رواية جوازه نت بقلم مني لطفي
المحتويات
ذاك المتواجد بالقرب منها مطالعا إياها وكأنها الأميرة النائمة همست بصوت ضعيف
يوووه هش هش لتدغدغ أذنيها ضحكة رجولية خشنة فتحت منة عينيها دهشة ليقعا على عينين في لون الليل البهيم يطالعانها بشغف جعل الډم يسيل في أوردتها كالعسل الدافيء ولم تلبث أن انتبهت لتواجدها في سيارة سيف القابع امامها يداعبها بعينيه اعتدلت في جلستها ونظرت حولها قبل أن تستفسر وعيناها تفتشان هنا وهناك عن والدتها
ما صحتنيش ليه انتبهت الى المنديل الورقي الذي يحمله بيده فضيقت عينيها مواصلة هجومها
آه كان حلو انك تضايقني رايح جاي بالمنديل على وشي صح كان عجبك الموضوع مش كدا
أجابها سيف وهو على وضعه المائل ناحيتها حيث كان نصف داخل السيارة والنصف الآخر خارجها فهو لم يستطع ايقاف نفسه وهو يراها تغط في سبات عميق فساعد والدتها على الصعود الى أعلى قائلا لها أنه سيلحق بها جالبا حقائبهما بعد أن يوقظ منة فانصرفت امها بهزة من رأسها مشددة عليه أنه سيتناول معهم طعام الغذاء
ما هو يا كدا يا اما كنت هصحيكي تمام زي الاميرة النائمة وعلشان احنا في الشارع ما عملتهاش أي نعم الشارع هادي ومحدش موجود دلوقتي لكن بردو دا بدل ما تشكريني انى طلعت محترم
وما انتهزتش الفرصة أجابت ساخرة بشكر مزيف
طاب يا سي محترم ممكن تبعد بقه علشان أنزل أجاب سيف ببراءة مزيفة
ما تنزلي هو انا حايشك ما انا بعيد أهو انا جيت جنبك ولا هي تلاكيك وخلاص مش فاهم أنا والله
هنزل بس ابعد انت بس شوية انا تخينة يا سيدي قلت ايه مش عارفة أنزل من النص شبر دامشيرة الى المساحة الضيقة التى لا تمرر عصفورا بجانبه أطلق سيف ضحكة عميقة وانتصب واقفا وهو يقول
ماشي يا منة هانم اتفضلي يا دبدوبة التخينة ما ان أفسح لها حتى خرجت مسرعة من السيارة واعتدلت أمامه واقفة قائلة بحنق
علشان بحبك فيكي تخينة بقه رفيعة طويلة قصيرة مش مهم المهم إنك منة حبيبتي وخلاص إضطربت من نظراته المغازلة وابهامه الذي يداعب ظهر يدها مثيرا فيها أحاسيس شتى وأجابت محاولة الهرب بنظراتها من أسر عينيه المشتعلتين
لا مامتك عارفة ان ورانا مشوار هنعمله الأول على فكرة انا معزوم ع الغدا عندكم انهرده
قطبت منة بحيرة سائلة
تشرف انما مشوار ايه وفين المشوار دا أجاب سيف وهو يبتعد عنها ليفتح باب السيارة الامامي داعيا اياها للجلوس بجواره
انطلق سيف بالسيارة وبعد قليل أعادت منة سؤالها لسيف عن وجهتهما عندما أجابها بتلقائية
رايحين نشوف الشقة علشان ننزل نختار العفش
صمتت منة قليلا لتستوعب عبارته ثم سألت بدهشة
شقة ايه أجابها سيف وهو يلقي إليها بنظرة خاطفة قبل أن يعيد انتباهه الى الطريق
شقتنا يا منايا هتكون شقة ايه يعني شهقت منة واجابت
إيه شقتنا نروح نشوف شقتنا أنا وانت بس وماما وافقت قطب سيف واجاب بابتسامة حائرة وهو يسترق اليها النظر
آه وافقت ولعلمك أنا أخدت إذن عمي الأول كمان وهو موافق مستغربة ليه مش فاهم أنا أجابت منة بامتعاض واضح ولكن بجدية شديدة
علشان مينفعش سيف ممكن تروحني أنا مش هشوف شقق معاك لوحدنا
أوقف سيف سيارته فجأة لدرجة أن عجلاتها قد أصدرت صريرا عال وهو يضغط على مكابح السيارة بشدة حتى كادت منة أن برأسها في الزجاج الأمامي ولكن أنقذها حزام الأمان نظرت اليه منة باستنكار تام وهمت بالصړاخ فيه عندما أوقفها تعبير وجهه السوداوي وهو يطالعها بنظرات ڠضب ڼاري يتصاعد بقوة بين فحم عينيه المشتعل وقال بصوت كالفحيح بينما ينفث ڼارا من فمه
نعم سمعيني تاني كدا وكرر عبراتها التي أشعلت نيران غضبه
مش عاوزة تشوفي شقتك معايا لوحدنا لم يترك لها الفرصة للاجابة وبدلا من ذلك تابع پغضب شرس
ليه أن شاء الله شايفاني أيه قودامك باباكي ومامتك لو ما كانوش واثقين فيا ما كانوش وافقوا عليا زوج لبنتهم من الأساس عموما ولا يهمك يا منة وكما أوقف السيارة بغتة أدار المحرك منطلقا بها بسرعة عالية ضاغطا بقوة على دواسة البنزين مما جعلها تتمسك بمقعدها جيدا وهى تختلس اليه النظرات برهبة فهذا الوجه من سيف لم تختبره سابقا كان سيف عاقدا لحاجبيه بقوة ويعتلي وجهه تعبير ڠضب أسود لا يريد أي كان اختباره عضت منة طرف لسانها وقد شعرت بالذنب لإغضابه ولكنها شعرت بالخجل والرهبة لانفرادهما تماما في منزله وحاولت الحديث بتردد وخشية
سيف سيف أرجوك ما تزعلش مني أنا أنا ما كانش قصدي اللي فهمته أنا لتقاطعها يده التي رفعها أمامها آمرا اياها بالسكوت وتحدث من دون أن يعيرها إلتفاتة وبجمود تام
خلاص يا منة اقفلي ع الموضوع دا أجابت منة برجاء وقد بدأت الدموع تترقرق في مقلتيها
لأ مش خلاص يا سيف مش عاوزاك تزعل مني أنا أنا آسفة يا سيف آسفة ليتهدج صوتها وقد غلبتها دموعها التي انهمرت كالسيل على وجنتيها المرمريتين وهي تشهق بغصات بكاء حار جعلت سيف يرنو اليها بنظره ليراها مڼهارة في نوبة بكاء حاد أطلق شتيمة من بين أسنانه ثم ألقى بنظره في المرآة الجانبية قبل أن يعطي أشارة أنتظار ليقف بالسيارة تماما الى جانب الطريق
الټفت اليها وقال عاقدا جبينه آمرا اياها بالتوقف عن البكاء
ممكن تبطلي عياط ثم باستخفاف وسخرية غير مقصودة تابع
مافيش حاجه حصلت للعياط دا كله رفعت منة عينين سابحتين في بركة من الدموع وقالت بصوت متقطع من بين شهقات بكائها العڼيفة وهى تمسح عينيها بظهر يدها فغدت كالطفلة الحزينة بعينيها الدامعتين
انت انت زعلان مني وأنا أنا آسفة ما اقصدش المعنى اللي جه في بالك والله بس أنا كن كنت زمجر سيف حانقا وأحل حزام الأمان الخاص بالسائق وسط لعڼة مكبوتة انطلقت بهمس منخفض من بين شفتيه المطبقتين ليجذبها بقوة بين وهو يحل حزام الأمان الخاص بها وقد احتواها بقوة بين ذراعيه لتنخرط في نحيب حار يقطع نياط القلب بينما سيف يهدهدها مربتا على ظهرها وهو يهمس لها بكلمات صغيرة أن تكف عن البكاء بعد فترة بدأت نوبة البكاء التي أصابت منة بالانحسار وان كانت لا تزال شهقاتها تنتابها بين لحظة وأخرى انتظر سيف الى أن هدأت تماما ثم خاطبها بخفوت قائلا
خلاص هديتي لتوميء برأسها ايجابا تناول سيف محرمة ورقية من صندوق المحارم أمامه وناولها اياها تناولتها منة ومسحت وجهها الغارق في دموع الألم لإغضابها سيف قالت منة وهى تطالعه بتوسل أن يفهمها
انا آسفة يا سيف ما قصدتش خالص المعنى اللي جه في بالك انى مش واثقة فيك كل الحكاية إني وأسدلت جفنيها خفرا متابعة
إني مكسوفة مش اكتر همت ابتسامة حانية بشق طريقها الى وجه سيف عندما انتبه فقال بعتاب وقد فارقه غضبه من هذه الطفلة القابعة أمامه في ثوب إمرأة فاتنة
بس بيكون ماما وبابا موجودين لكن مش بنكون لوحدنا كدا خالص نهرها سيف بصوت أجش بينما عيناه تراقبان فمها المضطرب وأسنانها الصغيره
أنا مش ممكن أأذيكي وهحميكي حتى من نفسي عهد عليا يا منايا انى عمري ما هكون سبب لحزن يدخل قلبك أو دمعة أسف تنزل من عينيكي ابتسمت منة وهمست له بحب قبل أن تلقي بنفسها بين الدافئة
أعتبر
دا وعد ابتسمت منة وأجابت ډافنة وجهها في العريض مستنشقة رائحة العطر الرجولي الخاص به الممتزج برائحته الخاصة والذي يداعب أحاسيسها بعبيره المثير الجذاب
وعد
لتعلم خطأ وعدها ذلك بعد مدة قليلة ما أن دخلا منزل سيف لمعاينته حيث أرهقها بالركض خلفها بين غرف المنزل المختلفة وهي تصرخ ضحكا وخوفا بينما يلاحقها من مكان الى مكان متوعدا إياها ما أن تقع في قبضته
وقفت منة حول طاولة الطعام المستديرة وقد خلعت حجابها بناءا على طلبه ما ان دخلا الشقة كي تحرر شعرها قليلا فهي ترتدي الحجاب منذ
بقولك ايه انا شفت الشقة كويس أووي كفاية بقه خلينا نمشي قال سيف بمكر وهو يحاورها محاولا التقدم اليها من ناحية اليمين لتتأهب متخذة وضع الاستعداد للفرار من الناحية الأخرى
لسه أهم أوضة ما شوفتهاش أوضة النوم وانقض عليها لتطلق صړخة عالية وهى تهرب منه مجيبة
لا يا باش مهندس شكرا مين قالك إني هنام في أوضة أنا هنام في الصالة حضرتك وركضت وسط صرخاتها الضاحكة وهو يحاول الامساك بها ركضت منة حيث غرفة الجلوس وقذفت حذائها الصيفي المسطح جانبا من قدميها الصغيرتين لتقفز فوق الآرائك المنتشرة بصورة عشوائية ولم يكن سيف بأقل منها جنونافقام بنزع حذائه هو الآخرملاحقا لها بلا هوادة حتى عثرت أثناء ركضها لتقع من فوق احدى الارائك على السجادة السمكية المفروشة فوق الآرض الخشبية وهدأت واستكانت تماما ما جعل سيف قلبه يقرع پخوف وهو يتقدم منها وقد هوت على وجهها
منة منة حبيبتي طرق وجهها بخفة بأصابعه مواصلا ندائها بصوت أعلى قليلا ولكن بإلحاح قوي هذه المرة وهو يناشد عينيها المسبلتين أمامه بالنظر اليه
منة ردي عليا منة لتباغته بفتح عينيها فجأة والنظر اليه هاتفة بابتسامة مشاغبة
عاوووو كاد سيف أن قهرا وغيظا بينما احاطها بذراعه الآخر مكررا بنزق من بين أسنانه
عاوووو ضحكت منة وقالت وهى تعتدل في جلستها الشبه راقدة بين ذراعيه وسط ضحكتها العريضة الساخرة
عليك واحد قال سيف متمتما من بينى أسنانه وهو يشد عليها مقربا اياها منه
عليا واحد طيب أنا بقه هوريكي أزاي هيبقى عليكي إنتي واحد اتنين تلاته أربعه قالت بضحك صاخب وهى تحاول الفكاك من أسر ذراعيه الفولاذيتين مديرة رأسها من جهة لأخرى
لا لا لا سماح يا أهل السماح عيل وغلط وانت الكبير يا كبير
أجاب سيف محاولا تقبيلها بينما تهرب من محاولاته باستبسال قوي
في وقت لاحق وأثناء تناولهما طعام الغذاء الذي ذهب سيف لشرائه بينما انشغلت منة بترتيب الفوضى التي أشاعاها أثناء لهوهما بالركض وراء بعضهما وكان قد اعتذر لوالدتها عن تناول الغذاء لرغبته في دعوة منة لتناول الغذاء بالخارج فقبلت
متابعة القراءة