفندق الذي هو مالك له 
لن أرحل الا بكي ورد 
وبدء رنين هاتفه يعلو فنظر للمتصل فقد كان بشير 
كيف تسير الأمور كنان 
فزفر كنان أنفاسه لعلي صديقه يفهم الاجابه 
فهمت كنان
وأنهى اتصاله به لينظر لكل من عائشة وليليان محركا رأسه بعكس الاجابه التي كانوا ينتظروا سماعها فشعرت عائشة بندم لما حدث لحياة شقيقها بسببها 
جلست بسمه تتناول طعام الغداء مع كريم وهي إلى الآن لا تصدق عرضه عرض الزواج لم تكن تتوقعه فقد كانت ستطلب طلب نقلها بفرغ الشركه الذي أسس بأمريكا 
انت متأكد من قرارك ده
 

تم نسخ الرابط