رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
المحتويات
برضوه بنفسي
وفتحت فمها لتخبره بأعتذراها ولكن أشار لها
مافيش اعتراض يامهرة
وضعت ورد العلبة علي الطاولة امام كنان الذي جلس ينظر لبعض الأوراق منتظرا قدومها ليترك لها جواد ويباشر أعماله
مش هقدر اقبل الهدية ديه سيد كنان
فنظر كنان لهديته ثم نظر لها
لماذا ورد
فتنحنحت حرجا وهي تطرق رأسها أرضا
لم يجد كنان شئ يقوله لها فأخذ هديته وجمع أوراقه وانصرف بصمت
عزيمة رائعة ضمت عائلة مرام ومهرة اللي أتت بمضت بعد اصرار السيدة صفاء عليها اما ورد سعدت بذلك الشئ كثيرا
كان جاسم يتعامل مع اهل مرام ببساطة وود جعلت مهرة تنظر لذلك متعجبة من الأمر
لو تعكر صفوا الجلسة الا قدوم رفيف التي أنضمت معهم علي طاولة الغداء
لتصافحهم رفيف ببرود فتنظر ورد لمهرة مقاربة منها تهمس بتسأل
مش ديه البنت اللي شوفنا صورتها قبل كده في الصور اللي بعتتها لينا مرام
فأرتشفت مهرة من كأس عصيرها وهي تطالع رفيف كيف تضحك وتقرب جسدها من جاسم في تجلس جانبه مباشرة
فحدقت ورد بهم
شكلهم مرتبطين
لتنظر مهرة للطعام ثم لها وصمتت
دلفت الي مكتبة بوجه جامد تتذكر ماأخبرها به السيد فؤاد عن القضية التي قرر جاسم ان يتولاها هو ولكن فؤاد اليوم اخبرها ان القضية لا تجدي نفع لان العامل يعمل بعقد يتجدد سنويا وهذه السنه إم يتجدد عقده فبالتالي حقه قد ضاع
ووجدها جاسم تقف أمامه بتلك الهيئة التي لا تبشر بالخير
فأنفجرت به تخبره عما قاله فؤاد ليزفر جاسم أنفاسه وهو يسترخي بجسده علي مقعده
اكيد الأستاذ فؤاد مش هيقول كده
من عنده يامهرة وانتي اكتر واحده عارفه خبرته ونجاحه في اي قضية بيمسكها
فتمتمت بضيق فهي تعلم أنهم علي حق ولكن رغبتها في مساعدة المرأه التي قصدتها بأمل لا تريد خذلانها
بس ده ظلم
فأبتسم جاسم وهو ينهض من مقعده واستدار نحو الشرفه ليطالع الطريق
وعندما سمع صوت تنفسها السريع ألتف لها بجمود
وعاد يجلس علي مكتبه يطالع حاسوبه بتركيز
هاتيلي بيانات الأسرة ديه وانا هتكفل بيهم
قراره ألجمها وظهرت السعاده علي محياها
ولم تعرف كيف تشكره ولكن جاسم الشرقاوي كل يوم معها يأخذ طريق أخر لقلبها ربما أعحاب او إحترام او ربما شئ مجهول
تأنقت مشيرة كعادتها في عشاء العمل الذي ضمھ وضم البعض وأقتربت من هدفها الأساسي وهي تمشي بدلالها ثم جلست بجوار كريم ووضعت بيدها علي فخذه
ليه بتهرب مني
فنفض يدها عنه برفق ثم نهض معتذرا منهم وهو يطالع هاتفه من اجل إجراء مكالمة
جالس شاردا في قراره الأخير أيسلك سلوك الكثير ويبحث عن الزوجه التي يتوقعها الجميع ام يتمهل في قراره ويترك لقلبه حق الأختيار
وأخرج العلبة المخملية
التي تحتوي على الخاتم المميز وأخذ يطالعه بهدوء
الحج إسماعيل يخبر الصبي خاصته عن سعادته ان حسين ولده سيأتي أخيرا كلما نطق إسم حسين ازدادت ضربات قلبها
وضعت ورد بحزن هديتها لجواد فالأيام تمر وموعد رحيله أقترب فالمنتحع أصبح علي أكمل وجه
كان جواد يتشبث بعنقها يخبرها أنه سيحادثها كل يوم وسيأتي لمصر دوما لرؤيتها
ونظر إلي كنان الذي وقف يحدق بهم بهدوء يعقد ساعديه امام صدره
أليس كذلك خالو
فتمتم كنان بهدوء
نعم جواد
رده الهادئ أوجعها وعلمت أن النهاية قد سطرت
وأن ماحلم به قلبها ماهو الا خيالا
أرادت ان تبكي ولكن تحملت علي نفسها ونظرت نحوه بشحوب واعين باهته فتراقص قلب كنان لأن خطته الاخيره اقتربت ويوم الحفل سيعترف لورد بحبه ولن يرحل الا بها زوجه
فعلاقته بسيلا انتهت حتي لو لم تصدق سيلا الي الآن أن طرقهم قد أنقطعت
ألتقط أسم رجلا وهو يخرج من غرفة مكتبه
مهرة تخبر مني بسعاده عن قدوم رجلا اسمه حسين نبرة صوتها اليوم كانت مختلفة بها شوق عجيب
كصوت المحبين
ليأتي سؤال مني قبل ان ينتبوا لخروج جاسم من غرفة مكتبه
هو ده حسين جارك حب الطفوله يامهرة
فأرتبكت مهرة وهي تنتبه لجاسم الذي طالعهم بصمت وانصرف دون ان يخبرهم بشئ كالمعتاد
جلس مراد في مكتبه بالمصنع يفكر بمهرة وهو ينظر لرقم هاتفها يريد أن يحادثها يطلب لقائها ولكن شخصية كمهرة لن تقبل بهذا الشئ
ووجد رقم رقية يدق فأبتسم وهو يحادثها
أهلا بالمشاغبة
فصدحت ضحكت رقية عبر الهاتف تسأله
هتخرجني فين في حفلة راس السنه
فداعب مراد لحيته مفكرا
المكان اللي تختاريه يارقيه
الكل يستعد لسنه الجديده مهرة تعلم ان قدوم حسين سيكون في هذا اليوم و ورد تريد أن تري كيف يحتفل الناس كما تشاهد في التلفاز اما جاسم صراع قوي أصبح فيه منذ ان علم ان مهرة لديها حبيب من الطفوله وكأن هذا الخبر هو الفيصل لقراره
أتسعت عين ورد پصدمه وهي تنظر الي عائلة كنان العريقة ومعاذ يخبرها ان تلك السيده الأنيقة التي يقف معها جواد هي جدته والدة السيد كنان
وان الأخرى ذو الأعين الخضراء والجسد الطويل الممشوق سيلا خطيبته
ازاح المقعد قليلا لتجلس عليه فأبتسمت رفيف بسعادة وهي تطالعه تشعر ان اليوم به شئ مختلف وسألها جاسم بهدوء
تحبي تطلبي ايه
فأخبرته رفيف عما ترغب ثم وضعت يدها أسفل ذقنها وطالعت من يرقصون بحالمية
انهوا طعاهم ووضع النادل المشروبات التي طلبوها ومع دقات عقارب السنه الجديده كان جاسم يخرج من جيب سترته علبة مخملية وفتحها امام رفيف دون مقدمات لتلمع عين رفيف بسعاده
مواقفه بالطبع جاسم
وقفت مهرة تنظر من الشرفة تنتظر مجيئه بعد سنون الغربه وتمللت في وقفتها من كثرة الانتظار وتخيل كيف أصبح حسين
وتنهدت بحالمية وقد رتبت شعرها اليوم ورد تعجبت من اهتمامها بنفسها وبشرتها ولكن لم تسألها عن السبب فقد كانت منشغلة بحفل افتتاح المنتجع وقد رافقها أكرم
وصدح صوت سيارة وخرج السيد إسماعيل من ورشته ووالدة وشقيقات حسين خرجوا من الشرفة
ثم هبطوا لأسفل مشتاقين لشقيقهم
فرقص قلبها وهي تجده يخرج من السيارة ولم تلمح الا نصف وجه وارتبكت من وقفتها فقررت ان تهبط لأسفل متعلله بأي شئ
هنزل اتحجج اني واقفه استني ورد عشان قلقت عليها
وهبطت درجات الدرج سريعا وفتحت باب المنزل بكل حنين الجار قد عاد وحب الطفوله ها هو
لتقف كالصنم وهي تسمع والدة حسين
ديه مراتك ياحبيبي
وكان رد حسين ان أحتضنها وهو يخبرهم بهوية زوجته العربية التي تعيش مغتربة بهولندا
خرجت من المنتجع راكضه بعدما استطاعت قدماها ان تتحرك وتترك المكان وتهرب فأتبعها كنان بلهفة فلم يكن يعلم بقدوم والدته ولا سيلا وقد تفاجئ بحضورهم منذ ساعات قليلة
ورد انتظري
فأكملت ورد ركضها ليجذبها من مرفقها
فطالعته بأعين دامعه فلم تستطع اخفاء دموعها
اترك يدي سيد كنان
فحرك كنان رأسه بنفي ناظرا لعينيها بعمق
لن أتركها ورد بعد ان وجدتك
لتقف سيلا خلفهم بأعين قاتمه
هذه من فضلتها علي كنان
وتابعت پحقد
هذه من خڼتني معها
لتنهمر دموع ورد وأرتخت يد كنان عنها واقترب من سيلا محدقا بها بجمود
اخبرتك سيلا من قبل فلا داعي تمثلي دور الضحېة الأن
وعاد يلتف نحو ورد التي سارت مبتعده عنهم وصدح صوته عاليا
ورد
ولم تلتف اليه فأسرع بخطواته نحوها واعين سيلا تتابعهم ووقف أمامها يتنفس ببطئ
تزوجيني ورد
نظرت ورد إلى أكرم الجالس جانبها يقود السيارة بصمت فلم يسألها عن شئ بعد ان جاء إليها راكضا بعدما وجدها تبكي وكنان يقف ينتظر اجابتها
لم تعطي لكنان إجابة فهي مازالت في صډمتها من كل ماحدث
وفركت يدها بتوتر متسائله بأرتباك
هو انتوا اتكلمتوا في ايه
فطالعها أكرم بهدوء متذكرا الحديث الذي دار بينه وبين كنان في طلب زواجه منها وانه يريد رقم هاتفه ليتواصلوا معا فأخبره أكرم ان طلبه ليس هينا وانه من بلد أخرى وهذا سيصعب الأمر ولكن في النهايه احترمه أكرم لأنه حين أراد شقيقته أرادها زوجه دون ان يتلاعب بها
ورد متتكلميش مع مهرة في حاجه النهارده قبل ما اتكلم معاها انا اتفقنا
فحركت ورد رأسها بتفهم وطالعت الطريق وهي هائمة فيما سيحدث
الفصل العشرون
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
الماضي مر أمامها حسين يعطي لها الحلوي يضرب اطفال الحي من أجلها يسألها عن أحوال دراستها يطبطب علي كتفها وهي تبكي بعد صړاخ والدها بوالدتها ككل مره يأتي إليهم وتطالبه بحاجتهم إليه
يواسيها في أحزانها يفرح ويبتسم معاها وقت سعادتها ونجاحها
ذكري وراء ذكري تمر ودموع وقفت في مقلتيها متحجرة وهي تطالع والدة حسين تحتضن زوجته مرحبه بها
ووقفت ساكنه وقد تجمدت حركتها وهي تسمع صوته غير مصدقا
مهرة مش معقول
وتقدم منها يسألها عن حالها
ازيك
يامهرة متغيرتيش
فرسمت أبتسامة باهته على ملامحها وهي تري أعين زوجة حسين عليها
حمدلله على سلامتك
فأبتسم حسين وهو يلتف نحو زوجته
الله يسلمك
ثم نده على زوجته التي تراقب الموقف وأخوات حسين يخبروها أنها جارتهم وتربوا معا
تعالي يامريم اعرفك علي مهرة صديقة طفولتي
فأقتربت مريم تصافحها بود وبأبتسامه لطيفة
مرحبا مهرة
فمدت مهرة يدها تصافحها بملامح باهتة وصمدت وصمدت الي ان انتهي ذلك الجمع وانصرف حسين وزوجته الي بيت والديه
اوصل جاسم رفيف للفندق الذي تقيم فيه فأقتربت منه تعانقه وتقبل خديه
مبسوطه كتير جاسم
فأبتسم جاسم لسعادتها بعرض الزواج الذي اتفقوا بأن بيكون الزواج بعد عام والخطبة ستتم في كندا وسط عائلتها كحسب الأصول
وخرجت من سيارته تودعه لينظر جاسم لها وهو لا يعلم لما عقله يصنع السعاده وقلبه لا يخفق بها
ونفض تلك الأفكار فبعد يومين سيسافر لكندا من أجل طلب يد رفيف رسميا من عائلتها وامضاء بعض الوقت في كندا لمطالعة أعماله هناك ويطمئن على شقيقه وكيف تمضي حياته
انكمشت على فراشها تضم ساقيها ببعضهم تنظر للقطع الصغيره الخاصه بالرسالة التي عاشت بها سنوات غربة حسين منتظره ان يأتي
وسمعت غلق باب الشقة فعلمت ان ورد قد أتت فنظرت للساعه جانبها ف الساعه الثانية صباحا
ولولا انها تعلم بأن أكرم معها وأنها حفله افتتاح للمنتجع الذي بعد أيام سينتهي عملها فيه ماكانت وافقت على هذا التأخير ولكن تأخير ورد جاء بصالحها ولم يري أحد لحظه ضعفها
نظرت ورد نحو غرفة مهرة لتجدها مظلمة فعلمت ان مهرة قد غفت فتنفست براحه فهي الآن ليست مستعده لتحكي تفاصيل ماحدث ولا عرض زواج كنان فمهرة بالتأكيد سترفض
أعدت ورد طعام الأفطار بأرتباك وهي تنظر لمهرة التي تجلس امام الطاوله تقلب في كوب الشاي خاصتها تعجبت من صمتها وعدم سؤالها عن الحفل ولا حتي عملها ذهبت إليه ولم تسألها لما لم تذهب هي أيضا لعملها الذي سينتهي عقده بعد أيام ولكن ما حدث وتر الأمور
وقررت أخيرا ان تسألها
مالك يامهرة
فأوقفت مهرة الملعقة عن التقليب وتمتمت
مافيش حاجه انا هنزل المحل
فأزداد تعجب
متابعة القراءة