رواية جوازه نت بقلم مني لطفي

موقع أيام نيوز

 


سكنت المدينة منذ زمن طويل يملك قطعة أرض هي ميراثه عن والده في بلده الريفي يرعاها شقيقه الذي يعيش هناك مع عائلته كما تعيش شقيقته في بلدتهما مع زوجها وعائلتها الصغيرة وشقيقة اخرى تعيش في الخليج مع زوجها واسرتها
عواطف الأم حاصلة على بكالوريوس تجارة تزوجت من عبد العظيم زواجا تقليديا عاشت طوال عمرها في القاهرة لا تملك من الاشقاء سوى واحدة وتلك الاخيرة تعيش مع عائلتها في الاسكندرية حيث عمل زوجها آثرت عواطف عدم العمل وانشغلت برعاية شؤون أسرتها الصغيرة فأصبح شغلها الشاغل مساعدة زوجها في تأمين راحة ولديها وتدعو الله ليل نهار أن يوفق كليهما في اختيار شريك حياته لتكتمل بذلك سعادتها هي وزوجها

اتفضلي يا ستي دخلت منة حيث يشير احمد لتجد نفسها في بهو واسع
لشقة كبيرة حيث لاحظت ثلاثة أبواب تقدم أحمد مشيرا الى أول باب الى اليمين قائلا
دا مكتب الموظفين اللي معنا هعرفك عليهم دلوقتي والباب التاني دا مكتبي أنا وعمر والباب الأخير اللي في الوش يبقى مكتب الاستاذ سيف
قطبت منة متسائلة
وايش معنى سيف صاحبك مكتبه لوحده
احمد بتلقائية
طبيعي سيف هو المهندس المسؤول هنا صحيح المكتب انا وهو وعمر شركا فيه لكن هو اكبر مننا سواء في السن اكبر مننا بتلات سنين وسواء في الخبرة عنده خبرة اكتر مننا بكتير وبعدين هو مش غريب دا ابن خالة عمر فبالنسبة لنا عادي وكويس انه وافق يشاركنا سيف عنده خبرة كويسة اوي وعمل علاقات في السوق مش بطالة
هزت منة برأسها ايجابا ولم تعقب أشار اليها احمد لتتقدمه حيث دخلا الى غرفة الموظفين فطالعتهما زوجين من الأعين اشار اليهما احمد مبتسما
المهندسة سحر زميلتنا هنا ودفعتنا في الكلية مهندسة انشاءات تقدمت اليها منة مصافحة وقد شعرت بالراحة اليها فوجهها تعتليه براءة طفولية محببة كما انه غير متكلف خال من أي زينة وملابسها بسيطة بعيدة كل البعد عن البهرجة وشعرها القصير الذي يصل حدود أذنيها يكسبها مسحة من الجمال البريء مع عينيها الواسعتين بلونهما البندقي
أكمل احمد التعريف مشيرا الى الأخرى قائلا
المهندسة ايناس مهندسة كمبيوتر وأوتو كاد وحاجات كتيرة اوى هتلخبط لك دماغك من الاخر مهندسة تصميم ما حصلتش
اتجهت ايناس للسلام على منة وقد احمرت وجنتيها لمدح أحمد لها مما لفت نظر منة التى نقلت نظراتها بينهما هما الاثنين لتشاهد لمحة خاطفة من حنان عبرت وجه اخيها سريعا ولكن لم تكن لتفوتها ولكنها عذرت شقيقها في اعجابه الملاحظ بها فهي كالنسمة الهادئة التى تشعر بها لتريح اعصابك بعينيها العسليتين كبحر من العسل المصفى وبشرتها القمحية وشعرها الطويل نسبيا الذي يصل نهاية اكتافها بلونه الشوكولاتة الجذاب ولم تكن متكلفة ايضا لا في زينتها او ثيابها
قالت ايناس بخفر
ما تبالغش يا باش مهندس نورتينا يا
ضحكت منة مجيبة وهى تصافحها
منة مهندسة ديكور وأخت الباش مهندس
رحب الجميع بها وفجأة فاح في الهواء رائحة عطر ثقيل جعلت منة تنظر مشدوهه لتلاحظ سحر
ترنو ببصرها الى شيء خلفها فاستدارت لتطالعها صورة من عارضة ازياء خرجت حديثا من مجلة للموضة والجمال
احمد بجدية استغربتها منة
نشوى سكرتيرة المكتب او مديرة المكتب زي ما بتحب تقول
اجابت نشوى في غنج لم تستسغه منة
تقدري تقولي الكل في الكل من غيري المكتب يتلخبط انا اللي بظبط مواعيد العملا والطلبات اللي بتجيلنا وكل الشغل الاداري عليا انا لوحدي ابقى اهم واحده ولا لأ
انهت عبارتها وهى ترنو لأحمد بدلال مقزز جعل منة ترغب بلكمها على أنفها المرتفع عاليا عله ينزل الى الاسفل قليلا
فحصتها منة بنظراتها بدءا من شعرها الاشقر المصبوغ مرورا ببشرتها البيضاء الخالية من العيوب مرورا  حتى اصابع قدميها الظاهرين من فتحت حذاءها ذو الكعب المرتفع جدا والمطلية بلون احمر قان كما اظافر يديها بينما طالعتها نشوى بنظرات زرقاء مغرورة
همست منة في سرها
اتحدى انه عينيكي عيرة تمام كدا زي شعرك وربنا يستر ما يكونش فيه حاجات تانية عيرة
مالت على احمد هامسة له فلم يسمعها سواه
انت قلت لي هشتغل في مكتب مع موظفين عاديين زيينا كدا اقدر اعرف الساحرة الشريرة اللي واكله ولادها دي على الصبح بتعمل هنا ايه في اشارة منها الى اللون الاحمر الفاقع الذي تطلي به شفتيها قاطعته قبل ان يقوم بالرد عليها متابعة
آه بس فهمت جايبينها تخوفوا بيها الزباين صح
كتم احمد ضحكته بصعوبة ونظر اليها نظرة زاجرة بعينيه وقال بخفوت مصطنع الجدية
منة بقولك ايه ابعدي عن دي خالص انا مش ناقص وش خليكي مع سحر وايناس ونشوى ابعدي عنها انا ماليش دعوه علشان ما تجيش تشتكي بعد كدا
منة بحنق هامس
مين دي اللي تشتكي أنا لا معلهش يا استاذ اختك عندها المقدرة بعون الله انها تحط كل واحد في حجمه الطبيعي ولو عاوزني اخليهالك ماشية والعه والدخان طالع من ودانها ومناخيرها كدا ولا يهمك أنا لها واشارت لنفسها بثقة
اجاب احمد پذعر فهو يعلم شقيقته تماما ومقدرتها على حړق ډم من
يقف امامها وهى ببرود ثلاجة
لالالا الطيب احسن ابعدي عنها وخلاص مش عاوز عمر أو سيف يتضايقوا هي يمكن مغرورة شوية انما شاطرة وممشية المكتب زي الساعه
قاطع استرسالهما صوت ضاحك
ايه يا عم وانا ماليش في المعرفة جانب ولا ايه
تقدم عمر بوجهه البشوش الضاحك من احمد الذي خبط بيده على ظهره بمرح قائلا
ودا طبعا عمر باشا انت عارفاه
قالت منة ولم يصافحها عمر فهو يعلم انها لا تصافح رجال من المرات القليلة التي شاهدها فيها لدى زيارة احمد وكان نادرا ما يزوره فأحمد على قدر مرحه ولكنه غيور جدا ولم يكن يدعو احد من اصدقائه لزيارته بالمنزل حيث والدته وشقيقته ولكن كان عمر يصادفها لدى مروره على احمد في أمر طاريء
قالت منة بابتسامة صغيرة فمرحها مقتصر فقط مع شقيقها وصديقاتها ولكن ليس مع أي زميل مهما بلغت درجة معرفتها به
اهلا وسهلا يا عمر اتشرفنا
مال احمد على عمر هامسا بتساؤل وصل اسماع منة القريبة منهما
هو لسه ما وصلش ولا ايه
عمر بتلقائية
انت عارف انه مسافر البلد علشان والده تعبان وبعدين خلينا يا عم نشم نفسنا شوية دا ميعرفش حاجه في حياته غير العمل فالعمل ثم العمل
فهمت منة ان الحديث الدائر يخص الغائب والذي بالتأكيد لن يكون سوى سيف
في وقت لاحق وبعد استقرار منة في المكتب مع زميلاتها سحر وايناس وذهاب احمد الى مكتبه مع عمر كانت منة تقوم برسم لديكور غرفة اطفال في تدريب لها كما سبق واتفق معها شقيقها ان الفترة الاولى ستكون بمثابة تدريب لها حتى تعلم تماما كيفية سير العمل أرادت منة الاستفسار عن بعض الامور ولكنها وجدت كل من سحر وايناس منخرط في عمله ففضلت التوجه الى شقيقها لسؤاله قائلة في سرها
ماليش غيرك يا ابو حميد ثم استأذنت زميلاتها وخرجت متجهة الى مكتب اخيها كانت قد صادفت عمر في طريقها وهو يتجه خارجا من المكتب فعلمت ان شقيقها بمفرده هناك فدخلت بمرحها المعهود قائلة
معلهش يا حمادة هعطلك شوية ممك
لتبتر عبارتها عندما طالعتها هيئة طويلة من الخلف وجسم رياضي قطبت باستغراب هامسة بصوت مسموع
أحمد انت ايه اللي طولك كدا ايه حطوك في الردة ولا ايه
لتشهق عاليا ما ان الټفت هذا الجسد الضخم الذي كان موليا اياها ظهره قائلا بفكاهة
لا معندناش ردة هنا
نظرت مشدوهة الى هذا الوجه الرجولي الشديد الجاذبية الماثل امامها قد لا يكون وسيما بالمعنى المفهوم للكلمة ولكن هناك جاذبية رجولية فجة تنضح منه تجبر من حوله على الالتفات اليه كان يطالعها بنظرات سوداء عميقة كبحر عميق في ليل حالك السواد بينما هناك خصلة سوداء شاردة تغفو على جبينه العريض تستفز من يراها كي يعيدها مكانها الى اعلى مع باقي الخصلات وانف طويل شامخ يعلو فم حازم
ونغزة عميقة في ذقنه المغطى بلحية خفيفة غير مشذبة او كما يقال هذه الايام ديرتي هذا كله يعلو جسد عضلي يدل على ممارسة صاحبه للرياضة بشكل دائم وطول يصل قرابة ال 190 سم مما جعلها تشعر بأنها قزمة أمامه علما بأن طولها يقرب ل 173 سم وكثيرا ما لقبها صديقاتها ب النخلة على سبيل المزاح بينهم فقد كانت اطول واحده في مجموعتها
تحدثت منة بتلعثم قائلة
م مي مين أنت
ابتسم صاحب الجسد الضخم قائلا
بالتأكيد أنا مش حمادة
قطبت منة غاضبة من هذا المتحذلق المغرور الذي يسخر منها
ولما انت مش حمادة تقدر تقوللي بتعمل ايه في مكتبه
رفع حاجبه باستفزاز مجيبا بسخرية
معلهش ممكن اعرف الاول انت مين وانت داخله زي القطر كدا ومن ساعة ما دخلت ما بطلتيش كلام زي ما يكون راديو واتفتح
استهجنت منة حديثه وخاطبت نفسها قائلة
راديو واتفتح دا نفس كلام احمد
قالت وهى تستدير مبتعدة ببرود
معلهش هاجي بعدين يكون الباش مهندس احمد جه
ليقاطعها ذاك الرجل بسرعه
لالالا خليكي احمد أكيد راح هنا ولا هنا وجاي على طول انما متعرفناش
منة بدون نفس وهي تنظر الى ناحية بعيدة عنه
مبتعرفش بناس اغراب
الصوت ساخرا
ايه ماما قالت لك ماتكلميش حد متعرفهوش
منة بغيظ مكتوم استغربته من نفسها فهي قلما استطاع أحد ان يخرجها عن طورها ولكن هذا الكائن الضخم
الماثل امامها يخرج أسوأ ما فيها فأجابت بابتسامة صفراء وببرود ثلجي يقطر من كلماتها
آه فعلا
ليقاطع نقاشهما صوت احمد الضاحك
سيف حمدلله على السلامة جيت امتى
لسه من دقايق مالاقتكش ولا لاقيت عمر
ابتعد احمد قائلا
انا نزلت اجيب موبايلي من العربية كنت ناسيه وعمر تلاقيه هنا ولا هنا انت عارفه مش بيثبت في حتة واحده ثم تذكر وجود منة فاستدار مطالعا اياها وهو يقول باستفسار وابتسامة تعتلي محياه
منة فيه حاجه همت منة بالكلام ليقاطعها صوت سيف
طيب مش تعرفنا الأول يا احمد كان سيف يتحرق شوقا لمعرفة من تكون هذه اللبوءة الشرسة التي تنفث ڼارا من عينيها الرائعتين وكما كان رغبته لمعرفة من هذه الطفلة الفاتنة الواقفة امامه كان يخشى من سبب تواجدها في مكتب احمد او من درجة قرابتها له وتنفس الصعداء عندما سمع احمد يقول
احمد بتلقائية
أه صحيح انتو متعرفوش بعض ما سبقلكش شوفتها
اعرفك يا منة المهندس سيف صديقي وشريكي والمدير التنفيذي للمكتب ثم اشار الى منة قائلا بابتسامة
المهندسة منة اختى واول يوم تدريب ليها هنا في المكتب
أومأ سيف بتحية من رأسه قائلا بابتسامة صغيرة
اتشرفنا يا منة ومد يده مصافحا فطالعتها منة ببرود لتقول دون ان تمد يدها للمصافحة
آسفة ما بسلمش ثم انصرفت وهى تقول
أستأذن يا احمد لما تفضى هبقى اجيلك
ابتسم احمد معتذرا من سيف الذي برقت عيناه متابعا لهذا الغزال الهارب من امامه وهو يهمس في نفسه
واضح كدا ان الايام الجاية هتبقى مش مملة ابدا
الحلقة الثانية
مر
 

 

تم نسخ الرابط